جاكي شان يقود سلاحف النينجا في حرب المتحولين
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
جزء سابع من سلسلة "سلاحف النينجا" يعرض حاليا في الولايات المتحدة، ويحتل ترتيبا جيدا في شباك التذاكر، لكنه يثير العديد من علامات الاستفهام حول التصورات الكامنة وراء السلسلة نفسها، والذي سبقته 6 أفلام تدور أحداثها في فترات زمنية منفصلة تم إصدارها عبر 4 عقود، ومجموعة من القصص المصورة ومسلسلات رسوم متحركة تلفزيونية وألعاب فيديو، كانت جميعها حريصة على إضفاء طابعها الخاص على "سلاحف النينجا"، التي أبدعها كيفن إيستمان وبيتر ليرد في عام 1984.
ولا تقتصر أهمية سلسلة أفلام "سلاحف النينجا" على ذلك النجاح الذي حققته عبر ما يقرب من 4 عقود، تخللتها فترات فتور في العلاقة مع محبيها، ولكن تلك الأهمية تمتد لما يمكن أن نطلق عليه تأريخا اجتماعيا ورصدا للحظات صعود وهبوط نسبي في تاريخ الإمبراطورية الأميركية، وانعكاسه على الخيال السينمائي.
ولعل ذلك التصور حول توثيق لحظات التضخم في الشعور بالذات الحضارية، خاصة في تسعينيات القرن الماضي، يصطدم بلحظة غروب أميركي حاليا على مستويات، ليس أولها الشلل الحادث في صناعة السينما الأميركية نتيجة إضراب هوليود منذ أكثر من مئة يوم، ولا تراجع التصنيف الائتماني لعدد من البنوك، وإنما تلك الشيخوخة التي أصابت السياسة الأميركية في أعلى مستوياتها، ليتنافس على رئاستها شخصان تجاوز أصغرهما الـ75 عاما، في حين تطمح دول أصغر نسبيا لإنشاء تشكيلات اقتصادية تتحدى الهيمنة الاقتصادية للدولار.
وهنا يأتي السؤال حول الجزء السابع من سلسلة بدأت معبرة بامتياز عن شعور أميركي بوراثة الحكمة والقوة وإنتاج ما يمكن تسميته "مجتمع السوبر" نتيجة طفرة حضارية، وما الذي يمكن أن يقدمه في لحظة التراجع؟
6 أجزاءحققت قصة ليوناردو ودوناتيلو ورفاييل ومايكل أنجلو وسينسي سبلينتر نجاحا كبيرا في عام 1990، الذي صدر خلاله الجزء الأول، حيث انجذب الجمهور إلى أبطال الفيلم الذين تميزوا بجرأة وواقعية.
بعد عام واحد، وفي ذروة هوس جمهور المراهقين بالسلاحف، جاء الجزء الثاني "سلاحف النينجا 2.. المستقنع السري"، الذي قام صناعه بتخفيف حدة العنف باستخدام السلاح، وفي عام 1993 تراجع فيلم "السلاحف" ولم يلق إقبالا في شباك التذاكر، مما أدى إلى توقف السلسلة.
استمر وجود سلاحف النينجا من خلال ألعاب الفيديو والقصص المصورة والعديد من المسلسلات التلفزيونية، إلى أن تم إحياء السلسلة بفيلمي رسوم متحركة في عامي 2007 و2014، واللذين شهدا نجاحا أكبر بكثير مع النقاد.
وريثة العالم وسيدتهحرص صناع السلسلة منذ البداية على استخدام الرموز المتداولة بين الجمهور، ليس بهدف الجذب الجماهيري فقط، وإنما لبناء نموذج فكري كامل، فاختيار السلاحف باعتبارها برمائيات مقصود ليؤكد على فكرة أن حماة العالم الجدد هم جسر وصل بين عالمين.
تسمية السلاحف وحبهم للبيتزا الإيطالية له دلالته الهامة، إذ اتخذوا أسماء أشهر فناني عصر النهضة (ليوناردو دافنشي، ومايكل أنجلو ورافائيلوو دوناتيلو)، لكن هؤلاء السلاحف يمارسون رياضة النينجوتسو للدفاع عن أنفسهم، وهي رياضة صينية استخدمتها جماعات النينجا التي تميزت بالقوة والقدرة على الاختفاء عن العيون.
