أطلقت أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة رسالة تحذير جديدة، الاثنين، نبهت فيها إلى أن العلاقة المتفاقمة بين الجوع والنزاع تشكل "تهديدا إستراتيجيا ووجوديا" للأمن الدولي.

وشددت خلال مناقشة مفتوحة لمجلس الأمن حول انعدام الأمن الغذائي المرتبط بالنزاعات، على ضرورة التعامل مع هذه الأزمة على هذا النحو، موضحة أن "الحرب والجوع غالبا ما يكونان وجهين لأزمة واحدة".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رايتس ووتش وهارفارد: 7 خطوات عاجلة لوقف الأسلحة المتفجرة بالمناطق المأهولةlist 2 of 2توقيف سوريين بسبب "انتهاكات جسيمة" أيام النظام المخلوعend of list

وأشارت إلى إحصائيات تثبت الارتباط المباشر بينهما، حيث قالت إن النزاع المسلح هو الدافع لانعدام الأمن الغذائي الحاد في 14 من أصل 16 بؤرة جوع في جميع أنحاء العالم.

وسجلت المتحدثة ذاتها أن 295 مليون شخص واجهوا الجوع الحاد خلال العام الماضي، بزيادة قدرها 14 مليونا عن العام السابق له، كما أكدت أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع الكارثي تضاعف إلى 1.9 مليون شخص.

وأشارت نائبة الأمين العام إلى أن الرصاص والقنابل يدمران الحقول والأسواق والطرق، بينما يرد الجوع بـ"ضربة مماثلة" عبر تغذية اليأس والنزوح والعنف وتدمير النظم الغذائية.

غزة والسودان

كما ألقت الضوء على الأوضاع المأساوية في مناطق النزاع، إذ يواجه السودان أكبر أزمة جوع عالمية، حيث يُديم العنف المجاعة في دارفور وكردفان. أما في غزة حيث تأكدت المجاعة في أغسطس/آب "لا يزال وضعها وخيما"، مشددة على أن "الغذاء نفسه أصبح سلاحا" من خلال تكتيكات التجويع المتعمد.

وفي مناطق أخرى، لا يزال الملايين محاصرين في الحلقة المفرغة ذاتها في هاييتي واليمن ومنطقة الساحل وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وأشارت المسؤولة الأممية إلى "مفارقة صارخة" في الأولويات العالمية، إذ بلغ إجمالي الإنفاق العسكري 21.9 تريليون دولار خلال العقد الماضي، بينما لا يكلف القضاء على الجوع بحلول عام 2030 سوى 93 مليار دولار سنويا.

وحذرت أمينة محمد من أن تغير المناخ يسرّع الأزمة "بقوة مميتة"، مسجلة أن الفيضانات والجفاف يدمران المحاصيل وأراضي الرعي، كما ذهبت إلى أنه غالبا ما تتواجد البلدان الأكثر عرضة لتغير المناخ في ظل النزاع، وهو ما "ليس مصادفة".

إعلان

ودعت نائبة الأمين العام المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري عبر 4 ركائز، تتمثل أولاها في ضمان تدفق المساعدات، وصمود وقف إطلاق النار ودعم القانون الإنساني الدولي، فيما تتعلق الثانية بتعزيز النظم الغذائية لتكون طريقا للانتقال من الهشاشة إلى الصمود.

كما حثت على اعتبار العمل المناخي ركيزة أساسية للأمن الغذائي والسلام، فضلا عن التأكيد على أن الحلول السياسية وحدها هي التي تنهي الحرب، وأن تحقيق السلام يتطلب التعامل مع الغذاء والزراعة كضرورات إستراتيجية.

وشددت على أن نهج الترابط أصبح ضروريا وركيزة مهمة، وقالت: "لا يمكننا معالجة الأمن الغذائي دون معالجة الأسباب الجذرية للنزاع"، كما أكدت أن بناء السلام لا يمكن أن يتم دون ضمان قدرة الناس على إطعام أنفسهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات حريات

إقرأ أيضاً:

احتجاج إسرائيلي على تصريحات أممية تشكك بمزاعم حصلت في 7 أكتوبر

سلطت صحيفة "إسرائيل اليوم" الضوء على تصريحات الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد المرأة والفتيات ريم السالم، والتي أثار عاصفة سياسية وإعلامية داخل الأمم المتحدة، بعدما فُسّرت في إسرائيل على أنها تشكيك بوقوع جرائم جنسية منسبوبة لـ"حماس" خلال هجوم 7 أكتوبر 2023.

