الدويري: لو وثقت القسام عملياتها الليلية بفيديو لحدثت ضجة داخل إسرائيل
تاريخ النشر: 30th, August 2025 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن طبيعة العمليات التي جرت ليلة أمس في مدينة غزة هي التي جعلتها الحدث رقم 2 بعد عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وشهد حيّا الزيتون والصبرة في مدينة غزة سلسلة عمليات للمقاومة، بدأت بكمين هجومي للمقاومة قُتل فيه جنود، وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية مقتل جندي وإصابة 11 بجروح خطرة، إضافة إلى فقدان أثر 4 جنود يخشى جيش الاحتلال وقوعهم أسرى بيد المقاومة، في حدث وصفته بأنه من أصعب الأحداث منذ طوفان الأقصى.
وأكد اللواء الدويري أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فوجئ بالعمليات الليلية المباغتة، وكانت عمليات عسكرية يسجلها التاريخ للمقاوم الفلسطيني، حسب اللواء الدويري، الذي تحدث عن انعكاسات العمليات على الاحتلال الإسرائيلي، وقال لو أصدرت كتائب القسام فيديو يوثق هذه العمليات ويغطي كافة زواياها، فسيُحدث ذلك ضجة داخل إسرائيل.
وأشار إلى أن العمليات التي نفذتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ستعزز الخلافات بين رئيس الأركان إيال زامير الذي يقول اللواء الدويري أنه مجبر على خوض عملية احتلال مدينة غزة، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير، وكلاهما يعلو صوته، رغم جهله بالأمور العسكرية، وبالتالي سيقول زامير لهما إن العمليات العسكرية استنفدت الغاية منها وستفضي فقط إلى قتلى وأسرى في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وكان أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام قد قال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومن وصفهم بوزرائه النازيين، قرروا بإصرار تقليص عدد أسراهم الأحياء إلى النصف، كما قرروا أن تختفي معظم جثث أسراهم القتلى إلى الأبد، وفق تعبيره. وأشار أبو عبيدة إلى أن كل أسير يُقتل بفعل العدوان الإسرائيلي سيعلن اسمه وصورته مع إثبات لمقتله.
ولا يستبعد اللواء الدويري- في تحليله للمشهد العسكري في غزة- احتمال توقف عمليات "عربات جدعون2″ في حال نجاح كتائب القسام في تنفيذ كمائن مركبة تفضي لخسائر مؤلمة في صفوف قوات الاحتلال مثلما حدث في حي الزيتون، وكشف في السياق ذاته أن هناك معلومات تفيد بأن جيش الاحتلال قام بسحب قواته إلى ثكناتها لإعادة تنظيمها وتهيئتها، وتقييم ما جرى ومحاولة غلق الفجوات والثغرات في صفوف قواته.
إعلانوأشار إلى أن المحاولات الإسرائيلية السابقة لدخول حي الزيتون باءت كلها بالفشل والخسائر وبالإجبار على الانسحاب، والعملية الحالية هي المحاولة السابعة، وتجبر جيش الاحتلال على الانكفاء والتراجع.
خيارات المقاومةومن جهة أخرى، أوضح اللواء الدويري أن طبيعة المعارك اختلفت، حيث كانت تجري في السابق على حدود المناطق المبنية، وكانت تسمى معارك الصد، ومنذ بداية عمليات "عربات جدعون 1" اختلفت مقاربة القتال لدى المقاومة سواء في حي الزيتون أو في بيت حانون وخان يونس جنوبي القطاع، وتغيرت طريقة إدارة المعركة، حيث باتت المقاومة تعتمد على الكمائن وتجنب المواجهة المفتوحة.
