صحيفة التغيير السودانية:
2025-05-11@19:00:03 GMT

مابعد الإستقالة !!

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

مابعد الإستقالة !!

صباح محمد الحسن

تفتح إستقالة فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة (يونيتامس) بالسودان نافذة جديدة ربما تأتي برياح عاتية تزعج خصومه يكون تأثيرها أكبر من وجود الرجل في المنصب فمخطيء من يعتقد إن فولكر تقدم بإستقالته لأن ليس لديه مايقدمه، على العكس قدم فولكر كل شي عنده ومن بعدها تقدم بالإستقاله، فالبعض يجهل إن عمل البعثة الأممية هو تسهيل عملية الإنتقال الديمقراطي وليس تحقيق التحول الديمقراطي
هذا الفهم المغلوط هو الذي أجج الحماس في نفوس الفلول ودفعها لطرد الرجل، وعاد وسيطر عليها الأمس مجددا لتهلل فرحا بذهابه !!
فإعلام الفلول تأبط الخبر لكن تجاهل ما وراءه اما جهلا، او قصداً حتى ينال نصيبه من التصفيق بعملية (التبشير).


وتفتح إستقالة فولكر نافذة جديدة لأن الخطاب الذي بعث به الدكتور عبد الله حمدوك لمجلس الأمن يطلب فيه بعثه سياسية توقع بين سطوره عرقلة عمل البعثة للحيلولة دون إكمال عملها لذلك أشار الي إنه اذا فشلت مهمة البعثة يجب الإنتقال الي البند السابع.
فالذي يأتي خلفا لفولكر لن يأتي بتفويض أقل منه، كما أن البعثة السياسية ستستمر في عملها برئاسة جديدة، لكن الأخطر هو إستبدالها ببعثة عسكرية وهو أمر أقرب للحدوث من غيره في بلد تشتعل فيها الحرب.

فرحيل فولكر أشبه برحيل أوكامبو الذي حاربته الفلول وطالبت برحيله، فغادر بعد أن دفع بكل التقارير الخطيرة عن كل ما إرتكبه نظام البشير من فظائع بإقليم دارفور فتفاجأ الناس بقرار المحكمة الجنائية ضد البشير بعد القرار الذي إستند على تقرير اوكامبو وليس على بقاءه ووجوده

وفولكر عندما تقدم البرهان الي الأمم المتحده بطرده لم يستجب غوتيريس وقال أنه يثق فيه، وهذا يعني أن إستقالة فولكر لم تأت إستجابة لطلب الحكومة السودانية بدليل أن فولكر بعدها واصل عمله من مكتبه بأديس أبابا واكمل تقاريره من هناك وخاطب جلسة لمجلس الأمن

إذن لم تنته اللعبة بعد، ومضحك أن تفسر الفلول ذهاب فولكر أنه إنتصار للدبلوماسية السودانية فنجاح الدبلوماسيات يجسده العمل على منع القرارات الدولية وإفشال عملية إنزال العقوبات والحد من تأثير التقارير السالبة التي ترفع ضد البلاد، نجاحها ليس في طرد المبعوثين، فإن كانت الدبلوماسية السودانية ناجحة إذن نحن ننتظر إنجازها في الحد من وقوع قرارات قادمة، وإن كانت (مبسوطة) الآن بإستقالة فولكر وتعده نجاحا لها فمن الأفضل لها أن تأتي لتفتح محلات في (سوق العيش) بالقضارف.

ولم تأت إستقالة فولكر صدفة جاءت بترتيب دقيق وقبولها يعني إتجاه الأمم المتحدة للموافقة على دخول قوات دولية سيما أن التوقيت الآن مناسب جدا للإنتقال من خيار الحل السياسي الي الحل العسكري
لهذا فإن الخبر ليس في إستقالة فولكر، الخبر مابعد الإستقالة، وعند إدراك هذه الحقيقة يجب الإدراك أيضا أن ليس هناك فرصة جديدة لممارسة هواية التضليل وطرد من يأتي بعد فولكر، او مناهضة أي قرار جديد، حتى لم تعد الطرق آمنه في الخرطوم لزحف أخضر الي مكاتب الأمم المتحدة، إنتهى الوقت.

طيف أخير:

شكل التوقيع على مسودة جدة لن يختلف عن التوقيع على مسودة نيفاشا، وقتها قالت الحكومة إنها لن توقع وانسحب الوفد وعاد الي السودان، عندها طلب المجتمع الدولي تفويض أعلى فدفعت الدولة بعلي عثمان ووقعت الحكومة فما أشبه عثمان بالبرهان في الليلة والبارحة !!

نقلاً عن صحيفة الجريدة

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إستقالة فولکر

إقرأ أيضاً:

" ناصر" الذي لَمْ يَمُتْ.. !! (٢-٢)

*٢٣اكتوبر١٩٥٤م أنتجت مصر أول (طلْقة) وازدهرت الصناعة الحربية ما بين صناعة الدبابات والطائرات والصواريخ والمعدات الثقيلة.

