تمتلك ولايات محافظة شمال الشرقية إرثا رياضيا كبيرا في مجال سباقات الخيل والهجن وكذلك الألعاب الشعبية والتي تتوزع على ولايات إبراء والمضيبي والقابل وبدية ودماء والطائيين ووادي بني خالد وسناو والتي يمارسها الكثير من أهالي وشباب المحافظة في مختلف المناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية والأخرى تعتبر كترفيه في نهاية الأسبوع، حيث تمثل رياضة الخيل والهجن مصدر رزق لأبناء المحافظة وسبق لها الحصول على مراكز متقدمة في مختلف المهرجانات والسباقات على المستوى المحلي والخليجي.

وتعتبر الألعاب والرياضات التقليدية من الرياضات العريقة والأصيلة لأبناء المحافظة ولها شعبيتها ومحبوها من مختلف الفئات العمرية والهدف من ممارسة هذه الرياضة يتناسب مع ثقافة وموروث الإنسان العماني ومن أهم هذه الألعاب في محافظة شمال الشرقية "الحواليس والتوفة والعنبر والشل" التي لا يزال البعض يمارسها حتى الآن. وتأتي مشاركة الخيل والهجن في نهائي مسابقة كأس جلالة السلطان لكرة القدم للمحافظة والرياضات التقليدية دليلا على ارتباط العرس الرياضي الكبير في يوم أفراح أغلى الكؤوس مع الرياضات التقليدية التي يتمسك بها أبناء المحافظة والتي تشكل إرثا تاريخيا كبيرا.

الاهتمام بالخيل والهجن

وتمتلك محافظة شمال الشرقية أكثر من 450 رأس خيل موزعة أغلبها في ولايات إبراء والمضيبي والقابل وبدية، بينما تملك آلاف من الهجن أيضا متوزعة على أغلب ولايات المحافظة ولها ميادين خاصة للسباقات التي تقام بين فترة وأخرى بالإضافة إلى حضورها القوي والكبير في المهرجانات والسباقات التي تقام على مستوى سلطنة عمان وكذلك دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث حققت الكثير من المراكز المتقدمة وفازت بالرموز والسيوف، بالإضافة إلى إقامة سباقات عرضة الخيل والهجن في الكثير من المناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية ولا يزال الأهالي والشباب متمسكين بهذه الرياضة المتوارثة منذ زمن الآباء والأجداد خاصة وأن لها حضورها وجمهورها لما تمثله من شغف وحب كبير من المتابعين.

القابل موطن الخيل

وقال سلطان بن أحمد الحارثي رئيس نادي المضيرب سابقا، رئيس لجنة الخيل بولاية القابل: استضافة محافظة شمال الشرقية للمباراة النهائية لكأس جلالة السلطان لكرة القدم يعتبر حدثا تاريخيا وشرفا حظيت به المحافظة وأسعدنا هذا الخبر كثيرا وإن دل على شيء فإنما يدل على أن النهضة المتجددة تشمل جميع جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والرياضية والثقافية بل وتشمل كل شبر من أرض سلطنة عمان.

وأوضح الحارثي أن الجميع سيكون مشاركا في هذه الاحتفالية ويساهم في إنجاح هذا الحدث في الإعداد والتنظيم أو بالحضور وفق البرنامج المعد والمهام الموكلة لكل جهة، والذي سيسهم في نجاح المختصين بتنظيم هذه النواة لاستضافة بطولات محلية أو حتى إقليمية، ووجود المجمع الرياضي في ولاية إبراء عاصمة المحافظة في موقع جيد يتوسط ولايات المحافظة بل ووسط سلطنة عمان، حيث سيسهم في هذا النجاح.

