ما زال العدوان الاسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة بهدف اغتيال قيادة حماس فيها، يُثير تساؤلات حول المعلومات الاستخباراتية، وإمكانية الإنذار المُبكر، ودور الولايات المتحدة فيه، فضلا عن تداعياته المعقدة المتوقعة على الحرب الدائرة في غزة.

في الوقت ذاته، يعترف الاسرائيليون أن تاريخهم الطويل مع حماس يشير إلى أن مُجرّد محاولة القضاء على قادتها لا يُغيّر حساباتهم، لكنه في هذه المرة قد يُعجّل في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب على غزة.



الجنرال غيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، ذكر أن "المسألة الأولى المهمة حتى كتابة هذه السطور، أن نتائج الهجوم على قطر لا زالت غير واضحة، ووفقًا لرسائل مُتعدّدة، لم يُصَب مُعظم كبار قادة حماس المُستهدفين بأذى، مما يجعل السؤال المُثير للاهتمام وهو سبب حدوث ذلك، ويطرح في هذه الحالة احتمالان: أولاهما أن المعلومات الاستخباراتية المُتعلّقة باجتماعهم في مكان وزمان مُحدّدين لم تكن دقيقة بما فيه الكفاية، ويُحتمل أنها لم تكن دقيقة، وربما غيّر المشاركون في الاجتماع خططهم في اللحظة الأخيرة، ومثل هذه الأخطاء تحدث أحيانًا".

وأضاف في مقال نشره موقع ويللا، وترجمته "عربي21" أن "الاحتمال الثاني، الأكثر إثارة للقلق، هو أن قادة حماس تلقوا تحذيرًا في اللحظة الأخيرة، فقد قال الرئيس دونالد ترامب بصوته إنه نقل المعلومات حول الطائرات المقتربة لرئيس وزراء قطر، لكن الوقت كان متأخرًا جدًا، مما يطرح السؤال عن سبب اضطراره للقيام بذلك، فهل هو ساذجٌ لدرجة الاعتقاد بأن المعلومات المُقدمة للحكومة القطرية لن تُنقل فورًا لقادة حماس، وإذا كان الأمر كذلك، فهل أراد إحباط الهجوم الإسرائيلي".

وأوضح أنه "إذا كان ترامب قد نقل المعلومات متأخرًا، وبقصد وصولها متأخرًا، فما الهدف إذن، هل من المهم جدًا له أن يُجامل قطر، مع توفر سيناريو آخر مفاده أن مراقبي الحركة الجوية الأمريكيين، الذين يتحكمون بالصورة الجوية في الشرق الأوسط، حددوا الطائرات الإسرائيلية، ونقلوا المعلومات للقاعدة الأمريكية الكبيرة في قطر، حيث أبلغ ضابط أمريكي نظيره القطري، الذي بدوره حذّر مسؤولي حماس، ولكن على أي حال، يثير التواصل الأمريكي المزدوج، مع إسرائيل وقطر، تساؤلاتٍ مُعقّدة".

وأشار إلى أن "المسألة المهمة الثانية الآن، بغض النظر عن نتائج الهجوم، هي كيف سيؤثر على موقف حماس من أي صفقة مُحتملة، حيث تُثبت التجربة أنه رغم التصريحات العدوانية، والاستهداف المُستهدف للقادة، وحتى محاولات الاغتيال الفاشلة، ربما تُشكّل ضغطا فعالا، فقد شهد عام 2002 محاولات إسرائيل اغتيال عدد من قادتها في غزة، صحيح أن بعضها فشلت، لكن بعد أيام قليلة وافقت الحركة على اتفاق الهدنة، الذي عارضته بشدة قبل محاولة الاغتيال".

واستدرك بالقول إننا "لم نكن قريبين مؤخرا من أي اتفاق مع حماس، سواء جزئيا أو كاملا، بسبب موقف الحكومة الإسرائيلية، من بين أمور أخرى، لذا فإن هجوم الدوحة لم يُعطّل بالضرورة عملية كانت على وشك النضج، بل ربما على العكس، فقد يقرّب من إنجازها".

وأردف أن "المسألة الثالثة تتعلق بالادعاء بأن الهجوم على قطر قد يُفسد العلاقات معها، وهنا يحق لي أن أُقرّ بأنني لا أفهم هذا القلق، فليس لنا علاقات مع قطر، أو بالأحرى، من المستحسن ألا تكون لنا علاقات معها، بل كان علينا أن نُشدد موقفنا تجاهها منذ زمن، لأنها ليست دولة معقدة، بل دولة عدو بحكم الأمر الواقع، والضرر الذي تُلحقه بنا هائل، ليس فقط بسبب دعمها لحماس، بل لأنها تُموّل مليارات الدولارات لبرامج دراسية معادية لنا في الولايات المتحدة وأوروبا، دون أن تدفع ثمنًا لذلك، ولذلك يتوقع أن تبقى مُعرّضة للخطر، ولدى إسرائيل طرق عديدة لإيذائها غير الهجمات العسكرية".

