البنوك السورية تواجه خسائر بـ1.6 مليار دولار بسبب أزمة المصارف اللبنانية
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
أصدر البنك المركزي السوري تعليمات للبنوك المحلية تقضي بوضع خطة لمعالجة الخسائر والآثار المالية الناجمة عن ارتباطها بالنظام المصرفي اللبناني، الذي يواجه أزمة متواصلة منذ عام 2019، كما ألزم القرار الصادر في 22 أيلول/ سبتمبر تلك البنوك بالإفصاح الكامل عن حجم انكشافها على المصارف اللبنانية، التي أودعت فيها أموالا خلال سنوات الحرب الأهلية في سوريا.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين سوريين أن هذه الخطوة تندرج ضمن "جهود شاملة لإصلاح القطاع المصرفي المتأثر بالحرب المستمرة منذ 14 عاما وبالعقوبات الغربية"، مشيرين إلى أنها تهدف أيضا إلى "التخفيف من أزمة السيولة التي شلت الحركة الاقتصادية في البلاد".
وقال ثلاثة مصرفيين سوريين لـ"رويترز" إن القرار دفع بعض البنوك إلى البحث عن مستثمرين جدد أو استكشاف فرص استحواذ أجنبية.
وأوضح حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر الحصرية، في تصريح للوكالة، أن أمام المصارف مهلة ستة أشهر لتقديم خطة موثوقة لإعادة الهيكلة، مشيرا إلى أن حجم انكشاف البنوك السورية على النظام المالي اللبناني يبلغ "ما لا يقل عن 1.6 مليار دولار".
وبحسب تقديرات وكالة "رويترز" المستندة إلى البيانات المالية للمصارف التجارية الأربعة عشر العاملة في سوريا لعام 2024، والمنشورة في بورصة دمشق، فإن هذه المبالغ تشكل نسبة معتبرة من إجمالي الودائع في القطاع المصرفي التجاري السوري، الذي يصل إلى نحو 4.9 مليارات دولار.
أشارت الوكالة إلى أن من بين المصارف الأكثر تأثرا بنك الشرق، وفرنسبنك، وبنك سوريا والمهجر، وبنك بيمو السعودي الفرنسي، وشهبا بنك، وبنك الائتمان الأهلي، وهي بنوك لبنانية الأصل افتتحت فروعا لها في سوريا خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وقال ثلاثة مصرفيين سوريين إن "بعض هذه البنوك المتضررة تجري حاليا محادثات أولية مع مؤسسات مالية عربية، من بينها بنوك مقرها الأردن والسعودية وقطر، بشأن عمليات استحواذ محتملة".
وذكر الحصرية أن الحكومة السورية تهدف إلى "مضاعفة عدد البنوك التجارية العاملة في البلاد بحلول عام 2030"، مشيرا إلى أن "بعض المصارف الأجنبية في طريقها للحصول على تراخيص رسمية للعمل في السوق السورية".
ووفقا للمصرفيين الذين تحدثوا لـ"رويترز"، فإن اللجوء إلى النظام المالي اللبناني خلال الحرب الأهلية في سوريا كان خيارا اضطراريا بسبب العقوبات الغربية، التي بدأ رفعها تدريجيا منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد العام الماضي.
ولكن بقيت الودائع مجمّدة منذ انهيار النظام المصرفي اللبناني في عام 2019، نتيجة سوء الإدارة المالية واستمرار الأزمة السياسية، ولم يقرّ لبنان حتى الآن خطة واضحة لمعالجة الوضع، رغم تأكيد مسؤولين لبنانيين تحقيق تقدم في إعداد "قانون الفجوة المالية" الذي يهدف إلى وضع آليات لتعويض المتضررين وتوزيع الخسائر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اللبناني سوريا الاقتصادية سوريا اقتصاد لبنان البنك الدولي المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا إلى أن
إقرأ أيضاً:
البنك الدولي يقدّر تكلفة إعادة إعمار سوريا بـ216 مليار دولار
دمشق - قدر البنك الدولي، الثلاثاء، تكلفة إعادة إعمار سوريا بنحو 216 مليار دولار، بعد أكثر من 13 عاما من الحرب التي دمّرت البلاد وألحقت أضرارا جسيمة بالبنية التحتية والاقتصاد.
جاء ذلك في تقرير أصدره البنك بعنوان "تقييم الأضرار المادية وإعادة الإعمار في سوريا (2011–2024)".
وذكر التقرير أن نحو ثلث الأصول الإنتاجية الثابتة في سوريا (مثل المصانع، والمباني، والآلات، وشبكات الكهرباء والمياه.. إلخ) في البلاد تضرر منذ اندلاع الحرب.
فيما بلغت قيمة الخسائر المادية المباشرة في البنية التحتية والمباني السكنية وغير السكنية نحو 108 مليارات دولار.
وأشار التقرير إلى أن البنية التحتية كانت الأكثر تضررا، إذ شكلت نحو 48 بالمئة من إجمالي الأضرار بقيمة 52 مليار دولار، تلتها المباني السكنية بـ33 مليار دولار، ثم غير السكنية بـ23 مليار دولار.
وبين أن محافظات حلب وريف دمشق وحمص جاءت في صدارة المناطق الأكثر تضررا من حيث حجم الدمار.
أوضح التقرير أن تكاليف إعادة إعمار سوريا قد تتراوح بين 140 و345 مليار دولار، مع تقدير متوسط يبلغ 216 مليار دولار.
وتشمل هذه التقديرات نحو 75 مليار دولار للمباني السكنية، و59 مليارا لغير السكنية، و82 مليارا للبنية التحتية، مشيرا إلى أن محافظتي حلب وريف دمشق ستتطلبان أكبر حجم من الاستثمارات لإعادة البناء.
ونقل التقرير عن مدير قسم الشرق الأوسط في البنك الدولي، جان كريستوف كاريه، قوله إن "التحديات المقبلة هائلة، لكن البنك مستعد للعمل إلى جانب الشعب السوري والمجتمع الدولي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار".
وأضاف كاريه أن "الالتزام الجماعي والعمل المنسق أساسيان لمساعدة سوريا في مسارها نحو تنمية طويلة الأجل".
وأشار التقرير إلى أن تكاليف إعادة الإعمار تفوق بنحو عشرة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي المتوقع لسوريا في عام 2024، ما يعكس حجم التحدي الاقتصادي الذي تواجهه البلاد.
وبيّن التقرير أن الناتج المحلي الحقيقي لسوريا تراجع بنحو 53 بالمئة بين عامي 2010 و2022، بينما انكمش الناتج الاسمي من 67.5 مليار دولار عام 2011 إلى نحو 21.4 مليار دولار متوقعة لعام 2024، وفق تقييم الاقتصاد الكلي لسوريا الصادر في وقت سابق من العام الجاري.
من جانبه، قال وزير المالية السوري محمد يسر برنية إن التقرير "يقدّم خط الأساس لفهم حجم الدمار الهائل وتكاليف إعادة الإعمار".
ودعا المجتمع الدولي إلى "تعبئة الجهود لمساعدة سوريا على استعادة بنيتها التحتية الأساسية وإنعاش مجتمعاتها ووضع الأسس لمستقبل أكثر صمودًا".