التوقيت يتناقص، من دقيقتين العام الماضي إلى 89 ثانية.. هذا الوقتُ المتبقي قبلَ أن تدق ساعة الصفر بتوقيتِ “ساعةِ يومِ القيامة”.. بعدَ ذلك، سينقلب العالمُ رأساً على عَقب، البشرية ستَفنى، ونهايةُ العالم تُصبحُ واقعاً.
كلام قد لا يبدو مريحاً على الإطلاق ولكنْ هذا هو الهدفُ أصلاً من ساعة يومِ القيامة، فالتحذيرُ من الكارثةِ الكبرى وهي النقطةُ النظريةُ للإبادةِ الكاملة.

الكارثة الكبرى
ويتخوف العالم من أنّ يحلَّ منتصفُ الليلِ بتوقيتِها، لأنّ الكوارثَ حينَها ستتوالى علينا ليس بسبب عواملَ خارجية بل من صُنعِ يدِ البشرية.
عنوان هذا العام على موقع “ساعة القيامة” كان “89 ثانية تفصلنا على الكارثة”.
وتشكل الساعة التي أسسها العالم، ألبرت أينشتاين، وباحثون من جامعة شيكاغو عام 1947، مقياسا لمدى اقتراب البشرية من تدمير ذاتها، وكلما قاربت الساعة من بلوغ منتصف الليل، زادت فرص اندثار البشرية.
العام الماضي، صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن “ساعة القيامة” التي ترمز إلى مدى اقتراب نشوب حرب نووية، أظهرت عقاربها أن هناك “دقيقتين متبقيتين” لكن، وفقاً لتصريحاته، هذا لا يعني أن عملية التصعيد لا رجعة فيها، مشيراً إلى ضرورة التعامل بكل مسؤولية مع الأحداث الراهنة.

تناقص تدريجي
وضعت الساعة مقياسها لاندثار البشرية عام 1947، وتناقض تدريجيا من 100 ثانية قبل منتصف الليل، في 2020، ثم 90 ثانية في 2024، و89 ثانية في 2025.
وتدق هذه الساعة منذ 77 عاماً، أيْ عندَما أنشأتها منظمة “Bulletin of the Atomic Scientists”، وتقومُ بتحديثِ الوقتِ سنويًا بناءً على المخاطرِ الكارثيةِ على الكوكبِ والبشرية.
وبطبيعةِ الحال، معَ كلِّ سنةٍ نتقدمُ فيها تتراكم الكوارثُ ومسبباتُ إبادةِ البشريةِ تتزايدُ معَها. من بينِها المخاطرُ منِ اندلاعِ حربٍ نوويةٍ، وتغيّرُ المناخِ وحتى الأمراضُ الوبائية، وهذه كلُّها تؤخذُ بعينِ الاعتبارِ عندَ ضبطِ الساعة.
ولحسنِ الحظِّ إذاً.. لم تصل الساعة مطلقًا إلى منتصفِ الليلِ بعد، ويمكنُ حتى إعادتُها إلى الوراء، وهنا تكمنُ الغايةُ منَ الساعة اتخاذُ إجراءاتٍ جريئةٍ وملموسةٍ لخفضِ الكوارثِ التي تهدّدُ البشرية.
أعلنت المنظمة، أمس الثلاثاء، وفي مؤتمر افتراضي نشر على موقعها الرسمي، أن العالم أصبح بالفعل على حافة الهاوية، مع بقاء 89 ثانية فقط على منتصف الليل.
وقالت إن “أي تحرك ولو لثانية واحدة ينبغي أن يُنظر إليه باعتباره مؤشرا على الخطر الشديد وتحذيرا لا لبس فيه بأن كل ثانية من التأخير في عكس المسار تزيد من احتمال وقوع كارثة عالمية”.

