جريدة الرؤية العمانية:
2025-11-13@19:47:42 GMT

متى يعقلون الدبلوماسية العُمانية

تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT

متى يعقلون الدبلوماسية العُمانية

د. إسماعيل بن صالح الأغبري

رغم أن الحلقة تضيق على البلاد العربية ورغم أن البوادر تشير إلى قدوم ملك طامح إلى بسط نفوذه على الشرق الأوسط بأسره والدلائل تتتابع على أن هذا الملك يريد أن تتوجه المنطقة طوعا أو كرها والجميع ينقاد إليه وكأنه يريد مُلك سليمان عليه السلام أو استعادة ملكوت داود عليه السلام.

إسرائيل ممثلة في رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو لا تخفي تلك الرغبة وذلك الطموح ويبدو أن السنوات القادمة حُبلى بما لا يسر على بلاد العالم الإسلامي والدول الغربية التي صنعت إسرائيل أو التي حاليا تحتضنها كوليد أو ابنة مدللة لها تعلن أنها لن تسمح بميلاد قوة تنافس قوة إسرائيل وعينها كعين الصقر على كل دولة من دول العالم الإسلامي ترنو إلى الاستقلال العلمي والتقني والاقتصادي لكبح مجرد الأمنيات فضلا عن عدم تمكين هذه الدول من السعي إلى تطبيق تلك الرؤى مخافة التفوق التكنلوجي والتقني والعلمي على إسرائيل.

ورغم ما تسمعه الزعامات العربية من خطابات استعلائية مهينة مفادها وجوب التخلي عن حلم قيام الدولة الفلسطينية أو حلم العيش دون التطبيع مع إسرائيل- على أن التطبيع من وجهة قراءتي لمجريات الأمور قادم لا محالة- ورغم ما تشاهده هذه البلدان من غزوات إسرائيلية على كل من تتوقعه يتسلح أو يعارض الدخول في بيت طاعتها وطاعة بعض القوى الغربية فتشن (غزواتها) أو غاراتها على الضفة الغربية وقطاع غزة المأمول قيام الدولة الفلسطينية عليها- ولا توجد بوادر قيامها حتى على ذلك الجزء الصغير من أصل فلسطين التاريخية- وعلى لبنان رغم توالي الاتفاقيات بوقف إطلاق النار وعلى إيران خلال عدوان إسرائيل عليها طوال اثني عشر يوما وقد تعيد الكرة عليها ما لم تعلن رسميا التخلي عن برنامجها السلمي للطاقة النووية وتتوقف عن دعم المقاومة في فلسطين ولبنان- وعلى قطر التي تقود مفاوضات الوساطة لوقف شلال الدم في غزة وعلى اليمن الذي انتصر لأهل فلسطين كما ينتصر الغرب كله لإسرائيل رغم جميع ذلك فإن عددا من العرب تستهويه صناعة العدو الوهمي وهو ما لا ترتضيه الدبلوماسية العُمانية والتي يُصاب عدد من السياسيين والمحللين العرب بـ"كرونا" أو "الإنفلونزا" أو "الهستيريا" لعدم ذوبان الدبلوماسية العُمانية في ما تشتهيه بلدانهم.

وعد بلفور قضت بنوده سلب الحق الشرعي من أهله الشرعيين ومنحه لمئات الأجناس القادمين من مئات الأقطار المتباينة أصولهم وألوانهم المختلفة ثقافاتهم إلا ثقافة "الأرض الموعودة" وثقافة "شعب الله المختار".

كما إن سايكس وبيكو قضيا قضاءً مبرمًا على تقسيم المنطقة وكأن الميراث آلَ إلى غير أهله والذي قَسَّم لم يكن مؤهلًا ولم يُنَصِّبه أهل الحق قائما على شؤونهم ومنذ تلك الساعة لم تهدأ المنطقة ولم تستقر.

إذن الموقف العُماني في منتدى الحوار المعقود بالمنامة المتضمن بأن إسرائيل سبب الاضطراب وليس إيران كان تصريح الحافظ لما مضى القاريء للواقع المُنَبِّه لما يراد بالمنطقة فكيف فات ما مضى وما يراد الآن على من يزعمون الثقافة ويلبسون لباس المحللين؟!