وأشار رئيس لجنة الخيل بولاية القابل إلى أنه في ولايات شمال الشرقية لديهم الكثير من الإنجازات على مستوى سلطنة عمان خصوصا في سباقات الخيل والهجن ويكاد لا يخلو سباق ليس فيه فوز لأحد أبناء المحافظة وعلى سبيل المثال فوز لجنة القابل للفروسية بالمركز الأول في مهرجان رياضات الخيل التقليدية الذي ينظمه الاتحاد العماني للفروسية والسباق سنويا على مستوى سلطنة عمان وغير ذلك من المشاركات داخل سلطنة عمان وخارجها.

وأكد أن ولاية القابل هي موطن الخيل والتي اتخذته شعارا لها نظرا للإرث الحضاري والثقافي والتاريخي الكبير وارتباط الإنسان بهذه الرياضة العريقة منذ القدم وهذا ما جعل الشباب يقومون بإحياء هذا الموروث والمساهمة في تطويره وكذلك توريثها من جيل لآخر. واختتم الحارثي حديثه بأنه علينا استغلال هذه المكاسب وهذا التشريف من استضافة نهائي الكأس الغالية وخاصة الشباب لمواصلة العطاء وتحقيق الإنجازات في مختلف المجالات لخدمة هذه النهضة المتجددة في سلطنة عمان.

أهمية الألعاب الشعبية

بينما أوضح أحمد بن عامر المصلحي رئيس لجنة الثقافة والرياضة والشباب بولاية وادي بني خالد قائلا: إن الجميع سعيد باستضافة محافظة شمال الشرقية لنهائي كأس جلالة السلطان لكرة القدم وشرف للمحافظة والأندية واللجان الرياضية وجميع الأهالي وخاصة الشباب الذين هم تواقون للمشاركة في إدارة وتنظيم هذه الاحتفالية الكبيرة، لذلك سيكون هناك حراك اقتصادي وسياحي خلال الأيام التي تسبق إقامة المباراة باعتبار المحافظة تمتلك مقومات سياحية مختلفة.

وأشار المصلحي إلى أنه ستكون هناك مشاركة للجنة الثقافة والرياضة والشباب بولاية وادي بني خالد في التنظيم الداخلي الخاص بمرور الكأس بولايات المحافظة من حيث الاستقبال والتنظيم والرعاية وهذا يعتبر من المكاسب الأخرى لأبناء المحافظة والولاية بشكل عام.

وواصل المصلحي حديثه: إنه مع وجود المجمع الرياضي بالمحافظة والمرافق الداخلية المتواجدة به، كل ذلك يعد نقلة كبيرة للرياضة ليس على مستوى كرة القدم وإنما على كافة الألعاب الأخرى، مما ينتج ذلك مكاسب تنوع الألعاب وتهيئة جيل جديد من الشباب وتأهيله على المستوى المحلي للاستفادة منه في الأندية ومن الممكن مستقبلا أن يكون له مكان جيد في صفوف المنتخبات الوطنية.

وأكد رئيس لجنة الثقافة والرياضة والشباب بولاية وادي بني خالد أن المجمع الرياضي بإبراء يعد أحد المكاسب التي تستطيع تنظيم البطولات المحلية والإقليمية بسبب وجود البنية الأساسية لهذا التنظيم وكذلك تقارب وتعاون رؤساء الأندية واللجان بالمحافظة، مما يعطي دفعة إلى نجاح أي فعالية تقام في مختلف ولايات المحافظة وخاصة على مستوى الرياضات السياحية التي بها المغامرات والتحدي، مثل ما شاهدنا في ولاية بدية وقبلها في ولاية وادي بني خالد.

وأضاف: أهمية الألعاب الشعبية والرياضات التقليدية -ولا يزال البعض منها يمارس في ولايات المحافظة- تكمن في أنه يجب أن يكون لها اتحاد خاص يتم من خلاله التنظيم والمحافظة على هذه الألعاب وعمل مسابقات خاصة لها على مستوى سلطنة عمان وتنظيم مسابقات تبدأ على مستوى الولاية ومن ثم المحافظة وبعد ذلك على مستوى سلطنة عمان لأهمية مثل هذه الألعاب وخوفا عليها من الاندثار.

