موجات ارتدادية مستمرة لحوار كارلسون وفوينتس المناهض لإسرائيل
تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT
أشعل دفاع كيفين روبرتس رئيس مؤسسة هيريتيج، أحد أهم مراكز الأبحاث المحافظة في الولايات المتحدة، عن الإعلامي تاكر كارلسون بعد مقابلة أجراها مع شخصية يمينية لديها مواقف ضد إسرائيل، أزمة عاصفة ما تزال تداعياتها مستمرة، وقد شملت استقالات جماعية وإعلان منظمات يهودية قطع علاقاتها مع المؤسسة.
وأوضحت صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية أن الأزمة غير المسبوقة اندلعت داخل مؤسسة هيريتيج بعد أن نشر رئيسها كيفين روبرتس مقطع فيديو يدافع فيه عن الإعلامي اليميني الشهير تاكر كارلسون، في أعقاب مقابلة أجراها الأخير الأسبوع الماضي مع الناشط اليميني نيك فوينتس، المعروف بمواقف مناهضة لإسرائيل.
وقالت في تقرير إخباري لمراسلها في الولايات المتحدة أور شاكيد، إن دفاع روبرتس عن المذيع السابق في قناة فوكس نيوز أشعل غضبا عارما داخل الأوساط المحافظة واليهودية، وأدى إلى موجة استقالات كما دفع منظمات شريكة للمؤسسة بمشاريع رئيسية إلى قطع علاقاتها بها.
وأضافت أن التحول التدريجي في أفكار كارلسون بدأ منذ مغادرته قناة فوكس نيوز قبل عامين، حيث تبنى "خطابا انعزاليا" وانتقادات متزايدة لإسرائيل، وتصريحات مثيرة للجدل، على حد تعبير الصحيفة.
ومن بين تلك التصريحات الدعوة لسحب الجنسية من الأميركيين الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي، واعتبار هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 "عملية داخلية".
وفي المقابلة مع كارلسون، اعترف فوينتس بفخر أنه معجب بالزعيم السوفياتي السابق جوزيف ستالين، وشرح الأسباب التي تدعوه لاعتبار محاربة "اليهودية العالمية المنظمة" أمرا ضروريا، ساخرا في الوقت نفسه من المسيحيين المؤيدين لإسرائيل، وفقا ليسرائيل هيوم.
وذكر شاكيد في تقريره أن شخصيات سياسية محافظة بارزة، من بينها السيناتور تيد كروز والمعلق السياسي بن شابيرو المؤيد البارز لإسرائيل، أدانت المقابلة بشدة.
الأزمة تميط اللثام عن انقسام أوسع داخل اليمين الأميركي بين المحافظين التقليديين الداعمين لإسرائيل، وجناح يرى في إسرائيل عبئا وفي دعمها "خيانة" لشعار "أميركا أولا".
تداعياتلكن المفاجأة كانت أن رئيس مؤسسة هيريتيج دافع عن كارلسون، وهاجم ما سماه "التحالف السام" لمنتقديه، مستخدما لغة وُصفت بأنها ذات دلالات معادية للسامية، مثل "طبقة العولميين"، وفقا للصحيفة الإسرائيلية.
إعلانوتابعت أن هذا الموقف تسبب في تمرد داخلي في المؤسسة، إذ استقال 5 من أعضاء فرقة العمل المعنية بمعاداة السامية، كما قُبلت استقالة رئيس طاقم روبرتس.
وأعلنت 8 منظمات يهودية، بينها "المنظمة الصهيونية الأميركية"، قطع علاقاتها مع مؤسسة هيريتيج، وهدد رئيس المنظمة مورت كلاين بوقف التعاون نهائيا ما لم يعتذر روبرتس ويقطع صلته بكارلسون.
وفي اجتماع عاصف داخل المؤسسة سجل وسرب للإعلام، واجه موظفون رئيسهم روبرتس بانتقادات حادة واتهموه بافتقاره الشجاعة وسوء الحكم، مشيرين إلى أن المؤسسة تنقلب على مبادئ المحافظين المؤسسين.
وبحسب الصحيفة، فإن الأزمة تميط اللثام عن انقسام أوسع داخل اليمين الأميركي بين المحافظين التقليديين الداعمين لإسرائيل، وجناح يرى في إسرائيل عبئا وفي دعمها "خيانة" لشعار "أميركا أولا".
وقالت إن "نظرية حدوة الحصان" -وهي فكرة سياسية تفترض أن التيارات المتطرفة في يمين ويسار الطيف السياسي ليست متعارضة تماما، بل تتشابه في جوانب معينة- تنطبق على أميركا اليوم، حيث يلتقي الفرقاء السياسيون حول "كراهية مشتركة ومعلنة" لإسرائيل، "بل وأكثر من ذلك في السر".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزرا: سياسة الانضباط المالي مستمرة لتسدد مصر التزاماتها المالية
شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في "القمة العالمية لصناعة التعهيد" التي تنظمها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التي ستشهد توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، و55 شركة عالمية ومحلية لافتتاح مقرات لها فى مصر، أو زيادة حجم استثماراتها من خلال توسيع نطاق أعمال مراكزها فى السوق المصرية.
ويحضر التوقيع الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، ومسئولي عددٍ من الشركات العالمية والمحلية.
