البوابة نيوز:
2025-05-09@20:44:07 GMT

الكنوز المجهولة لشادى عبد السلام.. وغيره!

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

قدرنا كمصريين أن نولد فى بلد يزخر بالحضارة فى كل جنباته، وهو ما جعلنا دائمًا نزهو ونفتخر بتاريخنا العريق المتنوع الذى لا مثيل له.. ولكن هذا التاريخ وتلك الحضارة لولا أنها وجدت من القدماء من يحافظ عليها ويوثقها، ما وصلت إلينا!..والسؤال هنا هل نشأتنا فى قلب حضارة ممتدة منذ آلاف السنين،

جعلنا نحن أيضًا شغوفين بالتوثيق لحاضرنا الذى سيصبح تاريخا للأجيال القادمة؟!.

. أم أننا ما زلنا منشغلين بالزهو بأمجاد القدماء، ولا ندرك القيمة الحقيقية

لبعض من يصنعون أو حاولوا صنع حضارة حديثة ومتطورة يجدر بنا أن نفتخر بها وبهم، ونبنى على ما صنعوه، ونتعلم منه؟!.. ما دفعنى للتفكير فى هذا الأمر هو أننى منذ عدة أشهر أعيش فى رحاب المؤلف الموسيقى جمال سلامة، وذكرياته منذ طفولته وحتى وفاته.. فبسبب قربى منه فنيًا وإنسانيا؛ً كان يحكى

لى الكثير من الذكريات الثرية التى كانت تفاجئنى وتبهرني، ففكرت حينها فى توثيق تلك الحكايات فى كتاب، لإدراكى بأهميته وثقله الفني، والذى قد يغيبعن الكثيرين رغم الشهرة التى حققها!.. وعندما عرضت الفكرة عليه تحمس بشدة، وبدأنا فى تسجيل كل ما يتذكره منذ طفولته، وحتى من قبل ميلادهمما كان يسمعه من والديه.. وللأسف تأخر الكتاب كثيرًا لما يتطلبه من جهد ووقت، فى ظل ظروف الحياة وإيقاعها اللاهث، ولم أستطع تحقيق حلمى

المشترك مع الدكتور جمال بالإنتهاء من الكتاب فى حياته!.. ولكن ظلت تسجيلاته الصوتية والمرئية معى بمثابة أمانة فى عنقى، أرجو من الله تعالى أن

يوفقنى فى إتمامها بالشكل اللائق.. وحين شرعت فى الكتابة، كان كل همى وما يعنينى هو جمال سلامة، كواحد من أهم مبدعى مصر فى عصره، والتوثيق والمعلومات التى كنت أسمعها منه، وأعرف من خلالها أحداثًا هامة لم توثق بأى صورة من الصور، ولكن بمجرد أن بدأت فى تفريغ وصياغة التسجيلات التى سجلتها معه، وجدت أننى أفتح أبوابًا من المعرفة لم تكن على البال أو الخاطر!.. وبدأت أفتش فى معلومات أحتاج معرفتها وتوثيقها، وبدأت تتفجر داخلنا الكثير من الأسئلة، والجوانب الغامضة التى حاولت البحث عنها، كى تكون المعلومات التى أكتبها نقلًا عنه كاملة ودقيقة.. وفوجئت خلال تلك الرحلة التي لم تنته بالكثير من المعلومات، وشعرت وكأننى أقرأ تاريخنا الثقافى والفنى المعاصر بشكل جديد ولكننى كما فوجئت بمعلومات أبهرتني، وجعلتنى أنتشىفخرًا بما وصلت إليه مصر خلال الفترة التى عاشها جمال سلامة، شعرت أيضًا بالخطر وبالإحباط والخوف الشديد، بسبب غياب التوثيق والتسجيل للكثيرمن المعلومات الهامة، رغم عدم صعوبة هذا الأمر فى وقتنا الحالى!.. فوجدت أن هناك الكثير من الشخصيات الهامة والمؤثرة التى لم تلق أى اهتمام أو توثيق وكذلك الكثير من الأماكن والمؤسسات والأحداث والإنجازات، والتى لم يلق عليها أى ضوء!..وأصبحت الكثير من المعلومات والأحداث لا يعرفها سوى من عاصروها فقط، والذين فقدنا بعضهم، والبعض الآخر ما زال يعيش بيننا دون أن نحاول الإستفادة منهم، لحفظ وتوثيق ما تبقى!.. وعلى سبيل

