بوابة الوفد:
2025-10-26@18:46:12 GMT

جارتنر: 10 توجهات تكنولوجية ستغير ملامح عام 2026

تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT

أعلنت شركة الأبحاث العالمية جارتنر عن قائمتها لأبرز التوجهات الاستراتيجية للتكنولوجيا لعام 2026، التي من شأنها أن تشكل محور التحول في بيئات الأعمال والابتكار الرقمي حول العالم. 

وتؤكد الشركة أن السنوات المقبلة ستشهد تسارعًا غير مسبوق في وتيرة الابتكار، يقوده الذكاء الاصطناعي والأنظمة المتكاملة، مما سيجبر المؤسسات على إعادة التفكير في نماذج أعمالها واستراتيجياتها الأمنية.

وقال جين ألفاريز، نائب الرئيس لشؤون التحليلات في جارتنر، إن عام 2026 سيكون عامًا حاسمًا يشهد مزيجًا من الفرص والتحديات، مشيرًا إلى أن المؤسسات مطالبة بالتحرك بسرعة لتبني نماذج تشغيل أكثر ذكاءً ومرونة. 

وأضاف: "نعيش اليوم في عالم معزز بالذكاء الاصطناعي وكثيف الترابط، حيث يصبح الابتكار المسؤول والثقة الرقمية أساس التفوق التكنولوجي والتنافسي".

أما توري بولمان، نائب الرئيس للأبحاث في جارتنر، فأكد أن هذه التوجهات "ليست مجرد تطورات تقنية، بل محركات لتغيير الأعمال نفسها"، مشيرًا إلى أن المؤسسات التي تبدأ في تبني هذه التحولات اليوم ستكون قادرة على قيادة قطاعاتها لعقود قادمة.

 أبرز 10 توجهات تكنولوجية لعام 2026

الحوسبة الفائقة للذكاء الاصطناعي
  تتوقع جارتنر أن تعتمد أكثر من 40% من المؤسسات الرائدة حلول الحوسبة الهجينة بحلول عام 2028، مقارنة بـ8% فقط حاليًا، وتجمع هذه المنصات بين المعالجات الفائقة ووحدات الذكاء الاصطناعي لإدارة أعباء البيانات الثقيلة، مما يتيح تسريع تطوير الأدوية في قطاع الرعاية الصحية وتحليل الأسواق المالية في وقت قياسي.

الأنظمة متعددة الوكلاء
  هي مجموعة من وكلاء الذكاء الاصطناعي القادرين على التعاون فيما بينهم لتنفيذ مهام معقدة، مما يمكّن المؤسسات من أتمتة العمليات التجارية وتحسين الكفاءة التشغيلية، وتعد هذه الأنظمة ركيزة أساسية في بناء بيئات عمل تشاركية بين الإنسان والآلة.

النماذج اللغوية المتخصصة
  بحلول عام 2028، سيعتمد أكثر من نصف الشركات على نماذج لغوية متخصصة في مجالات محددة بدلاً من النماذج العامة. وتوفر هذه النماذج دقة أعلى وتكلفة أقل في التعامل مع البيانات، ما يجعلها مثالية للقطاعات المالية والطبية والقانونية.

منصات أمن الذكاء الاصطناعي
  تشير التوقعات إلى أن أكثر من 50% من المؤسسات ستستخدم منصات متخصصة لضمان أمن تطبيقات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2028. وتهدف هذه المنصات إلى مواجهة مخاطر مثل تسريب البيانات أو تنفيذ أوامر خبيثة من خلال أدوات ذكاء اصطناعي غير مراقبة.

المنصات المطورة للذكاء الاصطناعي
  تساعد هذه المنصات على تطوير البرمجيات بسرعة باستخدام أدوات ذكاء اصطناعي توليدي. وتتوقع جارتنر أن تتحول 80% من المؤسسات إلى فرق تطوير صغيرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي بحلول 2030، مما يعزز الإنتاجية ويخفض التكلفة.

الحوسبة السرية
  هي تقنية جديدة تهدف إلى حماية البيانات الحساسة داخل بيئات آمنة تمامًا حتى من مزودي الخدمات السحابية. وتتوقع جارتنر أن تضمن الحوسبة السرية أمن أكثر من 75% من العمليات في البنى التحتية غير الموثوقة بحلول عام 2029.

