كشفت المتغيرات العسكرية التي طرأت على المشهد العسكري في اليمن وتحديدا من بداية عملية عاصفة الحزم التي أطلقها التحالف في 25 مارس 2015 حتى اليوم لجوء المليشيات الحوثية إلى عمليات تخزين الأسلحة بطرق مخالفة لكل الأعراف الدولية والقوانين العسكرية, عبر لجوئها إلى عسكرة المناطق السكنية وتحويلها إلى ثكنات ومخازن أسلحة ,كما لجأت إلى عمليات الخداع والتموضع في تخزين مقدراتها العسكرية وغيرت طرق عقد لقائتها العسكرية وبروتوكولات تنقلات قادتها العسكرين والامنيين هربا من الاستهدافات الجوية.

مخازن في عمق الأحياء السكنية:

وثقت الكثير من التقارير الحقوقية والمصادر الإعلامية لجوء الحوثيين إلى الانغماس في صفوف المدنيين وتحويلهم إلى دروع بشرية لحماية المصالح الحوثية, متجاهلة كلفة تلك الممارسات مهما كان ثمنها.

مصادر خاصة كشفت لمأرب برس ان مليشيا الحوثي تجنبت مؤخرا تخزين الأسلحة النوعية وتحديدا المسيرات والمجنحات وأجزاء من الصواريخ البالستية في المخازن المجهزة في الجبال والوديان واستعاضت بذلك إلى تحويل كل دفعة يتم إيصالها عن طريق عمليات التهريب إلى داخل الأرضي اليمنية إلى توزيعها في عدة مخازن متفرقة سواء أكانت بدرومات أو في أحواش المنازل السكنية وبعضا منها يتم تخزينها في فلل وشقق خاصة.

حصل موقع مأرب برس على روايات من شهود عيان وثقوا أحد حيل الحوثيين في نقل الصواريخ البالستية من مخازنها داخل الاحياء السكنية إلى مواقع إطلاقها.

حيث أكد عدة شهود أن مليشيا الحوثي لجأت إلى نقل الصواريخ البالستية داخل باصات النقل الجماعي "النقل الدولي" حيث تم اقتلاع كل مكونات الباص من المقاعد وتم بناء قاعدة لحمل الصاروخ داخل هيكل الباص الذي كان مدعما بالزجاج الأسود العاكس وبعضا منها مدعما بالستائر, حيث تحرك ذلك الباص من أحد أحياء العاصمة باتجاه شمال محافظة صنعاء وصولا إلى منطقة عيال سريح "محافظة عمران" وهناك تمت عمليات نقل الصاروخ إلى أحد منصات الاطلاق التي قدمت على متن أحد القاطرات.

ضحايا أبرياء

تحاول المليشيا الحوثية التباكي على الضحايا المدنيين الذين يسقطون في الاحياء جراء الغارات الجوية - كان أخرها الغارة التي استهدفت موقعا في احد الاحياء بمدينة الحديدة وقالت مليشيا الحوثي انه سقط فيها 15 شخصا ما بين قتيل وجريح , بسبب الانفجارات الصادرة من المواقع الذي تم استهدافها وتتبين أنه أحد مخازن الأسلحة.

مخازن في أملاك المواطنين:

وسعت المليشيا الحوثية خلال الأسابيع الماضية وتحديدا بعد 15 مارس من العام الحالي عمليات السطو على أراضي وأملاك المواطنين في قرى جنوب العاصمة صنعاء، وكذلك في قرى دار الحيد وأرتل وحمل بمديرية سنحان بمحافظة صنعاء تحت ذريعة حفر "ملاجئ للأهالي"، بينما تؤكد المعلومات أن الحفريات عبارة عن أنفاق سرية يتم استخدامها مخازن للصواريخ والطائرات المسيرة.

وفي وقت سابق وثقت منظمات حقوقية في اليمن وفي مقدمتها منظمة "سام" للحقوق والحريات التي أكدت ضلوع مليشيا الحوثي بتخزين الأسلحة والذخائر في مناطق مأهولة بالسكان وهو ما ينطوي على خطورة بالغة تهدد حياة المدنيين.

كما أدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، بأشد العبارات، استمرار مليشيات الحوثي وكبار تجار أسلحتها باستهدافهم الأحياء المكتظة بالسكان وتحويلها لمخازن أسلحة في محافظة عمران.

كما وثقت تقارير حقوقية وإعلامية لجوء الحوثيين إلى الحدائق والمساجد والمدارس لتخزين السلاح كونها أماكن غير مشبوهة في نظرهم وتحت سيطرتهم".

وفي أواخر العام الماضي وثقت التقارير إصابة 30 طالبا وطالبة جراء انفجار مقذوف في إحدى مدارس مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء، كشت التحريات التي أجراها المواطنون في مديرية بني مطر أن الحادث كان بسبب عبوة ناسفة من مخلفات عملية تدريبة نفذها الحوثيون في المدرسة لتدريب مقاتلين لهم.

حدائق الموت في زمن الحوثيين:

في 17 ديسمبر-كانون الأول 2017 كشفت انفجارات عنيفة هزت عددا من الأحياء الرئيسية، شمال العاصمة صنعاء، بعيد قصف لطائرات التحالف لحديقة الثورة التي حولتها المليشيا إلى مخازن للأسلحة.

