أصدر معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة ، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، قراراً بإطلاق “جائزة الرئيس الأعلى للفنون”.

وقال معالي زكي نسيبة: “ يأتي إنشاء هذه الجائزة تعزيزاً لروح الثقافة والفنون والإبداع في الجامعة بما يخدم الاستراتيجية الوطنية للثقافة والفنون، حيث تكمن أهميتها في قدرتها على تنمية بيئة ثقافية وفنية مُتفرّدة في جامعة الإمارات، تُساهم في تأسيس بيئة إبداعية مُستدامة وتكون حاضنة مُتميّزة تُطلق العنان للمواهب الإبداعية، وتُكرّس روح الابتكار الثقافي والفني المُبدع، بحيث تصبح الجامعة وجهة مُفضّلة للمُبدعين على المستوى المحلي والاقليمي”.

وأضاف تُشكّل الثقافة والفنون إحدى الركائز المُهمّة في بناء الدولة، وهي من القطاعات التي توليها قيادتنا الرشيدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” رعاية واهتمام عبر إيجاد بيئة مُستدامة تضمن استمرار عطاء الشباب المُبدع، وتُثري المشهد الثقافي العام في الإمارات.

وأوضح معاليه: ” أنه وحرصاً من جامعة الإمارات على تعزيز الجهود المُشتركة، وانطلاقاً من إيماننا بأن تحفيز الثقافة الإبداعية الفنية مسؤولية مُشتركة بين جميع المؤسسات، جاء إطلاق هذه الجائزة لتمكين مجتمع أسرة الجامعة من تقديم محتوى ثقافي وفني مُتميّز ومُبدع، وتعميق فهم المجتمع بما توفّره الثقافة والفنون من عوالم إبداعية وفكر ابتكاري تنموي مُستدام، يُسهم في التقريب بين الشعوب والأفراد، حيث يُمكن للفن مدّ جسور التواصل والتقارب والتعارف بين شعوب العالم، ويُشكّل اللغة المُشتركة التي تتجاوز الفوارق بين الحضارات والثقافات ويفتح فيما بينها آفاق التسامح والمحبة والإخوة الإنسانية”.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

“عطش في عروق الثقافة”.. تعز تغوص في أزمـة مائية تهدد وجودها الإنساني (تقرير خاص)

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من محمد عبدالقادر اليوسفي

على أطراف حي الضربة وسط مدينة تعز (جنوب غربي اليمن)، تقف أم سليم يوميًا عند زاوية حوش منزلها بقلقٍ مُرهق، تراقب الأفق بحثًا عن أي أثر لصهريج المياه المنقذ. مرّت خمسة أيام عصيبة منذ أن دَفعت 18 ألف ريال – ما يعادل نصف راتب زوجها الشهري – لتعبئة خزان منزلها بصهريجٍ لا تتجاوز سعته ألفي لتر.

تقول بصوتٍ يختلط فيه اليأس بالألم: “صرنا نُنفق على الماء ضعف ما نُنفقه على الطعام، لكن حتى هذه السلعة صارت سرابًا نطارده كل يوم”.

في المدينة التي نُعِتت يومًا بـ”عاصمة الثقافة اليمنية”، تتحول مشاهد الانتظار المُذِل خلف صهاريج المياه إلى روتين يومي، وسط أزمة متشعبة الأسباب: جفاف يضرب الأحواض المائية، واستنزافٌ جائر للآبار، وتقاعسٌ مؤسسي مُريب. بينما تُسجل أسعار المياه ارتفاعاتٍ جنونية، يغيب أي تدخل عاجل من الجهات الرسمية، وكأن حياة الآلاف وكرامتهم باتت رهينة سوقٍ سوداء تتحكم بها أيادٍ خفية.

ماء أم خبز؟.. معادلة البقاء المستحيلة

في حي البعرارة، يقطع علي حسن – عامل بأجر يومي وأب لأربعة أطفال – مسافة كيلومترين يوميًا حاملًا جرارات بلاستيكية فارغة.

وجهه المُتعب يختصر معاناةً جماعية: “أقضي ساعتين يوميًا لأملأ الجرار من خزان مدرسة مهجورة. إذا ذهبت للعمل، نحرم من الماء، وإذا جلبته، نفقد قوت اليوم”. كلماته لا تصف حاله وحده، بل حال آلاف الأسر التي تحوَّل الماء لديها إلى “هاجس وجودي” يُهدد استقرارها المعيشي.

تؤكد لميس الصوفي – إحدى سكان المدينة – أن الأزمة تجاوزت كل التوقعات: “وصلنا لمرحلةٍ كارثية. لا خدمات أساسية، ولا كهرباء، والماء صار سلعةً نادرة بأسعار خيالية”.

وتضيف في حديثٍ لـ”يمن مونيتور”: “خمسة آلاف لتر من الماء تُكلف الآن 40 ألف ريال، بعد أن كانت 20 ألفًا قبل أشهر. حتى المطر صار شحيحًا، وكأن السماء تشارك في حصارنا”.

من جانبه، يصف محمد الصبري من حي الجمهوري الوضع بأنه “حصار مائي مُتعمَّد”: “الماء أضحى أزمة كل بيت. نعيش تحت سطوة سماسرة الصهاريج، بينما الجهات الرسمية تتعامى عن معاناتنا”.

