"مورغان ستانلي": الذكاء الاصطناعي سيُشعل طفرة توظيف في قطاع البرمجة
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
يرى المحللون في بنك الاستثمار الأمريكي مورغان ستانلي أن انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي قد يساهم مع مرور الوقت في خلق المزيد من فرص العمل لمطوري البرمجيات وليس إلغاءها كما كانت المخاوف من قبل.
وكتب محللو مورغان ستانلي في تقرير جديد: "إنّ انتشار أدوات البرمجة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لا يلغي الوظائف، بل يتيح فرصا جديدة للمطورين وشركات البرمجيات على حد سواء"، مشيرا إلى أن استطلاعا حديثا لكبار مسؤولي الاستثمار يشير إلى أن الشركات مستعدة لزيادة إنفاقها على تطوير البرمجيات بشكل كبير.
وأوضح التقرير أن استطلاع البنك الذي شمل 70 من مسؤولي تكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة و30 من نظرائهم الأوروبيين أظهر أن الإنفاق المخطط له على تطوير البرمجيات أكبر من الإنفاق على مجالات مثل خدمات تكنولوجيا المعلومات والأجهزة، وفق وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
وعلى عكس مخاوف السوق الحالية من أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل مطوري البرمجيات، نعتقد أنه سيعزز الإنتاجية ويؤدي إلى زيادة التوظيف، كما صرّح سانغيت سينغ من "مورغان ستانلي"، الذي يتوقع تزايد الطلب على المطورين المهرة مع تطوير الشركات لتطبيقات أكثر تعقيدا.
من ناحيته يتوقع مكتب إحصاءات العمل الأمريكي زيادة سنوية بنسبة 1.6% في توظيف مطوري البرمجيات حتى عام 2033، بينما تشير تقديرات أخرى إلى زيادة تقارب 10% سنويا في هذه الوظائف.
ووفقًا لسينغ، "من المتوقع أن تتوسع القوى العاملة في مجال تطوير البرمجيات بشكل كبير"، في حين قال كيث فايس، زميل سينغ في البنك وإعداد التقرير: "تبرز النتائج مرونة الاستثمار في البرمجيات، حتى في ظل الظروف غير المستقرة".
استمرار الجدل القوي حول مدى تأثير انتشار الذكاء الاصطناعي
يأتي هذا في ظل استمرار الجدل القوي حول مدى تأثير انتشار الذكاء الاصطناعي على العمل والتوظيف في قطاعات متعددة، بما في ذلك ما إذا كان سيلغى تدريجيا بعض الوظائف، وما إذا كان سيزيد الإنتاجية أم يُقللها، بحسب الاسواق العربية.
في تقرير صدر في منتصف عام 2025، وجد فريق من مؤسسة إم.إي.تي.آر أن الذكاء الاصطناعي يُبطئ عمل مطوري البرمجيات، في حين نشرت جامعة ستانفورد بحثا في فبراير/شباط يظهر أن الذكاء الاصطناعي يعوق بشكل كبير عمل الموظفين ذوي الخبرة والمعرفة، بينما يُساعد زملاء أقل كفاءة في زيادة إنتاجيتهم. وقال الباحثون إن آثار الذكاء الاصطناعي على الإنتاجية "تتفاوت بشكل كبير".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مورغان مورغان ستانلي الذكاء الاصطناعي بنك الاستثمار بنك الاستثمار فرص العمل العمل البرمجيات الذکاء الاصطناعی مورغان ستانلی بشکل کبیر
إقرأ أيضاً:
الجامعة التنموية في عصر الذكاء الاصطناعي: عقل الأمة ومحرك مستقبلها
#الجامعة_التنموية في #عصر_الذكاء_الاصطناعي: عقل الأمة ومحرك مستقبلها
الأستاذ #الدكتور_أمجد_الفاهوم
نحن نعيش في زمن السرعة والتكنولوجيا، ففي الوقت الذي تتسابق فيه الأفكار كما الضوء، وتتبدّل فيه مفاهيم التعليم والعمل تحت ضغط ثورة الذكاء الاصطناعي، لم تعد الجامعة مجرد منبرٍ للعلم، بل أصبحت عقلَ الأمة وضميرَها الحي. ولا يبدو العالم كما كان، فهذا العالم المتحوّل الذي تُقاس فيه قوة الدول بعقول أبنائها لا بعدد مصانعها، تغدو الجامعة التنموية الحقيقية هي البوصلة التي توجه الوطن نحو مستقبلٍ يصنعه العلم لا يُملى عليه.
