ما سر قوة إعصار إيداليا الذي ضرب ولاية فلوريدا الأميركية؟
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
ضرب إعصار "إيداليا" (Idalia) ساحل خليج فلوريدا -أمس الأربعاء- مصحوبا برياح عاتية وأمطار غزيرة وأمواج قوية، ثم ضعف مع تحوله إلى جنوب شرق جورجيا، حيث حاصرت مياه الفيضانات بعض السكان في منازلهم.
ووصلت العاصفة القوية -التي وصفها المركز الوطني للأعاصير بالولايات المتحدة بأنها "حدث غير مسبوق"- إلى اليابسة بعد وقت قصير من الفجر مع رياح بلغت سرعتها أكثر من 257 كيلومترا في الساعة بالقرب من شاطئ كيتون على ساحل خليج فلوريدا.
وكان "إيداليا" قد تحول من عاصفة استوائية إلى إعصار في وقت مبكر أمس الأول، بعد يوم من مروره بغرب كوبا، حيث ألحق أضرارا بالمنازل وأغرق القرى.
ولكن ما الذي يجعل "إيداليا" بهذه القوة؟
حرارة المحيطاتتحصل الأعاصير عادة على طاقتها من الماء الدافئ، وقد تغذى "إيداليا" على بعض من أكثر المياه سخونة على الكوكب، وازدادت قوة الإعصار بسرعة مع اقترابه من فلوريدا وبقية ساحل الخليج.
وكان العلماء يتحدثون طوال الصيف عن مدى ارتفاع حرارة سطح المحيطات، خاصة المحيط الأطلسي وبالقرب من فلوريدا، وكيف أن المياه العميقة -التي تقاس بما يسمى المحتوى الحراري للمحيطات- تحافظ على تسجيل أرقام قياسية أيضا بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان.
ومن جانبها، تقول كريستين كوربوسييرو أستاذة علوم الغلاف الجوي بجامعة ألبانيا إن هذه المياه الدافئة ناتجة عن مزيج من تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، وظاهرة النينيو الطبيعية وغيرها من الأحداث المناخية العشوائية.
ويوضح فيل كلوتزباخ الباحث في مجال الأعاصير بجامعة ولاية كولورادو -في بيان صحفي منشور على موقع "فيز دوت أورغ"- أن درجة الحرارة بلغت 32 درجة مئوية فوق المسار الذي اتبعته العاصفة، لذا فقد كان هذا هو الوقود الصاروخي للعاصفة.
وأوضح مدير هيئة الأرصاد الجوية الوطنية كين غراهام أن ما يجعل الأمر صعبا وخطيرا للغاية أن "إيداليا" تحرك بسرعة كبيرة وازدادت شدته بسرعة كبيرة أيضا.
كان "إيداليا" قد توقف لبعض الوقت فوق التيار الحلقي ودواماته (Loop Current) والذي يعد أحد تيارات المحيط الأطلسي، وهو دافئ يتدفق شمالا بين كوبا وشبه جزيرة يوكاتان، وينتقل شمالا نحو خليج المكسيك، ويدور شرقا وجنوبا في حلقات قبل المغادرة إلى الشرق عبر خليج فلوريدا والانضمام إلى تيار الخليج.
وتقول كوربوسييرو إن هذه البرك من المياه الدافئة والعميقة الإضافية تتدفق من منطقة البحر الكاريبي إلى خليج المكسيك. وتعتبر المياه العميقة مهمة لأن تطور الإعصار غالبًا ما يتوقف عندما تضرب العاصفة الماء البارد.
والحقيقة الأخرى التي يمكن أن تبطئ تعزيز الإعصار هي الرياح المتقاطعة في المستوى العلوي، والتي تسمى رياح القص. لكن خبراء الأعاصير قالوا إن "إيداليا" انتقل إلى منطقة لا يوجد بها الكثير من القص أو أي شيء آخر لإبطائها.