الذكاء الاصطناعي المادي
  يُدخل هذا التوجه الذكاء الاصطناعي إلى العالم الواقعي من خلال أجهزة قادرة على اتخاذ القرارات والتنفيذ مثل الروبوتات والطائرات بدون طيار. ومع انتشاره، ستحتاج المؤسسات إلى مهارات تجمع بين الهندسة والتكنولوجيا وإدارة المخاطر لضمان التكامل الآمن.

الأمن السيبراني الاستباقي
  من المتوقع أن تمثل الحلول الاستباقية نصف الإنفاق العالمي على الأمن السيبراني بحلول عام 2030. وتركز هذه الاستراتيجيات على التنبؤ بالهجمات قبل وقوعها باستخدام الذكاء الاصطناعي والتحليل السلوكي، بدلًا من الاكتفاء برد الفعل بعد الاختراق.

الأصالة الرقمية
  في ظل الانتشار الواسع للمحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي، أصبحت الأصالة الرقمية ضرورة لتتبع مصدر البيانات والتحقق من ملكيتها، وتحذر جارتنر من أن المؤسسات التي لا تستثمر في هذا المجال قد تواجه غرامات بمليارات الدولارات بحلول عام 2029.

إعادة التوطين الجغرافي
   تتجه المؤسسات نحو نقل بياناتها إلى سحب إقليمية أو سيادية لحمايتها من المخاطر الجيوسياسية. وتتوقع جارتنر أن 75% من الشركات في أوروبا والشرق الأوسط ستتبع هذا النهج بحلول عام 2030، مقارنة بأقل من 5% فقط في عام 2025.

تؤكد جارتنر أن عام 2026 سيكون نقطة تحول محورية في تاريخ التكنولوجيا الحديثة، حيث لن يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على دعم الأعمال فحسب، بل سيصبح المحرك الأساسي لاتخاذ القرار وإدارة المستقبل، ومع تنامي التهديدات السيبرانية وتطور أدوات الذكاء الاصطناعي، فإن المؤسسات التي تدمج الابتكار مع الحوكمة والأمان ستكون الأكثر قدرة على المنافسة في العقد القادم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی بحلول عام أکثر من عام 2026

إقرأ أيضاً:

هل تَصْدُق تنبؤات انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي

يثير مصطلحُ «فقاعة» تساؤلات بعضنا عن مغزى هذا المصطلح وارتباطه بالذكاء الاصطناعي وأسهمه المالية بشكل خاص. وقبل أن نلج بشكل مباشر فيما نطلق عليه فقاعة الذكاء الاصطناعي، نعود بخط الزمن إلى نهاية القرن العشرين، حيث بدأت ملامح أول فقاعة عُرفت يومها بـ«فقاعة دوت كوم .com» بالظهور، ولتنفجر بعدها في مطلع ألفية القرن الحالي، وارتبطت هذه الفقاعة بالإنترنت وأنشطته الاستثمارية التي ضُخت لأجلها أموال طائلة بغية الوصول إلى أرباح أكبر عبر الاستثمار في الكابلات البحرية والألياف الضوئية الموصلة للإنترنت. ولكن مستجدات العلم وتطوراته التقنية أفسحت المجال بشكل سريع غير متوقع لتقنيات أخرى أقل كلفة وأكثر كفاءة؛ لتذهب بعدها أموال الاستثمارات في الكابلات البحرية أدراج الرياح وتفقد قيمتها، ويخسر المستثمرون في قطاع الإنترنت خسائر فادحة نتيجة الانفجار المفاجئ لفقاعة الإنترنت.

تكرر المشهدُ ذاته مع فقاعة جديدة انفجرت عام 2007 في وجه المستثمرين؛ فأخذت معها أموالهم في عام 2008 فيما عُرفَ بفقاعة العقارات؛ حيث فقدت العقارات قيمتها بشكل أفقد البنوك وشركات التأمين والمستثمرين أموالهم. أتصور ـ مع هذه الأمثلة الواقعية التي عبرنا إلى زمكانيتها ـ أن بعضَ الإدراك تولّد عن أبجديات الفقاعة وانفجارها المالي الضار، وهذا ما نرغب أن نثيره بشأن الجدل ـ عن طريق قراءة المشهد والآراء المنشورة ـ مع سوق الذكاء الاصطناعي وتقنياته المغرية التي أسرت كبار المستثمرين وصغارهم وسالت بسببها أموالهم عبر الاستثمار المباشر والأسهم التي بات صعودها السريع غير الطبيعي يثير تساؤلات مقلقة بشأن مستقبل هذا القطاع ونموه غير واضح المعالم نظرا لتزامنه مع التطوير التقني السريع الذي يمكن أن يقود العالم إلى مشهد مشابه لفقاعة «دوت كوم» وانفجارها المؤلم.