وكانت سالم قد كتبت عبر منصة "إكس": "لم يُعثر على أي تحقيق مستقل يُثبت وقوع اغتصاب في السابع من أكتوبر، ولم يُشِد أي فلسطيني بالاغتصاب في غزة"، وهي تصريحات تتعارض مع نتائج أممية رسمية صادرة العام الماضي.

ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن تصريحات سالم أثارت ردود فعل غاضبة داخل تل أبيب، منوهة إلى أنها نشرت تغريدات إضافية تهاجم إسرائيل.
 
وكتبت في أحد منشوراتها أن "الكتابة كانت على الحائط"، وأن "الحصانة من العقاب على الجرائم ضد الفلسطينيين قائمة منذ عقود"، مضيفة في منشور آخر أن "البعض يعتقد بسذاجة أن تحقيقا فعالا سيجري في إسرائيل ضد مرتكبي العنف الجنسي ضد الفلسطينيين".



وردّ داني دانون، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، بعنف على تصريحاتها، قائلا عبر منصة إكس: "يجب إقالة أي ممثل للأمم المتحدة ينكر اغتصاب حماس"، واصفا ما نشرته بأنه "عار أخلاقي، وإهانة للضحايا وعائلاتهم، وانتهاك لكل معيار دولي أساسي"، واتهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن "صمته يعني التواطؤ".

وأجبرت الانتقادات السالم على إصدار توضيح لاحق، قالت فيه إن تصريحاتها "أخرجت من سياقها"، مشيرة إلى مقابلة ذكرت فيها أنها تحدثت عن اعتداءات جنسية وقعت في السابع من أكتوبر، وأنها راجعت معلومات إضافية من مصادر مختلفة.

وزعمت أنها كانت تسعى لتسليط الضوء على مسألة الأدلة الجنائية، والجدل حول التحقيقات المستقلة، إلا أن توضيحاتها لم تُخفف من حدة الهجوم عليها.

ويشير تقرير "إسرائيل اليوم" إلى أن السالم كانت مسؤولة رفيعة في الأمم المتحدة قبل أن تضرب القضية مصداقيتها، خصوصا أن الأمم المتحدة اعتمدت موقفا مؤسسيا مختلفا قبل نحو عام، فقد نشرت براميلا باتن، الممثلة الخاصة المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع ووكيلة الأمين العام، تقريرا شاملا في نيسان/ أبريل 2024، اعتُبر حتى الآن الوثيقة الأممية الأساسية التي تقرّ بحدوث فظائع جنسية ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر.



وحسب التقرير، قامت باتن وفريقها خلال زيارتهم لإسرائيل في كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير 2024 بفحص أكثر من 5000 صورة ونحو 50 ساعة من اللقطات، وزاروا مواقع رئيسية شملت مهرجان نوفا، الطريق السريع 232، كيبوتس رييم، كيبوتس بئيري، وقاعدة نحال عوز، كما عقدوا اجتماعات مع مسؤولين حكوميين، والجيش الإسرائيلي، وجهاز الأمن العام (الشاباك)، والشرطة، إلى جانب الضحايا وشهود العيان وعائلات المختطفين ومنظمات المجتمع المدني.

ومع ذلك، يشير التقرير إلى أنه في آب/ أغسطس الماضي نشرت باتن التقرير السنوي للأمين العام حول العنف الجنسي في النزاعات المسلحة، حيث مورست ضغوط سياسية لوضع حماس وإسرائيل في موقع متساوٍ، لإظهار ما وصفته الصحيفة بـ"وهم المساواة الأخلاقية بين الطرفين".

وفي النهاية، ورد اسم إسرائيل في التقرير ضمن "تحذير" بإمكانية إدراجها على "القائمة السوداء" العام المقبل، على خلفية ارتكابها "انتهاكات منهجية" تتعلق بمزاعم عنف جنسي ضد سجناء فلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • نائبة الأمين العام للأمم المتحدة: النزاع والجوع وجهان لأزمة واحدة
  • نائبة الأمين العام للأمم المتحدة تدين استخدام الجوع كسلاح
  • الأمم المتحدة: 17 مليون يمني يعانون الجوع الشديد والعدد يتزايد
  • بسبب الجوع.. ملايين اليمنيين يحلمون فقط بالبقاء على قيد الحياة
  • السودان يتصدر الدول الأكثر تضرراً من فقدان الأمن الغذائي بسبب النزاع
  • احتجاج إسرائيلي على تصريحات أممية تشكك بمزاعم حصلت في 7 أكتوبر
  • في معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا.. الذكاء الاصطناعي يفرض واقعًا جديدًا للأمن السيبراني
  • تهدد الأمن الغذائي.. الحرب تفتك بالثروة الحيوانية في غزة
  • مشروع إنتاج وتسويق الموز في ولاية السويق يسهم في تعزيز الأمن الغذائي