تواصل التحضيرات لإحياء الذكرى السنوية للشهيد في المحويت
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
الثورة نت /..
تتواصل بمحافظة المحويت، التحضيرات لإحياء الذكرى السنوية للشهيد 1447هـ، بتجهيز تدشين المعارض وتنفيذ الفعاليات التي تجسّد تضحيات الشهداء ومآثرهم الخالدة في ميادين العزة والكرامة.
تتضمن التحضيرات التي تنفذها اللجان الميدانية والجهات المعنية بالمحافظة، أعمال تجهيز روضات الشهداء وتنظيف الأضرحة وتزيينها، في إطار الجهود المبذولة لإظهار المناسبة بصورة تليق بعظمة الشهداء وتضحياتهم ومكانتهم في وجدان الشعب اليمني.
وأوضح مسؤول التعبئة بالمحافظة إسماعيل شرف الدين، أن اللجان المختصة تعمل على إعداد معارض صور ومجسمات توثيقية تعبّر عن مسيرة العطاء والجهاد التي سطرها الشهداء دفاعاً عن الوطن، وإبراز بطولاتهم ومآثرهم الوطنية.
وأشار إلى أن فعاليات ذكرى الشهيد ستتضمن أنشطة ثقافية وتوعوية وفنية تسلّط الضوء على قيم التضحية والفداء، وتعزّز من روح الصمود والتكافل الاجتماعي في أوساط المجتمع، بما يعكس مكانة الشهداء وما قدّموه من تضحيات في سبيل عزة الوطن وكرامته.
وأكد شرف الدين، أن التحضيرات تجري في مختلف المديريات، بتعاون واسع من الجهات الرسمية والمجتمعية، لإظهار الفعالية بالصورة التي تليق بعظمة الشهداء ومكانتهم.
واعتبر ذكرى سنوية الشهيد، محطة وفاء متجددة لترسيخ ثقافة التضحية والصمود في نفوس الأجيال، واستلهام معاني الإيثار والبطولة من مآثر الشهداء العظماء.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الذكرى السنوية للشهيد.. محطة إيمانية تتجدد فيها البصيرة والعزم
عبدالمؤمن محمد جحاف
في كُـلّ عام، تأتي الذكرى السنوية للشهيد لا كحدثٍ عابرٍ، بل كمحطةٍ إيمانيةٍ متجددةٍ تُعيد للأُمَّـة زخمها الثوري وتُلهب فيها جذوة الوعي والصمود.
هي مناسبةٌ في غاية الأهميّة، لأنها ليست مُجَـرّد استذكارٍ لأسماء خالدةٍ مضت، بل هي وقفة تزوُّدٍ بالعزم والإرادَة والاستعداد للتضحية في سبيل الله وفي سبيل قضايا الأُمَّــة الكبرى.
في هذه الذكرى، تُستحضر قداسة القضية التي ضحّى في سبيلها الشهداء، وتُستعاد سيرهم العطرة التي تُجسد قممًا من الإيمان والبصيرة والالتزام الأخلاقي.
فالشهداء لم يكونوا مُجَـرّد مقاتلين في الميدان، بل كانوا مدارس من الإيمان والوعي، حملوا القرآن في صدورهم، والحق في مواقفهم، والعزة في وجدانهم.
ومن خلال التمعّن في مسيراتهم وجهادهم وتضحياتهم، تتكشف لنا دروس عملية في الصبر، والصدق، والثبات على الموقف؛ دروسٌ لا تُستقى من الكتب، بل من دماءٍ سالت في ميادين الكرامة.
لكن الذكرى لا تقف عند حدود العاطفة، بل تمتد لتُعيد التذكير بالمسؤولية الجماعية تجاه أسر الشهداء؛ هذه الأسر التي دفعت أعزّ ما تملك دفاعًا عن الأُمَّــة.
وهنا تتجلّى ضرورة أن يكون المجتمع والدولة على قدرٍ من الوفاء والعناية والرعاية، بما يُترجم المعنى الحقيقي لقوله تعالى: “ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون”.
ولعلّ من أبرز معاني هذه المناسبة أَيْـضًا ترسيخ مفهوم الشهادة في سبيل الله وفق التقديم القرآني، لا كما يحاول الأعداء تشويهه.
فالشهادة في منطق القرآن ليست هزيمةً أَو خسارة، بل هي ذروة النصر الإلهي، حين ينتصر الدم على السيف، والإيمان على الطغيان.
وفي ظلّ ما تعيشه أمتنا اليوم من تحدياتٍ كبرى ومؤامراتٍ متواصلة، وما يواجهه الشعب اليمني من عدوانٍ وحصارٍ غاشم، تزداد الحاجة إلى إحياء هذه المناسبة بكل ما تحمله من معانٍ ودروس.
فهي تُبرز مظلوميةَ شعبٍ قاوم أقسى الظروف، وفي الوقت نفسه تُجسد صمودَه وإباءَه وثباتَه رغم كُـلّ محاولات الكسر والإخضاع.
الشهيد -في الوعي القرآني- هو منارةٌ تُضيء درب الأحياء، وذكراه ليست حزنًا، بل وعدًا بالاستمرار في الطريق ذاته حتى يتحقّق النصر الموعود.
ومن هنا، تتحول الذكرى السنوية للشهيد إلى تجديدٍ للعهد، وتأكيدٍ على أن الدماء الطاهرة لن تُنسى، وأن القيم التي استشهد لأجلها الأبطال ستبقى حيةً في ضمائر الأحرار إلى يوم الدين.