البنتاغون توافق على تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك بعيدة المدى.. والقرار النهائي بيد ترامب
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- منحت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، البيت الأبيض الضوء الأخضر، الجمعة، لتزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك بعيدة المدى بعد أن قدرت أن ذلك لن يؤثر سلبا على المخزونات الأمريكية، تاركة القرار السياسي النهائي في يد الرئيس دونالد ترامب، بحسب ثلاثة مسؤولين أمريكيين وأوروبيين مطلعين على الأمر.
وقال ترامب في وقت سابق من هذا الشهر خلال غداء عمل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، إنه يفضل عدم تزويد أوكرانيا بالصواريخ لأننا "لا نريد أن نتخلى عن الأشياء التي نحتاجها لحماية بلدنا".
وأبلغت هيئة الأركان المشتركة البيت الأبيض بتقييمها في وقت سابق من هذا الشهر، مباشرة قبل لقاء ترامب وزيلينسكي الذي كان يدفع باتجاه أن تستهدف الصواريخ بشكل أكثر فعالية منشآت النفط والطاقة في عمق روسيا. يبلغ مدى صواريخ توماهوك حوالي 1600 كيلومتر.
وقال مسؤولان أوروبيان إن هذا التقييم عزز ثقة حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين، الذين يعتقدون أن الولايات المتحدة لديها الآن أعذار أقل لعدم تقديم الصواريخ. وقال ترامب أيضا قبل أيام قليلة من لقائه بزيلينسكي إن الولايات المتحدة لديها "الكثير من صواريخ توماهوك" التي يحتمل أن تقدمها لأوكرانيا.
لذلك، فُوجئ المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون بتغيير ترامب لهجته بعد أيام بشكل جذري، حيث قال خلال كلمته الافتتاحية في غداء عمل بالبيت الأبيض مع زيلينسكي إن الولايات المتحدة "بحاجة" إلى صواريخ توماهوك. ثم أخبر زيلينسكي خلف الأبواب المغلقة أن الولايات المتحدة لن تقدمها - على الأقل ليس الآن.
وجاء قرار ترامب بعد يوم واحد من حديثه هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أخبر ترامب أن صواريخ توماهوك التي يُمكن أن تضرب المدن الروسية الكبرى مثل موسكو وسانت بطرسبرغ - لن يكون لها تأثير كبير على ساحة المعركة، ولكنها ستضر بالعلاقة الأمريكية -الروسية، حسبما ذكرته شبكة CNN.
ولم يرد البيت الأبيض والبنتاغون على طلبات التعليق.
وقالت مصادر لشبكة CNN في وقت سابق إن ترامب لم يسحب الصواريخ من على الطاولة بشكل كلي، وقد وضعت الإدارة خططا لتزويد أوكرانيا بها بسرعة إذا أصدر ترامب الأمر. كما زاد إحباط ترامب بشدة في الأسابيع الأخيرة بسبب عدم رغبة بوتين في النظر بجدية في محادثات السلام لدرجة أنه وافق على عقوبات أمريكية جديدة على شركات النفط الروسية الأسبوع الماضي وألغى- في الوقت الحالي- اجتماعا مخططا له مع بوتين في بودابست لمناقشة أزمة أوكرانيا.
وقال مسؤولون إنه في حين أن البنتاغون ليس لديها أي قلق بشأن المخزونات، لا يزال مسؤولو الدفاع الأمريكيون يبحثون في كيفية تدريب أوكرانيا على الصواريخ ونشرها، وفقا للمسؤولين. وأضافت المصادر أن هناك العديد من قضايا التشغيل التي يتعين حلها حتى تتمكن أوكرانيا من استخدام الصواريخ بفعالية.
وأحد الأسئلة العالقة هو كيف ستطلق أوكرانيا الصواريخ إذا قدمتها لها الولايات المتحدة؟ وتُطلق صواريخ توماهوك عادة من السفن السطحية أو الغواصات، لكن البحرية الأوكرانية تعاني من استنزاف حاد، لذا من المرجح أن تُطلق الصواريخ من البر. وقد طور سلاح مشاة البحرية والجيش منصات إطلاق أرضية يمكن تزويد أوكرانيا بها.
ولكن حتى لو لم ترغب الولايات المتحدة في توفير منصات الإطلاق، يعتقد مسؤولون أوروبيون أن أوكرانيا بإمكانها إيجاد حل بديل. وأشار أحد المسؤولين إلى أن المهندسين الأوكرانيين تمكنوا من تطوير حل بديل لاستخدام صواريخ "ستورم شادو" التي قدمتها المملكة المتحدة، والتي تم تصميمها في الأساس لتستخدمها طائرات حلف "الناتو" الحديثة، وكان لا بد من دمجها في أسطول المقاتلات الأوكرانية القديمة التي تعود إلى الحقبة السوفيتية.
