تركيا – أعلن ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث، امس السبت، تشكيل الهيئة الوطنية للعمل الشعبي الفلسطيني، التي تضم المؤتمرات الشعبية والمبادرات والشخصيات الوطنية المستقلة.

جاء ذلك في البيان الختامي للملتقى، الذي انطلق الجمعة واختتم أعماله امس السبت، والذي انعقد في إسطنبول، بدعوة من المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، تحت شعار: “وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة الإبادة والتهجير والضم”.

ووفق البيان، شهد الملتقى مشاركة واسعة من شخصيات وطنية من داخل فلسطين وخارجها، وممثلين عن هيئات ومبادرات ومؤتمرات وقوى وطنية من 28 دولة حول العالم، إلى جانب نخبة من الأكاديميين والإعلاميين.

وتكتسب دورة هذا العام في إسطنبول، زخما كبيرا، بعد عامين داميين جراء الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين وما تبعها من حملات تهجير في قطاع غزة والضفة الغربية، وتغول الاستيطان ومحاولات ضم الضفة الغربية، وتداعيات المبادرات الدولية والأمريكية من أجل وقف إطلاق النار.

وقال البيان، إنه انطلاقا من إدراك المشاركين في الملتقى لأهمية توحيد وتنسيق الجهود في مواجهة تحديات المرحلة، فقد تم إقرار مجموعة من المخرجات.

وأضاف أنه من بين المخرجات التي تم إقرارها، “تشكيل وإطلاق الهيئة الوطنية للعمل الشعبي الفلسطيني، التي تضم المؤتمرات الشعبية والمبادرات والشخصيات الوطنية المستقلة، بحيث تشكل حالة تنسيق فعالة ومؤثرة لحشد الجهود والنهوض بالمسؤوليات الوطنية”.

ووفق البيان، تتولى الهيئة “دعم وإسناد نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال بكل أشكالها، وتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وحشد الجهود لمواجهة مخططات الضم والتهجير، والإسهام في معالجة آثار العدوان الوحشي وجرائم الإبادة”.

وحرب الإبادة الإسرائيلية في غزة بدأت في 8 أكتوبر 2023، وتوقفت بعد عامين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد أن خلفت أكثر من 69 ألف قتيل فلسطيني وما يزيد عن 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، مع كلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.

وبالموازاة مع الإبادة في غزة، أدت اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين معا إلى مقتل ما لا يقل عن 1072 فلسطينيا، وإصابة نحو 10 آلاف و700 إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألفا و500 آخرين، على مدار عامين.

كما تتولى الهيئة، بحسب البيان، “تسيق جهود المؤتمرات الشعبية، والمبادرات، والشخصيات الوطنية في مجال العمل الوطني، والتعبير عن الموقف الوطني من القضايا الكبرى، التي تتعلق بالقضية الفلسطينية، وتنظيم الحملات الإعلامية المشتركة”.

وأشار إلى أن الهيئة تقوم بـ”التقدم بمشروع تمثيل الفلسطينيين وتنظيم طاقاتهم وانتخاب ممثلين عنهم في الساحات التي يتيسر فيها ذلك”، والتنسيق وبناء التحالفات الممكنة على المستوى العربي والإسلامي، لمواجهة التهديدات والسياسات العدوانية التوسعية للكيان الصهيوني، التي تستهدف فلسطين والأمة، والتواصل مع الهيئات والقوى العربية لهذه الغاية”.

وشارك في الملتقى نحو 220 شخصية اعتبارية من داخل فلسطين والشتات، إضافة إلى ممثلين عن الجاليات والمؤسسات والهيئات الفلسطينية حول العالم.

وانطلق الملتقى في 2023 كمبادرة حرة ومنفتحة للحوار بين جميع أطياف الشعب الفلسطيني، بعيدا عن الانتماءات التنظيمية، وبهدف بلورة مواقف مشتركة تجاه القضية الفلسطينية.

