الجزيرة:
2025-11-16@19:06:15 GMT

لماذا أقدمت الدانمارك على التجنيد الإجباري للفتيات؟

تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT

لماذا أقدمت الدانمارك على التجنيد الإجباري للفتيات؟

تشهد الدانمارك تحولا جذريا في مفهوم الخدمة العسكرية، بعدما قررت الحكومة هذا العام توسيع نطاق التجنيد الإجباري ليشمل الفتيات والفتيان على حد سواء.

ووفق صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، فإن هذا التحول يرتبط مباشرة بتصاعد التهديدات الأمنية المنسوبة إلى روسيا وتزايد الأنشطة العسكرية والاستخباراتية في محيط دول شمال أوروبا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ماكرون يدق طبول الحرب: معارك اليوم تدور في الفضاء وروسيا تراقبناlist 2 of 2رئيس فنلندا يستبعد وقفا قريبا لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانياend of list

وتفيد الصحيفة في تقرير من مراسلتها في كوبنهاغن أن هذا الإجراء يأتي ضمن حزمة واسعة من القرارات الحكومية الهادفة إلى رفع مستوى الجاهزية العسكرية، وتعزيز قدرات الجيش والاحتياط، وزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي أعلى نسبة تسجلها البلاد منذ عقود.

تغير تاريخي

ويُعد قرار إدراج الفتيات في برنامج التجنيد الإجباري تغييرا تاريخيا في الدانمارك، حيث كانت الخدمة لسنوات طويلة مقتصرة على الرجال، على الرغم من أن معظم الشباب في السنوات الأخيرة كانوا ينضمون طوعا من دون الحاجة إلى استدعاء إلزامي.

غير أن الصحيفة تعزو إقدام الدانمارك على هذه الخطوة إلى التطورات الجيوسياسية التي دفعت الحكومة إلى رفع عدد المجندين من 4 آلاف إلى 7500 سنويا.

وينعكس هذا القرار مباشرة على حياة المراهقين الذين يتلقون، عند بلوغهم سن 18 عاما، رسالة تلزمهم بالحضور إلى "يوم الدفاع"، وهو مركز متكامل للتسجيل والفحص الطبي والاختبارات النفسية والبدنية وسحب الرقم العشوائي الذي يحدد فرصة استدعائهم.

وتشدد السلطات على اعتبار التخلف عن الحضور مخالفة قانونية تستوجب الغرامة، وقد تصل إلى استدعاء الشرطة لإحضار المتخلفين. وتشير شهادات مسؤولي التجنيد إلى أن حالات إحضار الشرطة ليست نادرة.

الصحيفة تعزو إقدام الدانمارك على هذه الخطوة إلى التطورات الجيوسياسية التي دفعت الحكومة إلى رفع عدد المجندين من 4 آلاف إلى 7500 سنويا.

مسيّرات

وتعتبر الحكومة -بحسب تقرير تايمز- أن تصاعد الأنشطة الروسية، بما في ذلك حوادث المسيّرات التي اخترقت أجواء الدانمارك والنرويج وبولندا خلال الأشهر الماضية، يشكل دافعا رئيسيا لإعادة هيكلة منظومة الدفاع. ووصف مسؤولون دانماركيون تلك الحوادث بأنها الأكثر خطورة على البنية التحتية الحيوية منذ سنوات.

إعلان

وعلى الرغم من أن الدانمارك تصنف ضمن أكثر دول الاتحاد الأوروبي تقدما في مجال المساواة بين الجنسين، فإن نسبة مشاركة النساء في المؤسسة العسكرية لا تتجاوز 25% من مجموع القوات.

ومن هنا، ترى الحكومة أن إدراج النساء يعزز العدالة الاجتماعية ويزيد من قدرات الجيش في وقت حساس. ونقلت الصحيفة عن القائد العسكري سونه لوند، المسؤول عن يوم الدفاع، القول إن التجنيد الشامل للجنسين يسهم في تنوع المهارات داخل المؤسسة العسكرية، وإن التهديدات الجديدة تتطلب مشاركة المجتمع بأكمله.

نقاش داخلي

لكن القرار يثير نقاشا واسعا داخل المجتمع؛ فبينما يعبر كثيرون -ولا سيما الشابات- عن قلقهم من تأثير التجنيد على مسارات التعليم والحياة الشخصية، تظهر قطاعات أخرى دعما واضحا للخطوة باعتبارها ضرورة أمنية وامتدادا لمبدأ المساواة.