المدارس والمستشفيات.. ضحايا غير مباشرة

لا تقتصر الكارثة على المنازل، بل تمتد إلى المدارس والمراكز الصحية التي تتحول إلى مساحاتٍ مهددة بالأمراض بسبب انعدام المياه النظيفة.

في مدرسة “النهضة” التي تحوّل فناءها إلى نقطة تجميع للمياه – يقول مدير المدرسة: “التلاميذ يغيبون أيامًا بسبب أمراض الإسهال. كيف نُعلمهم تحت شمسٍ حارقة وهم عطشى؟”.

مؤسسة المياه: غيابٌ في لحظة مصيرية

رغم تفاقم الأزمة، تغيب مؤسسة المياه المحلية عن المشهد تمامًا. شبكة الأنابيب في أحياء “الحوض” و”الحصب” و”بئر باشا” – التي كانت يومًا مصدر فخر – تحوَّلت إلى هياكل صدئة.

يقول أحد السكان: “الأنابيب مجرد ديكور منذ سنوات. كأنها نصب تذكاري لعصرٍ كان الماء فيه حقًا، لا امتيازًا”.

عند محاولة التواصل مع مدير المؤسسة، لم يُجب على اتصالات “يمن مونيتور”. لكن مصدرًا إداريًا – طلب عدم الكشف عن اسمه – برر التقاعس بـ”انعدام الكهرباء والتمويل”. إلا أن مراقبين يُشيرون إلى أن هذه المبررات لا تُخفف من الجرم المزدوج: إهمال المؤسسة، وتواطؤها الضمني مع شبكات استغلال الأزمة.

المبادرات الدولية.. قطرة في محيط العطش

في ظل غياب الدولة، تحاول منظمات دولية تقديم حلولٍ ترقيعية، مثل توزيع خزانات أو صيانة آبار مجتمعية. لكن المهندس أحمد الصنوي – منسق مشاريع مياه سابق – يرى أن هذه الجهود “لا تُغطي 15% من الاحتياج الفعلي”.

وأضاف في حديثيه لتقريرنا: “المشكلة بنيوية. الاعتماد على الصهاريج خلق سوقًا سوداء يهيمن عليها المتنفذون، بينما يُدفع المواطن ثمن الفساد واللامبالاة”.

جفافٌ مناخي.. وحربٌ تُجفف الأرض

يربط الخبير البيئي عبدالكريم السبئي الأزمة بالتغير المناخي: “انخفضت معدلات الأمطار 60% خلال عقد، ما أدى لتناقص تغذية الخزانات الجوفية”. ويحذر: “تعز مُهددة بجفاف شامل خلال 5 سنوات إذا استمر الاستنزاف. نحن أمام خطرٍ وجودي”.

من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية استغلال المياه كسلاح: “الأحواض الشمالية تحت سيطرة الحوثيين، والآبار المتبقية ملوثة أو جافة بسبب التوسع العشوائي في زراعة القات”.

ويشدد على أن الحل الجذري يكمن في “تنفيذ مشروع محطة تحلية مياه البحر في المخا”، الذي جُمِّد بسبب الحرب.

الماء رفاهية.. والحياة انتظارٌ

وسط هذا المشهد، يبدو سكان تعز وكأنهم أمام خيارين مريرين: إما دفع نصف دخلهم لشراء الماء، أو الاستسلام لعطشٍ يهدد صحتهم وحياتهم. بينما تغيب خطط الإنقاذ، تترسخ قناعة بأن الماء – ذلك الحق الأساسي – صار هنا سلعةً تُقاس بالدماء، لا بالأموال.

و في المدينة ذات الكثافة السكانية العالية والتي طالما ناضلت من أجل البقاء، تُكتب الآن فصولٌ جديدة من المعاناة، حيث يُختزل الإنسان إلى مجرد ظمءٍ يسير على قدمين.

مقالات مشابهة

  • البرهان يصدر قرارا سياديا في 4 نقاط بتوجيهات صارمة
  • “صرخة غزة”.. معرض تشكيلي يجسّد المظلومية الفلسطينية بروح يمنية أصيلة
  • وزير الثقافة يفتتح المعرض التشكيلي “صرخة غزة”
  • أمير القصيم يدشّن جائزة “الحركان” للقرآن الكريم والسنة النبوية وعلومها في دورتها 6
  • حزب الإصلاح والنهضة يُكلف الدكتورة ولاء بلال بمنصب أمينة الثقافة والفنون
  • نسيبة: التزامنا راسخ بتوفير أحدث التقنيات لدعم البحث العلمي
  • “عطش في عروق الثقافة”.. تعز تغوص في أزمـة مائية تهدد وجودها الإنساني (تقرير خاص)
  • المنشاوى يصدر قرارا بتجديد ندب أحمد نادى مديرا لإدارة الإعلام بجامعة أسيوط
  • موهوبو السعودية مستعدون للتألق في “آيسف 2025”
  • بنسبة نمو 1200 %.. “العدل”: مركز المصالحة يصدر 132 ألف وثيقة صلح خلال 2024