كشفت نتائج دراسة حديثة عن مفاجئة صادمة تشير إلى أن تلوث الهواء قد يلعب دورا وقائيا ضد أخطر أنواع سرطان الجلد، المعروف باسم "الميلانوما".

ومع ذلك، حذر الباحثون من التسرع في تفسير هذه النتائج، مؤكدين أن الآثار السلبية لتلوث الهواء على الصحة العامة تفوق أي فوائد محتملة.

وأظهرت الدراسة، التي أجريت في منطقة محددة من إيطاليا، أن ارتفاع مستويات الجسيمات الدقيقة في الهواء، والمعروفة باسم PM10 وPM2.

5 (حيث تشير الأرقام 10 و2.5 إلى حجم الجسيمات)، قد يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الجلد. وفسر الباحثون ذلك بأن هذه الجسيمات قد تعمل على حجب جزء من الأشعة فوق البنفسجية (UV)، التي تعد العامل البيئي الرئيسي المسبب للميلانوما.

 

ومع ذلك، شدد الباحثون على أن هذه النتائج لا تعني أن تلوث الهواء مفيد للصحة، بل يجب تفسيرها بحذر. وأشاروا إلى أن الدراسة قائمة على الملاحظة ولا يمكنها إثبات وجود علاقة سببية مباشرة بين تلوث الهواء وانخفاض خطر الإصابة بالسرطان، كما أن العينة المشاركة في الدراسة كانت محدودة مقارنة بدراسات أخرى من هذا النوع.

ومن المهم التأكيد على أن تلوث الهواء يظل أحد أكبر التهديدات للصحة العامة، حيث يمكن للجسيمات الدقيقة، وخاصة PM2.5، أن تخترق الرئتين وتصل إلى مجرى الدم، ما يتسبب في مجموعة واسعة من المشكلات الصحية الخطيرة، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

 

كما ربطت دراسات حديثة بين تلوث الهواء وتدهور الوظائف الإدراكية، والخرف، واضطرابات عصبية أخرى. وعلاوة على ذلك، يرتبط تلوث الهواء بانخفاض وزن المواليد، والولادة المبكرة، ومضاعفات أخرى أثناء الحمل.

 

وتشير التقديرات إلى أن التعرض طويل الأمد لتلوث الهواء يتسبب في ملايين الوفيات المبكرة سنويا على مستوى العالم.

 

وعلى الرغم من أن الدراسة الحديثة ركزت على الميلانوما، فإن تلوث الهواء ارتبط بزيادة خطر الإصابة بمشكلات جلدية أخرى، بما في ذلك الشيخوخة المبكرة، وفرط التصبغ (حالة تسبب اسمرار مناطق من الجلد)، وتفاقم الأمراض الجلدية مثل الإكزيما والصدفية.

وأشار الباحثون إلى أن الانخفاض المحتمل في التعرض للأشعة فوق البنفسجية بسبب تلوث الهواء لا يجعله بديلا آمنا أو مرغوبا للحماية من الشمس. وما تزال الطرق الصحية للوقاية من الأشعة فوق البنفسجية، مثل استخدام واقي الشمس وارتداء الملابس الواقية وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات الذروة، هي الأكثر فعالية.

 

على الرغم من أن الدراسة تقدم منظورا مثيرا للاهتمام حول العلاقة المعقدة بين العوامل البيئية وخطر الإصابة بالميلانوما، فإنها لا تدعم بأي حال الاعتقاد بأن تلوث الهواء مفيد للصحة.

 

وأقر الباحثون بأن الفوائد المحتملة، إذا تم تأكيدها في دراسات أوسع، ستكون ضئيلة مقارنة بالمخاطر الصحية الكبيرة المرتبطة بتلوث الهواء.

 

ووفقا للباحثين، من المهم أن نواصل الدعوة إلى الحفاظ على هواء أنظف ودعم السياسات التي تقلل من تلوث الهواء، حيث تثبت الدراسات العلمية فوائد الهواء النظيف على الصحة والبيئة ونوعية الحياة. وفي الوقت نفسه، يجب الحفاظ على عادات الحماية من الشمس لتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد.

 

وقد تساعد الأبحاث المستقبلية في فهم التفاعلات المعقدة بين العوامل البيئية والسرطان بشكل أفضل. 

 

وختاما، تؤكد الدراسة أن الهواء النظيف ضروري لصحتنا، ولا يوجد بديل عن اتخاذ الإجراءات الوقائية لحماية أنفسنا من كل من تلوث الهواء والأشعة فوق البنفسجية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تلوث الهواء سرطان الجلد الميلانوما إيطاليا الأشعة فوق البنفسجية النوبات القلبية فوق البنفسجیة خطر الإصابة إلى أن

إقرأ أيضاً:

روتين العناية بالبشرة في الشتاء.. جمالك في مواجهة البرد

مع انخفاض درجات الحرارة وجفاف الهواء في فصل الشتاء، تعاني البشرة من مشكلات متعددة تبدأ من الجفاف والتقشر، ولا تنتهي عند الاحمرار والتهيج.

