بوابة الوفد:
2025-11-10@21:42:21 GMT

رقائق الدماغ... هل تُغيِّر شكل مستقبل الطب؟

تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT

ما كان يبدو حلماً خيالياً في أفلام الخيال العلمي أصبح اليوم واقعاً وحقيقياً؛ حيث نجح أطباء عدة في زرع رقائق كومبيوتر صغيرة داخل جسم الإنسان، لإعادة وظائف أساسية، مثل الرؤية والحركة والكلام.

 

وحسب مجلة «التايم» الأميركية، فإن هذه التقنية التي تُعرف باسم واجهة الدماغ والحاسوب (BCI)، قد تغير شكل الطب كما نعرفه، وتمد الإنسان بقدرات تبدو وكأنها خارقة للطبيعة.

 

إعادة الرؤية

في فرنسا، استعادت السيدة أليس شارتون، البالغة من العمر 87 عاماً، جزءاً من بصرها بعد سنوات من ضعف الرؤية الناتج عن التنكس البقعي المرتبط بالسن (AMD)، وهو مرض يصيب نحو مائتي مليون شخص حول العالم.

 

ويكمن السر وراء ذلك في رقاقة صغيرة بحجم 2×2 مزودة بـ400 قطب كهربائي، زُرعت مباشرة في المكان الذي دمَّره التنكس البقعي المرتبط بالسن في شبكية العين.

 

وبعد زرع الشريحة، يتم نقل الصور من خلال كاميرا مثبتة على نظارات خاصة، وترسل الإشارات عبر الأشعة تحت الحمراء إلى الرقاقة، ما يتيح لها إدراك الضوء والأشكال.

 

وكانت شارتون ضمن 38 مشاركاً تمت الاستعانة بهم في تجربة أطلقتها شركة «ساينس»، وهي شركة متخصصة في علوم الأعصاب، تأسست منذ 4 سنوات، ومقرها سان فرانسيسكو.

 

وخضع جميع المشاركين الذين جُنِّدوا من جميع أنحاء أوروبا، لعملية زرع الرقاقة.

 

وبعد الجراحة، تحسَّن أداء ما يقرب من 80 في المائة منهم على مخطط النظر، بمقدار 20 حرفاً.

 

وهذه التجربة ليست مجرد اختبار؛ بل نموذج ملموس لإمكانات هذه التقنية في علاج الأمراض المستعصية.

 

من العين إلى الدماغ: آفاق لا حدود لها

ولا يقتصر الابتكار على شبكية العين؛ بل تعمل الشركات الرائدة مثل «نيورالينك» و«سينكرون» على تطوير شرائح يمكن زرعها مباشرة في الدماغ، بهدف مساعدة المصابين بالشلل على التحكم في الحاسوب أو الهاتف الذكي بعقولهم.

 

فبمجرد أن يفكر الشخص في كلمة، يتم تحويلها إلى نص مكتوب أو صوت مسموع.

 

ويمكن أن تُحدث هذه الإمكانات ثورة في علاج الشلل والأمراض العصبية، مثل التصلب المتعدد أو السكتات الدماغية.

 

سوق واعد ومجال متسارع النمو

 

تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 680 شركة تعمل في مجال واجهة الدماغ والحاسوب (BCI)، مما يُشكل قطاعاً قُدرت قيمته بـ1.74 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن ينمو إلى 6.2 مليار دولار بحلول عام 2030.

 

ومع ازدياد الاستثمار بشكل ملحوظ، وتسارع الابتكارات التقنية، أصبح هذا المجال من أكثر المجالات الواعدة في الطب والتكنولوجيا الحديثة.

 

التحديات والمخاطر

ولكن الطريق ليس مفروشاً بالورود، فهناك بعض التحديات والمخاطر التي قد تواجه هذا المجال.

 

فزراعة الرقائق تحتاج حالياً إلى عمليات جراحية دقيقة، ما يرفع احتمالية المضاعفات، مثل العدوى أو تلف الأنسجة.

 

كما أن هناك مخاطر أخلاقية تتمثل في إمكانية إساءة استخدام هذه التقنية في المستقبل، مثل زرع الأجهزة في الأشخاص الأصحاء، أو التحكم في الأفكار، أو حتى استغلال البيانات العصبية.

 

بالإضافة إلى ذلك، فإن التكلفة العالية لهذا النوع من التقنيات قد تجعلها متاحة فقط للطبقات الثرية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأنسجة الطب التكنولوجيا التكنولوجيا الحديثة الورود المجال عمليات جراحية دقيقة العين الدماغ أوروبا زرع كاميرا مستقبل

إقرأ أيضاً:

معاريف: هل أصبح ترامب بطة عرجاء بعد خسائر حزبه في الانتخابات الأخيرة؟

في خطوة مفاجئة بعد مرور عام على إعادة انتخابه لولاية ثانية، تعرض حزب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهزيمة انتخابية وصفها المراقبون بأنها الأسوأ خلال ست سنوات على الأقل، وفق تقرير للصحفي إيلي ليون في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.

وكان من المقرر أن تأتي هذه الذكرى بشكل احتفالي، لكن خسارة الحزب أجبرت ترامب على مواجهة واقع سياسي جديد، حيث طالب أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، خلال إفطار عقده في البيت الأبيض، برفع قواعد الأغلبية المطلقة في مجلس الشيوخ لإنهاء الإغلاق الحكومي. وحذر ترامب أعضاء مجلس الشيوخ قائلا: "إذا لم ترفعوا قواعد الأغلبية المطلقة، فستكونون في موقف حرج".

