لابورتا لمدريد: سنكرر أفضل برشلونة في التاريخ
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
تحدث خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة، خلال افتتاح الجمعية العمومية للنادي الإسباني اليوم السبت.
لابورتا تحدث في العديد من الأمور الهامة الخاصة بالنادي حيث قال:"وصلنا إلى منتصف الطريق في الولاية الرئاسية ونبذل الكثير من العمل الجيد لعكس هذا الوضع السلبي".
وأضاف:"لقد وجدنا أنفسنا أمام إرث سيئ للغاية ومنذ ذلك الحين قمنا بتطبيق خطة استراتيجية لتحقيق استقرار للكيان، نحقق ذلك بالجهد والمثابرة، ولكن وقبل كل شيء بسبب ثقتكم".
وتابع:"نقدر الثقة بشدة ونعتبرها التزامًا من جانب برشلونة. لقد تمكنّا من تفسير واقع النادي بشكل صحيح واستطعنا إيجاد الحلول لإنقاذ الكيان. معًا أنقذنا النادي".
حكاية 19 عاما.. راموس يقود إشبيلية أمام الريال بذكريات 2004 لابورتا لمدريد: سنكرر أفضل برشلونة في التاريخوواصل:" لقد واجهنا العديد من الحفر التي تأتي من الخارج، إنهم يهاجموننا لكوننا ما نحن عليه ولأننا نمثل ما نمثله. إنهم يهاجموننا لأننا نقوم بعمل جيد مرة أخرى".
وزاد:" نحن أفضل حالا اقتصاديًا ومؤسسيًا. رياضيًا عدنا إلى طريق التميز الرياضي، لدينا فريق يحظى بتقدير أكبر في السوق وأكثر استدامة من الناحية الاقتصادية".
وأشار:" وهذا لا يحدث صدفة أو معجزة بل هو نتيجة عمل كثير من الناس، لقد عملنا بجد للعودة إلى الخط الأول في العالم. في الموسم الماضي فزنا بستة بطولات دوري في فئات مختلفة وهذا شيء تاريخي وفريد من نوعه في عالم الرياضة. وحققنا دوري أبطال أوروبا للسيدات،خفّضما فاتورة الأجور الرياضية وهو أمر أساسي لتحقيق الانتعاش الاقتصادي للكيان بفضل إعادة التفاوض على العقود وتحديد هيكل جديد للرواتب".
وأردف:"لدينا فريق يريد صنع التاريخ وبدء حقبة جديدة، أطلب منكم كل الدعم للفريق، في غضون عام سنعود إلى كامب نو وسنكون في وضع أفضل بكثير اقتصاديًا".
واستطرد:"عندما وصلنا في 2021 وجدنا ديونًا بقيمة مليار و350 مليون معظمها قصيرة الأجل، لقد أنقذنا النادي من المأساة".
وأكد:"تحسّنا في جميع الجوانب، وصلنا في مجال الرعاية إلى ما يقرب من 200 مليون مع أكثر من 20 رعاية جديدة، وصلت مبيعات المتاجر إلى 100 مليون يورو".
وشدد لابورتا:"سنواصل تطبيق الخطة الإستراتيجية، لقد ذهبنا جميعًا في نفس الاتجاه لإنقاذ برشلونة اقتصاديًا ورياضيًا واجتماعيًا وهذا ليس عملًا ارتجاليًا، لقد جاء نتيجة عمل استثنائي قام به العديد من الأشخاص في النادي".
وشكر المدير الرياضي السابق للنادي قائلًا:"أريد أن أشكر ماتيو أليماني على عمله وأتمنى له حظًا سعيدًا".
وواصل:"تشافي جزء من مشروعنا في برشلونة".
وأردف:"بخصوص قضية نيغريرا فمهما بحثوا وكذبوا فلن يجدوا شيء".
وأرسل رسالة لمدريد قائلًا: "لدي أخبار سيئة لمجتمع مدريد، سنكرر أفضل برشلونة في التاريخ".
وزاد:"تخيل كيف يشعرون (مجتمع مدريد) بعد بضع سنوات والآن هناك برشلونة جديد يتحسن ويرون أيضًا أن الرئيس الذي كان في تلك الفترة المجيدة لبرشلونة هو نفسه والآن تشافي هو المدرب الذي كان يعتبر سابقًا أفضل لاعب خط وسط في العالم".
وشدد:"عاجلًا أم آجلًا سوف تنتصر على هذه المؤامرة التي تم التخطيط لها لزعزعة استقرارنا ومحاولة الاستيلاء على النادي، سوف نفوز بهذه العملية القضائية وسيتم تبرئتنا لأننا لم نفعل أي شيء مما اُتهمنا به".
وأكمل:"برشلونة يمر بفترات جيدة وفترات سيئة ولكن تاريخنا لا يتّسخ".
