الشارقة (الاتحاد)

أكد عدد من الخبراء أن تحويل الرواية إلى عمل درامي ناجح يتطلب تعاوناً متكاملاً بين الكاتب والوكيل الأدبي والمنتج لضمان الحفاظ على روح النص وتقديمه بأسلوب بصري مؤثّر يلامس الجمهور.جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «من الصفحة إلى الشاشة: كيف تتحول الكلمات إلى مشاهد تبهر العالم»، ضمن فعاليات الدورة الـ 44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تتواصل فعالياته حتى 16 نوفمبر المقبل تحت شعار «بينك وبين الكتاب»، وتحدّث في الجلسة كلٌّ من تامر سعيد، مدير وكالة الشارقة الأدبية، والمنتجة لمى الصبّاح، والكاتبة والسيناريست ندين جابر.

وفي حديثه خلال الجلسة، قال تامر سعيد: «العلاقة بين الرواية والعمل الدرامي ليست انفصالاً بين شكلين فنيين، بل هي امتدادٌ واحد لعملية الإبداع، إذ يحمل العمل الدرامي القدرة على إيصال المشاعر بصرياً وصوتياً، بينما تمثّل الرواية الأصل المكتوب الذي يمكن تحويله إلى عمل مرئي بأسلوب جديد وعبر منصة مختلفة»، لافتاً إلى أن وجود الوكيل الأدبي يعدّ محورياً في هذه العملية؛ لأنه يفهم احتياجات الصناعة الدرامية، ويعمل حلقة وصل بين الكاتب وشركة الإنتاج، بما يضمن حوكمة العلاقة بين الطرفين ويحفظ حقوق المؤلف.

تحويل النص
بدورها، قالت المنتجة لمى الصبّاح: «التقاء الأدب بالفن يحمّل صنّاع الدراما مسؤولية مضاعفة في البحث عن التفاصيل الدقيقة؛ لأن تحويل الرواية إلى عمل بصري يتطلّب اختصار مئات الصفحات في مشاهد صوت وصورة تعبّر عن روح النص الأصلي، وهو ما يجعل المهمة أكثر صعوبة ومسؤولية من كتابة عمل خاص للسينما أو التلفزيون من الصفر».
وأضافت الصبّاح أن تراجع السينما قبل جائحة «كورونا»، ثم تراجعها بشكل أكبر بعدها، جعل من الدراما الوسيلة الأقرب للتفاعل مع المجتمع، فباتت المسؤولية أكبر في مخاطبة واقع الناس. 

الدراما والمجتمع 
من جهتها، أكدت الكاتبة والسيناريست نادين جابر أن الكتابة للمرأة تمنحها مساحة إبداع أوسع لأنها قادرة على فهم مشاعرها وأحاسيسها بعمق، موضحة أنها تسعى من خلال أعمالها إلى إعطاء صوت لكل من لا صوت له، وأن الجرأة في الطرح لا تعني تجاوز الحدود، بل هي التزام بالصدق.
وأضافت جابر أن الكاتب يعيش الحالات النفسية لشخصياته بكل تفاصيلها، وهو ما يجعله يختبر عوالم مختلفة قد تكون متناقضة، فربما لا يكون شريراً في حياته، لكنه يعيش تجربة الشرير حين يكتب عنه. وهذه الحالة، كما تقول، هي عبء نفسي، لكنها في الوقت نفسه جمال المهنة؛ لأنها تتيح للكاتب أن يعيش عبر الكتابة كل الحيوات التي يتخيلها.

أخبار ذات صلة انطلاق مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات 2025 أطفال «الشارقة للكتاب» يعيشون تجارب واقعية في «مغامرة المدينة الصغيرة»

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الدراما معرض الشارقة الدولي للكتاب الثقافة الشارقة

إقرأ أيضاً:

«في البحث عن الإنسان»... جلسة بـ «الشارقة للكتاب»

