تحليق استفزازي.. كيف تفاعل نشطاء مع التوتر بين طوكيو وموسكو؟
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
أثار تحليق طائرات حربية روسية بالقرب من الأجواء اليابانية ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، في توقيت حساس جاء بعد ساعات قليلة من تنصيب أول رئيسة وزراء في تاريخ اليابان، والتي أعلنت نيتها تعزيز القدرات العسكرية وزيادة الإنفاق الدفاعي، ووصفت الأنشطة العسكرية الروسية بأنها "مصدر قلق بالغ".
وكانت طائرات حربية روسية قد اقتربت من حافة المجال الجوي لليابان فوق المياه الإقليمية لبحر اليابان، كما حلقت فوق ساحلها الغربي، في حركة وصفتها طوكيو بـ"الاستفزازية" ورفعت على إثرها حالة التأهب القصوى لديها.
وضم السرب الروسي قاذفتين نوويتين إستراتيجيتين من طراز Tu-95 القادرة على حمل أسلحة نووية، وهي واحدة من أهم القطع التي تشكل القدرات النووية الروسية، كانت تحميها مقاتلات حربية من طراز Su-35 ثاني أقوى طائرة في سلاح الجو الروسي.
واستمر السرب الروسي في التحليق لأكثر من 11 ساعة فوق بحر اليابان، في حين أكدت وزارة الدفاع الروسية أن طائراتها كانت تجري دورية روتينية فوق مياه دولية محايدة، ونشرت مقطع فيديو للقاذفات النووية أثناء التحليق.
وعلى الفور، رفعت اليابان حالة التأهب القصوى وأطلقت مقاتلاتها الحربية من طراز F-15 وF-35 لاعتراض الطائرات الروسية ومراقبتها، ووصفت التحليق الروسي بأنه "خطر واستفزازي"، في تصعيد جديد يعكس حالة التوتر المتزايد بين البلدين.
ونشرت وزارة الدفاع اليابانية خريطة لمسار تحليق الطائرات الروسية، أظهرت اقترابها من جزيرة سادو قبالة الساحل الغربي لليابان، قبل أن تنعكس شمالا فوق بحر اليابان، مما أثار قلقا أمنيا كبيرا لدى السلطات اليابانية.
وليست هذه المرة الأولى التي تحلق فيها قاذفات نووية روسية بالقرب من اليابان، بل المرة الـ13 خلال الربع الثالث من العام الجاري، مما يؤكد استمرار التصعيد العسكري الروسي تجاه اليابان في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة.
إعلانورصد برنامج شبكات (2025/10/26) جانبا من تعليقات النشطاء على هذا التصعيد، ومنها تغريدة للناشط مهند، استبعد فيها أن تلجأ موسكو لمواجهة مباشرة مع الناتو أو اليابان، وأن تحركاتها تأتي في سياق استعراض القوى. فقال:
روسيا لا تبحث عن مواجهة مباشرة مع الناتو أو اليابان، لكنها تمارس سياسة حافة الهاوية. الاقتراب من أجواء الخصوم هو اختبار إرادة واستعراض توازن الردع
وغرد شعبان مشيرا إلى التحولات الإستراتيجية التي تشهدها المنطقة والتي قد تؤدي إلى إعادة رسم خريطة التحالفات الإقليمية:
العالم بدأ يتشكل من جديد والمستقبل لقارة آسيا وسوف يحدث تغير في سياسة اليابان وكوريا الجنوبية
أما الربيعي فعلق في تغريدته على موقف اليابان من استيراد الطاقة الروسية، فكتب:
اليابان ترفض دعوة الولايات المتحدة لوقف استيراد الطاقة الروسية، لأن التوقف الكامل عن الواردات من شأنه أن يهدد استقرارها في مجال الطاقة
في المقابل، تساءلت ندى معبرة عن استغراب البعض من استمرار التوتر بين البلدين رغم مرور عقود طويلة:
غريبة لماذا أصلا بين روسيا واليابان عداء وهجمات ومناوشات حربية؟ بعرف إنه مش أول مرة تحصل بينهم أزمات!
