"المواطنة الواعية درع الوطن في مواجهة التحديات" ندوة لمجمع إعلام القليوبية
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
نفذ اليوم مجمع إعلام القليوبية ندوة تثقيفية تحت عنوان “المواطنة الواعية درع الوطن في مواجهة التحديات” بالتعاون مع مجلس مدينة طوخ والهيئة العامة لتعليم الكبار فرع القليوبية وذلك في إطار إهتمام قطاع الإعلام الداخلي التابع للهيئة العامة للاستعلامات ببناء الإنسان باعتباره شريك فاعل في حماية مقدرات الوطن وصون هويته واستقراره تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى مجلي رئيس قطاع الإعلام الداخلي.
حاضر في الندوة، الدكتور أحمد عبد الفتاح عيسى - استشاري العلاقات العامة والرأي العام وتحسين الصورة الذهنية بالبرنامج الرئاسي بداية حلم، الدكتور مهران النجار - أستاذ بكلية الزراعة جامعة بنها والمدير السابق لمكتب التعاون الدولى للجامعة
فضيلة الشيخ /عمر جابر أحمد - إمام وخطيب بإدارة أوقاف طوخ، الدكتور إيهاب محمد عبد الحميد - مدير عام المتابعة والتوجيه بفرع القليوبية لتعليم الكبار.
بدأت الندوة التثقيفية بكلمة ريم حسين عبد الخالق - مدير مجمع إعلام القليوبية موضحة أن تعزيز الأمن القومي المصري يبدأ من الفرد من المواطن الذي يتحلى بالوعي والولاء والانتماء، فبقدر ما ننجح في بناء إنسان مصري واعٍ بقدر ما نحصن وطننا ضد التحديات ونضمن مستقبلًا آمنًا لأجيالنا القادمة. فالمواطنة الواعية ليست رفاهية فكرية بل ضرورة وطنية وسلاح سلمي في معركة بقاء الدولة، فالوطن لا يُحمى فقط بالسلاح، بل يُحمى أولًا بالفكر، والمواطن الواعي هو صمام أمان مصر في هذا الزمن المعقد. فلنغرس في أبنائنا قيم الانتماء الإيجابي، ولنصنع جيلًا يؤمن أن حماية الوطن مسؤولية تبدأ من داخله، وتُترجم في وعيه وسلوكه.
كما أكد الدكتور أحمد عيسى أن المواطن ليس مجرد فرد يعيش داخل حدود الوطن، بل هو شريك أصيل في حمايته وبنائه، وحين يمتلك الوعي والإدراك يصبح أحد أقوى أسلحته في مواجهة محاولات الهدم والتخريب، فالمواطن الواعي هو الذي يدرك أن أمن الوطن يبدأ من أمن الفكر، وأن الانتماء لا يُقاس بالكلمات بل بالأفعال، وبمقدار ما يقدمه الإنسان من وعي ومسؤولية تجاه وطنه.
فلم يعد الأمن القومي مقتصرًا على حماية الحدود أو مواجهة الجيوش، بل يشمل أيضًا الأمن الاجتماعي والفكري والغذائي والمائي والإعلامي. وكل هذه الأبعاد تحتاج إلى مواطن يعي ما يدور حوله، يفرّق بين الحقيقة والتضليل، ويقف في صف بلاده في وجه كل من يسعى لزعزعة استقرارها.
وأشار إلى أن خطورة المواطنة غير الواعية تتجلى في عدة أبعاد منها: الوقوع في فخ الشائعات والحرب النفسية، سهولة التأثر بالفكر المتطرف، ضعف الانتماء الوطني يؤدي إلى تراجع الشعور بالانتماء والمسؤولية تجاه الوطن، الإساءة للمصالح الوطنية دون إدراك، ضعف المشاركة في الحياة السياسية، غياب الرقابة المجتمعية، المساهمة في خلق أزمات داخلية.
ثم تحدث الدكتور مهران النجار مشيرًا إلى أن قضية المواطنة من القضايا المحورية التى تؤثر بشكل مباشر على استقرار الدول وتطورها، وأن تعزيز المواطنة الواعية يتطلب دورًا محوريًا من مؤسسات التعليم والإعلام. فهما القادران على غرس قيم الانتماء والمساءلة والعمل الجماعي في نفوس الأجيال الجديدة، وذلك بهدف رفع وعي الجمهور بدلًا من التركيز على الإثارة والمحتوى السطحي.