*وحدة الصف ضرورة

وفي حديث للأناضول، أشار المتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج زياد العالول، إلى أهمية انعقاد الملتقى في هذا الوقت لا سيما بعد عامين على حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة من جهة وللوقوف بوجه “مشاريع تصفية” القضية الفلسطينية.

ويسعى الملتقى بحسب العالول، لإنشاء آلية تنسيق بين أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل وفي كافة أنحاء العالم.

وقال: “نسعى من خلال الملتقى للتوصل إلى اتفاق بين النخب الفلسطينية للتصدي للمشروع الصهيوني. الإدارة الأمريكية تسعى لفرض خطة جديدة تقوم على تصفية القضية الفلسطينية، وتتبنى الرواية الإسرائيلية التي تقوم على التطهير العرقي والتهجير”.

وأشار إلى أن صمود الشعب الفلسطيني في غزة وأيضا الموقف الرسمي العربي والإسلامي أفشلا هذا المشروع.

وأضاف العالول: “لا نستطيع أن نتصدى للمشروع الصهيوني الأمريكي إلا بوحدة فلسطينية تقوم على عدم استثناء أي طرف”.

وشدد على ضرورة تمثيل 7 ملايين فلسطيني في الخارج ضمن منظمة التحرير وفي مؤسسات صنع القرار الفلسطينية

وأضاف :” شعبنا الفلسطيني وخاصة في غزة بحاجة لتماسك الموقف الفلسطيني ويحتاج الدعم والإسناد”.

وانتقد العالول ما أسماه “مواجهات حزبية فلسطينية على النفوذ”، قائلاً: “يجب توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة تصفية القضية”.

وأوضح أن غزة أعادت القضة الفلسطينية لمركزيتها ليس عربيا فحسب بل عالميا قائلاً: “التحول الكبير في الشارع الغربي الأوروبي والأمريكي دفع ثمنه الشعب الفلسطيني باهظا.”

ولفت إلى أنّ الهيئة الوطنية للعمل الشعبي الفلسطيني التي تم تشكيلها ستمثل كل مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وحتى الجالية الفلسطينية في الأمريكيتين.

وقال : “من الآن فصاعدا سيكون هناك ما هو أشبه بمجلس تنسيقي سيعمل على التعبير عن نبض الشارع الفلسطيني”.

ودعا العالول في رسالته من يملكون القرار الفلسطيني للوحدة من أجل مجابهة ما أسماه “المشروع الأمريكي” قائلاً: “لا يمكن التصدي لهذا المشروع دون وجود توافق داخلي على مستوى الفصائل وخاصة حركتي حماس وفتح”.

وأكمل: “يجب أن يتنازل البعض من أجل المشروع الوطني، يجب أن تكون هناك وحدة دون شروط تقوم على الثوابت الوطنية وحماية المشروع الوطني الذي يراد تصفيته في ظل اختلاف الموازين الدولية”

**متحف الإبادة

أما هشام أبو محفوظ القائم بأعمال الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، فشدد على المشاركة الواسعة للشخصيات الوطنية الفلسطينية من الداخل والخارج في ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني.

وبين أن المشاركة الفلسطينية الواسعة في الملتقى تأتي استجابة لحساسية الوضع الراهن للقضية الفلسطينية بعد عامين من الإبادة الجماعية التي تعرض لها قطاع غزة”

وبين أبو محفوظ، أن الهيئة الوطنية للعمل الشعبي الفلسطيني التي تم تشكيلها “ستتولى تنسيق الأدوار وتطوير الدور الفلسطيني وتشبك بين طاقاته، لكي نكون قوة إلى جانب أهلنا في الداخل وتسعى للحفاظ على الحق الفلسطيني واستعادة الأرض واستمرار مشروع التحرير”.

ومن أهم المشاريع التي خلص إليها الملتقى، بحسب أبو محفوظ، تأسيس متحف الإبادة الذي يوثق ما جرى للشعب الفلسطيني ويوصل الرسالة للشرق والغرب.