* نشبت حربٌ أهلية عقب ثورة اليمن ١٩٦٢م وبناء على طلب الثوار و( بقرار لم ينفرد به عبد الناصر) أرسَلَت مصر بعض القوات ١٩٦٢م لمناصرتهم وعادت ١٩٦٧م)، وكان من نتائج الحرب خروج القاعدة البريطانية من " عدن" ١٩٧١م مِمَّا أتاح لمصر اتفاقها مع اليمن علي إغلاق مضيق "باب المندب" أمام إسرائيل أثناء حرب أكتوبر ١٩٧٣م. (يعتبر المَضيق شريان الحياة لقناة السويس).

* كانت نكْسَة ١٩٦٧م نقطةَ انطلاقٍ جديدة لإعداد الجيش بإقامة المنشآت العسكرية التعليمية المتطوِّرة لتأهيل الأفراد (ضباطا وجنودا)على أعلى مستوى من الدراسة واستخدام أحدث الأسلحة والمُعِدَّات الحربية.

* ومن حنكة "عبد الناصر" العسكرية والسياسية خِداع العدو لكسب الوقت بموافقته على مبادرة "روجرز" الأمريكية ١٩٧٠م لوقف القتال مع العدو٩٠ يوماً، استغلها عبد الناصر في استكمال حائط الصواريخ بامتداد الجبهة والذي منع طيران العدو من اختراق العُمْق المصري بعد غاراته التي ردَّ بها على الضربات المصرية المُوجِعة خلال حرب الاستنزاف، فكان حائط الصواريخ من أهم عوامل نجاح عبور الجيش ١٩٧٣م والذي لم يُستَغَل على وجه أفضل لاسترداد (كل) الأرض العربية بلا تنازلات.

* فبراير١٩٩٢م أصبحت أكاديمية "ناصر" تضم: ( كلية الحرب العليا- كلية الدفاع الوطني- مركز الدراسات الإستراتيجية) لتأهيل وتنمية قدرات كبار الضباط. وكذلك تأهيل وتنمية قدرات ومهارات كبار العاملين المدنيين بالدولة لتولي المناصب القيادية.

* "عبد الناصر" لم يكن زعيماً أو رئيساً مهيباً ثائراً فَحَسْب بل رمزاً وطنياً وتاريخاً خالداً في ذاكرة مَنْ يرفعون صورته (فخراً واستلهاماً) في المناسبات الوطنية، ويُدرِكون عُمْقَ فِكره السياسي والعسكري، وقيمة مشروعاته الإنسانية والاجتماعية كمِظلَّةٍ للبُسَطاء والمُهَمَّشين.

*"جمال عبد الناصر" أُطلِقَ اسمه على أحد أهم شوارع "موسكو"، وأقيمت له تماثيل وميادين في العواصم العربية والإفريقية التي ساعد في تَحَرُّرِها من الاستعمار.

* ١٩٥٩م أصدر "عبد الناصر" قراره (٨١٥) بإنشاء مدينة بالصحراء المتاخِمة للعباسية ضِمن مشروع التَّوسُّع العمراني، واقتَرَحَتْ الوزارة إطلاق اسم "ناصر" علي المدينة الجديدة لكنه رفض الاقتراح وطلب تسميتها مدينة (نصر) باعتبارها نصراً لمشروعات الثورة العمرانية.

* وعَقِبْ وفاته أراد الرئيس " السادات" أن يُظْهِر وفاءه لعبد الناصر، وأنه سيكمل مسيرته، فأطلق اسمه على كُلِّ ما عُرِفَ باسم "ناصر" (بحيرة ناصر، استاد ناصر، معهد ناصر، أكاديمية ناصر.. الخ ) وقال جُمْلَته الشهيرة "كُلُّنا جمال عبد الناصر".

مقالات مشابهة

  • بلقاسم: اللجنة الاستشارية تفتقد للضمانات الكافية للقبول بنتائجها
  • البعثة الأممية ستنشر مخرجات “اللجنة الاستشارية” على مراحل وتعتمدها كلجنة دائمة
  • " ناصر" الذي لَمْ يَمُتْ.. !! (٢-٢)
  • بلها: استبدال الانتخابات الرئاسية بمجلس رئاسي ثلاثي
  • امطيريد: واشنطن تضغط عبر البعثة.. والحكومة الموحدة قد لا تسبق الانتخابات
  • وزارة الداخلية تعلن عن ترتيبات بعثة الحج المصرية لموسم 1446هـ: راحة الحجاج أولوية
  • القطراني: تشكيل حكومة موحدة في ليبيا أمر مستبعد  
  • سفير مصر بجنوب إفريقيا يكرم بعثة التصديري للصناعات الغذائية
  • بتأييد 12 عضواً .. مجلس الأمن الدولي يمدد ولاية بعثة حفظ السلام في دولة جنوب السودان
  • مجلس الأمن يقرر تمديد البعثة الأممية بجنوب السودان