وفي هذا السياق، تتميز العلاقة بين اليابان وروسيا بتوتر شديد منذ عقود طويلة بسبب الخلاف على جزر الكوريل الجنوبية، وعدم توقيع اتفاقية سلام بينهما منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، مما يجعل أي تصعيد عسكري محملا بدلالات تاريخية عميقة.
واشتد الخلاف بين البلدين بعد الحرب الروسية الأوكرانية، إذ فرضت اليابان عقوبات قاسية على روسيا وضاعفتها في مطلع العام الجاري، في حين ردت روسيا بإجراءات مماثلة، في تصعيد متبادل يعكس تدهور العلاقات بين الجانبين.
ويأتي هذا التحليق العسكري في ظل تحولات إستراتيجية تشهدها منطقة آسيا والمحيط الهادي، حيث تسعى اليابان إلى تعزيز قدراتها الدفاعية وتوثيق علاقاتها مع حلفائها الغربيين، بينما تواصل روسيا استعراض قوتها العسكرية في المنطقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
سفينة حربية أميركية ترسو قرب فنزويلا وسط تصاعد التوترات بالكاريبي
رست سفينة حربية أميركية مزودة بصواريخ في ترينيداد وتوباغو -اليوم الأحد- على بعد حوالى 10 كيلومترات فقط من سواحل فنزويلا، في ظل الضغوط التي يمارسها الرئيس الأميركي ترامب على نظيره الفنزويلي مادورو.
وأمكن مشاهدة السفينة الحربية الأميركية قبالة سواحل بورت أوف سبين (عاصمة ترينيداد وتوباغو) الدولة المؤلفة من جزيرتين قبالة سواحل فنزويلا.
ومن المقرر أن تشارك هذه السفينة الحربية الأميركية في مناورات تستمر 5 أيام.
ويأتي ذلك بعد إعلان سلطات هذه الدولة الصغيرة البالغ عدد سكانها 1.4 مليون نسمة -الخميس- اقتراب وصول السفينة الحربية "يو إس إس غرايفلي" ووحدة من مشاة البحرية، وذلك لإجراء تدريبات مع قواتها.
وتقع أقصى نقطة من غرب ترينيداد وتوباغو على بعد عشرات الكيلومترات فقط من السواحل الفنزويلية.
ويتزامن ذلك مع نشر الولايات المتحدة 7 سفن حربية في منطقة الكاريبي وواحدة في خليج المكسيك، ضمن عملية تقول إنها ضد تهريب المخدرات، وتستهدف خصوصا فنزويلا ورئيسها.
وقالت واشنطن إنها نفّذت خلال الأسابيع الماضية 10 ضربات على قوارب في المحيط الهادي والبحر الكاريبي تشتبه بأنها لمهربي مخدرات، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 43 شخصا وفقا لإحصاء لوكالة الأنباء الفرنسية بالاستناد إلى أرقام أميركية.
النفط وتغيير النظام
ويتهم مادورو واشنطن برفع شعار مكافحة المخدرات "لفرض تغيير في الحُكم" والاستيلاء على مخزون النفط الكبير في فنزويلا.
وتتولى رئاسة حكومة ترينيداد وتوباغو حاليا كاملا برساد بيسيسار، وهي مؤيدة بشدة لترامب، وتعتمد منذ توليها السلطة في مايو/أيار الماضي خطابا معاديا للمهاجرين الفنزويليين و"الجريمة الفنزويلية" في بلدها.
وإلى جانب فنزويلا، يتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وكولومبيا على خلفية ملفات الهجرة والمخدرات.
وفي وقت سابق أعلنت مليشيا "هيئة الأركان العامة المركزية" الكولومبية أنها ستقاتل الولايات المتحدة في حال انتهكت سيادة البلاد.
إعلانوقالت هذه المليشيا في بيان أمس "نحن معتادون على قتال من ينبغي قتالهم، ولطالما كنا معارضين شرسين للإمبراطورية الأميركية".