وأثنى أبو محفوظ على دور الجمهورية التركية وشعبها في تقوية الموقف الفلسطيني سواء على صعيد الحراك الشعبي أوفي مفاوضاته أو في دعمه في معاناته.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی فی القضیة الفلسطینیة أبو محفوظ بعد عامین تقوم على فی غزة

إقرأ أيضاً:

ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني يكشف أسباب رفض الاحتلال تسليم غزة لـالسلطة

واصل ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث في إسطنبول، أعماله بجلسة ثانية تحت عنوان "ترتيب البيت الفلسطيني"، والتي هدفت إلى دراسة سبل إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية، وتعزيز الوحدة الوطنية، ووضع استراتيجيات لمواجهة التحديات الراهنة التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني.

وقدمت عضو اللجنة التحضيرية العامة لمؤتمر فلسطينيي الخارج، ربى مسروجي، افتتاحية الجلسة مؤكدة أن الهدف الرئيسي هو الوصول إلى إجابات للأسئلة الصعبة حول مستقبل البيت الفلسطيني، مع الحفاظ على إنجازات الماضي وعدم إلغائها، ووضع خطوات عملية في هذه المرحلة الاستثنائية.

معين الطاهر: نتائج الحرب وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني
استهل أمين سر الهيئة العامة في المؤتمر الوطني الفلسطيني، معين الطاهر، مداخلته بالتأكيد على أهمية استيعاب نتائج الحروب السابقة، مشيراً إلى صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الإبادة، ومع توقف إطلاق النار، فإن الحرب لم تتوقف فعلياً، خاصة بعد تقسيم غزة وخطط الاحتلال المستمرة، مثل خطة ترامب، التي ما زالت تهدد سكان غزة بالتهجير وكذلك معركة الاستيطان في الضفة الغربية.


وأشار الطاهر إلى أن ترتيب البيت الفلسطيني يحتاج إلى تشكيل قيادة موحدة وواسعة التمثيل تشمل كافة الفصائل الفلسطينية والنخب المختلفة، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتكون الفصائل جميعها والتي وصلت لـ25 فصيل جزءاً من الحل وليس المشكلة، إضافة إلى إعادة توحيد النقابات الشعبية وأسرى الحرية، مع إدماج قادة الأسرى في عملية التفاوض الوطني.

خالد الحروب: الوحدة الوطنية بين الصعوبات والواقع السياسي
من جانبه، ركز الكاتب والأكاديمي خالد الحروب على التحديات الواقعية للوحدة الفلسطينية، مشدداً على أن الوحدة ليست مجرد شعار بل تحتاج إلى إجراءات عملية على الأرض، وأوضح أن التجربة السابقة للتيارات والفصائل المختلفة أظهرت أن التشتيت أدى إلى استغلال الاحتلال والعدو للمناخ الفلسطيني.

وأضاف الحروب أن رفض الاحتلال الإسرائيلي للسلطة الفلسطينية في غزة رغم التنسيق الأمني يعود إلى عدم رغبة الاحتلال الإسرائيلي في رؤية فلسطين ككيان جغرافي واحد وموحد، مؤكداً أن الوضع الحالي يتطلب التفكير بواقعية والعمل على بناء قيادة فلسطينية جامعة تجمع الضفة وغزة، وتعزز حضور الشعب الفلسطيني على الساحة الداخلية والخارجية.

مقالات مشابهة

  • الحوار الوطني بإسطنبول يقر هيئة للعمل الشعبي وحملات لمواجهة الإبادة
  • ملتقى الحوار الوطني بإسطنبول يقر هيئة للعمل الشعبي وحملات لمواجهة الإبادة
  • الحوار الوطني الفلسطيني بإسطنبول يقر هيئة للعمل الشعبي وحملات لمواجهة الإبادة
  • كولومبيا: لا عدل ولا سلام دون وقف الإبادة وتحقيق النصر الفلسطيني
  • ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني يكشف أسباب رفض الاحتلال تسليم غزة لـالسلطة
  • انطلاق ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث في إسطنبول
  • انطلاق أعمال ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث في إسطنبول
  • انطلاق أعمال ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث في اسطنبول
  • انطلاق ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني في إسطنبول.. خنفر: المشروع الصهيوني يتصدع