سبب الهلوسة السمعية لدى المصابين بانفصام الشخصية
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
قدّم علماء النفس الأستراليون أحد أكثر التفسيرات إقناعا حتى الآن لأصل الهلوسة السمعية، وهي أحد الأعراض الرئيسية لدى المصابين بانفصام الشخصية (schizophrenia).
وفي مقالة نشرت في مجلة Schizophrenia Bulletin (نشرة الفصام)، ربط العلماء هذه الهلوسة بخلل في آلية الدماغ التي تُساعد عادة على تمييز الكلام الداخلي عن الأصوات الخارجية.
\
وقال البروفيسور توماس ويتفورد، قائد الدراسة، إن المونولوج الداخلي هو "صوت في رؤوسنا" يُعلّق على أفعالنا وأفكارنا. ووفقا له، في الحالة الطبيعية يحدد الدماغ مصدر الصوت ويُخفّض استجابة القشرة السمعية. ولكن إذا حدث خلل في عملية التحديد هذه، فقد يعتقد المرء أن أفكاره الذاتية الموجودة في رأسه، هي أصوات دخيلة، قادمة من الخارج.
وشملت الدراسة 142 شخصا تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات: مرضى مصابون بالفصام وهلوسات سمعية حديثة، ومرضى بنفس التشخيص ولكن بدون هلوسات في الأيام الأخيرة، ومتطوعون أصحاء. وتم تكليفهم جميعا بتنفيذ مهمات محددة، وخلال ذلك تم تسجيل نشاط أدمغتهم باستخدام أجهزة تخطيط كهربية الدماغ (EEG): خلال الاختبار كان على المشاركين أن يرددوا في ذاتهم المقاطع "با" أو "بي" بينما تم تشغيل نفس المقاطع من خلال سماعات الرأس؛ وتم اختيار المطابقة بين الصوت الداخلي والخارجي بشكل عشوائي.
لدى المشاركين الأصحاء، عندما تزامنت الأصوات الداخلية والخارجية، انخفض نشاط القشرة السمعية - حيث تعرف الدماغ على "صوته". أما لدى الأشخاص الذين أصيبوا مؤخرا بهلوسة، فقد لوحظ النمط المعاكس: فبدلا من القمع، تم تعزيز الاستجابة، كما لو كان الصوت قادما من الخارج.
ووفقا للبروفيسور ويتفورد، فإن هذا يشير إلى انهيار في وظيفة التنبؤ في الدماغ، مما يتسبب في نسب الكلام الداخلي عن طريق الخطأ إلى مصدر خارجي.
ويرى العلماء أصحاب الدراسة أن النتائج التي تم الحصول عليها هي التأكيد الأكثر إقناعا على الفرضية القائلة بأن "الأصوات" في مرض الفصام تنشأ بسبب التعرف المشوه على كلام الشخص المريض نفسه.
لقد نوقشت هذه الفكرة لعقود، ولكن كان من الصعب اختبارها والتحقق منها، لأن الكلام الداخلي عملية فردية للغاية. الآن، تم تقديم مؤشر فسيولوجي مباشر. ويأمل الباحثون أن تصبح هذه التقنية يوما ما مؤشرا حيويا للكشف المبكر عن الذهان وتقييم مخاطره.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: علماء النفس الهلوسة انفصام الشخصية آلية الدماغ الدماغ
إقرأ أيضاً:
تلوث الهواء يبطئ نمو دماغ الأطفال حديثي الولادة.. دراسة تكشف
الأكسجين ضروري لنمو الدماغ وتغذيته لأنه يوفر الطاقة اللازمة لوظائف خلاياه العصبية، علاوة على تحسين وظائف الذاكرة والتركيز، لذلك فإن نقص الأكسجين يمكن أن يؤدي إلى ضعف الوظائف الإدراكية وتلف الأنسجة، ومن هذا المنطلق كشفت دراسة إسبانية حديثة أجراها باحثون من معهد برشلونة للصحة العالمية، عن علاقة مقلقة بين تعرض الحوامل لتلوث الهواء وتباطؤ عملية نضج الدماغ لدى الأطفال حديثي الولادة.التعرض للتلوث أثناء الحملوأظهرت الدراسة المشتركة بالتعاون مع مستشفى ديل مار، ومركز البحوث الوبائية والصحة العامة، أن تعرض الأمهات لمستويات مرتفعة من الجسيمات الدقيقة المحمولة في الجو (PM2.5) أثناء الحمل يؤدي إلى تباطؤ عملية الميالينة في أدمغة أطفالهن حديثي الولادة، وهي العملية الحيوية التي تغلف الوصلات العصبية لتعزيز كفاءة نقل المعلومات.
وتعرف الجسيمات الدقيقة (PM2.5) بحجمها الصغير للغاية، حيث يبلغ قطرها نحو ثلاثين مرة أقل من سمك الشعرة البشرية، وتتكون من مزيج من الملوثات الناتجة عن الاحتراق والمركبات العضوية السامة، إلى جانب عناصر أساسية مثل الحديد والنحاس والزنك التي تقوم بدورًا مهمًا في تطور الدماغ.
أخبار متعلقة فلكية جدة: التلوث الضوئي يحجب درب التبانة عن مليارات البشركيف يُضعف إفراط استخدام الشاشات التحصيل الدراسي لدى الأطفال؟عاجل: إنجاز تاريخي.. "الصحة العالمية" تُشيد باعتماد 16 مدينة صحية في السعوديةواعتمدت الدراسة على متابعة مجموعة من الحوامل في ثلاثة مستشفيات كبرى في برشلونة، وخضع 132 طفلًا حديث الولادة لفحوصات متقدمة بالرنين المغناطيسي خلال الشهر الأول لتقييم مستوى نضج أدمغتهم عبر قياس تقدم عملية الميالينة، إذ أظهرت النتائج ارتباطًا واضحًا بين ارتفاع التعرض للجسيمات الدقيقة أثناء الحمل وتراجع مستوى الميالينة في الدماغ.دراسة غير مسبوقةوتعّد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تركز على تحليل تطور الدماغ خلال الشهر الأول من الحياة، بدورهم، حذر الباحثون من أن أي اختلال في وتيرة نضج الدماغ، سواء كان تباطؤا مفرطًا أو تسارعًا غير طبيعي، قد يؤثر سلبًا على الصحة العصبية والقدرات الإدراكية للأطفال في مراحل لاحقة من حياتهم.
يذكر أن هذه الدراسة تفتح آفاقًا جديدة لفهم الوتيرة المثلى لنضج الدماغ أثناء الحمل، ودور الأم والمشيمة كخط دفاع طبيعي لحماية النمو العصبي للجنين، وتسلط الضوء على ضرورة السيطرة على تلوث الهواء لحماية صحة الأجيال المقبلة.