 ويصبح من الضروري أن تتبنى السيدات بل والجميع روتينًا يوميًا خاصًا للحفاظ على صحة البشرة ونضارتها خلال هذه الأشهر القاسية.

الشتاء.. عدو البشرة الصامتروتين العناية بالبشرة في الصيف.. درعك الواقي من الشمس والحرارة

تقول الدكتورة هالة العوضي، أخصائية الأمراض الجلدية: "انخفاض درجات الحرارة يؤدي إلى تقليل إفراز الزيوت الطبيعية في البشرة، مما يجعلها أكثر عرضة للجفاف والتشقق، خاصة في مناطق الوجه والشفاه واليدين."

وتضيف أن الهواء البارد المصحوب بالرياح، إلى جانب استخدام المدفأة لفترات طويلة، كلها عوامل تؤثر سلبًا على ترطيب الجلد الطبيعي، وتجعله بحاجة إلى عناية خاصة تتكيف مع ظروف الطقس.

خطوات يومية لحماية البشرة

للحد من أضرار الشتاء على البشرة، ينصح الخبراء باتباع روتين متوازن يشمل:

خطوات فعّالة لترطيب البشرة الجافة في عيد الأضحى استخدام منظف لطيف: الابتعاد عن الغسولات القوية التي تحتوي على الكحول أو الكبريتات، لأنها تزيل الزيوت الطبيعية وتزيد الجفاف.الترطيب المكثف: اختيار كريم مرطب غني يحتوي على مكونات مثل زبدة الشيا أو حمض الهيالورونيك، وتطبيقه مرتين يوميًا على الأقل.عدم إهمال واقي الشمس: رغم برودة الجو، إلا أن الأشعة فوق البنفسجية لا تزال تخترق السحب، مما يتطلب حماية البشرة حتى في الشتاء.شرب الماء بكثرة: الترطيب الداخلي لا يقل أهمية عن الخارجي، فالماء يحافظ على مرونة الجلد ويمنع تشققه.تقشير البشرة بلطف: مرة واحدة أسبوعيًا باستخدام مقشر طبيعي، لإزالة الجلد الميت والسماح بامتصاص أفضل للمرطب. روتين العناية بالبشرة في الصيف.. درعك الواقي من الشمس والحرارة الشفاه واليدين.. مناطق تحتاج لعناية خاصة

فيما يتعلق بالشفاه، فإن استخدام مرطب شفاه يحتوي على الفازلين أو زيوت طبيعية يُعد ضروريًا لمنع التشقق والنزيف.

 أما اليدان، فهما أول من يتأثر بالبرودة، لذا يُفضل ارتداء القفازات عند الخروج، واستخدام كريم لليدين بعد كل غسلة.

نصائح إضافية من خبراء التجميل

تقدم خبيرة التجميل سارة حسين مجموعة من النصائح العملية، منها:

استبدال الحمام الساخن بالماء الفاتر.تجنب التعرض المباشر للهواء البارد دون حماية.إدخال الزيوت الطبيعية كجزء من روتين العناية، مثل زيت اللوز الحلو أو زيت جوز الهند.

وتؤكد أن التوازن بين التغذية السليمة، والنوم الكافي، وروتين العناية المنتظم، هو مفتاح الحفاظ على بشرة صحية طوال فصل الشتاء.

الجمال يبدأ بالعناية

يبقى القول إن البشرة في فصل الشتاء تحتاج إلى رعاية مضاعفة، ومع الالتزام بروتين بسيط وفعال، يمكن لأي شخص أن يتجنب الجفاف والتهيج، ويحافظ على إشراقة بشرته رغم برودة الطقس.

 

مقالات مشابهة

  • دراسة تؤكد: تأثير شرب الماء على البشرة قد يستغرق 4 أسابيع
  • التهاب الجلد الضوئي.. الأسباب وطرق الوقاية
  • دراسة تكشف كيف يحمي اللوز من أخطر أمراض العصر!
  • تفاصيل دراسة تطوير النظام الجمركي وتحليل لقياس زمن الإفراج بالجمارك
  • نتائج واعدة لـ لقاح يحمي النساء من سرطان الثدي.. يحارب أخطر السلالات
  • أهمية استخدام واقي الشمس في فصل الصيف
  • قبل ما تقلب مصيفك كابوس.. اعرف إزاي تعالج حروق الشمس
  • عكس ما كنا نظن.. الزبدة قد تحمي من السكري وأمراض القلب!
  • دراسة: اضطرابات المزاج علامة على الإصابة بالزهايمر
  • روتين العناية بالبشرة في الشتاء.. جمالك في مواجهة البرد