المدخل الصحيح لحل مشكلة الحكم في السودان هو (..)
تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT
المدخل الصحيح لحل مشكلة الحكم في السودان هو مدخل الإصلاح وإعادة بناء الدولة، وليس اقتسام السلطة والثروة.
النموذج الحالي للتعامل مع المشكلة قائم على وجود مركز يحتكر السلطة والثروة، وهامش يطالب بالمشاركة. والنتيجة هي صراع وتنافس على السلطة والثروة بلا إطار مرجعي. وبينما يتلاشى المركز، أصبحت هناك هوامش متعددة تطالب بنصيبها من الكعكة، الأمر الذي يؤدي ب”الكعكة” نفسها إلى التفكك.
الحل هو أن يفكر الجميع في إطار وطني، وأن يكون الهدف هو إصلاح الدولة لا تقاسمها. نحتاج إلى بلورة مفهوم السلطة نفسها، لا كشيء يُقتسم ويُؤكل، وإنما كنظام من مؤسسات وقوانين، كشيء يُبنى ليبقى ويستمر بغض النظر عن الأشخاص والجهات، لا كشيء يتم اقتسامه واستهلاكه.
حقيقةً، نحن نتصور السلطة في أعماقنا كغنيمة؛ عقلنا السياسي ما يزال في هذا الطور من التفكير، إذ يرى السلطة كشيء يُغتنم للجماعة أو العشيرة أو الجهة. بينما السلطة من المفترض أن تكون غايتها خدمية في الأساس. فغاية السلطة هي في النهاية توفير الأمن والقانون والخدمات العامة، لا توجد غنائم هنا.
ما هي غايات السلطة؟ وكيف نجعلها تحقق هذه الغايات؟ وكيف نحدد من يشغلون المناصب بأي معايير وأي طرق؟ وكيف نراقبهم ونحاسبهم؟ وكيف نضمن مشاركة كل الشعب في كل ذلك؟ هذه هي الأسئلة الصحيحة التي يجب طرحها في أفق وطني.
نحتاج إلى مرجعيات ومعايير وأهداف عليا، ونحتاج إلى سياسيين لديهم طموح في الحياة أكبر من الحصول على مناصب أو مكاسب لهم ولجماعتهم أو عشيرتهم.
كسياسي، يمكن أن يكون طموحك تأسيس دولة قوية وعظيمة، ويمكن أن يكون طموحك هو الحصول على وزارات ووظائف وامتيازات لك أو لعشيرتك في دولة أو شبه دولة، أيًا كانت.
كمواطن سوداني، يمكن أن تحلم بمكاسب لقبيلتك (قد لا تصلك شخصيًا، ولكنك ربما تريد أن ترى أبناء عمومتك في السلطة لحاجة نفسية لا معنى لها)، ولكنك أيضًا يمكن أن تحلم بأن تكون مواطنًا في دولة عظيمة ومحترمة، دولة تجعلك تشعر باحترامك لنفسك وبقيمتك كإنسان وتشعرك بالفخر.
المشكلة حاليًا هي أننا نفتقر إلى من يقدم هذا الحلم للمواطن في شكل رؤية أو برنامج. لدينا الكثير من الكيانات التي تطرح نفسها في الإطار القديم للصراع على السلطة كغنيمة يتم اقتسامها بين الأقاليم والقبائل، وهي لا تقدم أي شيء. هي تطرح نفسها كفتوة تصارع للحصول على السلطة، لجلبها إلى المنطقة أو القبيلة وكأنها شيء يُؤكل في حد ذاته. لا تسأل عن أي أفكار أو رؤى ولا عن برامج؛ السلطة هنا هي كل شيء وينتهي الأمر بالحصول عليها.
لابد من تجاوز المدخل القديم لقضية السلطة في السودان كشيء يتم اقتسامه، والتفكير فيها كشيء يتم تصميمه وبناؤه لتحقيق غايات محددة لمصلحة الجميع.
حليم عباس
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
أميرة أديب ترد على لقب "فتاة رخمة": أنا واثقة من نفسي ولن يحددني دور واحد
تعرضت الفنانة أميرة أديب لانتقادات في بداية مشوارها الفني، بعد أن أطلق بعض الأشخاص عليها لقب "فتاة رخمة"، لترد اليوم على هذه الآراء وتكشف الحقيقة خلف هذا التصنيف.
وأكدت أميرة خلال تصريحات تلفزيونية أن البعض بالغ في الحكم عليها بسبب قيامها بدور يصورها بطريقة كوميدية أو مبالغ فيها، مشيرة إلى أن الناس صدقوا أن هذا الدور يعكس شخصيتها الحقيقية، لكنها أوضحت أنها ليست كذلك.
وأضافت الفنانة الشابة: "أنا بنت واثقة من نفسي جدًا، وهذا الشعور يجعل بعض الأشخاص يحاولون التقليل مني، خاصة في مجتمع يسهل فيه الحكم السلبي على أي شخص، ويصبح هذا السلوك مألوفًا على مواقع التواصل الاجتماعي".
وكانت قد أكدت الفنانة أميرة أديب أن نشأتها وسط عائلة فنية لم تكن مجرد صدفة، بل كانت مدرسة حقيقية في الإبداع، موضحة أنها لا تفكر في الفن كمهنة بل كلغة للتعبير عن نفسها، سواء من خلال التمثيل أو الرسم أو حتى الطبخ، مشيرة إلى أنها تعتبر نفسها محظوظة ببيئة مليئة بالفن والإبداع.
وأوضحت أميرة أن أكثر ما تأثرت به هو تجربة والدتها الفنانة منال سلامة، التي جاءت من بيئة بسيطة في شبرا، واعتمدت على نفسها حتى حققت النجاح، وهو ما جعلها قدوة في الكفاح والإصرار، مؤكدة أنها تعلمت منها عدم الاتكال أو التراخي في أي ظرف.
وكشفت الفنانة الشابة عن صداقاتها داخل الوسط الفني، قائلة إن علاقتها بالفنان أمير المصري تمتد منذ طفولتها، حيث تعرفت عليه وهي في التاسعة من عمرها خلال أول أفلامه مع عائلتها، كما تحدثت عن صداقتها بمايان السيد مؤكدة أن ابتعادهما عن السوشيال ميديا لا يعني فتور العلاقة بل تركيزهما على العمل.