«من التمثيل إلى التأليف».. جلسة حوارية في «الشارقة للكتاب»
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
الشارقة (الاتحاد)
اصطحب ثلاثة من نجوم الفن العربي، خالد الصاوي وأحمد الجسمي وظافر عابدين جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 في رحلة فنية وثقافية، خلال جلسة حملت عنوان «من التمثيل إلى التأليف»، قدّموا خلالها حواراً ثرياً امتزجت فيه التجربة بالمعرفة، وتحدثوا عن مسار الفنان حين ينتقل من الأداء أمام الكاميرا إلى صناعة الحكاية نفسها، وكيف يتحول التمثيل إلى بوابة نحو التأليف، حيث تُعاد صياغة الحياة بمنظور مختلف.
حيوات متعددة في مستهل الجلسة شارك الممثل المصري الشهير خالد الصاوي رؤيته للكتابة بوصفها امتداداً طبيعياً لتجربته الفنية والإنسانية، قائلاً: «كتبت الشعر بالفصحى والعامية، وكتبت للمسرح والرواية، وألّفت الأغاني… أنا صاحب تجارب متعددة والكتابة امتداد لي، هي وسيلتي الكبرى للحرية والاكتشاف، أنا لا أكتفي بخالد واحد، أريد أن أعيش في شخصيات متعددة، أختبر أفكاراً ومشاعر مختلفة، فالكتابة تمنحني هذا الاتساع».
ويرى الصاوي أن الكاتب الحقيقي هو من يكتب عن نفسه بصدق، لكنه في الوقت ذاته يُبقي القارئ حاضراً في ذهنه. وفي سياقٍ آخر، شدّد الصاوي على أن الفنان والكاتب يحملان مسؤولية تحريك الوعي الجمعي، ورغم دفاعه عن حرية الإبداع، يرى الصاوي أن غياب الرقابة بالكامل قد يؤدي إلى فوضى. من جانبه، استعاد الفنان الإماراتي أحمد الجسمي رحلته الطويلة في عالم الفن بوعيٍ عميق يوازن بين التمثيل والكتابة والإنتاج، وأن تحوّله من ممثلٍ إلى كاتب ليس مجرد انتقالٍ في الأدوار، بل هو امتدادٌ طبيعي لحاجة الفنان إلى التعبير الكامل عن رؤيته، قائلاً: «الكاتب يكتب، والممثل يحاول أن يفسّر الحكاية بصدقٍ للمشاهدين. أحياناً يشعر الممثل بنقص في الشخصيات التي يؤديها، وهذا يدفعه لتعويض هذا النقص بالكتابة».
ويؤمن الجسمي أن الكتابة ليست بديلاً عن التمثيل، بل حوار داخلي بين المبدعين في داخل الفنان الواحد، ومن موقعه كمنتجٍ شارك الجسمي مع الجمهور طريقته في الموازنة بين احترامه للكاتب وبين حرصه على أن يكون العمل قريباً من رؤيته الفنية الخاصة.
ويرى الجسمي أن الفن ليس ترفاً أو انعزالاً عن الواقع، مؤكداً أن السوق الفني اليوم يفرض تحديات كثيرة، لكنه لا يرى في ذلك خطراً على الأصالة، قائلاً: «أنا أومنُ أن الفن الحقيقي الأصيل يدرّ أرباحاً كبيرة، والجيل الجديد فاهم وواعٍ وينتقد أكثر من الناقد الفني».
وشارك النجم التونسي ظافر العابدين فصولاً من رحلته الإبداعية بين التمثيل والكتابة والإخراج، كاشفاً عن فلسفة خاصة ترى في الحكاية أكثر من مجرد سردٍ للأحداث، بل وسيلة لاكتشاف الذات والآخر، قائلاً: «دائماً عندي شغف أن أحكي، أن أقول الحكاية بوجهة نظري أنا، فالحكاية يمكن أن تُروى بطرق مختلفة بحسب من يرويها»، مشيراً إلى أن هذا الشغف هو ما قاده نحو الكتابة، التي يعتبرها منطقة أعمق في التعبير عن ذاته، إذ يتحول فيها تركيزه من أداء الشخصية إلى بناء العالم الكامل من حولها، بكل تفاصيله وتشعباته. وأكد ظافر على أن الكتابة لم تغيّر فقط أدواته الفنية، بل غيّرت نظرته للحياة ذاتها. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: معرض الشارقة الدولي للكتاب الشارقة التمثيل الفن العربي
إقرأ أيضاً:
«السيارة الشمسية» في «الشارقة للكتاب»
الشارقة (الاتحاد)
في أجواء يغمرها الفضول وحبّ الاكتشاف، خاض أطفال زوّار معرض «الشارقة الدولي للكتاب» تجربة علمية مليئة بالمعرفة خلال ورشة «السيارة الشمسية»، حيث أتاحت لهم فرصة التعرّف على الطاقة الخضراء ومبادئ الهندسة بطريقة عملية ومبتكرة، من خلال بناء مجسّمات سيارات تعمل بالطاقة الشمسية باستخدام قطع «ليجو». وخلال الورشة، قاد المشرف عكرمة الجلجاوي الأطفال في رحلة تعليمية شيّقة، شرح خلالها كيف تتحول أشعة الشمس أو الضوء إلى طاقة كهربائية ثم إلى طاقة ميكانيكية تحرّك السيارة الصغيرة، عبر تركيب لوحة شمسية على المحرك وتركيز الضوء عليها. وأوضح الجلجاوي أن الورشة تساعد الأطفال على فهم أساسيات الطاقة المستدامة والتعرّف على استخداماتها المتعددة من خلال التطبيق العملي، مشيراً إلى أن التجربة تثير لديهم الفضول وتدفعهم إلى طرح الأسئلة حول مصادر الطاقة وكيفية الاستفادة منها في المستقبل.
وشهدت الورشة تفاعلاً كبيراً من طلبة المدارس الذين تراوحت أعمارهم بين 8 و12 عاماً، حيث انشغلوا بتجريب سيناريوهات مختلفة لمجسّمات سياراتهم الشمسية، في أجواء من التعاون والتعلّم.