الأمر صار مألوفاوكما يشير تقرير موقع "فيز دوت أورغ" يبدو أن هذا النمط من الأعاصير التي تزداد قوة مع اقترابها من الساحل صار مألوفا، حيث اشتدت عام 2021 حدة 6 أعاصير (دلتا، غاما، سالي، لورا، هانا، تيدي) بسرعة. وقال كلوتزباخ إن أعاصير إيان وإيدا وهارفي ومايكل فعلت ذلك قبل أن تضرب الولايات المتحدة السنوات الخمس الماضية.
فقد وجدت دراسة نشرت في 24 أغسطس/آب الجاري بدورية "نيتشر كوميونيكيشنز" أن العواصف التي تقترب من السواحل، على بعد 400 كيلومتر، في جميع أنحاء العالم، تتزايد قوتها الآن بسرعة أكبر 3 مرات مما كانت عليه قبل 40 عاما. وكانت هذه الأحداث تحدث في المتوسط 5 مرات في السنة، والآن صارت تحدث 15 مرة في السنة.
وقال شواي وانغ المؤلف المشارك بالدراسة وأستاذ علم المناخ في جامعة ديلاوير الأميركية "الاتجاه واضح للغاية، لقد صدمنا للغاية عندما رأينا هذه النتيجة".
وقال علماء، مثل وانغ وكوربوسيرو، إنه عندما يتعلق الأمر بعاصفة واحدة مثل إيداليا، فمن الصعب إلقاء اللوم على تغير المناخ في تكثفها السريع. ولكن عندما ينظر العلماء إلى الصورة الكبيرة على مدى سنوات عديدة والعديد من العواصف، تظهر الدراسات وجود علاقة بين ظاهرة الاحتباس الحراري والتكثيف السريع.
وفي دراسته، رأى وانغ أن دورة المناخ الطبيعية المرتبطة بنشاط العواصف ودرجات حرارة سطح البحر الأكثر دفئا هي عوامل تتسبب في تكثف العواصف بسرعة، وقال "قد نحتاج إلى توخي الحذر بعض الشيء" في إلقاء اللوم على تغير المناخ في عواصف منفردة "لكنني أعتقد أن إعصار إيداليا يوضح سيناريو قد نشهده في المستقبل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
ترامب سيرجئ فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي
تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأحد عن تهديده بتسريع فرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على الواردات من الاتحاد الأوروبي، ووافق على تمديد الموعد النهائي للمحادثات التجارية حتى التاسع من يوليو بعد أن قالت رئيسة المفوضية الأوروبية إن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى مزيد من الوقت "للتوصل إلى اتفاق جيد".
هدد ترامب يوم الجمعة بتكثيف حربه التجارية بعد أن عبر عن عدم رضاه لأن المحادثات التجارية لا تتحرك بسرعة كافية، قائلا إنه يريد أن يبدأ تطبيق رسوم جمركية باهظة على الواردات الأوروبية في الأول من يونيو . وأدى هذا التهديد إلى اضطراب الأسواق العالمية.
وتراجع ترامب بعد أن أخبرته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال مكالمة هاتفية أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى مزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق وطلبت منه تأجيل الرسوم الجمركية حتى شهر يوليو، وهو الموعد النهائي الذي حدده في الأصل عندما أعلن عن الرسوم الجديدة في أبريل.
وقال ترامب للصحفيين أمس الأحد إنه وافق على الطلب. وقال إن فون دير لاين قالت له "سنجتمع معا بسرعة لنرى ما إذا كان بإمكاننا التوصل إلى شيء ما".
وقالت فون دير لاين في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن الاتحاد الأوروبي مستعد للتحرك بسرعة في المحادثات التجارية.
وقالت فون دير لاين في منشور على موقع إكس أمس الأحد إنها أجرت مكالمة هاتفية "جيدة" مع ترامب.
كان ترامب قد حدد في أوائل أبريل الماضي مهلة 90 يوما للمحادثات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والتي كان من المقرر أن تنتهي في التاسع من يوليو.