مكانة خاصة لرياضة الهجن

أكد سلطان بن سيف المسكري رئيس لجنة سباقات الهجن بولاية إبراء أن استضافة نهائي كأس جلالة السلطان لكرة القدم في محافظة شمال الشرقية خطوة متميزة تعكس قدرة المحافظة على تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى، وهذا الحدث يعزز مكانة المحافظة على الخارطة الرياضية في سلطنة عمان، ويمثل فرصة رائعة لإشراك المجتمع المحلي في حدث وطني بارز.

وأوضح المسكري، أنه بالإضافة إلى ذلك ستكون له إسهامات كبيرة للمحافظة على الجانبين الرياضي والسياحي، فعلى الجانب الرياضي ستسهم الاستضافة في رفع مستوى الاهتمام بالبنية الأساسية الرياضية وتعزيز الحراك الرياضي في الأندية المحلية، مما يساهم في تطوير المواهب وصقل مهارات اللاعبين، وفي الجانب السياحي ستوفر الفعالية فرصة مثالية للترويج لمقومات المحافظة الطبيعية والتراثية، حيث سيجذب النهائي أعدادًا كبيرة من الجماهير والإعلاميين، مما ينعكس إيجابًا على قطاع السياحة والاقتصاد المحلي.

وحول المشاركة في الاحتفالية أوضح سلطان المسكري أنهم سيكونون من الداعمين لهذا الحدث، سواء من خلال المساهمة التنظيمية أو دعم الفعاليات المصاحبة أو الترويج للحدث إعلاميًا، بالإضافة إلى دعم الأندية والفرق المحلية للمشاركة الفاعلة، حيث إن مستقبل الرياضة في المحافظة واعد، خاصة إذا تم استثمار هذه الفعالية لدعم البنية التحتية الرياضية، وتحفيز الشباب على الانخراط في الرياضة، وتعزيز الشراكات مع الجهات الداعمة للأنشطة الرياضية. كما أن إقامة مثل هذه الفعاليات الكبرى سيضع المحافظة على خارطة الاستضافات المستقبلية، مما يعود بفوائد مستدامة.

وتابع: لدى محافظة شمال الشرقية القدرة على استضافة بطولات محلية وإقليمية وعالمية باعتبار المحافظة تمتلك المقومات اللازمة لذلك، لا سيما مع وجود مواقع رياضية مناسبة وإمكانية تطوير مرافق إضافية لدعم الأحداث الكبرى. كما أن دعم الجهات المختصة والقطاع الخاص يمكن أن يعزز من فرص استضافة بطولات على مستوى عالمي في المستقبل.

واختتم سلطان بن سيف المسكري رئيس لجنة سباقات الهجن بولاية إبراء حديثه بالقول: تعد سباقات الهجن من الرياضات التراثية العريقة في سلطنة عمان، وهي عنصر أساسي في الهُوية الثقافية للمحافظة وتعزز هذه الرياضة بتنظيم فعالياتها بشكل احترافي يمكن أن يجذب السياح والمهتمين بالثقافة العمانية، مما يجعلها ركيزة مهمة في الترويج للرياضة التقليدية كجزء من الهوية الرياضية والسياحية للمحافظة، والدليل على ذلك زيادة أعداد ملاك الهجن والمضمرين بشكل كبير جدا، مما فتح أيضا فرص عمل للشباب وأثبتوا جدارتهم في التنظيم والمشاركة على المستوى المحلي والخارجي وحققوا مراكز متقدمة ووضعوا اسم سلطنة عمان في منصات التتويج.

