بينترست تمنح مستخدميها السيطرة على صور الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
أعلنت منصة بينترست عن إطلاق إعدادات جديدة، لمواجهة طوفان الصور المُولدة بالذكاء الاصطناعي، تمنح المستخدمين مزيدًا من التحكم في نوعية المحتوى الذي يظهر في توصياتهم اليومية، خاصة في الفئات الأكثر عرضة لانتشار المحتوى الاصطناعي مثل الفن والموضة والجمال والديكور.
تأتي هذه الخطوة بعد تزايد شكاوى المستخدمين خلال العام الماضي من صعوبة العثور على الصور الأصلية التي أنشأها البشر، وسط كمٍّ هائل من المحتوى الذي تولده خوارزميات الذكاء الاصطناعي.
فالطبيعة البصرية المميزة لبينترست جعلتها أرضًا خصبة لانتشار الصور المُزيفة والمُعدلة رقميًا، الأمر الذي أثر على تجربة المستخدم وموثوقية المنصة كمصدر للإلهام البشري الحقيقي.
ووفقًا لما أعلنته الشركة في بيانها الأخير، أضافت بينترست إعدادًا جديدًا تحت اسم "تحسين توصياتك" (Tune Your Recommendations)، يسمح للمستخدمين بالتحكم في مدى ظهور المحتوى المُولَّد بالذكاء الاصطناعي في خلاصاتهم. من خلال هذا الخيار، يمكن تقليل ظهور الصور المُولدة بالذكاء الاصطناعي في مجالات محددة، تشمل الفن والعمارة والموضة والترفيه والصحة والرياضة وديكور المنزل.
وأكدت الشركة أن القائمة ستتوسع مستقبلًا لتشمل فئات إضافية بناءً على سلوك المستخدمين ومستوى انتشار المحتوى الاصطناعي فيها.
لكن بينترست لم تعد بتصفية هذا النوع من المحتوى بالكامل. فقد أوضحت في بيانها أن الإعدادات الجديدة تهدف إلى تقليل ظهور الصور المُولدة بالذكاء الاصطناعي وليس حظرها نهائيًا، مشيرةً إلى أن بعض المواد المُولدة آليًا تتميز بجودة فنية عالية وتلقى تفاعلًا إيجابيًا من المستخدمين.
وصرّح متحدث باسم الشركة بأن الهدف ليس القضاء على الذكاء الاصطناعي، بل ضمان التوازن بين الإبداع البشري والمحتوى الرقمي الآلي.
ويُطبق الإعداد الجديد على دبابيس الصور فقط، دون أن يشمل مقاطع الفيديو في الوقت الحالي، ما يعني أن المستخدمين سيستمرون في رؤية بعض المقاطع المُولدة بالذكاء الاصطناعي مثل تلك المصنوعة باستخدام أدوات متقدمة مثل Sora وغيرها، وتقول الشركة إنها تعمل على تطوير حلول مماثلة لمقاطع الفيديو مستقبلًا، بعد أن لاحظت ارتفاعًا كبيرًا في عدد المنشورات المرئية التي تُنتجها أدوات الذكاء الاصطناعي.
وفي إطار جهودها لتعزيز الشفافية، بدأت بينترست منذ مايو الماضي في تجربة وسوم تُحدد بوضوح المحتوى الذي تم إنشاؤه أو تعديله بواسطة الذكاء الاصطناعي. واليوم، تؤكد المنصة أنها عززت هذه الأدوات لتكون أكثر دقة وشمولًا، بحيث يستطيع المستخدم معرفة ما إذا كانت الصورة أصلية أم مصنوعة رقميًا قبل التفاعل معها أو حفظها.