وذكر أن "المسألة الرابعة هي توقيت الهجوم، حيث تُسمع حجج متعارضة، ومنها لماذا لم نُنفّذ هذا الاغتيال منذ زمن، ولماذا الآن، وقد طُرحت مسألة الرهائن، الجواب على هذه التفسيرات المتناقضة أنه لا يُقضى على قادة العدو عندما يكون ذلك مُستحسَنًا، بل عندما يكون ذلك مُمكنًا من منظور استخباراتي وعملاني، وستكون هناك دائمًا أسباب وجيهة لتأجيل مثل هذه العمليات، ولا يبدو أي توقيت مُناسب".

وبين أن "المسألة الخامسة هي التأثير المُحتمل للهجوم على استمرار الحرب في غزة، وعلى خطة احتلالها في أقرب وقت ممكن، وهنا يمكن القول إنه في نظر المهتمين بإنهاء الحرب، وعلى رأسهم رئيس الولايات المتحدة، قد يُسرّع الهجوم على قطر الضغط على الجانبين للتقدم نحو اتفاق".

ويمكن القول في نهاية هذا التحليل أن استمرار الحرب، أو تفضيل إنهائها يعتمد في المقام الأول على موقف الاحتلال، ولا يرتبط بدرجة نجاح أو فشل الهجوم، لأن موقف الاحتلال العلني على الأقل، يتمثل في أنه يُعارض اتفاقا جزئيا مع حماس، وفي الوقت ذاته يعارض اتفاقا كاملا، لا يتضمن مطلبه بنزع سلاحها، مما يعني أنه يُفضّل استمرار هذه الحرب العدوانية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الدوحة حماس الاحتلال حماس الدوحة الاحتلال هجوم قطر صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قادة حماس

إقرأ أيضاً:

غزة..عشرات القتلى والجرحى بغارات إسرائيلية على مناطق مختلفة

أعلن الدفاع المدني، الأربعاء، مقتل 27 فلسطينياً في غارات جوية إسرائيلية على أنحاء مختلفة من قطاع غزة المحاصر والمدمر.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل إن من بين القتلى 14 شخصاً في مدينة غزة، و12 مواطناً بينهم 3 نساء و6 أطفال في حي الزيتون شرق المدينة، فيما قتل اثنان في غارتين على حي الشجاعية.

وأضاف بصل أن القصف في مدينة خان يونس جنوب القطاع أسفر عن سقوط 13 قتيلاً بينهم 4 أطفال و4 نساء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ قصف أهداف تابعة لحركة حماس بعد أن فتح مسلحون النار تجاه منطقة كانت قواته تعمل فيها في خان يونس، واصفاً ذلك بأنه رد على خرق لاتفاق وقف النار دون وقوع إصابات.

من جهتها، دانت حركة حماس القصف الإسرائيلي واتهمت رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بالسعي لاستئناف الحرب، واصفة الهجوم بأنه مجزرة مروعة استهدفت أطفالاً ونساءً في غزة وخان يونس.

حماس: أكثر من 300 قتيل في غزة رغم اتفاق وقف إطلاق النار

أعلنت حركة حماس أن أكثر من 300 شخص قُتلوا في قطاع غزة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية وتصاعد عدد الضحايا.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن 25 شخصاً قُتلوا يوم الأربعاء جراء غارات إسرائيلية، فيما أُصيب ما لا يقل عن 77 آخرين.

وأضافت الحركة في بيانها أنها ترفض المزاعم الإسرائيلية بأن قواتهم تعرضت لإطلاق نار، معتبرة ذلك محاولة لتبرير الجرائم والانتهاكات المستمرة.

وأشار البيان إلى أن عدد الشهداء تجاوز 300 منذ توقيع الاتفاق، مع استمرار هدم المنازل وإغلاق معبر رفح، في ما وصفته الحركة بأنه تحدٍ صارخ للضامنين الأميركيين والإقليميين.

الأونروا تحذر من تدهور الوضع الإنساني في غزة

أكد المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، أن سكان قطاع غزة يعيشون أوضاعًا إنسانية صعبة وسط انتشار الأمراض واستمرار النزوح، مشددًا على أن الموارد الداخلة إلى القطاع لا تكفي لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات.