أهمية رياضة الخيل

بينما قال خالد بن حمد الحجري رئيس لجنة الخيل بولاية بدية: إنها فرصة جميلة بأن نستضيف المحافظة نهائي الكأس الغالية، وستكون لفتة رائعة لأبناء المحافظة بالمشاركة في هذا المحفل الرياضي الكبير الذي يفتخر به الجميع والذي يمثل أغلى الكؤوس، موضحا في حديثه أن ذلك سينعش الحركة السياحية والاقتصادية والرياضية في المحافظة بشكل مباشر وستكون هناك قيمة واستفادة كبيرة من هذا الحدث التاريخي الذي تنتظره سلطنة عمان كل عام.

وأشار الحجري إلى أن أبناء ولاية بدية سيشاركون نادي بدية للفروسية بمجموعة خيول في استقبال الكأس الغالية الذي يسبق النهائي المرتقب وهذا فخر واعتزاز لجميع المشاركين.

وأضاف في حديثه أنهم يتطلعون من هذا الحدث الرياضي الكبير إلى أن يكثف الجانب الإعلامي التغطية الكبيرة على الرياضة بشتى أنواعها، لأننا نفتقد الدعم الإعلامي والمادي وخاصة لقطاع الفروسية الذي تعتبر جزءا لا يتجزأ من منظومة الرياضة العمانية والتي لها تاريخها الكبير وكذلك ممارسوها وجمهورها في مختلف محافظات سلطنة عمان والدليل على ذلك المشاركة الواسعة في جميع المسابقات وخاصة العرضة التي تعتبر من أهم الرياضات التقليدية المتوارثة.

وحول قدرة المحافظة على استضافة أحداث رياضية كبيرة، أكد أن المحافظة تستطيع أن تستضيف بطولات محلية وإقليمية ومؤهلة لذلك كونها تحتوي على جميع المرافق، وسبق لولاية بدية وأن استضافت مهرجان الخيل السلطاني وكذلك الماراثون الصحراوي وسباقات السيارات والتي لها جمهورها الكبير.

وتابع: رياضة الفروسية من أهم الموروثات العربية التي تأصلت في المواطن العماني ونطالب الاتحاد العماني للفروسية والسباق بإشهار الأندية من أجل تطوير الفروسية والمحافظة على الموروث الثقافي وإثراء السباقات التقليدية في الولايات وتعليم الأجيال الجديدة، مما يضمن استمرارية الأصالة والتراث لأنها جزء لا يتجزأ من حياة المواطن العماني.

تكريم للمحافظة

أما صالح بن سالم الرحبي -أحد المهتمين بتنظيم سباقات الخيل والهجن على مستوى ولاية إبراء وبالتحديد في ميدان الرحاب- قال: إن استضافة محافظة شمال الشرقية لنهائي كأس جلالة السلطان لكرة القدم في المجمع الرياضي بإبراء هو فخر للجميع باعتباره يمثل حدثا رياضيا كبيرا تنتظره سلطنة عمان كل عام ويعتبر ذلك تكريما للمحافظة نظرا لمكانتها التاريخية والثقافية الكبيرة وهي تمتلك الكثير من مقومات نجاح وسيتدفق الآلاف من الجماهير من مختلف ولايات سلطنة عمان لحضور المباراة النهائية وستكون له مكاسب كبيرة على مستوى المحافظة وولاية إبراء.

وأوضح الرحبي أن ولايات شمال الشرقية تمتلك آلافا من الهجن، البعض منها خصص للسباقات الطويلة والأخرى لسباقات العرضة ولها تواجدها واسمها المعروف في مختلف المهرجانات والسباقات داخل وخارج سلطنة عمان، كما أن ولايات المحافظة زاخرة بالكثير من ميادين السباقات والتي تقام فيها المنافسات بين فترة وأخرى، مما تستقطب الآلاف من المشاركين والجماهير وهي من ضمن الموروثات المهمة التي حرص أهالي المحافظة على التمسك بها والمحافظة عليها وتشجيع الناشئين والشباب على ممارستها بشكل متواصل. وأشار إلى أن مستقبل الرياضة في شمال الشرقية سيكون أكثر تطورا مع وجود المجمع الرياضي لذلك على الأندية والفرق الأهلية أن تستفيد من هذه المكاسب وأن يكون لها حضورها ومشاركتها الإيجابية في مختلف الألعاب والمسابقات الرياضية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: کأس جلالة السلطان لکرة القدم على مستوى سلطنة عمان محافظة شمال الشرقیة ولایات المحافظة لأبناء المحافظة المجمع الریاضی بالإضافة إلى المحافظة على الخیل والهجن ولایة إبراء هذه الریاضة ولایة بدیة رئیس لجنة الکثیر من هذا الحدث فی مختلف إلى أن