وقد عبّر جلالة الملك عبد الله الثاني عن جوهر هذا التحوّل حين قال: “لا يمكن للأمم أن تتقدم إلا إذا استثمرت في عقول شبابها، فهم الثروة الحقيقية والضمانة للمستقبل.” فالمستقبل اليوم لا يُبنى بالحجارة بل بالمعرفة، ولا يُقاس بارتفاع الأبراج بل بعمق الفكر. والجامعة التنموية هي التي تدرك أن التنمية ليست في الجدران، بل في الإنسان، وأن الذكاء الاصطناعي ليس خصمًا للعقل البشري بل شريكًا في توسيع آفاقه.
وهاهي الثورة الصناعية الرابعة قد شارفت على الأفول لتبدأ الثورة التقنية الخامسة، حيث تتبدل أدوار الجامعات من مراكز تلقينٍ إلى منصات إبداعٍ، ومن مؤسسات شهاداتٍ إلى مصانع أفكارٍ. من هنا تتجلى رؤية سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني الذي قال: “التكنولوجيا إن لم تكن وسيلة لخدمة الإنسان، فهي عبء عليه.” إنها دعوة عميقة لأنسنة المعرفة، بحيث تبقى الجامعة خادمةً للإنسان لا عبداً للتقنية، وأن يكون التقدم الرقمي جسرًا إلى الوعي لا جدارًا يعزله.
مقالات ذات صلة الانزياح المفهومي..وعيال جوردن) 2025/11/08ولا بد من الإشارة بأن التحديات أمام هذا النموذج الجامعي كثيرة، تبدأ بفجوة رقمية تتسع بين الأجيال، وتمر بجمود بعض المناهج أمام زحف الحداثة، ولا تنتهي عند ضعف الصلة بين التعليم وسوق العمل. ومع ذلك، فإن الرؤية الهاشمية لطالما أكدت أن النهضة لا تتحقق إلا حين تتناغم مخرجات التعليم مع احتياجات التنمية. وكما قال جلالة الملك: “لا نريد جامعات تُخرّج عاطلين عن العمل، بل نريد جامعات تصنع فرصًا وتنتج حلولًا.” إنها رسالة بليغة تختصر فلسفة الجامعة التنموية التي يجب أن تكون بيتًا للحلول لا مصنعا للشهادات.
أما الأمير الحسن بن طلال، فكان دائم التأكيد على أن الجامعة يجب أن تكون “ضمير الأمة وعقلها المتقد”. فليست الجامعة بناياتٍ ومختبراتٍ فحسب، بل فضاءٌ روحيٌّ وفكريٌّ يجمع بين البحث والتأمل، بين الإبداع والمسؤولية، وبين العلم والقيم. إنها منصة تُعيد تعريف التنمية لا كمفهومٍ اقتصادي ضيق، بل كحالةٍ إنسانيةٍ متكاملة تنهض بالإنسان والبيئة والاقتصاد في منظومةٍ واحدةٍ متناسقة.
ولكي تكون الجامعة التنموية نموذجية في أدائها، لا بد أن تقوم على أسسٍ ثلاث: أولها شراكةٌ حقيقية مع المجتمع والقطاعين العام والخاص لإنتاج المعرفة وتطبيقها؛ وثانيها دعم البحث العلمي التطبيقي الذي يخدم احتياجات الوطن قبل سباق التصنيفات العالمية؛ وثالثها تمكين الشباب وتحرير طاقاتهم عبر بيئةٍ جامعيةٍ مرنةٍ ومفتوحةٍ، تُحفّز الإبداع وتربط الفكر بالإنتاج.
ولعلّ كلمات سمو ولي العهد الأمير الحسين تختصر جوهر هذا التحول حين قال: “جيلنا ليس أمامه خيار سوى أن يكون صانعًا للتغيير، لا متفرجًا عليه.” تلك هي روح الجامعة التنموية التي تبث في طلبتها ثقافة المبادرة، وتزرع فيهم شغف الإسهام في بناء الوطن، مؤمنةً بأن المستقبل لا يُنتظر بل يُصنع بالإرادة والعلم والعمل.
وهكذا، في عالمٍ تتغير فيه الخوارزميات أسرع من المناهج، وتتحول فيه الأفكار إلى ثروات، تظل الجامعة التنموية حصنَ العقل ورافعةَ الأمة. إنها جسرٌ بين الحلم والواقع، بين الفكر والفعل، بين الإنسان وما يمكن أن يكون عليه إن أُتيح له أن يفكر بحرية ويبدع بمسؤولية. ففي قاعاتها تُكتب فصول المستقبل، وعلى مقاعدها يجلس صُنّاع الغد الذين سيُعيدون للوطن مجده، وللعلم رسالته، وللإنسان مكانته في عالمٍ يقوده الذكاء… لكن يضيئه الضمير.