كما كشفت التقارير يومها أن الحوثيين حوّلوا حديقة الثورة في حي الحصبة، الى مخازن للأسلحة، ومركز تدريبي للشباب الذين يتم التغرير بهم والدفع بهم الى جبهات القتال المختلفة.

       

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی

إقرأ أيضاً:

تمرد قبلي ضد الحوثيين في ذمار.. اقتحام مكاتب الجبايات وحرقها بالنار

اقتحم مسلحون قبليون من أبناء عنس بمحافظة ذمار، وسط اليمن، أحد مكاتب الجباية التي استحدثتها ميليشيا الحوثي الإيرانية من أجل نهب سائقي شاحنات نقل المواد الإنشائية، في خطوة احتجاجية ضد ما وصفته القبائل بـ"الممارسات الجبائية الجائرة" التي تهدد مصادر رزق أبنائها.

Read also :فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيين

وأفادت المصادر المحلية أن عشرات المسلحين اقتحموا مواقع التحصيل الجباية التابعة لميليشيا الحوثي في مناطق المديرية، وقاموا بطرد عناصر الجماعة المسلحة من النقاط ونزع الكانتينات التي اتخذتها الجماعة كمكاتب للجباية، ثم أحرقوها بالكامل.

وأشارت المصادر إلى أن قيادي حوثي يدعى داهم العمياء "أبو صلاح الجمل" يمارس عمليات نهب وابتزاز ضد سائقي شاحنات نقل مواد البناء وهو ما فاقم معاناتهم، حيث تم رفع تكلفة المتر المكعب من مادة النيس من 15 ألفًا إلى 30 ألف ريال، بالإضافة إلى فرض ما يُعرف بـ"زكاة الركاز"، والتي تصل إلى أكثر من 7200 ريال عن كل شاحنة، ما أرهقهم ماليًا وهدّد سبل عيشهم.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر احتشادًا كبيرًا لأبناء القبائل، وإطلاق نار كثيف أثناء عملية الاقتحام، فيما انسحبت أطقم الحوثيين من الموقع دون مقاومة تُذكر. وعبّر المحتجون عن رفضهم لفرض رسوم جديدة ومضاعفة على مادة "النيس" و"الكري"، لصالح أحد قيادات الميليشيات في ذمار.

يأتي هذا التصعيد بعد يوم واحد من تصريح ناري أدلى به الشيخ محمد حسين المقدشي، أحد أبرز الشخصيات القبلية في ذمار، حمّل فيه قيادة الميليشيات، بمن فيهم محافظ المحافظة ومدير الأمن ومسؤول التعبئة العامة، مسؤولية التوترات المتصاعدة، متهمًا إياهم بـ"اختلاق المشكلات تحت ذريعة تنظيم قطاع النيس".

وظهر المقدشي في موقع الاقتحام محذرًا جماعة الحوثي من مغبة التصعيد، قائلًا: "نحن لسنا قاعدة ولا داعش، ومن أراد المواجهة فليأتِ، وحقوقنا سندافع عنها". ووجه المقدشي اتهامات مباشرة للقيادي الحوثي داهم العمياء بنقض الاتفاق المسبق الذي تم التوصل إليه، والذي تضمن إنشاء صندوق محلي وتحسين الطرقات مقابل رسوم رمزية، لكنه – بحسب المقدشي – عاد ليفرض جبايات تعسفية ومبالغ ضخمة دون وجه حق.

وكان سائقو الشاحنات قد نفذوا في أبريل الماضي إضرابًا شاملًا رفضًا لتلك الجبايات، مطالبين بإلغاء التسعيرات الجديدة، ووقف التعدي على أرزاقهم من قبل نافذين في الجماعة.

وتُعد هذه الحادثة تطورًا لافتًا في حالة الغليان الشعبي ضد سياسات الحوثيين الجبائية، وسط مؤشرات على تصاعد التوتر القبلي في محافظة ذمار ومناطق أخرى تخضع لسيطرة الجماعة، نتيجة الضغوط الاقتصادية والانتهاكات المستمرة بحق المواطنين.

مقالات مشابهة

  • محافظ البنك المركزي: البنوك نقلت مقراتها إلى عدن وتعهدت بقطع علاقاتها مع الحوثيين
  • فعالية خطابية في محافظة صنعاء إحياءً لذكرى رحيل العلامة بدر الدين الحوثي
  • تحذيرات من انهيار بيئي في ليبيا وسط فوضى المبيدات وسوء التخزين
  • الإعلان عن تخفيض 20% من أجور النقل من ميناء عدن إلى مناطق الحوثيين
  • تمرد قبلي ضد الحوثيين في ذمار.. اقتحام مكاتب الجبايات وحرقها بالنار
  • تخصيص آلاف الوحدات السكنية والأراضي لموظفي وذوي شهداء نينوى
  • الحوثيون في مهب التحولات العسكرية الإقليمية.. تأثير الصراع الإيراني الإسرائيلي على الحركة اليمنية
  • فعالية خطابية في صنعاء إحياء للذكرى السنوية لرحيل العلامة بدرالدين الحوثي
  • نتنياهو: ''إيران حاولت نقل أسلحة نووية الى الحوثيين''
  • ترامب يمارس خداعا استراتيجيا لصالح اسرائيل