قبل أن نتداخل مع قضية الفقاعة المفترضة للذكاء الاصطناعي، نحتاج أن نراجع الأحداث المرتبطة بالذكاء الاصطناعي ونشاطاته خصوصا في السوق التجاري؛ فمثلا من الملحوظات الأخيرة حصول موجة بيع سريعة وبأسعار تصاعدية لأسهم الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات في غضون فترة قصيرة، ويتزامن ذلك مع تصاعد القلق من الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين وحرب المعادن النادرة وتأثيراتها الناجمة على التجارة والصناعات التقنية ـ كما استعرضناه في مقال الأسبوع المنصرم ـ وكذلك يمتد القلق إلى احتمالية حدوث تباطؤ في إنفاق كبار المستثمرين في البنى التحتية السحابية، وانخفاض أسهم مورّدي المعدات وأشباه الموصلات ومصنّعي منتجاتها. في صعيد آخر، تشير تحليلاتٌ حديثةٌ نشرها موقع «Morningstar» في 15 أكتوبر لهذا العام إلى اقتراب بلوغ الإنفاق الرأسمالي على مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي من ذروته؛ ليكون مؤشرا إلى بقاء الطلب ولكن بوتيرة أبطأ، وليعيد تسعير بعض الأسماء التجارية عالية التوقعات ويضعها في موقعها المالي الواقعي. كذلك مع تصاعد التوتر التجاري بين أمريكا والصين؛ تراجعت مساهمة الصين في إيرادات شركات أمريكية مرتبطة بصناعات رقائق أشباه الموصلات الأساسية في قطاع التقنيات الذكية التي يدخل الذكاء الاصطناعي جزءا رئيسا فيها، وثمّة توقعات لبعض الشركات بعدم احتساب أي إيراد من الصين في الربع الحالي نظرا لاتساع الأزمة السياسية والتجارية. يمكن لمثل هذه الأحداث وتفاعلاتها أن تصوغ سرديةً تدعم تشكّل الفقاعة المحتملة للذكاء الاصطناعي وتقودها إلى الانفجار.

بجانب ما نستعرضه من مؤشرات تؤيد وجود الفقاعة؛ فإننا أيضا نرصد آراءً متعددة بهذا الشأن، ومما يُلحظ، اعتماد الأسعار بشكل قوي على استمرار ضخ استثمارات كبيرة في قطاع الذكاء الاصطناعي الذي ساهم في رفع أسعار أسهم الذكاء الاصطناعي دون تحقق أرباح موازية لهذه الأسعار الكبيرة، ولهذا مع أي تراجع لهذا الضخ الاستثماري؛ فيمكن أن نشهد تصحيحا سريعا لأسهم كثيرة ـ نزول أسعارها ـ كون تسعيرتها كانت تعتمد على سردية نمو أسرع من الواقع. في المقابل، نجد رأيًا إيجابيًا يخفف من وطأة المخاوف مثل الذي نشره ـ مؤخرا ـ موقع «Business Insider» بتاريخ 17 أكتوبر الذي رصد ارتفاعا كبيرا لأسهم الذكاء الاصطناعي لدى الشركات الكبيرة الرائدة وليس الشركات المتوسطة أو الصغيرة، وبناءً عليه؛ فثمة أرباح حقيقية تتقاطع مع أسعار الأسهم، ولهذا رغم التقويمات المرتفعة، لكن مسارها لا يشبه مسار فقاعة «الدوت كوم» المشار إليها آنفًا؛ حيث لم تكن هناك أرباح واضحة للشركات.

