ودع لياليك هل للجرح يلتئم
حاول فما لك بالليلات تحتدم
ذكرت أنسا مضى قد بات يقطعني
تجتر ذكرى لمن دانوا ومن صرموا
وفِيُ عهدك يا قلبا يحملني
ما لا أطيق ولا ترضى به الشيم
هبها مضت فاتنات ما بها أمل
وإن بدأت بذكر أو فتختتم
ما كان كان وفي حلقي مرارته
وقد أرقت بنار الحب أكتلم
تمضي عنادا وترجو من مودتها
حسناء عنقاء لا يرجى لها كرم
(سمراء مرجانة بيضاء لؤلؤة
حمراء ياقوتة ) في حبها ندم
يا بنت قحطان والأفراح هاجرتي
فلا عليك لمن في قلبه ألم
ولّى شبابي وها قد بت أرقب ما
يصير من بعده الإنسان والبهم
يا بنت قحطان إن أسعى ويخذلني
عمر فما برحت في سعيها أمم
ولن تغيّر من مقدور خالقها
فكل شيء لنا في لوحه قلم
ماذا علي إذا أحببت فاتنة
أما ترين وقار الشيب يحترم
لئن أضاعت ليالي بعض ملمحنا
فما يزال بقلبي الحب يضطرم
هبي أحبك هل في الحب من عتب
والعمر يوجف بالإسراع ينصرم ؟
وما عرفت من الدنيا حلاوتها
ولا رأيت لي الأيام تبتسم
إن كان سرَّ غريمي أنني هرِمٌ
فقد أكون بشعري ذلك الهرَم
يكفي لصدري من القراء ما كتبوا
من المعاني رفيعاتٍ لها قيم
هزوا لعطفي بتطريب وتزكية
والقول منهم له في خاطري نغم
حتى رضيت من الآلام قسوتها
طابت به نفس حرٍّ ما بها ندم
وقد وجدت لنفسي خير منزلة
لما تفاخر بي في زمرة علم
ولو تفاخر بعض الناس في ذهب
وبالدراهم والدينار هم نعموا
يكفي نعيمي بأبيات منمقة
لا يدركون لها معنى ولا فهموا
يا بنت قحطان حسن منك يبهرني
يستنطق القول مشحونا به الحِكم
إني لمن نسل أحرار لهم قِيم
يا نعم نعم لمن طابت لهم قيم
إذا تنادوا ليوم الفصل أسعدهم
ذاك الطراد فما لانوا ولا سقموا
كذا نعيش وما من كابر أبدا
نحني له الرأس إلا الله لو علموا
من ظن أني أسير المال يملكني
قد خالطت فكره الأسقام والوهم
يا بنت قحطان لا أرجوك مكرمة
وإن يعربد فيَّ الفقر والعدم
لا أنكر الحسن والحسناء ملهمتي
لكنني بفؤاد ما به شبَم
فلتذكريني إذا ما الليل أدركنا
ولتذكريني إذا ما الصبح يرتسم
ولتذكريني إذا الأشعار رددها
من كان يطرب بالأشعار ينسجم
لك فــي القلــــب خفقـة تســتجد تتســــامى قصـــائدا لا تعـــــــد
يا هزار السودان ذكــرك أمسى فـــــي لــيـالــي دعـــوة لا تـُرد
حســبي الله فــــي البعــــاد وإنا قــاب قوســــين ها أنا مستعـــد
thepoet1943@gmail.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
ماجدة الصباحي وإيهاب نافع.. قصة حب خالدة صنعتها السينما وأنهتها الغيرة
في زمن كانت فيه الرومانسية تُنسج على أنغام السينما المصرية، نشأت واحدة من أكثر قصص الحب شهرة بين النجمة اللامعة ماجدة الصباحي والضابط الوسيم إيهاب نافع. علاقة لم تقتصر على المشاعر، بل امتدت لتصبح شراكة فنية أثمرت عن أفلام لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور.
وبين البداية الحالمة والنهاية التي فُرضت تحت ضغط الغيرة والانشغال، تبقى قصتهما مثالًا على تداخل الفن بالحياة.
لقاء غير متوقع يتحول إلى بداية عشقبدأت الحكاية بلقاء عابر في حفل أقامته السفارة الروسية بالقاهرة، حيث جذبت ماجدة الصباحي أنظار الطيار الشاب إيهاب نافع، الذي لم يكن له أي صلة بعالم الفن آنذاك. وما إن انتهى الحفل، حتى أصر على إيصالها إلى منزلها، وهناك نشأت بينهما أول خيوط التواصل. امتد الحديث بينهما لساعات، تبادلا فيه الأفكار والقصص، ليخرج نافع من تلك الليلة متيقنًا أنه قابل المرأة التي ستحرك مشاعره بقوة.
زواج غير تقليدي ومهر رمزيلم تدم فترة التعارف طويلًا، إذ بادر إيهاب نافع بطلب يد ماجدة، وتم الزفاف عام 1963، ما جعل زواجهما استثنائيًا لم يكن فقط اجتماع فنانة بنجمة سينمائية وطيار شهير، بل أيضًا رمزية تفاصيل الزواج، حيث لم يتجاوز مهرها الـ25 قرشًا، بينما كان المؤخر 5000 جنيه. وحتى الهدية كانت بسيطة لكنها معبرة، إذ أهدى شقيقها مصحفًا مذهبًا كتعبير عن التقدير والاحترام.
أربع سنوات من الحب والنجاح ثم الانفصالأنجبت ماجدة من إيهاب ابنتهما الوحيدة "غادة"، ودام الزواج أربع سنوات فقط، لكن تأثيره بقي طويلًا وعلى الرغم من الحب الذي جمع بينهما، إلا أن الحياة اليومية لم تكن سهلة، فقد كانت الغيرة المتبادلة سببًا رئيسيًا في توتر العلاقة، خاصةً من جهة ماجدة التي شعرت بالقلق المستمر بسبب وسامة زوجها وكثرة معجباته.
كما أن طبيعة عمل نافع وسفره المستمر جعلا العلاقة أكثر هشاشة، حتى قررا في النهاية الانفصال، دون أن يؤثر ذلك على الاحترام المتبادل بينهما.
ثنائية فنية ناجحة صنعتها المشاعرلم تقتصر علاقتهما على الحياة الخاصة، بل امتدت إلى الشاشة، حيث قدما معًا مجموعة من الأعمال التي حققت نجاحًا واسعًا. كان أولها فيلم "الحقيقة العارية" عام 1963، الذي شهد أول ظهور سينمائي لإيهاب نافع بعدما أقنعته ماجدة بخوض تجربة التمثيل. تلاه عدد من الأعمال المشتركة، أبرزها:
• "هجرة الرسول" (1964): عمل ديني تاريخي شاركا فيه بجدية عالية.
• "من أحب" (1966): فيلم تولت ماجدة إنتاجه، وشاركها نافع البطولة فيه.
• "القبلة الأخيرة" (1967): دراما رومانسية جمعت بين مشاعرهما الشخصية والحبكة السينمائية.
• "النداهة" (1975): فيلم رعب نفسي ظل محفورًا في ذاكرة السينما.
حب لم ينتهي رغم الطلاقرغم انتهاء الزواج رسميًا، لم تنقطع العلاقة تمامًا، فقد ظل هناك تقدير كبير بين الطرفين، ولم تتزوج ماجدة بعد إيهاب نافع، وكانت دومًا تصفه بأنه الحب الوحيد في حياتها. من جهته، لم يُخفِ نافع احترامه لها كفنانة وأم، وهو ما جعل علاقتهما استثنائية حتى بعد الطلاق.