إقرأ أيضاً:

مشروعات ومبادرات عمانية واعدة تدعم الطاقة والنقل الأخضر

تواصل سلطنة عُمان سعيها الحثيث نحو تبنّي مفاهيم الاستدامة في مختلف القطاعات، وفي مقدمتها قطاعا النقل والطاقة.

ويأتي أسبوع عُمان للاستدامة ليكون منصة وطنية فاعلة تسلط الضوء على أبرز المبادرات والمشروعات التي تجسد التزام سلطنة عمان برؤية "عُمان 2040"، من خلال شراكات استراتيجية تجمع بين القطاعين الحكومي والخاص لدعم الاقتصاد الأخضر والتقنيات الصديقة للبيئة.

وقد شهد الأسبوع مشاركة واسعة من الجهات الحكومية والشركات الرائدة، أبرزها وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، التي أعلنت عن إطلاق حزمة مبادرات لتعزيز والنقل الأخضر، إلى جانب جهود شركة نفط عمان للتسويق عبر ذراعها “إيفو” في نشر بنية تحتية متطورة لشحن المركبات الكهربائية، واستعراض أول دراجة وشاحنة كهربائية عمانية بالكامل. كما برزت شركة “صان إنيرجي” العُمانية بابتكارها وحدات طاقة شمسية متنقلة مخصصة للإنارة والمراقبة في المواقع الصناعية، كحلول مبتكرة تعزز كفاءة التشغيل وتقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وقالت جهينة بنت سعيد الشامسي، أخصائية حياد صفري بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات: "تأتي مشاركة الوزارة في أسبوع عُمان للاستدامة تأكيدًا على التزامها بدعم مشروعات النقل المستدام والتنقل الأخضر، حيث شهد اليوم الأول من الفعاليات تنظيم حفل توزيع جوائز، من أبرزها جائزة التنقل الأخضر التي أطلقتها الوزارة في نسختها الثانية هذا العام، وهي مخصصة للمبادرات الرائدة في مجال النقل النظيف حيث يعد التكريم على هذه المنصة حافزًا للشركات والجهات المعنية بقطاع الطاقة لتبني أحدث الابتكارات والتقنيات لإنتاج الطاقة المستدامة".

وأضافت الشامسية أن الوزارة تسهم من خلال جناحها في المعرض بعرض أبرز ممارساتها في هذا المجال، بما في ذلك التعريف بمكونات المركبات الكهربائية والتشريعات و التسهيلات الداعمة لاستخدامها تحقيقًا لرؤيتها المتمثلة في دعم الحلول الذكية في مجال الطاقة النظيفة و المستدامة، حيث وقعت مذكرة تفاهم بين شركة “إيفو عمان” التابعة لشركة نفط عمان وبالتعاون مع شركة "طلبات" لتوصيل الطعام، لتنفيذ مشروع توصيل الطعام باستخدام دراجات كهربائية صديقة للبيئة، والذي ينطلق مرحليًا في منطقة بوشر تعزيزًا لتبني مشروعات الطاقة النظيفة والمستدامة في ظل الاهتمام العالمي بهذا القطاع لما له من انعكاسات اقتصادية مستدامة وقابلة للتطبيق على مدى أوسع.