لهذا تتجه الاحتمالات الحالية إلى حدوث تصحيح في أسعار الأسهم ـ بشكل جزئي ـ بالتزامن مع ضعف الإنفاق والحركة الاستثمارية دون حصول انفجار شامل لفقاعة أسهم شركات الذكاء الاصطناعي. يُطلعنا تقريرٌ نُشر في نفس المصدر السابق بتاريخ 7 أكتوبر عن استمرار شركات التقنيات الكبيرة في ضخ مئات المليارات على بناء مراكز البيانات والطاقة وأشباه الموصلات للذكاء الاصطناعي، ولكن ما زال الجدل محتدما فيما يخص سرعة النمو القادمة؛ إذ مع أي تزعزع في سرعة النمو يقابله تزعزع الشركات المورّدة للمعدات والطاقة والأنظمة الرقمية المرتبطة التي تعتمد أسعار أسهمها على توقعات النمو السريع.

استنادا إلى ما ذكرناه آنفا، ثمّة ترجيحاتٌ تسند المشهدَ السلبي لسوق الذكاء الاصطناعي نتيجة الإفراط بالثقة في نمو شركات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد في خدماتها على شركات توريد تقنية أخرى، وهذا ما يجعل الفقاعة المتوقعة أكبر مما نتصور؛ حيث يُلحظ النمو السريع في أسعار الأسهم في كل ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي بدءا من شركات الإنتاج والتشغيل إلى شركات التوريد، وبوجود هذا الصعود عبر ضخ الأموال الطائلة على استثمارات الذكاء الاصطناعي والتهافت عليها؛ يتبلور لنا عددٌ من السيناريوهات منها حدوث نقلة تقنية جديدة تحوّل مسار تشغيل الذكاء الاصطناعي وأدواته؛ لتشكّل مشهدا مشابها لأزمة انفجار فقاعة الإنترنت، أو مع سيناريو الاضطراب بين الطلب والعرض. رغم ذلك، فإن الأمر ما زال في دائرة التكهنات والفرضيات، ونحتاج إلى قراءة متتابعة لمستجدات الأحداث السياسية العالمية وما يرتبط بها من تداخلات تقنية واقتصادية وأهمها الصراعات الأمريكية والصينية التي يمكن اعتبارها عاملًا رئيسًا في تشكّل ما نطلق عليه بفقاعة الذكاء الاصطناعي، وتشمل مراقبة القيود والرسوم الجمركية المتبادلة بين أمريكا والصين على سوق التقنيات ومتعلقاتها. كذلك من الضروري أن نحاول تتبع عوائد الاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي ووتيرة انتقالها من طور التجارب إلى الواقع العملي المدرّ للأرباح، ومعرفة الديون المترتبة على مراكز البيانات الكبيرة واستهلاكها للطاقة ومقارنتها بالعوائد المالية نظيرَ الاستثمار الفعلي للأموال.

وفق التصور الشخصي، أؤيدُ فرضيةَ فقاعة الذكاء الاصطناعي، وأرى أن شدة انفجارها ومستوياته مستندة إلى حجم النمو الاستثماري وأسعار الأسهم وتفاوتها مع الواقع التشغيلي والربحي والديون التي تعكس بمجموعها القيمة الحقيقية للسوق وليس للأسهم التي يمكن أن تتحول إلى فقاعة آيلة إلى الانفجار حال وجود الفجوة بين حجم الاستثمار والواقع التشغيلي، ولكن أرى أن التأثير الأكبر سيصب على شركات التوريد وشركات الذكاء الاصطناعي الصغيرة والمتوسطة والمساهمين في أسهم الذكاء الاصطناعي أكثر من شركات التقنية العملاقة التي لا أستبعد أنها جزء رئيس في هذه الدراما المالية المتوقعة.

د. معمر بن علي التوبي أكاديمي وباحث عُماني

مقالات مشابهة

  • الوظائف في عصر الذكاء الاصطناعي
  • «جارتنر»: 10 توجّهات استراتيجية للتكنولوجيا في عام 2026
  • استكشاف استفادة الذكاء الاصطناعي من عمل الدماغ البشري
  • هل تَصْدُق تنبؤات انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي
  • حكم استخدام الذكاء الاصطناعي في مراقبة الموظفين
  • الذكاء الاصطناعي يصحّح أخطاء الأبحاث الطبية
  • الذكاء الاصطناعي بين الحرية والانحلال
  • تويوتا تطلق ميني فان هجينة أكثر فخامة وأعلى سعرا بحلول 2026
  • مايكروسوفت تفاجئ الجميع.. تحديث كوبيلوت الجديد يغير ملامح الذكاء الاصطناعي