ثم كيف لم يستطيعوا قراءة الدبلوماسية العُمانية ومنهجها الراسخ في تجنب التقلبات والابتعاد عن المزاجيات؟! رغم هذه الأخطار فإن عددا من العرب يسعون لخلق (عدو) وهمي وهو إيران، ويتعمدون أو يتجاهلون إسرائيل الحالمة بحكم الأقطار العربية عن قرب أو عن بعد؟! إيران موجودة في المنطقة منذ آلاف السنين وعاش الجميع بأمن واستقرار إلا أن إسرائيل وهي صارت دولة بحكم القانون وليس بحكم الأصل هي التي تخلق المشكلات وتسعى إلى التوسع ولا ترى إمكانية لبقائها ما لم تبسط سيادتها وعقيدتها على المنطقة بأسرها؟! فما صرحت به الدبلوماسية العُمانية لا خلل فيه بل دق ناقوس الخطر بأن السفينة قريبة من الغرق ولم يزل حبل النجاة بيد هذه الدولة العربية لو مالت إلى المنهج الدبلوماسي والسياسي العُماني.

ومن الغريب تقبل عدد من البلاد العربية إسرائيل رغم حداثتها وقيامها على أنقاض فلسطين والدعوة إلى الحوار والتفاهم معها بينما ترفض هذه الدول الحوار والتفاهم مع إيران رغم أنها لم تعتد على دولة من الدول؟! ومن العجيب سعي عدد من الدول العربية إلى التطبيع مع إسرائيل على اعتبار أنها صارت حقيقة معترف بها دوليا بينما ترى تلك الدول أن إقامة علاقات طبيعية مع إيران ينافي التضامن العربي؟! وكأن التضامن العربي لا يكون إلا إن كان ضد إيران؟ وكأن التضامن العربي تجلى في غزة ولبنان؟! والأشد غرابة أن تتوجه السهام إلى سلطنة عُمان لعلاقاتها الطبيعية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟! وكأن اللازم على سلطنة عُمان التخلي عن استقلالها السياسي والدبلوماسي ومتابعة القبيلة ولو سارت إلى الهاوية؟!

في منتدى المنامة وبعده عَبَّرَ البعض عن مواقفه من إيران سلبا كما عبرت سلطنة عُمان عن مواقفها من أحداث المنطقة ومن إيران إيجابا والملاحظ أن العُمانيين كعادتهم لم تقم قيامتهم ضد من اتخذ موقفا مغايرا لموقفهم ولو بان عواره وأثبتت الأحداث تخبط تلك السياسات وفي المقابل وكالعادة فإن عددا من الذين يزعمون السياسة- ولعلهم لم يشموا رائحتها- وعدد من الذين يحسبهم المتابعون بأنهم محللون ومثقفون اندلعت ألسنتهم تنديدا بسياسة سلطنة عُمان وكأن المراد تماهي الدبلوماسية العُمانية مع غيرها حتى تفقد خصوصيتها وشخصيتها؟!

إن المنهج السياسي العُماني عدم البحث عن أعداء جدد ولا افتعال مشكلات بل السعي إلى حل المشكلات إن وجدت وإذا كان العرب اعترفوا بإسرائيل وأنه من الممكن التفاهم معها لو سلكت مسلك الاعتراف بالحق الفلسطيني فكيف لا يمكن التفاهم مع إيران وهي دولة جارة مسلمة تنصر الحق الفلسطيني وفي سبيله تتعرض لأبشع العقوبات الاقتصادية وتعرضت للغارات الإسرائيلية واستُبيحت أجواؤها؟! بل مواقفها من القضية الفلسطينية متقدم على عدد من البلاد العربية.

إيران ليست العدو ولا الجار السوء؛ بل قد تكون بما تمتلكه من مقومات تقنية وعلمية ومكانة تاريخية ومساحة جغرافية تربطها بالجمهوريات الإسلامية المستقلة عن الاتحاد السوفيتي سبيلا من سبل الاتصال العربي بتلك الدول مع الاستفادة من الخبرات الإيرانية في مجال العلوم والتي يصر الغرب على حرمان المنطقة منها وتعمل إسرائيل على تجهيل العرب بها ورغم ذلك سعى عدد من العرب إلى عزل إيران وهو ما صرح به وزير الخارجية العُماني وذلك حسب وجهة نظري من خلال الحرب الإعلامية الممولة عربيا ضد إيران ومن خلال تهييج الغرب عليها بينما لم يتم ذلك في حق إسرائيل؟!

وفي كل انفعال لعدد من الدول العربية تبقى الدبلوماسية العُمانية أكثر استقرارا وأبعد عن التقلبات المتمثلة مرة بالقطع الدبلوماسي ثم فجأة بالوصل ثم القطع وتارة بالثناء الإعلامي ثم فجأة بالذم ثم الثناء ثم الذم؟!

