يشهد العالم في السنوات الأخيرة اتجاها صحيا مقلقا يتمثل في ارتفاع معدلات إصابة الشباب بالسرطان، ما أثار حيرة الأطباء والعلماء الذين يسعون إلى فهم الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة.

لكن دراسة حديثة أجراها فريق من العلماء البريطانيين كشفت أن سرطان القولون أو الأمعاء هو النوع الوحيد من السرطان الذي يشهد زيادة واضحة لدى من هم دون سن الخمسين، مقارنة بكبار السن.

 

وشمل التحليل بيانات من 42 دولة، وخلص إلى أن أنواع السرطان الأخرى — مثل الغدة الدرقية والثدي والكلى — لم تسجل فروقا كبيرة بين الفئتين العمريتين. بل إن بعض الأنواع، مثل سرطان الكبد والمعدة، شهدت انخفاضا في معدلاتها حتى بين الشباب في أكثر من نصف الدول التي تمت دراستها.

 

غير أن سرطان القولون مثل الاستثناء الأبرز؛ فقد ارتفعت معدلاته بشكل أسرع بين الشباب مقارنة بمن تجاوزوا الخمسين في أكثر من ثلثي الدول التي شملها البحث. 

 

وشملت الدراسة مقارنة بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عاما وبين من تتراوح أعمارهم بين 50 و69 عاما، على مدى 15 عاما من المتابعة. ووجد العلماء أن معدلات الإصابة ارتفعت لدى الفئتين في ثلاثة أرباع الدول لأنواع من السرطان تشمل الثدي والغدة الدرقية والكلى وبطانة الرحم وسرطان الدم.

وفي المقابل، انخفضت معدلات سرطانات الكبد والفم والمريء والمعدة لدى البالغين الأصغر سنا في أكثر من نصف الدول. وأكد الفريق أن سرطان القولون هو النوع الوحيد الذي زاد بوضوح لدى الشباب وانخفض لدى كبار السن، حيث كانت معدلات الإصابة أعلى لدى الأصغر سنا في 69% من الدول، بفارق إحصائي واضح في نحو 38% منها.

 

وترى البروفيسورة آمي بيرينغتون، الخبيرة في علم الأوبئة بمعهد أبحاث السرطان في لندن والمعدة الرئيسية للدراسة، أن أحد الأسباب المحتملة لهذا الارتفاع هو أن برامج الفحص والوقاية تُقدّم غالبا لكبار السن فقط، موضحة: "فحوصات سرطان القولون لا تكتشف المرض في مراحله المبكرة فحسب، بل تساهم في الوقاية منه عبر إزالة الأورام ما قبل السرطانية. لذلك يبدو أن كبار السن يستفيدون من الوقاية أكثر من الشباب الذين لا يُفحصون بانتظام".

 

وأضافت بيرينغتون أن السمنة قد تكون أحد العوامل المساهمة، لكنها أكدت أن الأدلة ما تزال غير حاسمة، مشيرة إلى احتمال وجود عوامل بيئية أو غذائية جديدة لم تُكتشف بعد.

 

تشمل أعراض سرطان القولون الشائعة:

 

تغيّر في حركة الأمعاء (إسهال أو إمساك مستمر).

 

الشعور المتكرر بالحاجة إلى التبرز.

 

وجود دم في البراز.

 

ألم أو انتفاخ في البطن.

 

فقدان الوزن دون سبب واضح.

 

الشعور بالإرهاق المستمر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السرطان سرطان القولون كبار السن أنواع السرطان سرطان القولون أکثر من

إقرأ أيضاً:

فحص دم جديد يكشف أكثر من 50 نوعا من السرطان في مراحله المبكرة

كشفت دراسة حديثة أن فحص دم جديد قادر على اكتشاف أكثر من 50 نوعا من السرطان، قد يُحدث نقلة نوعية في تسريع التشخيص المبكر للمرض، ما يعزز فرص العلاج والشفاء.

ووفقا لتجربة أُجريت في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الفحص تمكن من تحديد مجموعة واسعة من أنواع السرطان، من بينها ثلاثة أرباع لا تشملها برامج الفحص الروتينية الحالية.

كما أظهرت النتائج أن أكثر من نصف الحالات التي تم اكتشافها كانت في مراحل مبكرة، وهي المراحل التي يسهل فيها العلاج وتزداد فيها احتمالات الشفاء.

ويُعرف الفحص باسم "غاليري" (Galleri)، وهو من تطوير شركة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية "غريل" (Grail)، يعتمد على رصد شظايا الحمض النووي السرطاني التي تنفصل عن الأورام وتنتقل عبر مجرى الدم، حيث يختبر حاليا ضمن هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) لتقييم فعاليته على نطاق واسع.

