التصنيع العسكري اليمني ثمرة جهاد عظيم ودماء طاهرة
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
في سياق تاريخي استثنائي، وفي ظل تحديات سياسية وعسكرية متصاعدة، استطاع اليمن أن يحقّق تقدماً لافتاً في ميدان التصنيع العسكري والدفاعي، جعل منه اليوم في طليعة الدول العربية في هذا المجال، هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل جاء ثمرة مباشرة لتضحيات جسام قدّمها الشهداء والمجاهدون في ميادين الصمود، واستجابة حقيقية لنداء العقيدة والواجب الوطني في حماية الأرض والعِرض.
يماينون / تقرير / خاص
التصنيع العسكري اليمني .. تطور استثنائي وسط الحصار والتحديات
رغم الحصار والعدوان ونقص الموارد، استطاع اليمن تأسيس بنية صناعية عسكرية متكاملة نسبياً، تشمل، تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة بأنواع متعددة وعالية التطور ومدى متنوع، وصيانة وتطوير المدرعات والآليات العسكرية، وإنتاج الذخائر والأسلحة الخفيفة والمتوسطة، والتطوير المحلي للأنظمة الدفاعية والتقنيات الإلكترونية.
هذا التحول جعل اليمن اليوم في صدارة الدول العربية في مجال التصنيع العسكري المحلي من حيث الاكتفاء الذاتي، وفق ما تؤكده شواهد ميدانية وتقارير متعددة، ويُعدّ إنجازًا غير مسبوق في تاريخ اليمن الحديث.
التضحيات والشهداء .. البنية الروحية والدينية للإنجاز
لم يكن لهذا التقدّم أن يتحقق لولا التضحيات الجليلة التي قدّمها أبناء اليمن في سبيل حريته واستقلاله، فكل إنجاز صناعي أو ميداني، وراءه دم شهيد أو صبر مجاهد أو دعاء أمّ ثكلى، والقيم الدينية لعبت دوراً مركزياً في هذه المسيرة المباركة من خلال ترسيخ مفهوم الشهادة في سبيل الله ما أعطى معنى سامياً للتضحية، وكذلك النية الصادقة والعمل بإخلاص من أعظم صور الجهاد العملي، والإيمان بأن ما عند الله خيرٌ وأبقى حفّز الثبات والإصرار رغم التحديات.
لقد تحوّل المنهج القرآني إلى طاقة جماعية دافعة للإنتاج والتطوير والصمود، وربط بين العقيدة والعمل، وبين التضحية والنتيجة.
الصراع مع العدو ..حتميّة قرآنية وواقع لا يمكن تجاهله
من الحقائق الثابتة في الواقع والتاريخ أن الصراع مع العدو ليس خياراً يمكن تجاهله، بل حتميّة قرآنية وسنن كونية.
تجاهل العدو، أو محاولة التماهي مع مشاريعه، لا تمثل حلاً، بل تمكينًا مباشرًا له، والصمت تجاه العدوان يزيد من جرأته، بينما الاستجابة لأوامر الله في الدفاع والجهاد هي السبيل الوحيد لردعه، ولا يمكن أن تتحقق السيادة ولا الحرية في ظل الهيمنة أو الاستسلام للمحتل أو المعتدي، والتصنيع العسكري والجاهزية لا يُبنى فقط على الطموح السياسي أو الرد العسكري، بل على إيمان عميق بضرورة المقاومة ورفض التبعية.
شواهد صدق وعد الله .. الانتصارات تتحدث
لقد وعد الله بالنصر من جاهد في سبيله، ومن دافع عن المستضعفين، وشواهد هذا الوعد حاضرة في الواقع اليمني بقوة، من الانتصارات في الجبهات رغم الفارق العددي والتقني، طوال فترة العدوان والحصار والتي لا تزال مستمرة، والتقدّم النوعي في القدرات الدفاعية رغم الحصار الكامل، وانسحاب حاملات الطائرات الأمريكية من المنطقة بعد انكسارها أمام قوة الردع اليمني، وهو حدث غير مسبوق في تاريخ المواجهات الإقليمية، فكان الصمود أمام أكبر قوى الشر مثل أمريكا، بريطانيا، والكيان الصهيوني، رغم الفارق الكبير في القدرات.
هذه الشواهد تؤكد أن النصر لا يُقاس بعدد الطائرات أو حجم الترسانة، بل بـالصدق مع الله، وعدالة القضية، والثبات على الطريق.
