هل تهدد قضية مقاتلي رفح مستقبل خطة ترامب بغزة؟
تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT
تشكل قضية مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العالقين في مدينة رفح (جنوبي قطاع غزة) نقطة فارقة في مشهد الانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وفق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتسعى الإدارة الأميركية ووسطاء اتفاق غزة -حسب محللين- إلى إيجاد صيغة معينة تسمح بخروج هؤلاء المقاتلين بسلام، لضمان استقرار الهدنة ومنع تجدد التصعيد العسكري والمضي قدما في خطة ترامب.
فمن وجهة نظر كبير الباحثين بالمجلس الأميركي للسياسة الخارجية جيمس روبنز، فإن القضية تُعد "هامشية" من منظور واشنطن، لافتا إلى أن البيت الأبيض يقترح تأمين انسحاب المقاتلين مع تسليم السلاح، كجزء من جهود نزع سلاح حماس.
وأعرب روبنز -خلال حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- عن قناعته بأن هذه المسألة لن تعرقل التقدم نحو المرحلة الثانية، لكن مع ضرورة إيجاد حل لها.
وكان المبعوث الأميركي جاريد كوشنر قد أجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصدرتها قضية مقاتلي حماس في رفح، في وقت قال فيه الأخير إن حل هذه القضية "سيكون وفقا لما يخدم إسرائيل".
قضية معقدة
من جهته، قال الخبير بالشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى إن المسألة أصبحت قضية داخلية إسرائيلية معقدة، إذ يواجه نتنياهو ضغوطا متزايد من اليمين تطالب بالقضاء على المقاتلين الفلسطينيين، في مقابل ضغوط أميركية للحفاظ على وقف إطلاق النار.
لكن هذه الضغوط الأميركية -برأي مصطفى- ستدفع إسرائيل في نهاية المطاف لقبول صيغة خروج المقاتلين بسلام وتسليم أسلحتهم، إذ إن أي خيار عسكري سيؤدي إلى انهيار الهدنة وصدام مع واشنطن.
أما أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات فيرى أن موقف حماس الذي يرتكز على أن "مبدأ الاستسلام غير وارد" لا يغلق باب الحلول الوسطية.
إعلانويستند فريحات في كلامه إلى وجود مؤشرات على تعاون مبدئي مع الإدارة الأميركية، تشمل "تسليم السلاح الثقيل وخروج المقاتلين العالقين إلى مناطق تسيطر عليها حماس أو صيغ وسيطة"، مع ربط هذه الخطوات بأفق سياسي وإعادة إعمار ملموسة للقطاع.
وأمس الأحد، طالبت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- الوسطاء بإيجاد حل لضمان استمرار وقف إطلاق النار في القطاع "وعدم تذرع العدو بحجج واهية لخرقه، واستغلال ذلك لاستهداف الأبرياء والمدنيين في غزة".
وأكد بيان القسام أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل "المسؤولية الكاملة عن الالتحام مع مجاهدينا في رفح"، مضيفا "ليعلم العدو أنه لا يوجد في قاموس كتائب القسام مبدأ الاستسلام وتسليم النفس للعدو".
المرحلة الثانية
وبالتوازي مع قضية مقاتلي رفح، تواجه المرحلة الثانية من الخطة الأميركية تحديات كبيرة تشمل تشكيل قوة استقرار دولية، وضمان نزع السلاح، وتثبيت آليات إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية.
وفي هذا الإطار، أشار روبنز إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى بناء المرحلة الثانية من خطة ترامب ضمن إطار قانوني ودبلوماسي يراعي مصالح جميع الأطراف.
لكن إسرائيل تبدو متخوفة وغير مقتنعة بشأن حماية مصالحها في هذه المرحلة، لذلك تسعى للحصول على هامش للعمل العسكري بغزة وضمانات أمنية محددة، كما يقول مصطفى.
أما فريحات فيرى أن الفلسطينيين يحرصون على الانتقال للمرحلة الثانية لتعزيز إعادة الإعمار وتحقيق مكتسبات ميدانية وسياسية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات المرحلة الثانیة
إقرأ أيضاً:
تقرير يستعرض المرحلة الثانية من اتفاق غزة بين العراقيل الإسرائيلية والضغوط الدولية
استعرضت قناة "القاهرة الإخبارية"، في تقريرٍ شامل المشهد المعقد الذي تشهده غزة مع تصاعد الجدل حول مصير عدد من القضايا الشائكة التي تحاول إسرائيل استخدامها كورقة ضغط لاستمرار وجودها في القطاع المنكوب.
معضلة هندسية وأمنيةوعلى رأس هذه القضايا تبرز أزمة شبكة الأنفاق الممتدة منذ عقود، والتي تحولت إلى معضلة هندسية وأمنية معقدة تُهدد مشاريع الإعمار وتُفاقم التوترات الميدانية والسياسية في آنٍ واحد.
وأوضح التقرير أن تل أبيب تصر على أن تدمير الأنفاق يمثل شرطًا أساسيًا للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، معتبرة أن وجودها يشكل خطرًا مباشرًا على أمن إسرائيل.
وقائع ميدانية جديدةفي المقابل، ترى حركة حماس أن التركيز الإسرائيلي على ملف الأنفاق يهدف إلى إضعاف قدراتها الدفاعية وفرض وقائع ميدانية جديدة على الأرض قبل أي تفاهم سياسي شامل، معتبرة أن تلك الأنفاق تُعد وسيلة دفاعية مشروعة في ظل استمرار الحصار وغياب الضمانات الأمنية.
وأشار التقرير إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أكد تمسك حكومته بموقفها الرافض لأي بقاء للأنفاق "تحت أي ظرف"، لافتًا إلى أن تل أبيب تنسق مع واشنطن لوضع آليات مراقبة ميدانية تضمن منع إعادة بناء البنية التحتية العسكرية لحركة حماس.
في المقابل، تُكثف واشنطن ضغوطها على الحكومة الإسرائيلية لضبط العمليات العسكرية وتجنّب أي خطوات أحادية من شأنها إعاقة تنفيذ خطة الاتفاق.
الوسطاء الدوليون والإقليميونوختم التقرير بالتأكيد على أن الأزمة أصبحت رهينة توازن دقيق بين الأمن والسياسة، إذ يسابق الوسطاء الدوليون والإقليميون الزمن لتجنب تفجير الوضع من جديد.
وبين اشتراطات إسرائيل وهواجس حماس، يبقى ملف الأنفاق أحد أكثر الملفات حساسية في طريق تطبيق خطة واشنطن، وربما الشرارة التي تُعيد إشعال جولة جديدة من الصراع في قطاع غزة.