شكل ذلك الميراث لفنون عصر النهضة وقوة وحكمة النينجا الصينية معادلة جديدة عبر اجتماعه في أرض العالم الجديد في نيويورك، مدينة يصعب على من يعيش فيها رؤية السماء من كثرة ناطحات السحاب، وبالتالي شكل صناع السلسلة أجواء تدفع المشاهد للقبول بفكرة أن يحمي العالم مجموعة من السلاحف يقودهم فأر.
كانت الصحفية "أبريل" أو "نيسان" هي خير عون للسلاحف في معاركهم، إذ وقع عليها عبء تقديم الحقائق كما يرغب السلاحف والفأر في تقديمها بصرف النظر عن الواقع، وهو إدراك عميق لدور الإعلام في الإمبراطورية الأميركية وفي تشكيل وعي الشعوب.
قدمت السلسلة صراعا غير محدود وغير متناه بين السلاحف ومعهم صديقتهم الإعلامية "أبريل"، وبين كائنات مختلفة خلال الأعمال العديدة، لكنها دائما كانت تهدف لحماية البشر، إما استجابة من السلاحف لطبيعتهم كأبطال، وإما سعيا للقبول بين البشر رغم اختلافهم.
المراهقونعاد صناع الجزء السابع إلى القصة الأصلية لسلاحف النينجا، وكيف كانوا مجرد 4 سلاحف تعيش في أنابيب الصرف الصحي، وتلتقي مصادفة بفأر لا يختلف عنها في ضآلته ونفور البشر منه.
تسقط السلاحف والفأر في مادة هلامية، يتضح فيما بعد أنها مشعة، فيتحولون مع الأيام إلى عمالقة، وتبدأ قصتهم من رغبتهم في الخروج إلى عالم البشر، لكنهم يفاجؤون بالنفور والخوف، ويبدؤون في البحث عن سبل لاكتساب القبول.
"سلاحف النينجا" ليست السلسلة الأولى من الأفلام الأميركية التي تعود للبحث عن أصول أو نشأة أبطالها فيما يبدو تخوفا من الاشتباك مع لحظة غامضة أو غير ملهمة، فقد قام المخرج جيفروي ومعه المؤلف سيث روغان بالتركيز على فترة مراهقة السلاحف، والتي يواجهون فيها مشاعرهم بالرغبة في الالتحاق بمدرسة ومصادقة فتيات والقبول الاجتماعي.
احتفظت السلاحف بملامح شخصياتها المميزة لكل منها، وجاء صوت نجم الحركة ذي الأصول الآسيوية جاكي شان في دور المعلم الفأر ليؤكد على فكرة أساسية في العمل وهي أن الولايات المتحدة الأميركية تشبه في أبسط صورها "نخبة منتخب العالم" التي قررت الاستقرار في العالم الجديد، لتنتصر على أعداء الإنسانية من أمثال "السوبر فلاي"، وهي ذبابة عملاقة متحولة ترغب في قتل البشر وحكم العالم بالمتحولين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی عام
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف ضعف الذكاء الاصطناعي في فهم التفاعلات الاجتماعية
صراحة نيوز ـ كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة جونز هوبكينز (Johns Hopkins University) أن البشر يتفوقون على نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية في وصف التفاعلات الاجتماعية وتفسيرها ضمن مشاهد ديناميكية. وتُعد هذه القدرة ضرورية لتطوير السيارات الذاتية القيادة والروبوتات المساعدة التي تعتمد بنحو أساسي على الذكاء الاصطناعي للتنقل الآمن في البيئات الحقيقية.
تُبرز الدراسة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية تعاني مشكلة في فهم التفاعلات الاجتماعية الدقيقة والإشارات السياقية الأساسية للتفاعل الفعّال مع البشر. وتشير النتائج إلى أن هذا القصور قد يكون سببه طبيعة البُنية الأساسية لنماذج الذكاء الاصطناعي الحالية.