رئيس الوزراءوألقى رئيس الوزراء كلمةً، خلال القمة، قال في بدايتها: يُسعدني أن أتحدث إليكم اليوم في هذه القمة التاريخية، هذا التجمُع الذي لا يعكس فقط التحول الذي يشهده قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخدمات العالمية في مصر، بل يعكس أيضًا قوة ومرونة الاقتصاد المصري وثقة العالم به.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر سعت، على مدار السنوات الأخيرة، إلى تحقيق رؤية متكاملة ترتكز على ثلاثة محاور أساسية؛ وهي: استقرار الاقتصاد الكلي، وجاهزية البنية التحتية، والأهم من ذلك، تنمية رأس المال البشري، مشيرًا إلى أن هذه الأولويات الاستراتيجية هي التي تُوجِّه كل إصلاح واستثمار تقوم به الحكومة.
وأضاف رئيس الوزراء أنه على الرغم من أن المشهد الاقتصادي العالمي، خلال السنوات القليلة الماضية، قد أثًّر على العديد من الدول، وأن مصر قد واجهت بعض التحديات، بوصفها جزءًا من الاقتصاد العالمي المترابط، فإنه مع ذلك، وفي كل مرحلة، ظلت الحكومة المصرية مُلتزمة بتعزيز الاستقرار والشفافية والثقة في جميع مجالات الاقتصاد.
وتابع: كانت أولويتنا القصوى هي بناء بيئة أعمال تنافسية وشفافة تُعزز القدرة على التنبؤ، بما يُمكّن القطاع الخاص من تحقيق نمو طويل الأمد.
واستطرد الدكتور مصطفى مدبولي، في هذا السياق، قائلاً إن الحكومة نفذت إصلاحات هيكلية شاملة، تهدف إلى تبسيط إجراءات الاستثمار؛ ومن ذلك رقمنة المنظومتين الضريبية والجمركية، وتسهيل إجراءات منح التراخيص وتخصيص الأراضي، كما أن سياستنا لتحقيق الانضباط المالي مستمرة بما يضمن أن تفي مصر بالتزاماتها المالية بالكامل، مع تحقيق التوازن بين استثماراتها المحلية ومتطلبات التنمية.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، في إطار حديثه عن تهيئة مناخ جاذب للاستثمار، إلى أن المجلس الأعلى للاستثمار، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، يضمن مرونة السياسات ووضوحها، وتحقيق تكامُل عميق ومُنسَّق بين مختلف القطاعات لدفع عجلة الإصلاحات الاقتصادية.
وأوضح أن هذه الإصلاحات تقترن كذلك بنظام ضريبي مستقر وقابل للتنبؤ، يدعم قدرة القطاع الخاص على التخطيط طويل الأمد، والنمو، واستقرار الأعمال.
وأضاف رئيس الوزراء: تَبرُز نتائج سياساتنا الاقتصادية بوضوح، فقد أشادت المؤسسات الدولية بالتقدم الذي أحرزته مصر، وفي الوقت نفسه تواصِل مؤسسات التصنيف الائتماني الدولية النظر إلى الاقتصاد المصري بثقة، وتُعزز تصنيفاته، بما يُمثل نقطة تحول في مسارنا الاقتصادي، مؤكدًا أن تحويلات الأرباح أو تدفقات النقد الأجنبي إلى الخارج لا تخضع لأية قيود، ما يضمن للمستثمرين الحرية والمرونة التي يتوقعونها ويستحقونها.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الثقة العالمية في سياساتنا الاقتصادية تُعزز ما نعرفه بالفعل؛ وهو أن مصر ليست مجرد سوق تشهد نموًا متسارعًا، بل وجهة موثوقة وجاذبة للاستثمار من أجل نمو مستدام.
وقال رئيس الوزراء، خلال كلمته بقمة صناعة التعهيد العالمية، إن الركيزة الثانية لرؤيتنا الوطنية هي تطوير البنية التحتية اللازمة للنمو، مؤكدًا أن هذه الركيزة تُشكّل حافزًا يربط الركيزة الأولى، النمو الاقتصادي، بالركيزة الثالثة والمحورية، التنمية البشرية.
وأضاف: اتساقًا مع جهودنا لتعزيز تنافسيتنا الاقتصادية، شهدنا عقدًا من الاستثمارات غير المسبوقة في البنية التحتية، والتي أحدثت نقلة نوعية في قطاع الأعمال في مصر.
وتابع الدكتور مصطفى مدبولي في إطار حديثه عن جهود الإصلاح الاقتصادي الذي نفذته الحكومة قائلًا: مع استمرارنا في الحفاظ على الانضباط المالي، وجّهنا الاستثمارات نحو القطاعات عالية الإنتاجية؛ كالتصنيع، والخدمات اللوجستية، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، مما ساهم في توسيع نطاق الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
وأوضح أنه، على مدى السنوات العشر الماضية، استثمرنا أكثر من نصف تريليون دولار في شبكة الطرق، والموانئ، والمطارات، وأنظمة الطاقة، والمناطق اللوجستية، والتواصُل الرقمي، وهي الأسس التي تُمكّن الشركات والأعمال التجارية العالمية من الازدهار، مضيفًا أن استثماراتنا في البنية التحتية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتزامنا بتحقيق التنمية الشاملة، التي تتجسد في المشروع القومي الضخم لتطوير الريف المصري "حياة كريمة".