وجهت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، دعوة إلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من أجل اتخاذ خطوات ما أسموته "أكثر فاعلية" لدفع تنفيذ خارطة الطريق ومعالجة الملف الإنساني "دون تأخير".

ونقلت سائل إعلام حوثية أن القيادي الحوثي عبدالواحد أبو رأس والذي يشغل منصب نائب وزير خارجية في حكومة صنعاء غير المعترف بها، التقى نائب مدير مكتب المبعوث الأممي، محمد أبوجهجه.

وسلمه رسالة تضمنت ما وصفه بالخطوات اللازمة لمعالجة الملف الإنساني، والدور المطلوب من الأمم المتحدة في هذا الإطار. 

وأكد القيادي الحوثي خلال اللقاء أن "الوقت قد حان لتحقيق تقدم ملموس في المسارين الإنساني والسياسي"، مجدّدًا دعم جماعته لجهود الأمم المتحدة الرامية للتوصل إلى اتفاق سلام "عادل وشامل".

وعلى الجانب الأممي، أطلع المسؤول الأممي الحوثيين على نتائج جولاته الأخيرة في دول المنطقة، ومشاوراته مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، مؤكدًا استمرار التزام الأمم المتحدة بمساعيها لتحقيق السلام في اليمن. 

ويأتي هذا في وقت تواصل فيه الجماعة احتجاز عشرات موظفي المنظمات الدولية بعد اقتحام مكاتبهم واتهامهم بالتجسس، كان آخرها مبنى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء.

ورقة ضغط تكتيكية ومناورة للابتزاز السياسي، هكذا يصف مراقبون وخبراء يمنيون الدعوات الأخيرة للحوثيين لإحياء مسار السلام. وكعادتهم، صعد قادة الجماعة نبرة خطابهم الإعلامي متذرعين بـ"ضرورة تفعيل خارطة طريق السلام"، في خطوة تهدف، إلى الحصول على مكاسب اقتصادية إضافية دون أي التزامات حقيقية.

هذه المناورات تأتي في ظل أزمة مالية حادة تعيشها الجماعة، ما دفعها إلى الهروب إلى الأمام بحثًا عن استغلال فرص السلام لترتيب صفوفها العسكرية، والحصول على تنازلات من الحكومة اليمنية. وتستغل الجماعة قضية الموظفين المختطفين كورقة تفاوضية، لإجبار المجتمع الدولي على الضغط على الحكومة والمجلس الرئاسي لقبول مطالبها، وهو ما يراه خبراء جزءًا من سياسة الابتزاز الممنهجة التي تتبعها الجماعة بدعم إيراني.

وتشير التحليلات إلى أن الحوثيين يسعون من خلال دعوات السلام إلى الحصول على امتيازات متعددة، أبرزها إعادة تشغيل مطار صنعاء الدولي، كجزء من خطوات بناء الثقة ضمن خارطة الطري، والحصول على مساعدات أممية لدعم إعادة تأهيل موانئ الحديدة والمرافق الحيوية الأخرى، والضغط على الأمم المتحدة للقيام بدور الوسيط لإجبار الحكومة اليمنية على تقديم تنازلات اقتصادية وسياسية لصالح الجماعة.

وتضمنت النقاشات، التي جرت بشكل غير معلن بحسب مصادر دبلوماسية عددًا من البنود الإنسانية المتعلقة بإعادة فتح المطار، مقابل التزامات من الحوثيين في ملفات إنسانية وأمنية ضمن مسار التهدئة، وقد لعبت سلطنة عُمان دورًا محورياً في تقريب وجهات النظر، ما أسفر عن تفاهمات أولية بين الحوثيين والسعوديين.

وبحسب المصادر إن الحوثيين يسيرون وفق خطين متوازيين: رفع سقف التهديدات من جهة، والمطالبة بالسلام من جهة أخرى، بهدف ابتزاز الإقليم والمجتمع الدولي والحصول على مكاسب اقتصادية. وإن هذه الدعوات هي استعراض دعائي للضغط السياسي، حيث تتزامن مع تعزيزات عسكرية وتعبئة مقاتلين، واستمرار الهجمات على مواقع الحكومة والجيش، وممارسة الاعتقالات والاختطافات.

ويضيف محللون أن الهدف الأساسي من هذه المناورات هو كسب الوقت لتعزيز قدراتهم العسكرية بعد تعرضهم لضغوط إقليمية ودولية، وضمان حصول الجماعة على تنازلات اقتصادية تحت غطاء المفاوضات الإنسانية والسياسية. وبذلك، تصبح دعوات الحوثيين للسلام مجرد ورقة ضغط تكتيكية ضمن استراتيجية أوسع للابتزاز السياسي والاقتصادي.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

الشلفي: تصعيد الحوثيين ضد السعودية أداة ضغط تفاوضي أكثر منها استعدادًا لحرب شاملة

أكد الكاتب الصحفي أحمد الشلفي أن التصعيد الحوثي الأخير ضد السعودية مؤشر لأداة ضغط تفاوضي أكثر منها استعدادًا لحرب شاملة، بالتزامن مع أنباء قال بأنها "مؤكدة" عن محادثات بين ممثلين عن الحوثيين والسعودية للوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.