تتوفر الإعدادات الجديدة حاليًا على إصدار سطح المكتب وتطبيق أندرويد، بينما من المقرر أن تصل إلى أجهزة iOS خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
هذه الخطوة من بينترست تُعد جزءًا من توجه أوسع في صناعة التكنولوجيا نحو ضبط استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، بعد أن أصبحت الكثير من المنصات تواجه تحديات في الفصل بين الإبداع الحقيقي والمحتوى الصناعي، فبينما يُسهم الذكاء الاصطناعي في فتح آفاق جديدة للفنانين والمصممين، إلا أنه في الوقت نفسه يُهدد بتشويه مفهوم الأصالة والابتكار البشري.
ويرى خبراء الإعلام الرقمي أن سياسة بينترست الجديدة قد تُعيد التوازن إلى المنصة التي لطالما كانت مرجعًا للمبدعين والمصممين حول العالم، فبدلًا من إغراق المستخدم بكمٍّ هائل من الصور المصنوعة آليًا، تمنحه الشركة الآن حرية اختيار ما يريد رؤيته، في تجربة أقرب إلى تنظيم معرض رقمي خاص يعتمد على الذوق الفردي لا على خوارزميات لا تعرف الحدود.
بهذا التحديث، يبدو أن بينترست لا تسعى فقط لحماية منصتها من المحتوى الاصطناعي المفرط، بل أيضًا لاستعادة ثقة المستخدمين الذين وجدوا أنفسهم وسط طوفان من الصور المزيفة، وبينما تتنافس الشركات الكبرى مثل ميتا وجوجل في استعراض قدرات الذكاء الاصطناعي، تختار بينترست طريقًا مختلفًا: تمكين الإنسان من السيطرة على تجربته الرقمية بدلًا من أن تتحكم به الخوارزميات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المحتوى الاصطناعي الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي التوليدي الذکاء الاصطناعی الاصطناعی فی الصور الم
إقرأ أيضاً:
تباين حاد في استخدام الذكاء الاصطناعي.. ما هي الدول التي تتقدم بخطى سريعة؟
يُقبل شباب جيل زد وجيل الألفية في دول الجنوب العالمي على استخدام الذكاء الاصطناعي بمعدلات أعلى مما هي عليه لدى نظرائهم في أوروبا، وفقًا لاستطلاع حديث أجرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
يشهد "الجنوب العالمي" طفرة في اعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي "GenAI" بوتيرة تُعدّ الأسرع عالميًا، في وقت يتأخر عدد كبير من نظرائهم الأوروبيين في مواكبة هذا المنحى، وفقًا لاستطلاع حديث.
يَعِد الذكاء الاصطناعي بإحداث تحول جذري في الرعاية الصحية والاقتصادات العالمية، غير أنّ الدول التي تفتقر إلى بنية تحتية مناسبة أو تعجز عن مواكبة هذه التكنولوجيا قد تتخلف عن الركب.
يميل الشباب بين 18 و35 عامًا في الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا إلى استخدام الذكاء الاصطناعي أكثر من الفئات الأخرى، في حين لا يشهد الإقبال عليه الزخم نفسه في دول أوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وفقًا لاستطلاع أجرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بالتعاون مع شركة "سيسكو".
وشارك أكثر من 14 ألف شخص من 14 دولة في استطلاعٍ شمل 20 سؤالًا حول كيفية استخدامهم للذكاء الاصطناعي التوليدي والإنترنت. في الهند مثلا، قال 66 في المئة من المشاركين إنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي بانتظام، مقارنة بـ 19 في المئة فقط في ألمانيا.
ما هي الدولة الأوروبية الأكثر استخداما للذكاء الاصطناعي؟تتصدّر هولندا الدول الأوروبية في استخدام الذكاء الاصطناعي، إذ أفاد 25 في المئة من المشاركين بأنهم يستخدمونه بانتظام، مقابل 19 في المئة فقط في ألمانيا التي حلّت في المرتبة الأخيرة.