وأشار لازاريني إلى أن المساعدات غير كافية، وأن كثيرين لا يتمكنون من الحصول على الغذاء بسبب ارتفاع الأسعار، مضيفًا أن اللجنة الاستشارية للوكالة تعقد اجتماعاتها في عمان لتناشد المجتمع الدولي توفير الإمكانيات الضرورية لمواصلة تقديم خدماتها للاجئين.

وحذر المفوض من أن اقتراب فصل الشتاء سيزيد معاناة السكان نتيجة الأمطار والبرد، مجددًا الدعوة إلى فتح المعابر بشكل كامل لتسهيل دخول المساعدات الضرورية.

إسرائيل تحذر: حماس وحزب الله تنسقان بدعم إيراني لإعادة بناء “محور المقاومة”

ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن تقديرات عسكرية إسرائيلية تشير إلى أن حماس وحزب الله تعملان بالتنسيق مع إيران لإحياء وإعادة بناء ما يُعرف بـ”محور المقاومة”.

وأفاد مسؤولون إسرائيليون بأن الأطراف الثلاثة تمول إعادة بناء البنى التحتية العسكرية وتهريب الأسلحة إلى جنوب لبنان والبقاع، إضافة إلى تجنيد عناصر جديدة وتكثيف التدريبات لجولات قتال مستقبلية مع إسرائيل.

وأشار المسؤولون إلى أن الضغط الأميركي يقيّد حالياً أي رد إسرائيلي أكثر حدة على خروقات حزب الله لاتفاق الهدنة.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن حزب الله انتهك شروط وقف إطلاق النار بمحاولته إعادة بناء قدراته في جنوب لبنان، ورصد عشرات البنى التحتية العسكرية داخل قرية بيت ليف، بما في ذلك مقرات ومستودعات أسلحة، بعضها داخل منازل مدنيين.

الموساد يكشف تحضير حماس لخلايا إرهابية في أوروبا لاستهداف إسرائيلي ويهودي

كشف جهاز “الموساد” الإسرائيلي، الأربعاء، عن تفاصيل تتعلق بإعداد حركة “حماس” لخلايا في القارة الأوروبية بهدف تنفيذ عمليات على أهداف إسرائيلية ويهودية.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن العملية التي نفذها الموساد بالتعاون مع سلطات إنفاذ القانون الأوروبية، بما في ذلك ألمانيا والنمسا، كشفت عن “بنى تحتية إرهابية أنشأتها قيادة حماس في عمق القارة الأوروبية”.

وأسفرت العمليات عن اعتقال عناصر إرهابية وكشف مخازن أسلحة كانت معدّة لاستخدامها من قبل خلايا التنظيم لاستهداف مدنيين.

وأشارت القناة إلى أن عملية خاصة في فيينا خلال سبتمبر الماضي أسفرت عن مصادر الأسلحة والمعدات المتفجرة، والتي تعود ملكيتها إلى محمد نعيم، نجل القيادي البارز باسم نعيم المقرب من خليل الحية أحد أبرز قادة الحركة في غزة.

وأكدت القناة أن تعبئة الأجهزة الأمنية الأوروبية لتنفيذ هذه العمليات يعكس إدراكاً دولياً متزايداً لحجم التهديد الذي تمثله حماس، ويظهر توسع الجهود القانونية والسياسية لمواجهة نشاط الحركة في التحريض والتطرف، إلى جانب الشبكات المرتبطة بها لجمع الأموال وتجنيد العناصر الإرهابية.

ومنذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، تعمل حماس بشكل مكثف على بناء بنى تحتية وتجنيد خلايا إرهابية في أوروبا ومناطق أخرى، على غرار ما يقوم به النظام الإيراني ووكلاؤه.

مقالات مشابهة

  • أي رسائل إسرائيلية من وراء استئناف الغارات على غزة؟
  • غزة..عشرات القتلى والجرحى بغارات إسرائيلية على مناطق مختلفة
  • في خرق جديد - 3 شهداء وإصابات في غارات إسرائيلية على خان يونس فجر اليوم
  • غارة إسرائيلية على قيادات حماس وغزة تسجل 22 شهيداً
  • غارات جوية إسرائيلية تستهدف قيادات حماس في حي الزيتون ورئيس الوحدة البحرية
  • غارة إسرائيلية جنوبي لبنان بعد ساعات من مجزرة عين الحلوة
  • "حماس": مجزرة عين الحلوة تستوجب خطوات جدية لمحاسبة قادة الاحتلال
  • "حماس" تعلّق على إعلان إسرائيل استهداف معسكر لها في لبنان
  • إسرائيل تنشر فيديو لاستهداف موقع في مخيم عين الحلوة بلبنان
  • نتنياهو: مصممون على استكمال الحرب في كل الجبهات وتجريد حماس من السلاح