بقلم : د. غفران إقبال الشمري ..

لا يمكن الحديث عن نجاح العملية التربوية في العراق دون التوقف عند الجهود الجبارة التي تبذلها الأمهات في تربية وتعليم أبنائهن. فخلف كل طالب ناجح، هناك أم أبت أن تستسلم أمام ضغوط الحياة، وواصلت الليل بالنهار من أجل أن تزرع في قلب طفلها بذرة العلم والأمل. الأمهات العراقيات أثبتن أنهن عماد الأسرة، وركيزة المجتمع، وصانعات للأجيال الواعية القادرة على بناء الوطن.

شهدت الأسابيع الماضية جهوداً استثنائية بذلتها الأمهات، رافقن أبناءهن طوال فترة الامتحانات، لم يكنّ مجرد مراقبات للواجبات المدرسية، بل كنّ معلمات، ومرشدات، ومصدراً لا ينضب من الدعم المعنوي والتحفيز. سهرت الأمهات الليالي، يشرحن الدروس، ويُجدن إيصال المعلومة، ويستثمرن كل طاقاتهن من أجل تمكين أبنائهن من اجتياز هذه المرحلة بنجاح.

الكل يعرف ان الرعاية الأسرية، وخاصة من جانب الأم، لا تقتصر على الأمور الدراسية فحسب، بل تمتد لتشمل بناء الشخصية وتعزيز الثقة بالنفس وغرس القيم الأخلاقية. تلك القيم التي تشكل الحصن الحقيقي للأبناء في مواجهة التحديات، وتمنحهم القدرة على مواصلة التميز والوصول إلى أعلى المراتب في الجامعات العراقية.

مع انتهاء امتحانات الفصل الدراسي للمدارس الابتدائية، تبرز مسؤولية جديدة على عاتق الأمهات والأسر: مواصلة الدعم والمتابعة، وتحفيز الأبناء على المضي قدماً في مسيرتهم التعليمية. فالتفوق الأكاديمي لا يتحقق إلا بتكاتف جهود الأسرة والمدرسة والمجتمع، ويظل تشجيع الأمهات حجر الأساس في هذه المنظومة.

دعوة مخلصة تُوجَّه اليوم لكل أم عراقية، ولكل أخت، بأن يواصلن مسيرة العطاء دون كلل أو ملل، وأن يضعن نصب أعينهن هدف بناء جيل واعٍ ومتفوق علمياً وأخلاقياً فنجاح الأبناء هو ثمرة صبر الأمهات وتضحياتهن، وهو الطريق الأكيد لبناء عراق قوي ومزدهر.

التاريخ يشهد أن المرأة العراقية، وخاصة الأم، كانت وستظل العنصر الأكثر تأثيراً في صناعة مستقبل الوطن. من هنا، فإن تكريس الجهود لمساندة الأبناء في مراحلهم الدراسية المختلفة، هو استثمار حقيقي في حاضر العراق ومستقبله.

user

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

احذروا حملات هدم القيم

في ظاهر الأمر، تبدو المسألة بسيطة.. شركة علاقات عامة أجنبية تُطلق حملات تشويقية عبر مشاهير معروفين، مستثمرين ملايين الريالات؛ بهدف “جس النبض” أو “التمهيد لمنتج أو خدمة جديدة”.
لكن الحقيقة المُرة؟ لا منتج، ولا خدمة، ولا حتى نية لتقديم شيء حقيقي.
ما يحدث هو تحويل هذه التشويقات إلى نمط حياة… وإلى علاقة دائمة بين المتلقي والمحتوى، دون أي نهاية ملموسة، إلا واحدة: تفكيك المجتمع السعودي من الداخل.
ما يُروّج له في هذه الحملات ليس سياسياً ولا اقتصادياً، بل أخطر من ذلك:
هو تشويه تدريجي لقيم الأسرة، وتفريغ مفاهيم مثل الزواج، والطلاق، والمسؤولية، والارتباط، من معناها الجوهري.
مشاهد “تمكين المرأة” تُصاغ لتغريها بفكرة الاستقلال التام عن الرجل، لا المشاركة معه.
قصص “الخُلع” تُقدَّم كخطوة نحو الحرية، لا كخيار اضطراري.
الزواج؟ يُصوَّر كفخ مالي، وعبء نفسي، وعلاقة فاشلة منذ البداية.
والمتلقي؟ يبقى يتابع، يتأثر، ثم يكرّس تلك القناعات دون وعي، حتى يتحول من جمهور لتشويق مزعوم… إلى عميل دائم لمحتوى مدمر، لا منتج له.
الجانب الأخطر أن هذه الشركة ليست وحدها، بل تقود شبكة من الكيانات الشبيهة، تتخذ من الإعلام الرقمي ساحة لهدم المفاهيم. وهي ليست مستقلة، بل مرتبطة بجهات حاقدة، وتُمارس عبر هذه الحملات ما يشبه “حرب قيم” ناعمة، لكن فعّالة.
النجوم الذين يروّجون لهذه المواضيع، لا يدركون حجم الدمار الذي يشاركون فيه. يظنون أنهم يؤدون عملاً ترويجياً، بينما هم في الحقيقة يساهمون في بث أفكار تُقوّض الأمن الاجتماعي، وتُضعف النسيج الوطني، وتُروّج للعلاقات غير الشرعية كبديل للزواج.
ما يحدث ليس رأياً… بل خيانة صامتة.
خيانة تُباع على هيئة إعلان، وتُسوّق على هيئة محتوى ترفيهي.
ويبقى السؤال: هل هؤلاء النجوم شركاء جهل؟ أم شركاء جريمة؟
وهل يكفينا التنديد؟ أم أن الوقت حان لفضح هذا “التشويق المضلل” وكشف أصحابه؟

[email protected]

مقالات مشابهة

  • عمر الدرعي: شباب الإمارات يحملون راية القيم
  • الحاج أبو محمد… بائع الأمل الذي تحدى الحرب بابتسامة
  • تكريم 18 مستشفى بأبوظبي لدورها في تعزيز صحة الأمهات والأطفال حديثي الولادة
  • الإحصاء: شباب فلسطين بين الأمل والصمود في وجه تحديات غير مسبوقة
  • نواب البرلمان: التعليم مشروع قومي لبناء الإنسان المصري وضمانة لنهضة الوطن
  • هل تشارك مصر تركيا في تصنيع سلاح يكسر التفوق الإسرائيلي؟
  • برلمانية: التعليم أساس بناء الإنسان المصري وأولوية لا تحتمل التأجيل
  • جامعة الجلالة: منظومة منح دراسية رائدة لدعم التفوق وتحقيق العدالة الاجتماعية
  • صحة أسيوط تحتفل بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية لتعزيز وعي الأمهات
  • احذروا حملات هدم القيم