وفي منشور على منصة "إكس"، في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال زيلينكسي إن أوكرانيا تأمل في توسيع قدراتها بعيدة المدى بحلول نهاية هذا العام حتى تنتهي الحرب "بشروط عادلة" للبلاد.
وكتب زيلينكسي: "العقوبات العالمية ودقتنا المتناهية تتزامنان عمليا لإنهاء هذه الحرب بشروط عادلة لأوكرانيا". وأوضح: "يجب أن يتم تحديد جميع أهداف الضربات العميقة بالكامل بحلول نهاية العام، بما في ذلك توسيع نطاق وجودنا على المدى البعيد".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية البنتاغون البيت الأبيض الجيش الأمريكي الجيش الروسي دونالد ترامب فلاديمير بوتين الولایات المتحدة صواریخ توماهوک البیت الأبیض فی وقت سابق
إقرأ أيضاً:
روسيا تختبر قنابل جوية موجهة بعيدة المدى وتفتح فصلًا جديدًا في الحرب أوكرانيا
صراحة نيوز -أطلقت روسيا منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2025 مرحلة تجريبية واسعة لقنابل جوية موجهة ذات دفع صاروخي تعرف بـ«KAB»، في تحول تقني يهدف إلى تحويل القنابل التقليدية إلى ذخائر بعيدة المدى وأكثر دقة. وتمتاز هذه القنابل بأنها مزوَّدة بأنظمة توجيه ومحركات دفع صغيرة تتيح لها طيرانًا موجهًا لمسافات تتراوح حسب التقديرات بين 150 و200 كيلومتر، بدلاً من السقوط الحر المعتاد للقنابل التقليدية.
سجلت تقارير أوكرانية استخدامًا ميدانيًا لهذه القنابل خلال هجمات استهدفت مناطق مثل كاميانسكي وميكولايف ولوزوفا، حيث لوحظت أجسام متحركة بسرعة قبل وقوع انفجارات. وتُظهر هذه الخطوة رغبة موسكو في توسيع نطاق ضرباتها الجوية مع حفاظ الطائرات الحاملة — مثل طرازَي Su-34 وSu-24 — على مسافة آمنة من خطوط المواجهة.
تقول تحليلات غربية وأوكرانية إن الهدف من تطوير «KAB» متنوع: زيادة مدى وفعالية الذخائر الجوية، تقليل الاعتماد على المسيرات التي تعرضت لعمليات إسقاط وتشويش، توفير بدائل أقل كلفة من صواريخ كروز، وتجريب نماذج متعددة لاختيار الأنسب للإنتاج. وأشارت تقارير إلى بدء إنتاج محدود لنماذج محدثة أُطلق عليها أسماء عملية مثل «Grom-1» و«Grom-2» ومزوَّدة بوحدات توجيه وتصحيح مسار موحدة.
من ناحيتها، تقلل قيادة القوات الأوكرانية من شأن التهديد الاستراتيجي للقنابل في الوقت الراهن، معتبرةً أن منظومات الدفاع الجوي الحديثة قادرة على اعتراضها، وأن أداءها لا يوازي قدرة صواريخ كروز على تغيير ميزان القوى الميداني. ومع ذلك، تراها خطوة نوعية في تكيف موسكو مع متطلبات المعركة والبحث عن وسائل أقل كلفة وأكثر مرونة لضرب العمق.
ردًا على ذلك، تعمل أوكرانيا عبر مكاتب تصميم محلية على مشروع تحويل ذخائر جوية قديمة إلى قنابل موجهة محلية الصنع، استُخدمت تسميات إعلامية لها مثل «KAB الأوكرانية»، وتُقدَّر مداها بحوالي 80 كيلومترًا — أقل من المدى الروسي المعلن، لكنها تمثل محاولة لتعزيز الاكتفاء المحلي في الذخائر الذكية.
باختصار، تشكّل تجربة «KAB» الروسية مرحلة جديدة في سباق التسلح الجوي فوق ساحات العمليات الأوكرانية: تحويل القنابل التقليدية إلى ذخائر موجهة وبعيدة المدى يُحتمل أن يغير أنماط الضرب الجوي التكتيكي، ويُحمل آثارًا على طرق الاعتماد على الطائرات والمجال الجوي في النزاع المستمر.