عُرضت نتائج الدراسة في مؤتمر (International Conference on Learning Representations) للتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي في 24 أبريل. وقد قالت (Leyla Isik)، المؤلفة الرئيسية للدراسة و الأستاذة المساعدة في قسم علوم الإدراك في جامعة جونز هوبكينز: “على سبيل المثال: نظام الذكاء الاصطناعي في السيارات الذاتية القيادة، يحتاج إلى تعرّف نوايا وأهداف وتصرفات السائقين والمشاة من البشر. نريد منه أن يعرف في أي اتجاه سيبدأ أحد المشاة بالسير، أو كون شخصين يتحدثان معًا أم على وشك عبور الشارع. وفي أي وقت نريد فيه أن يتفاعل الذكاء الاصطناعي مع البشر بنحو مباشر، نحتاج منه أن يفهم ما يقوم به الناس. وهذه الدراسة تسلط الضوء على أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية غير قادرة على ذلك حتى الآن”.
تفاصيل الدراسة
للمقارنة بين أداء نماذج الذكاء الاصطناعي والبشر في فهم التفاعلات الاجتماعية، طُلب من مشاركين بشريين مشاهدة مقاطع فيديو قصيرة مدتها ثلاث ثوانٍ، وتقييم سمات مهمة لفهم التفاعلات الاجتماعية، وشملت المقاطع مشاهد لأشخاص إما يتفاعلون مع بعضهم بنحو مباشر، أو يقومون بأنشطة تعاونية، أو ينفذون أنشطة مستقلة.
بعد ذلك، طُلب من أكثر من 350 نموذجًا للذكاء الاصطناعي – وقد تضمَّن ذلك نماذج لغوية ونماذج تدربت على مقاطع فيديو وأخرى تدربت على صور ثابتة – التنبؤ بكيفية تقييم البشر للمقاطع، وكيف ستكون استجابات أدمغتهم عند المشاهدة.
قدّم المشاركون البشريون إجابات متقاربة، ولم تتمكن نماذج الذكاء الاصطناعي من بلوغ مستوى الدقة نفسه بغض النظر عن حجمها أو نوعية البيانات التي تدربت عليها. فلم تتمكن النماذج المدربة باستخدام مقاطع فيديو من وصف ما يفعله الأشخاص بدقة، وحتى النماذج المعتمدة على الصور الثابتة لم تستطع فهم أن بعض الأشخاص الذين يظهرون في مقاطع الفيديو يتواصلون معًا. وأما النماذج اللغوية فقد أظهرت أداء أفضل في التنبؤ بالسلوك البشري.
فجوة في تطوير الذكاء الاصطناعي
قال الباحثون إن النتائج تُظهر تباينًا كبيرًا مع نجاح الذكاء الاصطناعي في تفسير الصور الثابتة. وقالت Kathy Garcia، طالبة الدكتوراه وإحدى مؤلفات الدراسة: “رؤية صورةٍ وتعرُّف الوجوه والأشياء لم يعد أمرًا كافيًا. كانت تلك خطوة أولى لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، ولكن الحياة الواقعية ليست ثابتة. نحن بحاجة إلى أن يفهم الذكاء الاصطناعي العلاقات والسياق وديناميكيات التفاعلات الاجتماعية، وتشير هذه الدراسة إلى أن هناك فجوة في تطوير النماذج الحالية”.
ويعتقد الباحثون أن سبب هذه الفجوة هو أن الشبكات العصبية للذكاء الاصطناعي استُلهمت من البنية الدماغية المسؤولة عن معالجة الصور الثابتة، وهي مختلفة عن المناطق الدماغية التي تتعامل مع المشاهد الاجتماعية الديناميكية.
وقالت (Leyla Isik): “هناك الكثير من التفاصيل الدقيقة التي يمكن استخلاصها من نتائج الدراسة، لكن الاستنتاج المهم هو أن جميع نماذج الذكاء الاصطناعي المتوفرة حاليًا لا يمكنها مطابقة استجابات الدماغ والسلوك البشري للمشاهد الديناميكية، كما تفعل تلك النماذج مع الصور الثابتة. وأعتقد أن هناك شيئًا أساسيًا في الطريقة التي يعالج بها الإنسان المشاهد تفتقر إليه هذه النماذج”.