مشاركة هندية قياسية في «الشارقة الدولي للكتاب»
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
الشارقة (الشارقة)
تسجّل الهند حضوراً بارزاً في الدورة الرابعة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، في مشاركة تعكس عمق حضارتها وغنى إرثها الثقافي، وتعيد إبراز الروابط الأدبية والمعرفية التي طالما جمعت الشرق الأقصى بالشرق الأدنى، مؤكدة دور الكتاب كجسر حضاري راسخ يقرّب بين الشعوب.
وتسجل دورة هذا العام من المعرض تاريخ أكبر تجمع للناشرين الهنود خارج الهند، حيث تستضيف عشرات دور النشر الهندية من مختلف ولايات شبه القارة، بما تمثله من تنوع لغوي وثقافي يعكس ثراء التجربة الهندية وتعدد مدارسها الفكرية.
ويشير ناشرون هنود إلى أن الإقبال على الكتب الهندية يتزايد عاماً بعد عام، لما تحمله من موضوعات إنسانية وقصص تستلهم الواقع، مؤكدين أن تعدد اللغات في بلادهم يجعل من كل لغة مدخلاً جديداً إلى الأدب العالمي. ويضم الجناح الهندي هذا العام تشكيلة واسعة من الإصدارات الأدبية والعلمية والتعليمية، إلى جانب كتب المجلس الوطني للكتاب في الهند التي تُعرض أمام الزوار، في مشهد يقدم صورة شاملة عن المشهد الثقافي الهندي المعاصر.
ويقول ماثيو أنتوني، عضو منظمة «كيرالا شاسترا ساهيتا بارشياد»، إن المنظمة التي تأسست قبل 65 عاماً تهدف منذ انطلاقتها إلى تبسيط العلوم ونشر الثقافة العلمية بين الجمهور غير المتخصص، موضحاً أن نشاطها بدأ مع دعم حركة تأليف كتب الأطفال، ثم توسع ليشمل مبادرات تنموية ومجتمعية واسعة.
ويضيف أنتوني، الذي يشارك في المعرض منذ أكثر من عشر سنوات: «يمثل معرض الشارقة الدولي للكتاب وجهة تتلاقى فيها الثقافات والأفكار. نحرص على المشاركة سنوياً لأنه منصة مهمة للتفاعل مع القراء ونشر الفكر العلمي في العالم العربي».
كما تشارك دار Crossword من مومباي في تجربتها الأولى بالمعرض، عبر إصدارات تجمع بين الخيال والواقع، إلى جانب كتب موجهة للفتيان. ويصف ممثل الدار برام مود المشاركة بأنها «فرصة ثمينة للقاء القراء في العالم العربي وتشجيع الفئات الشابة على القراءة عبر الأدب العالمي».
أما دار منشورات الزيتون، التي أسسها الوزير الأسبق والكاتب أتولي مونير في كيرالا، فتعود إلى المعرض للسنة الحادية عشرة على التوالي، مقدمة أعمالاً في الخيال العلمي والروايات الواقعية والسير الذاتية باللغتين الإنجليزية والمليالمية.
ويشير ممثل الدار أشرف أتولي إلى أن من أبرز إصدارات هذا العام رواية توثّق حادثة سقوط طائرة، إلى جانب إصدار جديد للشاعر شايان بعنوان «أنا والآخرون»، الذي يقدم رحلة تأملية في الذاكرة والهوية.