لكن، بحسب ليون، أظهر أعضاء مجلس الشيوخ، لدى عودتهم إلى مبنى الكابيتول، عزما على تجاهل طلب ترامب، حتى أن السيناتور مايك راوندز من ساوث داكوتا ضحك بصوت عال عندما طرح عليه الموضوع.
واعتبرت صحيفة "بوليتيكو" أن هذا قد يكون بداية ما يعرف بـ"حقبة البطة العرجاء" لترامب، حيث يبدأ الجمهوريون بالاعتماد على أنفسهم بعد إدراكهم أن الرئيس سيغادر منصبه قريبا.

ورغم نجاح ترامب في تمرير مبادرات دولية جريئة، مثل دوره في وقف إطلاق النار في غزة، واستمراره في المحافظة على شعبيته بين الناخبين الجمهوريين، إلا أن الخسائر الفادحة في الانتخابات الأخيرة أكدت المخاطر التي تواجه المرشحين الجمهوريين في الاستحقاقات المقبلة، بحسب تقرير ليون.

وشدد التقرير على أن الرئيس سيواجه قيودا تشريعية إذا لم يتمكن من فرض إرادته على الأغلبية الجمهورية الضيقة في الكونغرس، خاصة في ظل عدم رغبته بالتوصل إلى تسويات مع الديمقراطيين. وانتقد عضو الكونغرس المتقاعد دون بيكون من نبراسكا نهج ترامب، ووصف انتصارات الديمقراطيين بأنها "مؤشر خطر على الحزب الجمهوري"، مؤكدا أن الرئيس "يفتقر إلى القدرة على تجاوز الانقسامات السياسية" ويحتاج إلى تعلم كيفية التفاوض مع الديمقراطيين العقلانيين.

كما أشار الصحفي ليون إلى أن بعض الجمهوريين في مجلس النواب أعربوا سرا عن إحباطهم من سياسات ترامب تجاه الإغلاق الحكومي، الذي أصبح الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، مؤكدين استعدادهم لقطع العلاقات معه إذا لم يسمح بالتفاوض على تمديد دعم التأمين الصحي بموجب قانون "أوباما كير". واتهم عضو جمهوري بارز ترامب ومستشاره للميزانية روس وات باتخاذ قرار أحادي تسبب في الفوضى الحالية، قائلا: "هذا القرار هو سبب هذه الفوضى".


من جهة أخرى، رأى الديمقراطيون، ومن بينهم السيناتور كريس مورفي من ولاية كونيتيكت، أن نتائج الانتخابات تعكس خيبة أمل الجمهوريين، محذرين من احتمال فقدان الحزب لمجلسي النواب والشيوخ في الاستحقاقات المقبلة.

وفي محاولة لتثبيت معنويات أنصاره، نشر ترامب بيانا على منصة "تروث سوشيال" مساء الثلاثاء الماضي، قال فيه: "حركتنا لم تنته بعد، بل في الواقع، لقد بدأت للتو!". لكن التقرير أشار إلى انقسام واضح بين قادة الحزب حول أسباب الخسائر، حيث قلل رئيس مجلس النواب مايك جونسون وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون من شأن انتصارات الديمقراطيين، بينما أكد ترامب أن الإغلاق الحكومي لعب دورا رئيسيا في الهزائم.

ويشير ليون إلى أن الجمهوريين في الكونغرس أصبحوا واعين للفارق الكبير في الأداء الانتخابي للحزب في ظل ترشح ترامب، مؤكدين أن أي انتخابات دون مشاركته قد تؤدي إلى تراجع عدد الأصوات بشكل كبير، كما أشار السيناتور جون كورنين من تكساس.

ورغم الانتقادات، رفض جيمس بلير، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض والمدير السياسي السابق لحملة ترامب، وصف أعضاء الكونغرس للرئيس بـ"البطة العرجاء"، مؤكدا في مقابلة مع "بوليتيكو": "لا أعتقد أن الجمهوريين سيفعلون ذلك إطلاقا. للرئيس طريقته في التواصل، لكن لأعضاء مجلس الشيوخ طريقتهم، وفي النهاية، إنها عائلة".

مقالات مشابهة

  • "عجوز وضعيف".. ثورة من جماهير ليفربول على محمد صلاح
  • جدل في ألمانيا بسبب تعاون جامعة ميونخ التقنية مع شركات إسرائيلية
  • أصبح ألبوم لوكس لروزاليا الأكثر استماعا في يوم على سبوتيفاي لفنانة إسبانية
  • الصين ترفع قيود التصدير عن رقائق نيكسبيريا للاستخدام المدني
  • الصين تسمح بتصدير رقائق نيكسبيريا المخصصة للاستخدام المدني
  • الصين تقترب من كسر الاحتكار الأميركي في الرقائق المتقدمة
  • «تغير النموذج الفكري Paradigm Shift» من التفكير التقليدي إلى آفاق جديدة
  • الاتحاد الأوروبي: الصين تؤكد استئناف تصدير رقائق نكسبيريا
  • معاريف: هل أصبح ترامب بطة عرجاء بعد خسائر حزبه في الانتخابات الأخيرة؟