خدمات التوصيل

من جهتها قالت فاطمة بنت سالم الجردانية، مدير التنمية المستدامة بشركة نفط عمان “تُعد شركة “إيفو” إحدى الشركات التابعة لشركة النفط العُمانية للتسويق، وهي متخصصة في توفير البنية الأساسية لشواحن المركبات الكهربائية وتعزيز حلول التنقل الأخضر في سلطنة عُمان. حيث تمتلك الشركة حاليًا حوالي 133 شاحنًا موزعًا على 66 موقعًا في سلطنة عمان، بما يشمل الطرق السريعة، والفنادق، والمجمعات التجارية.

كما وقعت اتفاقية مع شركة “طلبات” وبالتعاون مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات لإطلاق مشروع رائد لتوصيل الطعام باستخدام الدراجات الكهربائية، والتي دشنت رسميا خلال أسبوع عُمان للاستدامة، حيث شاركت إيفو بأول دراجة كهربائية متخصصة لهذا الغرض، بهدف تقليل الانبعاثات وتعزيز النقل المستدام في خدمات التوصيل.

وأضافت الجردانية: إن "إيفو" لا تكتفي بدعم المركبات الكهربائية فحسب، بل بدأت أيضًا مؤخرًا في دخول مشروعات الطاقة البديلة، من بينها الهيدروجين، في إطار استراتيجية شاملة للتحول نحو الطاقة النظيفة. ومن أبرز إنجازات الشركة كذلك، عرض أول شاحنة كهربائية عُمانية 100%، صنعت محليا وتعمل حاليًا ضمن مشروع إنشائي في محافظة مسندم، في خطوة تمهّد لدخول قطاع النقل الثقيل في منظومة الطاقة النظيفة، حيث بدأت بالتشغيل فعليًا في شهر يناير 2025.

وأوضحت الجردانية أن هناك مناقشات مع الجهات المعنية لاستكشاف فرص توسع الشركة في دول الخليج، خاصة مع امتلاك نفط عُمان فرعًا لها في المملكة العربية السعودية. وأشارت إلى مبادرة لافتة قامت بها الشركة في 2023، تمثلت في تنفيذ أول رحلة كهربائية من دبي إلى صلالة باستخدام سيارات كهربائية بالكامل، لتسليط الضوء على جاهزية البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية على امتداد الطريق.

صديقة للبيئة

وأكدت أن هناك تعاونًا وثيقًا مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، ويجري العمل حاليًا على مشروعات مشتركة لتعزيز قطاع التنقل الأخضر وتطوير منظومة النقل المستدام في سلطنة عمان.

كما صرحت شركة “صان إنيرجي” العُمانية، المتخصصة في حلول الطاقة الشمسية مستعرضة منتجاتها في وحدات مبتكرة تستخدم الطاقة الشمسية وتُعد الأولى من نوعها في سلطنة عمان، مخصصة لإنارة ومراقبة المواقع الإنشائية والنفطية. تتميز هذه الوحدات بكونها صديقة للبيئة، حيث تعمل دون انبعاثات كربونية، وبدون ضوضاء أو استهلاك للوقود، مما يجعلها مثالية للاستخدام في المناطق النائية والصناعية.

وفي تصريح للمتحدثة باسم الشركة، أكدت أن هذه الوحدات تمثل نقلة نوعية في مجال الطاقة المتجددة، إذ توفر حلًا عمليًا ومستدامًا لتلبية احتياجات الإنارة والمراقبة في المواقع التي تفتقر للبنية التحتية الكهربائية التقليدية. وأضافت أن الوحدات تعمل بكفاءة عالية تصل إلى أكثر من 20 ساعة تشغيل متواصلة، دون الحاجة إلى صيانة دورية، مما يقلل من التكاليف التشغيلية ويزيد من موثوقية الأداء.