وقوع حرب نووية
عدد بيان صحفي للمؤسسة، أسباب عدة، من بينها خطر وقوع حرب نووية، وتغير المناخ وإساءة استخدام العلوم البيولوجية، والذكاء الاصطناعي، بينما “يفشل قادة الدول في معالجة هذه المخاطر”.
ويشير إلى أن الصراع في أوكرانيا “قد يتحول إلى صراع نووي في أي لحظة بسبب قرار متهور أو نتيجة لحادث أو سوء تقدير”.
ويهدد الصراع في الشرق الأوسط بالخروج عن السيطرة إلى حرب أوسع نطاقا دون سابق إنذار، بينما تعمل البلدان التي تمتلك الأسلحة النووية على زيادة حجم ودور ترساناتها، وتستثمر مئات المليارات من الدولارات في الأسلحة القادرة على تدمير الحضارة.
ومن بين التهديدات أيضا انهيار عملية ضبط الأسلحة النووية، وضعف الاتصالات بين القوى النووية.
ومن المثير للقلق أن البلدان التي لا تمتلك أسلحة نووية تفكر في تطوير ترساناتها الخاصة.

تغير المناخ
البيان أيضا أشار إلى تأثيرات تغير المناخ، العام الماضي، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر ودرجة حرارة سطح الأرض، واستمرار انبعاث الغازات المسببة للانحباس الحراري والظواهر الجوية المتطرفة، مثل الحرائق والأعاصير.
بيولوجيا، لاتزال الأمراض الناشئة والمعاودة الظهور تهدد الاقتصاد والمجتمع وأمن العالم، مثل إنفلونزا الطيور التي انتشرت بين الحيوانات والبشر، ما “يهدد بحدوث جائحة بشرية مدمرة”.

المختبرات البيولوجية
هناك أيضا مخاطر المختبرات البيولوجية وضعف الرقابة عليها، وهو ما يهدد بنشر الأمراض وسط المجتمعات.
وأدت التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي إلى زيادة خطر تمكن إرهابيين ودول من تصميم أسلحة بيولوجية لا يمكن مواجهتها.
وحذر أيضا من خطر دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المعارك الحربية.

الذكاء الاصطناعي
“وتثير مثل هذه الجهود تساؤلات بشأن المدى الذي قد يُسمح فيه للآلات باتخاذ القرارات العسكرية حتى القرارات التي قد تتسبب في وفيات على نطاق واسع، مثل الأسلحة النووية”.
وفي الفضاء، هناك خطر تطوير الصين وروسيا قدرات مضادة للأقمار الصناعية، وربما وضع أسلحة نووية في المدار.

أسلحة نووية في المدار
وما يفاقم من الخطر “انتشار المعلومات المضللة، ونظريات المؤامرة… التي تطمس بشكل متزايد الخط الفاصل بين الحقيقة والزيف”، مع استخدام ذلك في تقويض الانتخابات وقمع حرية التعبير وحقوق الإنسان.
والتقدم في مجال الذكاء الاصطناعي يجعل من السهل نشر المعلومات الكاذبة عبر الإنترنت، التي يصعب اكتشافها.
وقال البيان إن “الاستمرار بشكل أعمى على المسار الحالي هو شكل من أشكال الجنون”.
ودعا الولايات المتحدة والصين وروسيا إلى “سحب العالم من حافة الهاوية”، من خلال إجراء “نقاشات حسنة النية عن التهديدات العالمية”.

العربية نت

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

“الدرونات” و”الذكاء الاصطناعي”.. أبرز التقنيات لحج آمن وميسر

السعودية – أطلقت السعودية في موسم الحج لهذا العام منظومة متكاملة من التقنيات باستخدام طائرات الدرون والذكاء الاصطناعي لضمان أمن وسلامة الحجاج.

وأضحت الدرون وتقنيات الذكاء الاصطناعي عنصرا مهما في مهمات الحج لتعزيز أعمال المراقبة والرصد وإدارة الحشود وإطفاء الحرائق ومراقبة الطرق وتقديم الخدمات الصحية وإيصال الأدوية، وتحليل المشهد بشكل لحظي، والتعرف على الأنماط غير الطبيعية، وإرسال تنبيهات فورية إلى مركز العمليات والتحكم، بما يتيح سرعة الاستجابة واتخاذ الإجراءات اللازمة لأمن وسلامة ضيوف الرحمن.