الشارقة (الاتحاد)
«في الإنتاج الفني، لا يمكن أن ندهش الآخرين من الثقافات الأخرى إذا قدّمنا لهم ما يشبههم، بل عندما نصنع عملاً يعبر عنّا نحن ويكشف ما يميز تجاربنا». هذا ما أكده الكاتب والسيناريست الإماراتي محمد حسن أحمد، خلال جلسة بعنوان «في البحث عن الإنسان» ضمن مبادرة «ما وراء الكواليس»، التي تنظّمها مكتبات الشارقة العامة خلال مشاركتها في الدورة الـ 44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب.
وحول ما يميز كتابة السيناريو عن رواية القصص، قال محمد حسن: «نحن في كل يوم نروي قصصاً وحكايات، فحتى عندما أصف ألمي للطبيب، فإنني في الحقيقة أروي قصة، فالحياة كلها قصة واحدة كبيرة، تتفرع منها مليارات القصص، ولكن عندما نقرّر تحويلها إلى سيناريو فالأمر يتجاوز الحكي إلى صناعة فنية متكاملة، لأن الكاتب يكون حينئذ أمام فريق عمل فني، وعليه أن يوازن بين الإبداع والمهنة»، مؤكداً أن «كاتب السيناريو لا يكتب نصه ليُقرأ من الجمهور، بل ليُفهم من قِبل فريق العمل، وينتهي دوره عند لحظة انتقال النص إلى مرحلة التنفيذ، ليصبح السيناريو بعدها مجرد وثيقة محفوظة في الأرشيف».
وفي حديثه عن اختلاف نظرة كاتب السيناريو للأشياء، أوضح قائلاً: «لو رأينا سيارة قديمة مهجورة وعليها الغبار في الشارع، فهي بالنسبة للشرطة مجرد مخالفة مرورية، أما بالنسبة لي ككاتب سيناريو فقد أرى وراءها لحظات يمكن أن تنفتح على احتمالات ومشاهد وأفكار عديدة».
وأوضح محمد حسن أن كتابة السيناريو يجب أن تنطلق من الشخصية إلى ما يحيط بها من تفاصيل وأشياء، فلا ينبغي للكاتب أن يكون أسيراً للشخصية وحدها، بل عليه أن يلتفت إلى محيطها وكل ما يدور حولها، مع التأكيد على أهمية البساطة في الكتابة، لأنها العنصر الذي يمنح العمل عمقه الحقيقي ويجعله أقرب إلى المتلقي.
وأوضح السيناريست الإماراتي أن الفن في جوهره ترفيهي أولاً وأخيراً، مشيراً إلى أنه ليس طبيباً نفسياً حتى تكون مهمته معالجة الجمهور أو إصلاحهم، فدور الفنان هو تقديم العمل الفني برؤية جمالية وفكرية صادقة، بينما المتلقي هو من يتلقى الرسائل ويكوّن انطباعه الخاص.
وأضاف أن صانع الفيلم قد تكون له أهداف محددة، إلا أن ما يصل إلى المشاهد قد يختلف عما قصده المبدع، لأن نظرة صانع الفيلم تظل فنية بحتة، تركّز على التعبير والإبداع أكثر من التوجيه أو التعليم.

أخبار ذات صلة ورشة «كتابة سيناريو المسلسل التلفزيوني» في «الشارقة للكتاب» وزارة الثقافة.. برنامج ثري في «الشارقة للكتاب»

مقالات مشابهة

  • «بيت الحكمة» يوثق رحلة التفاعل بين الحضارتين العربية واليونانية
  • «من التمثيل إلى التأليف».. جلسة حوارية في «الشارقة للكتاب»
  • جناح "بيت الحكمة" في "الشارقة الدولي للكتاب" 2025 يوثق رحلة التفاعل بين الحضارتين العربية واليونانية
  • «السيارة الشمسية» في «الشارقة للكتاب»
  • جلسة أدبية تناقش الرواية كمساحة للتمرد والبحث عن المعنى في الشارقة للكتاب
  • «في البحث عن الإنسان»... جلسة بـ «الشارقة للكتاب»
  • مسرح "الشارقة الدولي للكتاب" يُشعل أحلام الصغار في "الخشيشة"
  • روائيون: المكان يشكّل الهوية ويعكس تحولات المجتمع في الرواية الإماراتية
  • «بريد عُمان» يشارك في «معرض الشارقة للكتاب»