تشارك الكاتبة شومان جاي بمجموعة قصصية تضم أربع عشرة قصة إلى جانب أعمال شعرية جديدة، تقول إنها «تجسد صراع الإنسان بين ذاته والآخرين»، معربة عن سعادتها بالمشاركة الأولى في المعرض، الذي تصفه بأنه «عاصمة الثقافة التي تمنح الأدب صوتاً عالمياً».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الهند معرض الشارقة الدولي للكتاب إلى جانب
إقرأ أيضاً:
"الشارقة الدولي للكتاب" يمنح الموهوبين الجدد أسرار كتابة الرواية والقصة القصيرة
قدّم معرض الشارقة الدولي للكتاب، ضمن فعاليات دورته الـ44، تجربة تدريبية في فن السرد امتدت على مدار ثلاثة أيام، من خلال دورة مهنية تناولت منهج كتابة الرواية والقصة القصيرة، قدّمها الروائي والكاتب الكويتي عبدالوهاب الرفاعي، والتي هدفت إلى تقديم منهج شامل للكتابة السردية، يمكّن الموهوبين والكتّاب الجدد من تطوير أدواتهم الأدبية، وتحويل أفكارهم إلى مشاريع روائية متكاملة، عبر خطوات عملية مدعومة بأمثلة وتجارب تطبيقية.
وأسهمت الدورة في تعريف المشاركين بالمسار الكامل لكتابة العمل الأدبي، ابتداءً من تصنيف الكتب وقراءة تاريخ الأجناس السردية، مروراً بكيفية العثور على فكرة جديدة للرواية، ووصولاً إلى بناء الشخصيات، وتقنيات السرد، وأساسيات كتابة القصة القصيرة، إضافة إلى أكثر الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكتّاب المبتدئون. كما تناول الرفاعي عناصر الرواية الناجحة، والتسلسل الزمني، والسرد، وصياغة مداخل الرواية، وتحديد اسم مناسب للعمل، فضلاً عن كيفية تطبيق المنهج عملياً وإخراج الكتاب ونشره وتسويقه.
وشكّل المحتوى التمهيدي للدورة مدخلاً لفهم البنية العامة للأدب؛ إذ تطرق الرفاعي إلى تصنيف الكتب بين مؤلفات تخصصية تعتمد على المصادر الموثوقة، وكتب أدبية تُعنى بتطوير الخيال والتحليل العاطفي والقدرة على قراءة الشخصيات وربط الأحداث. وأوضح الفرق بين الشعر والنثر، وأنواع النثر الأساسية، إلى جانب مفهوم القصة باعتبارها المظلة التي تندرج تحتها الرواية والقصة القصيرة والحكاية.
واستعرض الروائي الكويتي أبرز تصنيفات القصص، مثل الدراما والبوليسي والخيال العلمي والرعب والمغامرات، وفروقها الفنية، مبيّناً أن الدراما تبقى الأقرب إلى القارئ لارتباطها بالتجربة الإنسانية اليومية، وهذا ما يجعلها أيضاً سهلة التناول من قبل الكاتب أكثر من غيرها؛ كما أشار إلى مزايا الكتابة في الدراما وعيوبها.
وسلّط الرفاعي الضوء على شروط الكتابة الأدبية، وتاريخ الرواية، وأهم الأعمال المؤسِّسة لهذا الفن على المستوى العالمي والعربي، مؤكداً أن الفكرة تظل المحرّك الأساسي لنجاح أي قصة، وأن اختيار التصنيف المناسب يساعد الكاتب على تطوير عمله بصورة أكثر وضوحاً واحترافية.
ويُعدّ الروائي عبدالوهاب الرفاعي من أبرز الأسماء الكويتية في مجال السرد، إذ يمتلك رصيداً واسعاً من التجربة الأدبية والإبداعية الممتدة منذ عام 1998، وتنوعت مؤلفاته بين الرواية والقصة القصيرة في عشرات الإصدارات المنشورة. وقدّم الرفاعي خلال مسيرته أكثر من 80 دورة تدريبية وورشة عمل داخل الكويت وخارجها، تناولت كتابة الرواية والقصة القصيرة وتقنيات السرد، إلى جانب مشاركاته في عدد من المبادرات الثقافية والبرامج التلفزيونية، كما تم تحويل بعض أعماله إلى سيناريوهات سينمائية وتلفزيونية، وحصل على تكريمات أدبية متعددة، منها اختياره واحداً من أكثر 100 شخصية كويتية مؤثرة ومبدعة.