ويرى مؤيدون للقرار أن إشراك النساء قد يسهم في تعديل الثقافة الداخلية داخل الجيش وإضفاء طابع أكثر توازنا على بيئته.

وتعبّر شابات كثيرات -استطلعت تايمز آراءهن- عن مخاوف حقيقية جراء ما تواجهه بلادهن من زيادة الأنشطة الروسية، بدءا من توغل طائرات مسيرة في أجواء الدول الاسكندنافية ووصولا إلى تحذيرات رسمية حول احتمال وقوع هجمات سيبرانية وانقطاع الكهرباء.

وفي الوقت نفسه، تتزايد الدعوات الإعلامية والرسمية لمساعدة المواطنين على الاستعداد لسيناريوهات طوارئ محتملة، تشمل انقطاع الكهرباء أو اضطرابات في إمدادات الغذاء، بينما تخصص البرامج التلفزيونية مساحات لشرح معنى التجنيد للأطفال والأسر.

ويؤكد مسؤولون عسكريون أن الوضع الأمني في أوروبا يشهد تغيرات سريعة تتطلب تعزيز القدرات القتالية وتوسيع قاعدة المجندين.

تتزايد الدعوات الإعلامية والرسمية لمساعدة المواطنين على الاستعداد لسيناريوهات طوارئ محتملة، تشمل انقطاع الكهرباء أو اضطرابات في إمدادات الغذاء.

خطر التصعيد

في المقابل، تحذر أصوات معارضة من أن تعزيز القدرات العسكرية الأوروبية قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد في القارة، معتبرين أن زيادة حجم الجيوش قد تغري باستخدام القوة.

بيد أن القيادة العسكرية الدانماركية ترد على هذه المخاوف بالتأكيد على أن الهدف الرئيسي هو الردع والعمل ضمن منظومة الدفاع المشترك لحلف شمال الأطلسي (ناتو) إذا استدعت الظروف.

وفي الميدان، يواصل المجندون -وبينهم عدد قليل من الشابات- تدريبات مكثفة في قاعدة ياغرسبرس العسكرية قرب العاصمة كوبنهاغن، تشمل تدريبات قتالية بالذخيرة الحية ومحاكاة سيناريوهات ميدانية واقعية. ويشير ضباط التدريب إلى أن حادثة المسيّرات الأخيرة شكّلت نقطة تحول في إدراك العديد من المتدربين لطبيعة التهديدات.

وصرح أحد المجندين لمراسلة تايمز أن اختراق المسيّرات الروسية لأجواء بلدهم قبل أسابيع كان بمثابة "جرس إنذار" له ولزملائه. أما المجندتان سكوفلوند وماثيلده، اللتان تطوعتا في سلاح المشاة، فتؤكدان أنهما انضمتا لتحدي الذات وأنهما اعتادتا تدريجيا على بيئة يغلب عليها الرجال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات

إقرأ أيضاً:

عاجل| نيويورك تايمز عن مصادر مطلعة: ويتكوف يخطط للقاء خليل الحية قريبا

التفاصيل بعد قليل..

نيويورك تايمز عن مصادر مطلعة: ويتكوف يخطط للقاء خليل الحية قريبا

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: مادورو يتنازل عن موارد فنزويلا للولايات المتحدة لإبعاد شبح الحرب
  • فايننشال تايمز: تيم كوك سيغادر آبل وهذا هو المرشح لخلافته
  • شاهد| الجاسوس سنان يكشف تفاصيل دقيقة عن مراحل التجنيد والتدريب والأجهزة المستخدمة والمهام المُنفذّة (فيديو)
  • “نيويورك تايمز”: منظمة ترامب تجري محادثات بشأن صفقة عقارية مع الحكومة السعودية بقيمة 63 مليار دولار
  • نيويورك تايمز: صفقة عقارية قريبة بين واشنطن والرياض بقيمة 63 مليار دولار
  • لماذا لم تعلن تركيا الحداد على شهداء الطائرة العسكرية؟
  • عاجل| نيويورك تايمز عن مصادر مطلعة: ويتكوف يخطط للقاء خليل الحية قريبا
  • جامعة القاهرة تحتضن احتفالية تسليم شهادات التجنيد للطلاب ذوى الهمم
  • وزير الدفاع الوطني التقى رئيس الحكومة اليونانية.. هذا ما تمّ بحثه