وأتم:"لم يحظ ريال مدريد بوقت ممتع في عهدي الأول، لذا تخيل كيف يشعرون عندما يرون أنه في غضون سنوات قليلة، هناك برشلونة جديد، وهذا أفضل في كل مرة وهو نفس الرئيس الذي جعلهم يعانون، المدرب هو تشافي. يرون أن الأكاديمية أنتجت مرة أخرى لاعبين مثل أراوخو، بالدي، بيدري، لامين، فيرمين، جافي".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: برشلونة نادي برشلونة بطولات رئيس نادي برشلونة
إقرأ أيضاً:
غطرسة القوة في مواجهة منطق التاريخ
تواصل إسرائيل، وحكومتها بقيادة نتنياهو، التصرّف كأنها الحاكم الإمبريالي لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، وتستند في ذلك إلى دعم وتواطؤ أمريكيين مطلقين، وإلى دعم واسع من دولٍ غربية عديدة، وصمت كثيرين على جرائمها.
لم تكتف إسرائيل بحرب الإبادة الجماعية والتجويع التي تشنّها على قطاع غزّة بغرض تطهيره عرقياً، ولا بحرب التوسّع الاستعماري الاستيطاني الإحلالي على الضفة الغربية لضمّها بالكامل وتهويدها. ولم تكتف بالهجوم على لبنان واحتلال أجزاء واسعة من جنوبه، ولا بتوسيع احتلالها الأراضي السورية، ومواصلة قصف مدن وقرى سورية، بل أيضاً نفذت حلمها القديم والمزمن بشن حرب مفتوحة على إيران، على أمل كسر أي مقاومةٍ لمخطّط هيمنتها الإمبريالية على المنطقة عسكرياً واستخبارياً وسياسياً واقتصادياً.
من المبكر الحكم على ما ستؤول إليه المغامرة الإسرائيلية العسكرية الجارية ضد إيران، بعد أن حملت مفاجآت كثيرة، منها هشاشة المناعة ضد الأذرع الاستخبارية الإسرائيلية التي تستفيد بكل تأكيد من دعم استخباري أمريكي وغربي، وربما من بعض دول المنطقة، وتستغل إسرائيل كل ذلك الدعم لتصوير نفسها القوة العظمى الجبارة التي لا تُقهر. وهي صورة اهتزّت بشدة مع رد الفعل الإيراني وفشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية في ايقاف الصواريخ الإيرانية التي انهمرت بدقةٍ لا سابق لها، وفي موجات متتابعة، على تل أبيب وجميع مناطق الكيان الإسرائيلي. ومؤكّد أن إسرائيل سعت إلى تطوير قدراتها التكنولوجية والعلمية منذ نشأتها، كما وضعت الولايات المتحدة قدراتها العسكرية والعلمية تحت تصرّفها، وهي لا تخفي اعتبارها إسرائيل الحليف الاستراتيجي الأول عالمياً، بل والسند الأكبر لحماية مصالحها في المنطقة.
وكما أظهر العدوان الهمجي على غزّة، فإن الدعم الأمريكي لإسرائيل مفتوح ومطلق، بغضّ النظر عمّن يجلس في مقاعد الحكم في الإدارة الأمريكية. ولا يمكن لأي عاقل أو موضوعي أن يدّعي أن إسرائيل كانت ستستطيع تنفيذ هجومها على إيران من دون الدعم والإسناد والموافقة من واشنطن. والأغرب من ذلك اندفاع حكومات أوروبية إلى دعم ما سمّته “حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، وهي تُرسل طائراتها لتقصف وتقتل وتدمر في إيران، وقبل أن تردّ عليها إيران بأي شكل. ولم نسمع أيا من هذه الدول تتحدّث عن حق الفلسطينيين بالدفاع عن أنفسهم في غزّة حتى بعد تعرّضهم للإبادة الجماعية، وبعد قتل إسرائيل عشرين ألف طفل منهم، وقتل وجرح أكثر من 10% من أهالي القطاع. غير أن ما فشلت إسرائيل وحكّامها في قراءته وفهمه هو التاريخ ومساراته. والأمر لا يقتصر على الحكام بل يمتد إلى الجمهور الإسرائيلي الذي قال 64% منه في استطلاع للرأي أخيراً أن لا وجود للأبرياء في قطاع غزّة، أي أن الأطفال والنساء وذوي الإعاقة وجميع المدنيين أهداف مشروعة لآلة القتل الإسرائيلية.
وفي خضم الضربات والإنجازات العسكرية والاستخبارية الأولى، غاب الوعي الموضوعي الإسرائيلي، وهذه ليست أول مرّة في تاريخ الكيان الإسرائيلي، إذ شهدناه بعد عدوان 1967، ولم يوقظ إسرائيل من هيجانها المتغطرس سوى حرب أكتوبر (1973)، كما توقظها موجات الصواريخ اليوم، وبعد اتضاح حجم المبالغة في إنجازاتها الأولى.