تزكية السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي للتضحيات وعلاقتها بالنهوض الصناعي العسكري
في سياق التقدير العالي للتضحيات الجليلة التي قدّمها الشهداء في سبيل الله والدفاع عن الوطن، أكّد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، أن ما تحقق من تطوّر نوعي واستثنائي في امتلاك وتصنيع الأسلحة المتطورة، يُعدُّ ثمرة من ثمار تلك التضحيات المباركة، ودماء الشهداء الأبرار التي مهّدت لهذا النصر العسكري والتقني الكبير.
وقد نوّه السيد القائد بشكل خاص بدور الشهيد القائد محمد عبدالكريم الغماري سلام الله عليه، واعتبره من أبرز القادة الذين كان لهم إسهام فعّال ومحوري في الدفع بعجلة التصنيع العسكري نحو آفاق غير مسبوقة، من خلال رؤيته، ومتابعته، وإخلاصه في حمل راية الجهاد في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس .
ويأتي هذا التأكيد من السيد القائد ليشكّل تزكية قيادية ومعنوية سامية لتضحيات الشهداء، باعتبارها لم تذهب هباءً، بل أثمرت نتائج ملموسة غيّرت معادلات القوة، وأثبتت أن طريق العزة والاستقلال يُعبَّد بالدماء الطاهرة والجهود الصادقة التي لا تنكسر أمام التحديات.
اليمن اليوم في أعلى درجات الجاهزية والاستعداد
اليمن، اليوم، في أتمّ الجاهزية لمواجهة أي عدوان، وعلى رأسها احتمالية تجدد العدوان الإسرائيلي على غزة أو المنطقة.
هذه الجاهزية ليست فقط عسكرية، بل روح معنوية عالية مستندة إلى العقيدة، وقدرات تصنيع محلية قادرة على تلبية متطلبات المواجهة، ووعي شعبي واسع بأهمية المقاومة والتصدي لأي احتلال، وغرف عمليات متطورة ومنظومات مراقبة وتحليل ومتابعة.
كل هذا يجعل اليمن اليوم في مستوى الردع الكامل، والاستعداد التام لأي تصعيد أو عدوان في الإقليم أو على ترابه.
معادلة النصر بين التضحية والعقيدة
لقد أثمرت التضحيات، وثبتت العقيدة، وتجسدت الآيات، إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم، لم يكن التصنيع العسكري مجرّد تطور مادي، بل هو انعكاس لتكامل روحي ومادي، أبطاله شهداء، وعنوانه الاعتماد على الله، وعماده الصبر والعمل.
لقد قدم اليمن نموذجًا متميزًا في الاعتماد على الذات، ورفض الهيمنة، وترسيخ معاني الشهادة والعمل والكرامة في آنٍ واحد.
ومع ارتفاع وتيرة التهديدات، فإن اليمن مستعدٌّ، ثابتٌ، ومؤمنٌ بأن القادم أفضل، طالما بقيت البوصلة نحو الحق، والبندقية في وجه الظلم، واليد الأخرى تبني وتعمر.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: التصنیع العسکری السید القائد الیوم فی
إقرأ أيضاً:
السيد القائد يكشف : هذا هو الأساس الذي قام عليه الجيش اليمني وهذا هو واقع الجيوش العربية والإسلامية
وجه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، عددًا من الرسائل المهمة التي عكست عمق الوعي والبصيرة في قراءة الواقع الإقليمي والإسلامي، مؤكدًا على ثوابت الشعب اليمني الإيمانية والجهادية، ومبرزًا الأثر الكبير للشهداء في مسيرة الأمة، حيث قدم السيد القائد توضيحات هامة في سياق كلمته وفي إطار الموقف الإيماني الجهادي ، منها ، ثبات الشعب اليمني كمصدر إلهام للأجيال، ومكانة الشهداء وأثرهم المستمر، وأهمية الروحية الجهادية والهوية الإيمانية في مواجهة التحديات، وواقع الجيوش العربية والإسلامية في ظل الأحداث المفصلية التي تمر بها الأمة.
يمانيون / خاص
أكد السيد القائد أن موقف الشعب اليمني يمثل مدرسة متكاملة في الثبات والصمود والعزم والإيمان، حيث قال: موقف شعبنا مدرسة معطاءة تزود الأجيال باليقين والبصيرة والعزم، تستنهضهم لمواجهة التحديات كيفما كانت،
هذا الموقف ليس مجرد ردّ فعل، بل هو نهج حياة، يحمل سمات القوة المستمرة والتغلب على التحديات دون ملل أو فتور، وأشار السيد القائد إلى أن هذا الثبات يُعدّ من أهم ما يميز الشعب اليمني في مواجهة الظروف، وهو ما يجعله متفرّدًا في تفاعله الواعي مع القضايا الكبرى.