وتشارك الدرون في حج هذا العام عبر قطاعات حيوية عدة؛ فطائرة صقر يستخدمها الدفاع المدني لأغراض الإطفاء لأول مرة، إذ أطلق الدفاع المدني هذا العام، طائرة صقر للإطفاء والإنقاذ، بتقنية ذكية وبقدرات متطورة وسرعة استجابة عالية.

وتعمل صقر لمدة 12 ساعة بارتفاعات عالية، وحمولة تصل إلى نحو 40 كيلوغراما، وتستخدم نظام إطفاء متعدد الأغراض، وأنظمة إنقاذ وتحكم وأمان وكاميرات حرارية مع إمكانية بث مباشر للموقع وقابلية الربط بمركز القيادة والتحكم.

وتتعدد استخدامات الطائرة في المباني الشاهقة والمواقع الصناعية أو المحتوية على مواد خطرة والمناطق المزدحمة وحرائق الغابات، وتمتاز بسرعة استجابة عالية وتقليل المخاطر على الأفراد ودعم اتخاذ القرار عبر التصوير اللحظي.

وفي مجال الأمن والمشاركة في حفظ أمن وسلامة ضيوف الرحمن، توفر طائرات الدرون المتطورة التابعة للأمن العام، قدرة فائقة على التحليق في الأجواء وحدود المشاعر، لرصد مخالفي أنظمة الحج ضمن حملة “لا حج بلا تصريح”، ومتابعة جميع المركبات التي تتسلل محاولة الدخول من مسارات غير معتادة عبر المناطق البرية وعلى سفوح الجبال لضبط المخالفين، وهو ما كشفت عنه الأجهزة الأمنية التي أعلنت إيقاف العديد من المخالفين قبل وصولهم إلى وجهتهم بعد رصد تقني من الدرون

وتسهم الدرون في منظومة الإمداد الطبي خلال موسم الحج، في سرعة الاستجابة ودقة الإمداد للأدوية لتصل في حدود ست دقائق لوجهتها بالمنشآت الصحية في المناطق الأكثر ازدحاماً، لتختصر وقت النقل من ساعة ونصف الساعة إلى ست دقائق، مستهدفةً ستة مرافق طبية رئيسية، منها ثلاثة في مشعر عرفات، وثلاثة في مشعر منى، وذلك لتحقيق أسرع استجابة صحية حفاظاً على سلامة ضيوف الرحمن.

وفي جانب الطرق، توظف الهيئة العامة للطرق الدرون في مراقبة الحركة وفحص الطرق، ومتابعة حركة الحجاج ومراقبة المسارات والجسور والعبارات والتحويلات المرورية، لضمان انسيابية الحركة وتدفقها بكل الاتجاهات.

وتقوم الدرون بأعمال الكشف الرقمي والتصوير الحي والمباشر، إضافة إلى حفظ السجلات، لتغذية مراكز الاستقبال والمعلومات التابعة للهيئة، ومساعدتها على اتخاذ القرار في الوقت والمكان المناسبين.

المصدر: عكاظ

مقالات مشابهة

  • “الدرونات” و”الذكاء الاصطناعي”.. أبرز التقنيات لحج آمن وميسر
  • حادثة ثانية خلال 24 ساعة.. مختل عقليًا يقتل ويصيب تسعة مواطنين داخل مسجد في البيضاء
  • عودة “الثريا” إلى الأفق الشرقي تُعلن نهاية “الكنة” وبداية فصل الصيف في سماء عرعر
  • وزارة التنمية الإدارية تطلق مشروع  “التمكين التدريبي” لتعزيز القدرات وتنمية الموارد البشرية
  • “مساعد وزير الموارد البشرية” للخدمات المشتركة يزور مركز العمليات الأمنية الموحدة (911) بمكة
  • “فيفا” يعتمد تقنيات مبتكرة بالذكاء الاصطناعي في “كأس العالم للأندية 2025”
  • ظهورها ينذر بالكوارث.. العثور على “سمكة يوم القيامة” على شاطئ أسترالي
  • “الموارد البشرية” تمكن الأفراد والمنشآت رقميًا في موسم الحج
  • “التي أم أس” تشهد أولى خطوات قيد زيزو مع الأهلي واللاعب يطير إلى تركيا
  • هذا توقيت سير القطار على خط “الجزائر – باتنة – الجزائر”