نيوزيمن:
2025-05-16@11:13:19 GMT

سميرة.. قصة نجاح وصمود في وجه الإعاقة

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

سميرة عبداللاه، فتاة في الـ14من عمرها، تعرضت لإعاقة مفاجئة في بداية حياتها، إلا أن هذه الإعاقة لم تكن حاجزاً أمام طموحاتها التي سعت إلى تحقيقها بصمود وإرادة قوية.

ولدت سميرة في محافظة ابين، وتحديداً في مديرية مكيراس، أصيبت بحمى شوكية فقدت على إثرها السمع أثناء دراستها في الصف السابع (أول إعدادي). لم يستطيع والداها أن يسافر بها خارج البلاد لاستكمال علاجها بسبب ظروف الأسرة الصعبة، الذي فاقم من معاناة سميرة وغير مجرى حياتها بالكامل.

لم تستطع سميرة تقبل وضعها في بداية الأمر، خصوصا مع صعوبة فهم الدروس في المدرسة من المعلمات اللاتي يلبسن البرقع، وأيضا عدم تقبل بعض الزميلات لها في المدرسة بسبب كونها صماء، بعد أن كانت سليمة وطالبة جديدة في مدرستها.

تقول سميرة إنها كانت تتعرض للتنمر يومياً في المدرسة من قبل زميلاتها، الأمر الذي دفعها إلى الانتقال إلى مدرسة عبدالباري لدراسة مرحلة الثانوية.

كفاح ونضال 

وتضيف سميرة: "تغلبت على تلك الصعوبات بمساعدة أهلي خصوصا أبي وأمي الذين شجعوني على الاستمرار في الدراسة بعد أن أصبت باليأس والوقوف بقوة أمام الآخرين. وقابلت سخرية وتنمر الآخرين بصمت واستمررت في تعليمي دون النظر خلفي".

وتضيف: أنهيت مرحلة الثانوية بدرجة امتياز وكان ذلك مصدر فخر لي ولعائلتي.  

بداية التغيير 

ولاحقاً انضمت سميرة إلى جمعية الصم في عدن وتعلمت لغة الإشارة بشكل سريع جداً، لتصبح بعدها أول مدربة للغة الإشارة في العاصمة عدن. التحقت بالعمل المدني لخدمة للصم وأصبحت معلمة للصفوف الأولى في مدرسة الصم. لم تتوقف هناك بل إنها أنشأت وأسست مبادرة "هن" لنشر وتعليم لغة الإشارة للمجتمع بهدف دمج الصم في المجتمع للخروج من عزلتهم.

ونفذت سميرة عبر هذه المبادرة العديد من تدريبات لغة الإشارة التي استهدفت بها الشباب من الجنسين وموظفي المؤسسات الحكومية، وتطمح حالياً لتطوير المبادرة والحصول على دعم لتنفيذ مشاريع تمكين اقتصادي للفتيات الصم.

في نفس الفترة التحقت بجامعة عدن قسم علم الاجتماع الإرشادي والتربوي، ولم تكن تتوقع سميرة أن تصل إلى هذه المرحلة من التعليم الأكاديمي بسبب المعاناة التي عاشتها، ليتحقق حلمها بالتخرج من الجامعة بعد كفاح طويل.

تشير سميرة إلى أنها واجهت ضغوطات كبيرة خلال هذه المرحلة بسبب "دراستي وعملي الطوعي، شجعتني عائلتي ووكيلة المدرسة الأستاذة أشجان على الاستمرار، ووقفوا معي بشكل كبير، وهو ما ساعدني كثيرا في التخفيف من تلك الضغوطات التي تحملتها لمدة أربع سنوات في الكلية".

طموح وحلم

لدى سميرة الكثير من الأحلام والطموحات عقب حصولها على شهادة البكالوريوس. تقول: أسعى للالتحاق ببرنامج الماجستير في نفس تخصصي، وأطمح لإنشاء مشروع تجاري خاص لمساعدة عائلتي وتوفير نفقات دراستي وإكمال تعليمي العالي الذي يعتبر أكبر حلم لي. كما أني أطمح لأكون مرشدة اجتماعية في مدارس الصم التي تحتاج إلى دعم من قبل المجتمع والجهات المختصة.

قلة اهتمام

وفقاً لمنظمة العفو الدولية، فإن هناك 4.5 مليون ونصف معاق، أي ما يعادل 15% من سكان اليمن حسب التقديرات العالمية لمنظمة الصحة العالمية.

وتشير المنظمة إلى وجود ما يزيد عن 300 منظمة تقدم خدمات للأشخاص ذوي الإعاقة قبل الحرب. ومن بعد الحرب تقلصت إلى 26 منظمة وذات قدرات وبرامج محدودة بسبب نقص التمويل وامكانيات مزواله العمل. بالإضافة إلى أن صندوق المعاقين توقف عن صرف المقررات المالية للأشخاص ذوي الإعاقة في مناطق الحكومة المعترف بها بين 2015 و2017، واستأنف صرفها من 2017 لكن بطريقة غير منتظمة بسبب نقص التمويل.

أغلب سكان اليمن من صغار السن، لكن الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم فوق 65 عاما فأكثر يمثلون 37% من الأشخاص ذوي الإعاقة في البلاد. ويواجه كبار السن من ذوي الإعاقة صعوبات مضاعفة في نيل حقوقهم، وتؤدي المشاعر السلبية والتصورات النمطية بشأن الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن إلى تعرضهم للتمييز المتعدد الجوانب في التمتع بحقهم في المساواة مع غيرهم من أعضاء المجتمع، حسب المنظمة.

الأشخاص ذوو الإعاقة من المهمشين من بين من يتعرضون لأشكال متعددة ومضاعفة من التمييز بسبب تضافر عوامل عدم المساواة، وبسبب الأعراف الثقافية تواجه النساء والفتيات ذوات الإعاقات صعوبات مضاعفة ومركبة في أوضاع النزوح، وفقاً للمنظمة.

رغم كل الجهود المبذولة من الجهات المعنية كصندوق رعاية وتأهيل المعاقين والجمعيات وغيرها في التخفيف من معاناتهم، إلا أن استمرار الحرب وعدم الدخول بعملية سلام شاملة، سيبقي الأشخاص من ذوي الإعاقة الشريحة الأكثر تضرراً من الحرب.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: ذوی الإعاقة

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان تستضيف بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة

عمان: فازت سلطنة عُمان ممثلة في عُمان للإبحار بملف استضافة النسخة الأولى من بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة، في إنجاز جديد يضاف إلى سجل سلطنة عُمان الحافل في تنظيم واستقطاب الفعاليات الرياضية الدولية. وستُقام البطولة المزمع إقامتها خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 8 ديسمبر 2025 في مدرسة المصنعة للإبحار الشراعي بمنتجع بارسيلو المصنعة، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة.

من المتوقع أن تستقطب البطولة أكثر من 200 بحّار وبحّارة من مختلف دول العالم، يتنافسون خلالها ضمن أربع فئات من القوارب، وهي: قوارب "آر.أس فنتشر"، قوارب "آر.أس 21" وقوارب "وينج فويل"، إضافة إلى قوارب "إلكا" (فئة الأولمبياد الخاص). وتهدف النسخة الأولى من البطولة إلى تعزيز مبدأ الشمولية من خلال فتح باب المشاركة أمام الرياضيين من الأشخاص ذوي الإعاقة دون الحاجة لتصنيفات رسمية معتمدة من اللجنة البارالمبية الدولية، مما يتيح فرصا أوسع للمشاركة.

وسيُصاحب البطولة برنامج تدريبي متخصص يمتد لثلاثة أيام، ينظمه الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي، بهدف تطوير مهارات المدربين والبحّارة ومسؤولي السباقات، إضافة إلى دعم الشمولية في برامج الإبحار الشراعي على مستوى الدول المشاركة. كما سيتخلل البطولة تنظيم رحلات سياحية وثقافية للمشاركين والوفود، لاستكشاف ما تزخر به سلطنة عُمان من مقومات طبيعية وتراثية، في تجربة استثنائية تجمع بين الرياضة والتبادل الثقافي.

وحول الاستضافة، علّق الدكتور خميس بن سالم الجابري، الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار، قائلا: "نفخر بفوزنا باستضافة النسخة الأولى من بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة، التي تُقام لأول مرة على مستوى العالم في سلطنة عُمان. يُعد هذا الفوز تتويجا لجهودنا في جعل هذه الرياضة متاحة للجميع وتعزيز مبادئ الشمولية من خلال إشراك وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف الفعاليات الرياضية، وأضاف: من المؤكد أن هذه البطولة ستُسهم في ترسيخ مكانة سلطنة عُمان على خريطة الإبحار العالمية، كما تمثل ترجمة فعلية لرسالة المؤسسة بما يتماشى مع أولويات رؤية عُمان 2040، إلى جانب ما ستوفره من مكاسب اقتصادية واجتماعية متعددة.