وتوقف السيد القائد عند مكانة الشهداء، واصفًا إياهم بأنهم نجوم مضيئة في طريق الأمة، حيث قال: شهداؤنا الأعزاء ارتقوا في أداء مسؤولياتهم الجهادية، وهم نجوم مضيئة في مدرسة العطاء والثبات، وأكد أن للشهداء أثرًا عمليًا وروحيًا في حياة الأمة، حيث تسهم تضحياتهم في إلهام الأجيال ورفاق الدرب، وتغرس في المجتمع القيم العليا والمعاني الإيمانية والإنسانية، كما أشار إلى أن الشهداء هم في موقع رفيع عند الله، لما قدموه من بذلٍ صادقٍ في سبيل قضايا الأمة، وخاصة قضية مواجهة العدو، وخدمة الحق والكرامة والحرية.
وأكد السيد القائد على أهمية الروحية الإيمانية في بناء المجاهد الحقيقي، موضحًا أن الجيش اليمني انطلق من هذا الأساس بقوله: الجيش اليمني مجاهد في سبيل الله انطلق مع شعبنا في إطار الهوية الإيمانية وبالروحية الجهادية ببصيرة عالية، هذا المفهوم يقدم نموذجًا مختلفًا عن الجيوش التقليدية، حيث يرتبط أداء الجندي والمجاهد بمستوى إيمانه وفهمه لقضيته، لا فقط بانضباطه العسكري، وفي هذا الإطار، يشير السيد القائد إلى أن النجاح في مواجهة التحديات الكبرى لا يكون بالعدد والسلاح فقط، بل بالنية والروح والهدف.
ومن أبرز ما جاء في الكلمة هو الطرح المباشر حول الغياب التام للجيوش العربية والإسلامية عن القضايا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث قال السيد القائد: أين هي الجيوش العربية والإسلامية التي عددها أكثر من 25 مليونا؟ ليس لها صدى ولا أثر ولا موقف!، وأوضح أن هذا الغياب يعود إلى فقدان الوجهة الصحيحة والأساس الإيماني الذي يمكن أن يوجّه هذه الجيوش نحو المواقف الحقيقية، معتبرًا أن الاستثناء الأبرز في هذا السياق هو الجمهورية الإسلامية في إيران، وقوى المقاومة الصادقة، هذا الطرح لا يكتفي بالنقد، بل يُقدّم بديلًا يتمثل في الجيوش المؤمنة المرتبطة بمبادئ العقيدة والجهاد، والتي تملك الاستعداد للقيام بواجبها.
وشدد السيد القائد على أن القيم الإيمانية لا تقتصر على الجانب الروحي فقط، بل تشمل بناء الإنسان كعنصر فاعل في المجتمع، حيث قال: القيم الإيمانية الراقية تبني الإنسان في اتجاه الكمال الإنساني، ليكون عنصرا خيراً فاعلا في هذه الحياة، ومن هذا المنطلق، فإن الجهاد والثبات ليسا فعلًا ظرفيًا، بل عملية تربية مستمرة تبني إنسانًا يحمل مشروعًا، ويعيش من أجل قضية، ويؤمن بأمته وهويته.
وربط السيد القائد بين تجربة المسيرة القرآنية الجهادية وبين أثر الشهداء في تشكيل الوعي العام، مؤكدًا أن ما زرعه الشهداء لا يضيع، بل يظهر في صمود الجبهات، وتماسك الجبهة الداخلية، واستمرار المسيرة، في تجربتنا على مدى كل الأعوام في المسيرة القرآنية الجهادية لمسنا الأثر الكبير للشهداء في وجدان الناس، في واقع رفاقهم وأمتهم، وهذا يؤكد أن مشروع المسيرة ليس مشروعًا عسكريًا فقط، بل مشروع تربوي، إيماني، وبنيوي يغيّر الإنسان ويبني أمة.
ومن خلال محاور الكلمة المتعددة، أعاد السيد القائد التأكيد على أن الثبات، الجهاد، التضحية، والبصيرة هي الأسس التي تُبنى عليها الأمم، وتُخاض بها المعارك المصيرية.
الرسالة الأهم التي حملها الخطاب هي أن الشعوب المؤمنة بقضيتها لا تُهزم، وأن الرهان الحقيقي هو على الوعي والإيمان، لا على الأعداد والجيوش الفارغة من القيم.