تأتي هذه المبادرة في إطار التوجه الوطني لسلطنة عُمان نحو تعزيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة، تماشيًا مع رؤية “عُمان 2040” التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. وتسعى “صان إنيرجي” من خلال هذه الخطوة إلى دعم جهود سلطنة عمان في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، والإسهام في تقليل الانبعاثات الكربونية، خاصة في القطاعات الحيوية مثل النفط والغاز.

وتُعد هذه الوحدات إضافة مهمة إلى مشروعات الطاقة المتجددة في سلطنة عمان، مثل محطتي “منح 1” و”منح 2” للطاقة الشمسية، اللتين تم افتتاحهما مؤخرًا بسعة إنتاجية تبلغ 1000 ميجاواط، وتستخدمان أكثر من مليوني لوح شمسي كهروضوئي ثنائي الوجه، مما يعزز توليد الكهرباء النظيفة ويخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 1.4 مليون طن سنويًا.

حلول تنقل ذكية و اكثر استدامة

من جهته أكد عمر بن سالم الريامي، مدير عام الاستدامة بشركة أوكيو لشبكات الغاز، أن الشركة تلعب دورًا رياديًا في دعم التحول نحو الطاقة النظيفة، من خلال مبادرات استراتيجية تشمل تسريع استخدام الهيدروجين الأخضر وتطوير بنية تحتية متقدمة لنقل الكربون.

وأشار إلى أن الشركة تتعاون مع وزارة الطاقة والمعادن و"هايدروم" لتوفير شبكات متكاملة لنقل الهيدروجين من مواقع الإنتاج إلى مراكز التصدير، ما يعزز مكانة سلطنة عُمان كمركز عالمي للطاقة النظيفة.

وأضاف أن 50% من محطات التحكم في الغاز تعمل بالطاقة الشمسية، وتُجرى حاليًا دراسات لتوسيع استخدام الطاقة المتجددة، في إطار خطة شاملة تدعم جهود السلطنة لتحقيق الحياد الكربوني.

استدامة

فيما أكد متحدث باسم شركة "مواصلات" أن الشركة وقّعت اتفاقية تعاون مع أسبوع عُمان للاستدامة لتوفير خدمة نقل صديقة للبيئة باستخدام مركبات تعمل بخلايا وقود الهيدروجين في خطوة تعكس التزام سلطنة عُمان بالاستدامة وخفض الانبعاثات،

علما انه تم تشغيل هذه المركبات لنقل الزوار خلال الفعاليات بتزويد من محطة “شل” للهيدروجين الأخضر ضمن شراكة استراتيجية بين شل ومواصلات ونماء، وأوضح المتحدث أن المبادرة تأتي ضمن استراتيجية "مواصلات" لتعزيز حلول التنقّل الذكية والمستدامة، وتدعم أهداف الحياد الكربوني بحلول 2050، مشيدًا بالتكامل بين القطاعين العام والخاص لتحقيق الاستدامة.

مقالات مشابهة

  • يد الزمالك يتأهل لنصف نهائي كأس الكؤوس الأفريقية باكتستح رد ستار 40\21
  • عجلة التنمية تتواصل بخطى متسارعة بجميع محافظات سلطنة عمان ونقلات نوعية في تنفيذ المشاريع
  • الزمالك يتأهل إلى نصف نهائي كأس الكؤوس الإفريقية لكرة اليد
  • يد الزمالك يتأهل لنصف نهائي كأس الكؤوس الأفريقية
  • رجال يد الأهلي يواجه كينشاسا بربع نهائي كأس الكؤوس
  • «سيدات يد الأهلي» يواجه فاب الكاميروني في ربع نهائي كأس الكؤوس
  • الزمالك يتأهل إلى ربع نهائي كأس الكؤوس الإفريقية لكرة اليد
  • وفد عراقي  يتعرف على مسيرة التجربة الشورية في عمان
  • مشروعات ومبادرات عمانية واعدة تدعم الطاقة والنقل الأخضر
  • «الخيالة السلطانية» تبرز رياضات الخيل التقليدية والموسيقى العُمانية في عرض وندسور الملكي