إسرائيل مغرمةٌ بتصوير نفسها في صورتين متناقضتين، اولاهما صورة الضحية المضطهدة والمستهدفة، حتى وهي تشنّ الاعتداءات على الآخرين وتبطش بهم، هي قادرة على استحضار حالات الاضطهاد التي تعرّض لها اليهود في أوروبا من الهولوكوست الفاشي واللاسامية والبوغرومات لتأكيد ذلك. والثانية صورة القوة العظمى الجبّارة كلية القدرات، والقادرة على إلحاق الهزيمة والإذلال بأعدائها. هي”ديفيد” و”جالوت” في الوقت نفسه، وهي مالكةٌ الحقيقة في كل الأحوال.
نسي حكّام إسرائيل ما حذّر منه بعض قادتها، أن إسرائيل أصبحت، في نظر معظم شعوب العالم، كياناً منبوذاً موصوماً بارتكاب جرائم الحرب ضد الإنسانية، ويتجاهلون ما كتبه المعلق في صحيفة نيويورك تايمز توماس فريدمان عن أن إسرائيل تنحدر نحو هاوية العزلة. ولكن الأهم من البعد الأخلاقي والمعنوي الذي لا يعبأ به رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، الاعتبارات الاستراتيجية في تحديد موازين القوى، لحقائق الجغرافيا والديمغرافيا وتاريخ الشعوب ومعتقداتها.
هل تظن إسرائيل حقاً أنها تستطيع أن تحكم منطقة تضم أكثر من 500 مليون إنسان وعلى امتداد بقعة جغرافية مترامية الأطراف؟ وهل تعتقد أنها تستطيع إلحاق الهزيمة بدول ضخمة ذات عناد أيديولوجي وعقائدي عميق، وهي التي لم تستطع قهر قوة مقاومة صغيرة نسبياً بعد 22 شهراً من عدوانها على قطاع غزّة، رغم قتلها وجرحها عشرات الآلاف من سكّانه، وتدميرها أكثر من 90 % من بيوتهم ومؤسّساتهم.
ألم تتعلّم من تجارب قوى الإمبريالية الكبرى التي كانت أكبر منها وأضخم منها بعشرات المرّات؟ هل نسيت أن فرنسا هزمت في فيتنام ثم هزمت في الجزائر حتى انكفأت عن أطماعها الاستعمارية؟ وهل نسيت ماذا حلّ بالولايات المتحدة، حليفتها الكبرى، في فيتنام، الصغيرة بقدراتها والكبيرة بإرادة التحرّر لشعبها؟ أم هل نسيت ما جرى في العراق بعد احتلاله؟ وكيف هربت القوات الأمريكية من أفغانستان مجلّلة بمهانة لا ينفك الرئيس الأمريكي ترامب يذكرها؟ هل حققت الاغتيالات يوماً نصراً لأحد، ولو كانت تحقق ذلك، لانتهت الحرب في قطاع غزّة منذ زمن، ولما حدث “7 أكتوبر” نفسه؟
يعبث نتنياهو اليوم ليس فقط بدول المنطقة، ويتلاعب بالتوازنات الاستراتيجية خدمة لمصالحه قبل كل شيء، ولكن أيضاً خدمة لأيديولوجيته العنصرية المتطرّفة، ولكنه يعبث أيضاً بمستقبل الإسرائيليين أنفسهم، وباستقرار المنطقة بأسرها. وهناك حقيقة لم يستطع نتنياهو وحكومته تجاوزها، ولن يستطيعوا تجاوزها، أن الشعب الفلسطيني لم يرضخ ولن يستسلم لمشروع الاستعمار الاستيطاني الإحلالي، رغم كل ما تعرّض له من مجازر ونكبة وقمع واحتلال وتمييز واضطهاد عنصري على امتداد مائة عام. ولذلك يستمر فشل السياسات الإسرائيلية ويتكرّر صدامها الحتمي بشعوب المنطقة. ولعل نتنياهو يحتاج من يذكّره بما قالته رئيسة وزراء إسرائيل السابقة غولدا مائير، عندما أجبرها وزير خارجية أمريكا، كيسنجر، على وقف إطلاق النار خلال حرب اكتوبر 1973: “ما أصغرنا أمام الكبار وما أضعفنا أمام الأقوياء”.
يستطيع الصغير أن ينام ويحلم بأنه أصبح عملاقاً، ولكنه سيستيقظ عاجلاً أم آجلا، وسيكتشف أنه، كما كان، صغيراً.
كاتب وسياسي فلسطيني