المثال، أحزننى بشدة ما اكتشفته عن الإبداع الضائع للمخرج الفذ متعدد المواهب شادى عبد السلام! رغم ما حققه من شهرة ونجاح وجوائز وتكريمات محلية وعالمية!، فقد روى لى الدكتور جمال أنه فى بداياته عام ١٩٧٢ تقريبًا، قام بوضع الموسيقى التصويرية لفيلم تسجيلى تم تصويره كله تحت

الماء!..وأن المخرج العبقرى شادى عبد السلام كان مكلفًا من قبِل مؤسسة السينما بعمل أفلام جديدة وفيها فن وإبداع -حسب قوله- وحينما طلب منه

وضع الموسيقى قال له: "أنا عندى فيلم هيتصور كله تحت المايه، فعايزك تعمل موسيقى ما تبقاش عادية، تخيل الموسيقى اللى تحت المايه تبقى إزاى"

وبالفعل وضع الدكتور جمال موسيقى الفيلم مستخدمًا الأورج، وحصل على جائزة عن موسيقى هذا الفيلم الذى لم يتذكر إسمه! ولكن الكارثة أننى حينما حاولت توثيق تلك المعلومات، لم أجد أى أثر أو معلومة عن هذا الفيلم الهام والرائد فى ذلك الوقت! سواء فى الكتب أو من بعض المقربين من المخرج

الكبير، ولكن المعلومة الوحيدة التى توصلت لها، أنه تولى عام -١٩٦٩ أو ٦٨- ما يطلق عليه مركز الفيلم التجريبى التابع لمؤسسة السينما، والذى أنشأته

وزارة الثقافة، وأن شادى عبد السلام قدم الكثير من الأفلام التسجيلية، بخلاف الأفلام القليلة التى تنسب إليه فقط، ولم أستطع حتى الآن الوصول لقائمة

لكل أفلامه! أو للأفلام التى أنتجها مركز الفيلم التجريبى! كما حاولت البحث فى تاريخ هذا المركز ولم أجد معلومات وافية سوى أن هذا المركز قدم الكثيرمن الأفلام التسجيلية التى تميزت بمستويات رفيعة للغاية! ولا أعلم كيف نترك تاريخًا كهذا دون أن نعرفه، ودون أن نعرضه على شاشاتنا؟! وهل هذه

الأفلام موجودة أم فقدت! وكيف تكون معلوماتنا منقوصة إلى هذا الحد عن أحد أهم مخرجينا الذين صنعوا مدرسة وبصمة سينمائية متفردة؟!..وإذا كنا

نفتقد المعلومات عن قامة كشادى عبد السلام، فماذا عن من هم دونه؟!..هل ندرك قيمة التوثيق الدقيق للشخصيات والأماكن والمؤسسات وكل ما نعيشهمن أحداث؟!..فالدول المتطورة تعى جيدا قيمة التوثيق لأحداثها وشخصياتها وعاداتها وكل معلوماتها وتفاصيلها بدقة، إدراكا منهم بأنهم يوثقون التاريخ

المعاصر لبلادهم، حتى تقرأه الأجيال القادمة بوعى ويتعلموا ممن سبقوهم!..فهل سنترك تاريخنا الثقافى يضيع ويندثر؟!ونظل نتفنن فى إهدار الفرص التىيمكننا بها صناعة تاريخ تفتخر به الأجيال القادمة؟!.

د. رشا يحيى: أستاذة بأكاديمية الفنون

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الأفلام التسجيلية عبد السلام الکثیر من

إقرأ أيضاً:

برلماني عن الإيجار القديم: نريد تحرير القيمة الإيجارية ولكن بضوابط

قال النائب عاطف المغاوري، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع، إن الحكم الصادر مؤخرًا من المحكمة الدستورية بشأن الإيجارات القديمة ليس بجديد، وإنما يعود تاريخه إلى نحو 40 عامًا، ما يثير تساؤلات حول توقيت إظهاره الآن، مشيرًا إلى أن له دلالات سياسية واجتماعية يجب التوقف عندها.

جاء ذلك خلال حلقة نقاشية ينظمها حزب الاتحاد برئاسة المستشار رضا صقر لمناقشة اقتراحات قانون الإيجار الجديد، وذلك بالتعاون مع اتحاد مستأجري مصر.

الشاهد يطالب الحكومة بإعادة النظر في مشروع قانون الإيجار القديمحزب الحركة الوطنية يطالب الحكومة بإعادة النظر بمشروع قانون الإيجار القديمبرلماني يوضح أبرز بنود تعديل قانون الإيجار القديم والتوازن بين المؤجر والمستأجررفع الإيجار إلى 8 آلاف جنيه.. مفاجآت من داخل مناقشات مشروع قانون الإيجار القديم

تشهد الحلقة حضورا لذات الصلة بمشروع قانون الإيجار الجديد المعروض على البرلمان بينهم شريف الجعار رئيس اتحاد مستأجري مصر وبحضور النائب عاطف المغاوري رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع، والنائب إيهاب منصور رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، ومحمد الشورى نائب رئيس حزب الاتحاد.

وأضاف المغاوري أن إلزام البرلمان بإصدار تشريع قبل نهاية دور الانعقاد لا يحمل صفة الإلزام القانونية، بل يُعد توصية يمكن للمجلس أن يأخذ بها أو لا، مؤكدًا أن البرلمان لم يتجاوز حكم المحكمة الدستورية، بل إن الحكومة هي التي تجاوزته، حين قدمت مشروع قانون يتخطى ما ورد في حكم 2002 الذي أكد امتداد العقد للجيل الأول، وتحدث فقط عن تحريك القيمة الإيجارية.

ووصف النائب مشروع قانون الحكومة بأنه "قنبلة موقوتة"، محذرًا من خطورته على السلم المجتمعي، موضحًا أن نص المشروع يضاعف القيمة الإيجارية بمعدل 20 ضعفًا، وبحد أدنى 1000 جنيه في المدينة و500 جنيه في القرية، وهو ما يمثل عبئًا غير محتمل على قطاعات واسعة من الشعب.

وأعلن رئيس برلمانية حزب التجمع تأييده لتحرير القيمة الإيجارية ولكن وفقًا لضوابط، تشمل تحديد القيمة بناءً على تاريخ بناء العقار وتحرير عقد الإيجار، مع تعويض المالك الأصلي فقط، وليس من أسماهم بـ"أصحاب الأموال الساخنة".

واختتم المغاوري بتأكيده على ضرورة تشكيل اتحاد شاغلين يكون مسؤولًا عن صيانة العقارات، في ظل رفض بعض الملاك القيام بأعمال الصيانة، على أمل أن تنهار العقارات لإجبار السكان على الإخلاء، مطالبًا بتوازن عادل بين حقوق المالك وكرامة المستأجر.

طباعة شارك حزب التجمع النائب عاطف المغاوري المستشار رضا صقر قانون الإيجار الجديد اتحاد مستأجري مصر

مقالات مشابهة

  • باحث: الهدنة الروسية الأوكرانية تشهد هدوءًا محدودًا ولكن لا تُحَل المشكلة
  • راجح داوود: منتجو «الكيت كات» تعجبوا من الموسيقى التصويرية لهذا السبب
  • فانس عن مونديال 2026: نرحب بعشاق كرة القدم ولكن عليهم المغادرة فور انتهاء البطولة
  • ثلاثة محاولات واضحة لإستهداف الرئيس وما خفي الكثير بالتأكيد
  • هل دراسة الموسيقى كتخصص جامعي حرام؟.. دار الإفتاء تُجيب
  • أحمد كريمة: لا يفتخر العلماء بكثرة العقاقير ولكن بجودة التدابير
  • برلماني عن الإيجار القديم: نريد تحرير القيمة الإيجارية ولكن بضوابط
  • كيف يمكن زيادة الوزن بسرعة ولكن بشكل صحي؟
  • هل الموسيقى رؤية بالقلب وسماع بالعين ؟
  • أراوخو بعد إقصاء برشلونة: كنا قريبين من النهائي ولكن الحلم تبخر بأدق التفاصيل