لقد ثبتت الدبلوماسية العُمانية مع مصر أيام أن قطع العرب علاقاتهم مع مصر بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد وكم قد اندلعت الصحافة العربية انتقادا للدبلوماسية العُمانية، وما هي إلا برهة من الوقت حتى عاد العرب إلى مصر وأعادوا العلاقات معها؛ أي أنهم صاروا إلى ما ارتأته الدبلوماسية العُمانية. ثم عام 2014م توترت العلاقات بين عدد من العرب وبين دولة قطر حتى تم استدعاء السفراء من الدوحة ولم تفعل الدبلوماسية العُمانية شيئا من ذلك؛ فتوجهت الأقلام والصحافة بلسان لاذع إلى الدبلوماسية العُمانية لبقاء علاقاتها مع قطر، ثم لم تمض إلا برهة من الزمن حتى عاد السفراء إلى قطر؛ أي عاد هؤلاء إلى ذات الرأي الذي كانت ولم تزل عليه الدبلوماسية العُمانية؟!

ثم عام 2017م تم قطع العلاقات بين بعض العرب وبين دولة قطر وخيروا قطر، إما أن تسير على ما ساروا عليه وإما أن تظل في حصار خانق أي يجب على قطر الركوع بخلاف سياستها وسيادتها، إلا أن سلطنة عُمان أبت قطع العلاقات مع قطر وإذ بالكُتَّاب والصحافة والأقلام المأجورة تشن حملة ضد الدبلوماسية العُمانية بل ضد عُمان وثقافتها رغبة منهم في ثنيها عن منهجها الثابت، ثم لم تمض، إلا برهة من الزمن حتى عاد الذين قطعوا العلاقات مع قطر إليها؛ أي أنهم عادوا إلى ذات ما كانت تدعو إليه سلطنة عُمان من عدم القطع أو سحب السفراء؛ فالعزلة التي كانوا يدعون إلى تطبيقها على قطر ومن قبلها على مصر هي ذات العزلة التي يرغبون من سلطنة عُمان لفرضها على الجمهورية الإسلامية في إيران؟! ومع أن هؤلاء في كل مرة يرجعون إلى المنهج السياسي العُماني، وإن تعالوا من الإقرار بذلك، إلا أنهم يريدون من سلطنة عُمان أن تحذو جذوهم؟!

المنطق يقول لو ثبت أن مناهج هذه الدول آتى أكله وكان صائبا لربما أعاد غيرهم النظر في منهجه وحذا حذوهم إلا أن الوقائع تدل على ارتباك سياساتهم ومن كان بيته من زجاج فلا يرمي غيره بحجر!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الدبلوماسیة الع مانیة هذه الدول من العرب إلا أن عدد من

إقرأ أيضاً:

إطلاق البرنامج الوطني "إمداد" لتعزيز المحتوى المحلي وتمكين الكفاءات العُمانية

◄ المعمري: "إمداد" يُعزِّز المحتوى المحلي بالربط بين التدريب والعمل وتطوير الكفاءات الوطنية

◄ الكشف عن "إمداد صحة" لتعزيز اللامركزية في تشغيل الكوادر الصحية المؤهلة بالمحافظات

◄ تسليم "أبراج لخدمات الطاقة" أول شهادة للمحتوى المحلي

◄ الهنائي: شهادة المحتوى المحلي إطار وطني متكامل لتعزيز مساهمة الشركات في الاقتصاد

 

 

الرؤية- ريم الحامدية

 

أطلقت هيئة المشاريع والمناقصات والمحتوى المحلي أمس الأربعاء البرنامج الوطني "إمداد"، الذي يُعد أحد أبرز البرامج الوطنية الهادفة إلى تمكين الباحثين عن عمل وتطوير الكفاءات الوطنية في مختلف القطاعات، من خلال تنفيذ استراتيجيات وبرامج نوعية تعزز المحتوى المحلي وتسهم في دعم الاقتصاد الوطني.

ورعى حفل الإطلاق معالي سلطان بن سالم الحبسي وزير المالية، بحضور سعادة المهندس بدر بن سالم المعمري رئيس هيئة المشاريع والمناقصات والمحتوى المحلي، بجانب حضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والمسؤولين من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة. وتأسس برنامج "إمداد" عام 2012 بمبادرة شركة تنمية نفط عُمان، ونجح منذ انطلاقه في توفير أكثر من 17500 فرصة عمل داخل القطاع. ونظرًا لما حققه من نجاحات ملموسة، جرى اعتماد البرنامج وتوسعة نطاق عمله ليُطبَّق على المستوى الوطني تحت مظلة المكتب الوطني للمحتوى المحلي بهيئة المشاريع والمناقصات والمحتوى المحلي؛ ليشمل أثره مختلف القطاعات التنموية في سلطنة عُمان.

وأكد سعادة المهندس بدر بن سالم المعمري أن دعم وتطوير المحتوى المحلي هو طريق المستقبل؛ حيث يستلهم رؤية "عُمان 2040" وتوجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- الرامية إلى تعزيز قدرات الكوادر الوطنية وتمكينها لتكون شريكًا أساسيًا في تطوير المنتجات والخدمات العُمانية. وأضاف أن برنامج "إمداد" يُجسِّد هذه الرؤية الوطنية من خلال ربط التدريب بالعمل وتحويل الطموح إلى كفاءة؛ بما يُسهم في بناء مسار تنموي يصنع الأمل ويُعزِّز الثقة بقدرات الكفاءات الوطنية التي تسهم بدورها في رفعة الوطن وتقدمه.

وأشار رئيس هيئة المشاريع والمناقصات والمحتوى المحلي إلى أن الهيئة تتبنى نموذج التكامل مع مختلف الجهات المعنية لتحقيق الأهداف الوطنية المشتركة ورفع مستوى الوعي بأهمية المحتوى المحلي، ليصبح ثقافة عملية تُترجم إلى ممارسات فعلية ومستدامة تسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني. وأوضح المعمري أن تدشين البرنامج يمثل تأكيدًا على أهمية العمل الجماعي وتوحيد الجهود نحو هدفٍ واحد يتمثل في بناء اقتصاد مستدام قائم على المحتوى المحلي، مشيرًا إلى أن كل كفاءة تُدرَّب وكل منتج عُماني يُدعَم، هو لبنة في صرح الوطن وتجسيد لانتماء راسخ وفخر لا ينتهي بعُماننا الغالية.

وقدَّم نادر الهنائي مدير البرنامج الوطني "إمداد" عرضًا عن برنامج "إمداد"، موضحًا أنه يعتمد على 8 استراتيجيات رئيسية لتوطين القوى العاملة، تشمل: برامج التوظيف المباشر والتدريب المقرون بالتوظيف، والتدريب أثناء العمل، ومنصات العمل الحر، و مبادرة استدامة التوظيف، وبرنامج التدريب الصناعي، وبرنامج "إمداد" للإعداد المهني، وغيرها من المبادرات التي تهدف إلى بناء قدرات الشباب وتأهيلهم لسوق العمل. وأشار الهنائي إلى أن رحلة "إمداد" الوطنية لتمكين الكفاءات تشهد هذا العام توسعًا كبيرًا على المستوى الوطني، مع تعظيم أثر المحتوى المحلي تحت مظلة الهيئة، حيث تم خلال السنوات الماضية تنفيذ برامج تدريب مقرونة بالتوظيف في قطاع الصحة.

وشهد الحفل كذلك الإعلان عن برنامج "إمداد صحة"، قدم خلاله معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة كلمة، ذكر فيها أن إطلاق وزارة الصحة لهذا البرنامج يحقق التوجه الحكومي نحو تعزيز اللامركزية في التشغيل وتلبية احتياجات المحافظات من الكوادر الصحية المؤهلة؛ بما يسهم في إيجاد بيئة عمل أكثر جاذبية للكفاءات الوطنية. وقال معاليه إن لجنة حوكمة التشغيل في القطاع الصحي فعلت مبادرات “إمداد صحة”، بهدف دعم وتمكين الكفاءات الوطنية في القطاع الصحي الخاص، وذلك ضمن الخطة الوطنية للتعمين وجهود الحكومة في تطوير بيئة العمل واستدامة الموارد البشرية الوطنية. وأضاف أن هذه المبادرات تهدف إلى رسم خارطة طريق وطنية لتأهيل وتمكين الكوادر العُمانية من خلال مواءمة التعليم والتدريب مع احتياجات سوق العمل الصحي، مرورًا بالتدريب الميداني.

ويتضمن برنامج “إمداد صحة” برامج تدريب ميداني لخريجي الجامعات والكليات الصحية لعام 2025؛ لتمكينهم من الانتقال من الدراسة الأكاديمية إلى بيئة العمل الواقعية، واكتساب المهارات التطبيقية التي تسهم في تعزيز جاهزيتهم المهنية للالتحاق بالعمل.

وقالت سعادة الدكتورة فاطمة بنت محمد العجمية الرئيسة التنفيذية للمجلس العُماني للاختصاصات الطبية رئيسة لجنة حوكمة التشغيل في القطاع الصحي إن إطلاق مبادرات “إمداد صحة” يترجم التوجه نحو تعزيز اللامركزية في التشغيل، وتلبية لاحتياجات المحافظات من الكوادر الصحية المؤهلة؛ بما يسهم في توفير بيئة عمل في القطاع الصحي الخاص أكثر جاذبية للكفاءات الوطنية. وأضافت سعادتها أن المبادرات تهدف إلى تطوير منظومة التأهيل والتشغيل في القطاع الصحي، من خلال مواءمة التعليم والتدريب مع احتياجات سوق العمل في المحافظات، وتوسيع مجالات التدريب الميداني؛ بما يضمن إعداد كوادر وطنية قادرة على المنافسة والإسهام في نمو القطاع الصحي الخاص.

وشهد الحفل الإعلان عن شهادة المحتوى المحلي وتسليم أول شهادة من نوعها لشركة أبراج لخدمات الطاقة. وأوضح المهندس غالب بن عامر الهنائي رئيس المكتب الوطني للمحتوى المحلي أن شهادة المحتوى المحلي تمثل إطارًا وطنيًا متكاملًا يهدف إلى تعزيز مساهمة الشركات في الاقتصاد العُماني، من خلال تقييم مدى اعتمادها على المنتجات والخدمات المحلية وتوظيف الكفاءات الوطنية ودعم نقل المعرفة والتقنيات الحديثة داخل السلطنة. وأوضح أن الشهادة تسعى إلى توحيد معايير قياس الأداء بين مختلف القطاعات، وتشجع الشركات على تبني نهج استراتيجي طويل الأمد في تنمية القدرات الوطنية وبناء شراكات محلية مستدامة.

وأشار إلى أن هذه الشهادة تشكل رافعة اقتصادية مهمة لتحفيز التصنيع المحلي وتوسيع استخدام الموردين العُمانيين وتوفير فرص عمل نوعية للعُمانيين مع تطوير مهاراتهم الفنية والتقنية، كما تسهم في تعزيز الشفافية عبر عمليات تدقيق معتمدة تضمن دقة البيانات وتوافقها مع المعايير الوطنية، لتمنح الشركات المستوفية المتطلبات ميزة تنافسية في المناقصات الحكومية.

وتسهم شهادة المحتوى المحلي كذلك في دعم نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وإدماجها في سلاسل القيمة الوطنية، مما يعزز من قدرتها على المنافسة والتوسع ورفع جودة منتجاتها وخدماتها. كما تمنح الشركات الحاصلة عليها ميزة في تحسين سمعتها التجارية وزيادة ثقة الشركاء والمستثمرين، الأمر الذي يجعلها عنصرًا أساسيًا في بناء اقتصاد عُماني قائم على المعرفة والابتكار ويعزز دور القطاع الخاص كشريك فاعل في التنمية الوطنية المستدامة.

وأعرب المهندس سيف بن حمد الحمحمي الرئيس التنفيذي لشركة أبراج لخدمات الطاقة عن فخره بهذا الإنجاز الوطني، وقال إنه "يُجسِّد التزامنا الراسخ بدعم المحتوى المحلي وتعزيز دور القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية الاقتصادية؛ بما يتماشى مع مستهدفات رؤية عُمان 2040". وأضاف: "حصولنا على أول شهادة وطنية للمحتوى المحلي يؤكد نهج شركة أبراج في خلق قيمة مستدامة تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني، ويعزز مكانتنا كشريك موثوق يقود التحول في قطاع الطاقة نحو مزيد من الكفاءة والتمكين".

مقالات مشابهة

  • مباحثات عُمانية روسية لتعزيز العلاقات في المجال الأمني بين البلدين
  • إطلاق البرنامج الوطني "إمداد" لتعزيز المحتوى المحلي وتمكين الكفاءات العُمانية
  • خالد أبو بكر: جهود مصر الدبلوماسية ستظل فخرًا للأجيال المقبلة
  • خالد أبو بكر: الجهود الدبلوماسية المصرية بالسودان فخر للأجيال القادمة
  • ليلة عُمانية ضمن مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف
  • الأسواق القديمة... ذاكرة التجارة العُمانية
  • قائد البحرية السلطانية العُمانية يستقبل مسؤولًا عسكريًا
  • الاتجاه المعاكس.. لماذا تمتلك إسرائيل ترسانة أسلحة وتريد تجريد العرب منها؟
  • طهران تتهم واشنطن بـ خيانة الدبلوماسية بعد حرب يونيو