وأوضح أن الوطن رمزًا للهوية والانتماء، ومرجعية رئيسية للهوية الثقافية والتاريخية، حيث يجمع أبنائه حول قيم وأهداف مشتركة، ويمنح الأفراد شعورًا بالانتماء والوحدة والتلاحم، وتتطلب المواطنة الحقيقية توازنًا بين الحقوق والواجبات، وتحقيق الاستقرار، فالوطن المستقر يعتمد على مواطنين ملتزمين يحترمون القوانين ويسعون للمحافظة على مكتسباته، مما يسهم في تقليل النزاعات والصراعات، والتوجه لبناء اقتصاد مستدام ودولة قوية قادرة على تحقيق التنمية الشاملة.
وفي سياق متصل أكد فضيلة الشيخ عمر جابر إلى أن "المواطنة الواعية" تعد من القيم السامية التي حثت عليها الأديان السماوية، وخصوصًا الدين الإسلامي، حيث يرتكز الإيمان الحقيقي على شعور الفرد بالمسؤولية تجاه مجتمعه ووطنه، فالإسلام في جوهر تعاليمه، دعا إلى بناء الإنسان المسؤول الذي يسهم في استقرار مجتمعه ويكون جزءًا من قوة وطنه لا معول هدم له، فالإسلام لا يعارض الانتماء للوطن أو العمل من أجل استقراره، بل يؤكد على ذلك. فحب الأوطان، وإن لم يكن عبادة مستقلة فإنه قيمة إنسانية نبيلة تتماشى مع مقاصد الشريعة في حفظ النفس، والمال، والعرض، والدين.
واستدل على ذلك بقول رسول الله ﷺ عندما خرج من مكة: "والله إنك لأحب البلاد إليّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت، هذا الموقف النبوي يختصر المعنى العميق للمواطنة والانتماء.
وفي الختام نوه مشددًا على أننا بحاجة اليوم إلى استعادة مفهوم المواطنة الواعية من قلب تعاليم ديننا، وربطه بواقعنا المصري المعاصر، فمصر لن تُحمى فقط بالجيوش بل بأبنائها الذين يفهمون أن حماية الوطن مسؤولية مشتركة وأن كل جهد يُبذل في سبيله هو عبادة يُثاب عليها في الدنيا والآخرة.
ثم تحدث الدكتور إيهاب محمد مؤكدًا على أن المواطنة الواعية لا تقتصر على حمل بطاقة الرقم القومي أو الإقامة في الدولة، بل تتجاوز ذلك لتشمل الإحساس الحقيقي بالانتماء، والالتزام بالقيم الوطنية، والإسهام الإيجابي في تنمية المجتمع، والدفاع عنه وقت الشدائد، فهي مواطنة تنبض بالحسّ الوطني، وتترجم هذا الحس إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع، وأنه في ظل التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم تبرز أهمية "المواطنة الواعية" كركيزة أساسية لتعزيز استقرار الدولة ودعم أمنها القومي. وفي مصر، التي تقع في قلب منطقة استراتيجية تتشابك فيها المصالح الإقليمية والدولية، تصبح المواطنة الواعية أداة لا غنى عنها لبناء مجتمع متماسك قادر على مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الهيئة العامة لتعليم الكبار اعلام القليوبية هيئة العامة لتعليم الكبار قطاع الاعلام الداخلى
إقرأ أيضاً:
حماة الوطن: منفتحون على التحالف مع الأحزاب الأخري
قال النائب أحمد بهاء شلبي، عضو مجلس النواب، ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن، أن الحزب يولى أهمية كبري لخلق بيئة سياسية قوية وحياة حزبية تسهم فى رفعة الوطن ويرى فى التحالفات الحزبية دور محورى فى تشكيل المشهد السياسي وتعزيز قوته واستقراره.
وأشار رئيس الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن في بيان له ، إلى أن حزب حماة الوطن منفتح على التحالف مع الأحزاب الأخري، نظرا للدور الذى تلعبه التحالفات الانتخابية فى تمثيل أوسع للأطياف السياسية مما يعزز التعددية الحزبية ووجود أصوات متعددة في الهيئات التشريعية.
وتابع النائب أحمد بهاء شلبي، نهدف لتستفيد الحياه السياسية فى مصر من مميزات التحالفات الإنتخابية المتمثلة فى تقوية الحياه الحزبية وتنمية الوعى السياسي، زيادة فرص فوز الأحزاب الصغيرة، تنوع الأيديولوجيات والمصالح مما يضمن تمثيل شرائح متنوعة من الناخبين، تنمية الكوادر الحزبية، تقديم برامج سياسية أكثر شمولية.
وأخيرا قال النائب أحمد بهاء شلبي، أن التحالفات الانتخابية أمر متعارف عليه فى العديد من دول العالم ونطمح أن تتطور تلك التحالفات لتقدم برنامج إنتخابي موحد يعكس أولوياتها ورؤيتها للمستقبل مما يسهل على الناخبين فهم توجهات التحالف، ويكون لبنة لتحالف سياسي مستقبلا.