 

وقال الشلفي في تصريحات لموقع عربي 21 إن "التهديدات الأخيرة التي أطلقتها جماعة الحوثي ضد المملكة العربية السعودية لافتة في توقيتها ومستواها، ولم تكن عفوية كما قد يبدو. فقد صدرت من مختلف مستويات الجماعة، بدءًا من زعيمها مرورًا بالمسؤولين السياسيين والإعلاميين وانتهاءً بالقيادات الميدانية، وهو ما يعكس قرارًا منسقًا ومدروسًا برفع سقف الخطاب تجاه الرياض".

 

وأوضح أن هذا التصعيد ازداد وضوحًا مع البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية في حكومة الحوثيين السبت بشأن ما قالت إنها “خلية استخباراتية تدار من قبل أمريكا وإسرائيل والسعودية”، والتي زعمت أن مقرها في الأراضي السعودية.

 

ولفت إلى أن البيان يشير بوضوح إلى أن سقف الحوار بين الحوثيين والمملكة ربما توقف، وأن الجماعة انتقلت من لغة التلميح إلى اتهام مباشر وصريح، ما يعكس توترًا غير مسبوق في مسار الاتصالات الجارية بين الطرفين.

 

وأشار إلى أن وسائل الإعلام التابعة للجماعة عادت خلال الأسابيع الأخيرة إلى نشر أخبار عن قصف مدفعي يستهدف مناطق حدودية في محافظة صعدة، ووصفت هذه الحوادث بأنها “عدوان سعودي”، لافتا إلى أن "هذا النوع من الخطاب كان قد اختفى نسبيًا خلال العامين الماضيين، وعودته بهذا الشكل تدل على وجود أزمة حقيقية في مسار التفاهمات مع الرياض، ومحاولة لإحياء الشعور بالتهديد الخارجي لتعبئة الداخل وإعادة توجيه الرأي العام".

 

وتابع: "اللافت أن هذا كله يأتي بالتزامن مع أنباء مؤكدة عن محادثات بين ممثلين عن الجماعة والسعودية، يبدو أنها لم تحقق أي تقدّم ملموس، خصوصًا أن الحوثيين يصرّون على العودة إلى خارطة الطريق التي وافق عليها الفرقاء اليمنيون والسعودية والتي سبقت حرب غزة، وهي خارطة لم تعد مقبولة اليوم لا من الولايات المتحدة ولا من القوى الفاعلة، بعدما كانت تمنح الحوثيين امتيازات سياسية واقتصادية واسعة".

 

وقال الشلفي: "من هذا المنطلق، يمكن القول إن لغة التهديد الحوثية — بما فيها بيان الخلية والتصعيد المحدود على الحدود — قد تكون أداة ضغط تفاوضي أكثر منها استعدادًا لحرب شاملة. مشيرا إلى أن "الجماعة بطبيعتها مغامِرة وغير مترددة، وقد تقدم على تحركات ميدانية لإثبات الجدية أو لتحسين موقعها التفاوضي أو للحصول على مكاسب".

 

واستدرك بأن "الواقع اليوم مختلف تمامًا عمّا كان عليه قبل عامين؛ فالحوثيون في مرحلة تردد بعد الخسائر التي تكبّدوها بسبب الضربات الأمريكية والإسرائيلية، ومقتل عدد من قياداتها الحكومية والميدانية، إلى جانب تراجع محور إيران الإقليمي بعد حرب غزة".

 

ورجح الشلفي، أن "يظلّ التصعيد الحوثي في حدود الخطاب والاتهامات والاشتباكات المحدودة دون أن يتطور إلى مواجهة واسعة"، لافتا إلى أن الجماعة تدرك "أن أي حرب شاملة الآن قد يفتح عليها جبهة لا تستطيع تحمّلها في هذا الظرف".


مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن يبحث في جلسة مغلقة احتجاز الحوثيين لموظفي الأمم المتحدة باليمن
  • في قلب الرياض… المبعوث الأممي يكشف مصير السلام في اليمن
  • المبعوث الأممي يختتم جولة في الرياض وأبوظبي ويُحذّر من انهيار مسار التهدئة بسبب تعنت الميليشيا
  • الشلفي: تصعيد الحوثيين ضد السعودية أداة ضغط تفاوضي أكثر منها استعدادًا لحرب شاملة
  • الأمم المتحدة تؤكد التزامها بالحوار الشامل مع كافة الليبيين لتنفيذ خارطة الطريق السياسي
  • الأمم المتحدة تدعو لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة بـالوقت المناسب وبصورة سلمية
  • لقاء حاسم في الرياض.. العليمي للمبعوث الأممي: لن يتحقق السلام ما لم تتوقف جرائم الحوثيين
  • المبعوث الأممي يطلع الحكومة اليمنية على نتائج اتصالاته ومساعيه لاستئناف عملية السلام
  • بعثة الأمم المتحدة تطلق منصة رقمية لتعزيز مشاركة الشباب الليبي في الحوار السياسي