ورغم أن الأوروبيين لا يستخدمونه بقدر نظرائهم في آسيا أو أميركا اللاتينية، فإن نصف الألمان والفرنسيين والإيطاليين الذين شملهم الاستطلاع يرون أن الذكاء الاصطناعي "مفيد إلى حد ما"، فيما يعبّر الهولنديون عن موقف أكثر حذرًا، إذ يرى 44 في المئة أنه "ذو فائدة محدودة". وتبقى هذه النسب أدنى من المعدل العالمي لمن هم دون الـ35 عامًا، إذ قال 80 في المئة إن الذكاء الاصطناعي مفيد إلى حد ما.
Related روبوتات مدعومة بالذكاء الاصطناعي في طوكيو تستعرض ابتكارات تقنية مستقبليةدراسة: الذكاء الاصطناعي "أقل تنظيما من الشطائر" وشركات التقنية تتسابق للذكاء الفائقخبراء تقنيون يحذرون من متطرفين قد يستخدمون الذكاء الاصطناعي لصنع أسلحة حيوية تشعل جوائح مقبلةقال الاستطلاع إن الأفراد الأصغر سنًا (من 18 إلى 35 عامًا) ومن يعيشون في الدول ذات الاقتصادات الناشئة يبديان مستويات عالية من التفاؤل تجاه الذكاء الاصطناعي التوليدي، في حين يظهر البالغون الأكبر سنًا وسكان أوروبا واليابان قدرًا أكبر من التشكيك.
وكان الأوروبيون أيضًا أقل ميلًا للاعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي سيؤثر على مساراتهم المهنية، إذ رأى نحو ثلث الهولنديين أنه لن يكون له أي أثر على الإطلاق، مقارنةً بأكثر قليلًا من 20 في المئة في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا. ويُظهر التقرير أن غالبية المشاركين في الدول الأوروبية التي شملها الاستطلاع غير مقتنعين أو غير متأكدين من تأثير الذكاء الاصطناعي في العمل.
سجّل المشاركون الأوروبيون مستويات أدنى من التدريب الذي يمكّنهم من تعزيز مهاراتهم في الذكاء الاصطناعي مقارنة بنظرائهم في قارات أخرى، إذ قال أكثر من 70 في المئة من الفرنسيين والألمان إنهم لم يتلقّوا أي تدريب وظيفي على الذكاء الاصطناعي، بينما بلغت النسبة في إسبانيا وإيطاليا 68 في المئة و64 في المئة على التوالي.
Related الجيش الإسرائيلي يعلن عن فرقة متخصصة بالذكاء الاصطناعي.. ما وظيفتها؟دراسة: الذكاء الاصطناعي "أقل تنظيما من الشطائر" وشركات التقنية تتسابق للذكاء الفائقتقرير للأمم المتحدة يحذر: سباق الذكاء الاصطناعي يسبق تكيف الدول ويهدد بتفاقم عدم المساواة عالمياومع ذلك، قال 33 في المئة من الألمان و31 في المئة من الهولنديين إن أماكن عملهم وفّرت تدريبًا في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال العام الماضي. وتعمل بعض الدول الأوروبية على تعزيز برامج التعليم في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ أفاد نحو 30 في المئة من الإيطاليين بأنهم يرجّحون خضوعهم لتدريب خلال العام المقبل، بينما تبدو التوجهات أقل وضوحًا في ألمانيا، فيما قال أكثر من نصف الفرنسيين إنهم لا يعتزمون المشاركة في أي تدريب على الذكاء الاصطناعي خلال العام المقبل.
وأظهرت نتائج الاستطلاع أيضًا أن إقبال الأوروبيين على متابعة دورة في الذكاء الاصطناعي أقل من المتوسط العالمي، إذ يخطط نحو 60 في المئة من المشاركين في الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا للحصول على تدريب يعرّفهم إلى هذه التكنولوجيا الجديدة.
وعلى الرغم من أن تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يُظهر أن الأجيال الشابة والاقتصادات الناشئة تقود طريق استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، فإنهما "أكثر عرضة أيضًا لآثار جانبية سلبية"، من بينها الإجهاد الناتج عن كثرة استخدام الشاشات.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة