لندن"رويترز": قالت بريطانيا إنها ستجعل وضع اللاجئ مؤقتا وستزيد مدة انتظار الحصول على إقامة دائمة إلى أربعة أمثال لتصبح 20 عاما، في أكبر إصلاح شامل للسياسة المتبعة مع طالبي اللجوء في العصر الحديث.

وتعمل حكومة حزب العمال على تشديد سياساتها المتعلقة بالهجرة، لا سيما فيما يخص العبور غير القانوني للقوارب الصغيرة من فرنسا، وذلك في مسعى للحد من الشعبية المتزايدة لحزب الإصلاح البريطاني الشعبوي، الذي يدفع بقضية الهجرة إلى دائرة الضوء.

و أعلنت حكومة حزب العمال البريطانية اليوم أنها ستتخذ تدابير للحد من توافد المهاجرين إلى المملكة المتحدة، كتقليص الحماية الممنوحة لللاجئين ومن المساعدات المخصصة لطالبي اللجوء، سعيا للتصدي لصعود اليمين المتطرف المعادي للهجرة.

وأعلنت وزيرة الداخلية شبانة محمود في بيان أن "هذا البلد لديه تقليد عريق في استقبال الفارين من الخطر، لكن سخاءنا يجذب المهاجرين غير القانونيين عبر بحر المانش".

وكشفت الوزارة في بيانين عن إجراءين أساسيين بانتظار عرض خطتها المفصلة أمام البرلمان غدًا الإثنين.

ويقضي الإجراء الأول بتقليص الحماية الممنوحة للاجئين الذين "سيرغمون على العودة إلى بلادهم ما إن تعتبر آمنة".

وقالت الوزيرة إن تذكرة ذهبية تسببت بارتفاع حاد في طلبات اللجوء في المملكة المتحدة، دافعة الناس إلى عبور أوروبا من خلال بلدان آمنة للصعود على متن مراكب متهالكة" مؤكدة "سأضع حدا لهذه التذكرة الذهبية".

وأوضحت الوزارة أنه "بفضل شروط أكثر سخاء بكثير في المملكة المتحدة" يمكن حاليا للاجئين البقاء في البلاد لمدة خمس سنوات، وبعدها تقديم طلب إقامة إلى أجل غير مسمى "بدون أن يكونوا ساهموا" في هذا البلد، على أن يحصلوا لاحقا على الجنسية.

وسيخفض النظام الجديد السنوات الخمس إلى ثلاثين شهرا، وسيرفع المدة الضرورية قبل تقديم طلب إقامة دائمة من خمس سنوات إلى عشرين سنة.

وشددت الوزارة على أن اللاجئين الراغبين في الحصول على إقامة دائمة بصورة أسرع "سيتحتم عليهم العمل أو الدراسة".

والإجراء الثاني المعلن هو إلغاء المساعدات الاجتماعية التي تمنح تلقائيا لطالبي اللجوء كالسكن والمخصصات المالية.

ولفتت الداخلية إلى أن الحكومة تعتزم إلغاء هذه المساعدات "للذين يحق لهم العمل ويمكنهم تأمين معيشتهم لكنهم يختارون عدم القيام بذلك، أو للذين يخالفون القانون".

وتخضع حكومة كير ستارمر التي تسلمت مهامها في يوليو 2024 لضغوط متواصلة للحد من توافد المهاجرين وتقليص حقوقهم، بمواجهة حزب "إصلاح المملكة المتحدة" بزعامة نايجل فاراج، والذي جعل من مسألة الهجرة موضوعه الرئيسي، ويسجّل تقدما كبيرا على حزب العمال في استطلاعات الرأي.

وجرت تظاهرات هذا الصيف أمام الفنادق التي تؤوي طالبي لجوء، ولا سيما تظاهرة نظمها اليمين المتطرف في منتصف سبتمبر في لندن وشارك فيها ما يصل إلى 150 ألف شخص بحسب الشرطة.

وفي هذا السياق، وعدت الحكومة بخفض عدد اللاجئين الذين يعبرون بحر المانش في مراكب غير آمنة، من غير أن تتمكن من تحقيق ذلك إلى الآن.