وأشار الدكتور الجابري إلى أن مدرسة المصنعة للإبحار الشراعي أثبتت مكانتها كموقع مثالي لاستضافة بطولات الإبحار الدولية، بفضل ما توفره من مرافق عالمية المستوى وخدمات إقامة وسهولة الوصول، مؤكدا تطلّع عُمان للإبحار إلى الترحيب بالفرق المشاركة من مختلف أنحاء العالم في سلطنة عمان.

من جانبه، أعرب جيم موريس، مدير الفعاليات في الاتحاد الدولي للإبحار، عن سعادته باختيار سلطنة عُمان ومؤسسة عُمان للإبحار لاستضافة النسخة الأولى من بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة، قائلا: "تمثل هذه البطولة تجسيدا حقيقيا لقيم الشمولية وروح العطاء في رياضة الإبحار، مع التركيز على إتاحة الفرص لمشاركة الرياضيين من مختلف شرائح مجتمع الإبحار الشراعي، إلى جانب ترسيخ مفاهيم الاستدامة وأهميتها، إضافةً إلى تحقيق مكاسب مستدامة للبحّارة في المنطقة وآسيا على وجه العموم. وأضاف: سيسهم البرنامج المقرر إقامته قبيل انطلاق المنافسات في دعم مبادرة "أبحر بحرية" في سلطنة عُمان، كما سيقدم التوجيه والدعم الفني لأعضائنا الراغبين في تطوير برامج مماثلة تعزز نمو هذه الرياضة حول العالم.

كما أكدت هانا ستودل، مديرة برنامج الإبحار البارالمبي في الاتحاد الدولي، على أهمية البطولة، قائلة: "تمثل هذه البطولة إضافة نوعية إلى أجندة فعاليات الإبحار العالمية، كونها مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، ما يعكس التزامنا بأن تكون هذه الرياضة شاملة ومتاحة للجميع، وأنهم قادرون على التنافس على أعلى المستويات". وأضافت: "تُعد مدرسة المصنعة للإبحار الشراعي موقعا مثاليا لاستضافة مثل هذه البطولات، نظرا لكفاءة مرافقها وتوافقها مع المعايير الدولية، إضافة إلى سجلها الحافل في تنظيم واستضافة فعاليات الإبحار البارالمبي، ونتطلع إلى إنجاح تنظيم البطولة وتعزيز نمو رياضة الإبحار البارالمبي عالميا.

تجدر الإشارة إلى أن مدرسة المصنعة للإبحار الشراعي سبق وأن استضافت بطولة العالم لقوارب آر.أس فنتشر في عام 2022، والتي تعد أول بطولة دولية مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة في رياضة الإبحار الشراعي تُقام في سلطنة عُمان. كما شهدت المدرسة إطلاق برنامج "أبحر بحرّية"، كأول مبادرة من نوعها في المنطقة لدعم مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في الإبحار الشراعي، وذلك بدعم من شركة بي.بي عُمان واللجنة البارالمبية العُمانية. ويُعد موقع المدرسة كذلك مركز تدريب آسيويا معتمدا من الفئة (أ) ضمن تصنيف المراكز عالية الأداء، وهو اعتماد يُمنح تقديرا للمستوى الفني المتقدم والمرافق المطابقة لمعايير الاتحاد الدولي للإبحار.

مقالات مشابهة

  • قطع الإشارة.. سيارة تطيح بأخرى وتقتحم محل في شارع البطل بالمهندسين.. صور
  • صدور نظام الأكاديمية الملكية للتعليم الدامج للأشخاص ذوي الإعاقة بالجريدة الرسمية
  • “غوغل” تتحدى “واتساب” بميزة جديدة
  • ضبط 2144 مركبة توقفت في الأماكن المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة
  • مشروع منقذ حياة… حملة تدريب طلاب الصم والبكم على الإسعافات الأولية
  • تفاعل في اليوم الرياضي للأشخاص ذوي الإعاقة بشمال الباطنة
  • العمل: اكثر من 66 ألف شخص من ذوي الاحتياجات استوردوا سيارات بشروط خاصة
  • رؤية إصلاحية شاملة مكتملة للتعليم في الأردن
  • سلطنة عُمان تستضيف بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة
  • حبس المتهمة بإنهاء حياة جدتها بالشرقية 4 أيام على ذمة التحقيقات