وأكد أن المقاومة الفلسطينية لا تزال تخوض معاركها مع قوات الاحتلال بقدرات محدودة، لكنها تقدم صورة ناصعة للمقاومة ورسائل للأمة، وقال "لو قدم الدعم الجزئي لهؤلاء المقاتلين الشباب لما دخل جيش الاحتلال مدينة غزة وحي الزيتون"، مشيرا إلى أن المقاومة أمامها خياران هما: إما الاستسلام وضياع قطاع غزة بالمطلق، وإما الاستمرار بالقتال حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
ولو نفذت المقاومة مطالب الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية بإلقاء سلاحها والاستسلام فسيعني ذلك- وفق اللواء الدويري- التهجير والسيطرة على قطاع غزة، مشيرا إلى أن لا خيار أمام المقاومة سوى الاستمرار في القتال مهما كان الثمن، ولفت إلى أن ما تقوم به المقاومة حاليا هو معجزة، لأنها محاصرة منذ عام 2005 وتخلى عنها العالم أجمع بما في ذلك العالم العربي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
فصائل فلسطينية: لا يحق ولا يجوز لأي أحد التنازل عن سلاح الشعب
أصدرت فصائل المقاومة الفلسطينية بيانا بمناسبة الذكري الثانية لطوفان الأقصي حيث قالت فيه : عامان على أفظع حرب إبادة جماعية يشهدها التاريخ ارتكبها العدو الصهيونازي على شعبنا، في ظل خذلان وصمت المجتمع الدولي المنافق، فبرغم الألم والجراح وعظيم التضحيات، ووحشية المجازر والحرب الغير مسبوقة على مدار التاريخ، فقد فشل العدو الصهيوني المجرم وحلفاءه في تحقيق أهدافهم المعلنة وأبرزها القضاء على المقاومة وإستعادة الأسرى الصهاينة بالقوة .
وأضافت الفصائل في بيان لها : في الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى الخالدة، نعرب عن فخرنا وإعتزانا بالملحمة الأسطورية التي سطرها شعبنا العظيم في قطاع غزة، هذا الصمود الذي كان بمثابة الصخرة التي تحطمت فوقها كل مخططات ومؤامرات العدو الصهيوني الخبيثة.
وتابعت : معركة طوفان الأقصى والتي بدأت في السابع من أكتوبر ولا زالت متواصلة، شكلت محطة تاريخية في مشروعنا المقاوم، وكانت إستجابة طبيعية لما يحاك من مخططات صهيونية تستهدف قضيتنا الوطنية، وساهمت في تهاوي كل الأكاذيب والدعاية السوداء التي سوقها الكيان الصهيوني وقادته المجرمين، وما جرى في قاعة الأمم المتحدة أثناء خطاب مجرم الحرب نتنياهو، لهو دليل جلي على ذلك.
واردفت الفصائل : إن خيار المقاومة بكل أشكالها سيظل السبيل الوحيد لمواجهة العدو الصهيوني الغاصب، ولا يحق ولا يجوز لأي أحد التنازل عن سلاح الشعب الفلسطيني، هذا السلاح المشروع والذي كفلته كافة القوانين والمواثيق الدولية، وستتوارثه الأجيال الفلسطينية جيلاً بعد جيل، حتى تحرير أرضه ومقدساته ونيله الحرية وحقوقه المشروعة مهما كانت جسامة التضحيات والأثمان.
وزادت : في هذه الذكرى المجيدة ندعو الجماهير العربية والإسلامية، إلى أخذ زمام المبادرة، والخروج إلى الشوارع والساحات في كافة العواصم والمدن، دعماً لفلسطين والمقاومة ونصرةً لشعبنا ورفضاً لجرائم الإبادة والمحرقة التي ترتكبها آلة البطش الصهيونية.
وأكملت : نتوجه بالتحية إلى كافة جبهات الإسناد في اليمن العظيم المجاهد، ولبنان المقاومة، وعراق الأصالة، وإيران البطولة والإقدام، على مواقفهم الثابتة والمبدئية الملحمية، ونتوجه بالتحية إلى أرواح الشهداء العظام، وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله، والسيد هاشم صفي الدين، والقادة محمد باقري، وحسين سلامي، وغلام علي رشيد ومحمد سعيد إيزدي، وكافة الشهداء الذين إرتقوا في كافة ساحات وجبهات المواجهة والدعم والإسناد.
وختمت : نترحم على أرواح قادة الطوفان ومخططي هذه الملحمة البطولية العظيمة، وعلى رأسهم القادة العظام إسماعيل هنية، ويحيى السنوار، ومحمد الضيف، وقائمة طويلة من قادة شعبنا ورموزه الوطنية من كافة فصائل المقاومة الفلسطينية الذين سيكتب التاريخ بطولاتهم وسيرتهم بأحرف من نور.