وشملت التجربة 25 ألف شخص بالغ في الولايات المتحدة وكندا تمت متابعتهم على مدى عام كامل، وأظهرت النتائج أن نحو واحد من كل مئة شخص حصل على نتيجة إيجابية، وتأكد وجود السرطان فعلا في 62 في المئة من تلك الحالات، في المقابل، استبعد الفحص وجود السرطان بشكل دقيق لدى أكثر من 99 في المئة من الذين جاءت نتائجهم سلبية.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور نيما نبوي زاده، الأستاذ المشارك في قسم طب الأشعة بجامعة العلوم والصحة في أوريغون، إن النتائج "قد تُحدث تحولا جذريا في طريقة الكشف المبكر عن السرطان"، مضيفا أن الفحص يمكن أن يساعد في اكتشاف العديد من أنواع السرطان في مراحل مبكرة جداً، "حين تكون فرص العلاج الناجح أو حتى الشفاء التام أكبر".



وأظهرت البيانات أن الجمع بين هذا الفحص وبرامج الفحص التقليدية كفحوصات الثدي والأمعاء وعنق الرحم، أدى إلى زيادة عدد حالات السرطان المكتشفة بمقدار سبعة أضعاف، ومن اللافت أن ثلاثة أرباع السرطانات المكتشفة كانت لأنواع لا توجد لها برامج فحص حالية، مثل سرطان المبيض والكبد والمعدة والمثانة والبنكرياس، كما تمكن الفحص من تحديد مصدر الورم بدقة في تسع من كل عشر حالات.

وتشير هذه النتائج إلى أن فحص "غاليري" قد يصبح مستقبلا أداة محورية في تشخيص السرطان في مراحله الأولى، لكن عددا من العلماء الذين لم يشاركوا في البحث شددوا على ضرورة التحقق من مدى قدرة الفحص فعلاً على تقليل معدلات الوفاة الناتجة عن السرطان.

وقالت البروفيسورة كلير تيرنبول، أستاذة علم الوراثة السرطانية الانتقالية في "معهد أبحاث السرطان" في لندن، إن البيانات المستخلصة من الدراسات العشوائية، حيث يكون "انخفاض الوفيات هو المعيار النهائي"، ضرورية لتحديد ما إذا كان الكشف المبكر بواسطة فحص غاليري ينعكس فعلاً على تقليل الوفيات.

ومن المقرر عرض النتائج الأولية في مؤتمر "الجمعية الأوروبية لطب الأورام" في برلين يوم السبت، فيما لم تُنشر التفاصيل الكاملة بعد في مجلة علمية محكّمة. وتعتمد آفاق الفحص المستقبلية إلى حد كبير على نتائج تجربة أخرى تُجرى حالياً في إنجلترا، تشمل 140 ألف شخص ضمن هيئة الخدمات الصحية الوطنية، على أن تُنشر نتائجها خلال العام المقبل.

وقالت الهيئة إنها في حال تأكدت النتائج الإيجابية ستوسع نطاق الفحص ليشمل نحو مليون شخص إضافي.

بدوره، وصف السير هربال كومار، رئيس قسم الصناعات الدوائية الحيوية في شركة "غريل"، النتائج بأنها "مشجعة للغاية"، مشيرا في حديثه إلى "بي بي سي" إلى أن الفحص يمنح الأطباء فرصة لاكتشاف مزيد من أنواع السرطان، بما في ذلك الأكثر شراسة، في مرحلة مبكرة جداً "حين تكون العلاجات أكثر فاعلية وربما شافية".

وفي المقابل، دعا ناصر ترابي من "مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة" إلى توخي الحذر، محذراً من احتمال "تشخيص سرطانات قد لا تسبب ضرراً حقيقياً للمريض". وأكد أن اللجنة الوطنية البريطانية للفحص الطبي ستتولى مراجعة الأدلة المتاحة لتحديد ما إذا كان ينبغي اعتماد هذا الفحص ضمن الخدمات الصحية الوطنية مستقبلاً.

مقالات مشابهة

  • باحثون يكشفون علاقة صادمة بين شيب الشعر والوقاية من السرطان
  • باحثون يكتشفون آلية خفية تحفّز نمو سرطان نادر وخطير
  • دراسة تكشف ارتفاع حالات السرطان المرتبطة بالسمنة بين كبار السن
  • مركز الشباب العربي يطلق النسخة الرابعة من برنامج القيادات الدبلوماسية العربية الشابة
  • برعاية عبدالله بن زايد.. إطلاق برنامج «القيادات الدبلوماسية العربية الشابة»
  • ابتكار "حقنة ذكية" قد تساعد في علاج سرطان الرأس والرقبة
  • نتائج مُبشرة.. فحص دم مبتكر يكشف 50 نوعا من السرطان قبل ظهور الأعراض
  • خلال مشاركته في ملتقى الصحة العالمي 2025.. «المجلس الصحي» يستعرض معدلات النجاة من السرطان
  • فحص دم جديد يكشف أكثر من 50 نوعا من السرطان في مراحله المبكرة