مدير خدمات المراجعين بالداخلية: 315 طلبا عبر منصة «تجاوب» .. ومبادرة لرفع رضا المستفيدين

نزوى – أحمد الكندي:

تُعد منصة "تجاوب" إحدى أبرز المبادرات الوطنية الداعمة لمسار التحول الرقمي في سلطنة عُمان، إذ تمثل قناة تواصل مباشرة بين المواطن والمؤسسة الحكومية، بما يعزز قيم المشاركة والمسؤولية المشتركة في تطوير الخدمات العامة وتحسين جودتها؛ وتأتي المنصة في إطار الجهود الرامية إلى بناء إدارة حكومية أكثر تفاعلاً وشفافية، تُمكّن الأفراد من إبداء آرائهم وملاحظاتهم واقتراحاتهم بسهولة عبر الموقع الإلكتروني أو تطبيق الهواتف الذكية.

وحول تفعيل المنصّة ومتابعة تدفّق البيانات ومعالجتها، قال إبراهيم بن سالم المحروقي مدير دائرة خدمة المراجعين بمحافظة الداخلية: إن المنصة تمثل إحدى أهم الأدوات الوطنية في منظومة التحول الرقمي التي تشهدها سلطنة عُمان، وتعد جسراً فاعلاً للتواصل بين المواطنين والمؤسسات الحكومية، بما يسهم في تعزيز الشراكة المجتمعية وتطوير الخدمات الحكومية وتحسين جودة أدائها، موضّحا أن المنصة تُجسّد مفهوم المواطن شريك في التطوير من خلال تمكينه من إيصال ملاحظاته ومقترحاته وشكواه حول الخدمات العامة بسهولة وموثوقية، مشيراً إلى أن البيانات التي تجمعها المنصة تُوظَّف في التحليل واتخاذ قرارات تطويرية تسهم في رفع كفاءة الأداء المؤسسي وتحسين تجربة المستفيد.

وأوضح أن المنصة تُتيح للمستفيد متابعة حالة الطلب برقم البلاغ، بينما تُوجه الطلبات مباشرة إلى الفريق التنفيذي المختص وفق نوع الخدمة. وأضاف أن الفريق المركزي في المحافظة يتابع مؤشرات الأداء بشكل دوري، تشمل سرعة الرد ونسبة الإنجاز ومستوى رضا المستفيدين، وتُستخدم هذه المؤشرات لتحسين الإجراءات وضمان جودة الاستجابة.

وأوضح مدير دائرة خدمة المراجعين بمحافظة الداخلية أن المنصة شهدت ارتفاعا ملحوظا في تفاعل المستفيدين خلال شهر سبتمبر الماضي، حيث ارتفع عدد الطلبات إلى 315 طلبا وبنسبة تجاوزت 66 بالمائة مقارنة بشهر أغسطس، وأرجع هذا النمو إلى سهولة الوصول للمنصة وإطلاق التطبيق الإلكتروني للمنصة، بالإضافة إلى التحسينات التقنية المتواصلة التي تم إدخالها على المنصة، وسرعة الاستجابة، مما أسهم في رفع معدلات الثقة والتفاعل.

وبيّن المحروقي أن دائرة خدمة المراجعين بالمحافظة أطلقت مبادرة بعنوان «رضاك»، تهدف إلى رفع مستوى رضا المستفيدين عن المنصة وتعزيز ثقتهم بها عبر التواصل الميداني المباشر مع المجتمع المحلي في ولايات المحافظة. وتتضمن المبادرة تنفيذ زيارات ميدانية للتعريف بالمنصة وشرح أهدافها وآلية استخدامها، إضافة إلى الاستماع لملاحظات المواطنين ومقترحاتهم لتحسين الأداء.

وأشار إلى أن المبادرة تأتي في إطار نشر الوعي الرقمي وتعزيز الثقافة الخدمية، بما يضمن الاستخدام الأمثل للمنصة ويساعد الجهات الحكومية على تطوير خدماتها بما يتماشى مع تطلعات المواطنين ويعزز مسيرة التحول الرقمي في سلطنة عُمان.

وقال المحروقي: إن محافظة الداخلية تعمل على تنفيذ حملات توعوية لتثقيف المستفيدين بأهمية التفاعل مع المنصة والمشاركة الفاعلة في تحسين الخدمات. وأضاف أن خاصية التقييم تُعد من مؤشرات الأداء الرئيسة التي تعتمد عليها المؤسسات الحكومية لقياس جودة خدماتها، ويتم رفع نتائجها بشكل دوري إلى الجهات العليا لتحليلها واتخاذ القرارات التطويرية المناسبة.

وبيّن أن التعامل مع التقييمات السلبية يتم وفق نظام مؤسسي واضح، حيث تُصنف الملاحظات وتُحلل لمعرفة أسبابها، ومن ثم تُتخذ الإجراءات التصحيحية المناسبة، مؤكدا على أن التقييم السلبي فرصة للتحسين، ويعكس حرص المستفيدين على تطوير الخدمات.

وأضاف أن المنصة تسعى إلى بناء علاقة تفاعلية مستمرة مع الجمهور من خلال الاجتماعات التنسيقية واللقاءات الدورية مع ممثلي المؤسسات الحكومية لمراجعة التحديات وتبادل أفضل الممارسات.

وأكد إبراهيم المحروقي مدير دائرة خدمات المراجعين بمحافظة الداخلية على أن نجاح منصة «تجاوب» يعتمد على وعي المؤسسة والمجتمع من خلال تفاعله المستمر، مردفا أن المواطن يعد شريكا في التطوير، وكل ملاحظة أو تقييم تمثل لبنة في بناء منظومة خدمية أكثر كفاءة وجودة.

المصدر: لجريدة عمان