ووصل منذ مطلع السنة 39393 مهاجرا بشكل غير قانوني إلى سواحل بريطانيا عبر القناة، وهو رقم يتخطى العدد المسجل خلال كامل العام 2024 والذي بلغ 36816 مهاجرا.

كما زادت طلبات اللجوء في المملكة المتحدة بنسبة 18% عام 2024 فيما تراجعت بنسبة 13% في مجمل الاتحاد الأوروبي، بحسب أرقام الحكومة. وسُجل أكثر من 400 ألف طلب لجوء منذ 2021، مقابل 150 ألف طلب خلال الفترة ما بين 2011 و2015، بحسب البيانات الرسمية.

وقالت الوزارة إنها استلهمت الإصلاحات من النظام الدنماركي.

ويعتمد البلد الإسكندينافي البالغ عدد سكانه ستة ملايين نسمة، سياسة صارمة على صعيد حق اللجوء، فيمنح اللاجئين بصورة عامة إقامة لمدة عامين قابلة للتجديد، لكنه يشجعهم على العودة إلى بلادهم ما إن تعتبر السلطات أنهم لم يعودوا بحاجة إلى حماية.

كما يخضع لمّ الشمل العائلي لمعايير صارمة، من ضمنها اختبارات لغة للوافدين الجدد.

وفي المملكة المتحدة، كان مطلب الحد من تدابير الحماية للاجئين يقتصر إلى الآن على فاراج الذي أعلن أنه يعتزم في حال وصوله إلى السلطة إلزام المهاجرين بطلب تأشيرة كل خمس سنوات، بمن فيهم المهاجرون في وضع قانوني.

لكن يسار الحزب العمالي أعلن معارضته لمثل هذه القيود وحذر الحزب بأنه سيخسر الكثير من التأييد بين الناخبين في حال إقرارها، في وقت يتراجع الحزب إلى أدنى مستوياته في استطلاعات الرأي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی المملکة المتحدة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: التهجير الدائم للسكان الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة يرقى إلى جريمة حرب

أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أنّ التهجير الدائم للسكان الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة يرقى إلى جريمة حرب، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في خبر عاجل.

مستشفى ناصر في غزة: تسلمنا عدد من الجثامين بموجب إتفاق وقف إطلاق النارالأونروا : 40% من المياه النظيفة تم إيصالها في غزة بفضل عمل المهندسين التابعين للوكالة

وذكر المكتب، أنّ ادعاء حكومة إسرائيل السيادة على الضفة الغربية المحتلة وضمها أجزاء منها انتهاك للقانون الدولي.

وفي سياق آخر؛ هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي ، غرفا سكنية ومنشآت زراعية في مسافر يطا جنوب الخليل.

وقال الناشط أسامة مخامرة، إن قوات الاحتلال ترافقها جرافات، اقتحمت خربة الفخيت بمسافر يطا، وهدمت غرفتين سكنيتين، ومطبخا ووحدة صحية وحظيرة أغنام وبئر مياه، ودمرت عددا من خزانات المياه تعود للمواطن سمير حمامدة، الذي باتت عائلته المكونة من سبعة أفراد بلا مأوى.

طباعة شارك الأمم المتحدة حقوق الإنسان الأراضي المحتلة إسرائيل

مقالات مشابهة

  • على الطريقة الدنماركية.. إصلاحات غير مسبوقة لطالبي اللجوء في بريطانيا
  • بريطانيا تجري تغييرات كبيرة على نظام اللجوء
  • بريطانيا تجري أكبر تغيير في سياستها المتعلقة بطالبي اللجوء
  • بريطانيا تتجه لتقييد دعم طالبي اللجوء وتشديد شروط الإقامة
  • مع تزايد تأييد اليمين.. الحكومة البريطانية تقلّص هامش الحماية للاجئين
  • بريطانيا تجري "تغييرات صارمة" على نظام قانون اللجوء
  • صحافة عالمية: تحذيرات من توسع حرب دارفور وبريطانيا تلغي اللجوء الدائم
  • الأمم المتحدة: التهجير الدائم للسكان الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة يرقى إلى جريمة حرب
  • بعد 12 عاما.. السفارة السورية في بريطانيا تعيد فتح أبوابها