السومرية نيوز – فن وثقافة

في ظل استمرار معركة "طوفان الأقصى"، تعود القضية الفلسطينية لتفرض نفسها على رأس الأولويات في مختلف دول العالم رغم تباين المواقف، فقد صارت أخبار وصور المجازر والانتهاكات الاسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين ورد المقاومة تتصدر المشهد الإعلامي العالمي، كما تتضاعف يومياً أعداد المتعاطفين مع الفلسطينيين الذين يكتشفون يومياً كذب وتضليل الاحتلال.


مواجهة هذا الكذب والتضليل الإسرائيلي الممنهج ضد الفلسطينيين وقضيتهم، لا بدَّ أن تكون عبر معرفة تاريخ القضية الفلسطينية، فجذور قضية فلسطين تعود إلى أكثر من قرن من الزمان.

صحيح أن إعلان احتلالها جاء بعد النكبة عام 1948، التي تم فيها طرد 700 ألف فلسطيني من منازلهم ليحتلها الإسرائيليون، لكن الحديث حول فلسطين والمحاولات الحثيثة لاحتلالها كان أقدم من ذلك، منذ نهايات القرن التاسع عشر.

إذا أردتَ أن تعرف أكثر حول القضية الفلسطينية فقد جمعنا لك قائمةً ببعض الكتب التي ستساعدك بلا شك في الإلمام ببعض جوانب القضية الفلسطينية التاريخية.

1- الجذور الاجتماعية للنكبة
يفنِّد الكاتب أكرم حجازي، من خلال كتابه هذا، أسطورة تخلّي الفلسطينيين عن أراضيهم للصهاينة من خلال دراسة مُعمقَة لأنماط الملكية والإنتاج العربية وطبيعة العلاقة الاقتصادية بين الدولة والمجتمع في فلسطين خلال العهدين العثماني وعهد الانتداب البريطاني، وأخيراً التسلل الصهيوني داخل الأراضي العربية منذ نهايات القرن التاسع عشر ودور الكولونيالية البريطانية في تجهيز البنية التحتية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للأراضي الفلسطينية للصهيونية قُبيل النكبة.

2- تاريخ فلسطين الحديث
الكتاب من تأليف الباحث عبد الوهاب الكيالي، وصدر عام 1970 وأعيدت طباعته عشرات المرات.

يعتبر الكتاب أول محاولة جادة لتسجيل تاريخ فلسطين اعتماداً على المصادر التاريخية الأولية، بدءاً من بداية الهجرات الصهيونية الأولى لفلسطين في أواخر القرن التاسع عشر.

3- القضية الفلسطينية.. إدوارد سعيد
يعتبر إدوارد سعيد أحد أكثر المفكرين الفلسطينيين بل والعرب البارزين المعروفين دولياً، وهو ناقد أدبي فلسطيني-أمريكي، وأحد أهم مؤسسي دراسات ما بعد الاستعمار. ويعتبره البعض أحد أهم 10 مفكرين في القرن العشرين.

يناقش إدوارد سعيد في كتابه "القضية الفلسطينية" الصادر في عام 1979 أوضاع الشعب الفلسطيني وتاريخ "النكبة" التي حدثت عام 1948، عندما تم تهجير آلاف الفلسطينيين وتشريدهم في الشتات، وتشويه القضية الفلسطينية في العالم الغربي.

كما يتتبع الكتاب أيضاً تطور الحركات السياسية الفلسطينية، لاسيما "منظمة التحرير الفلسطينية" بقيادة صديقه آنذاك، ياسر عرفات، وتغيّر مفاهيم الجماعات الفلسطينية إزاء مسألة الهوية اليهودية والدولة الإسرائيلية.

4- القضية الفلسطينية من منظور جديد
الكتاب من تأليف الدكتور لبيب قمحاوي، وهو صادر عن مركز دراسات الوحدة العربية ويناقش من خلاله الكاتب المخاطر الكبرى التي تواجهها القضية الفلسطينية اليوم.

ويتعرض لإشكاليات تتعلق بما إذا كان الفلسطينيون سجناء منظومة شعارات وإرث وسردية سياسية لما بعد النكبة، حيث يعيشون في المهجر يعانون، يكافحون، يكابدون الألم والعذاب ويقدمون البطولات ويتمسكون بالآمال.

5- مقدمة لدراسة الصراع العربي- الإسرائيلي
في هذا الكتاب يطرح المسيري رؤيته لجذور الصراع العربي الإسرائيلي ومساره ومستقبله، كما يركز على الصهيونية والاستعمار الصهيوني، كما تناول في الكتاب تاريخ الصهيونية.

وبالإجمال، فإن للمسيري أعمالاً عديدة عن إسرائيل والصهيونية، نذكر منها على سبيل المثال: كتاب العنصرية الصهيونية، وكتاب نهاية التاريخ: دراسة في بنية الفكر الصهيوني.

6- حرب المئة عام على فلسطين
يُصنّف هذا الكتاب، الذي نُشر في مايو/أيار عام 2020، باعتباره واحداً من أفضل الكتب المتعلقة بتاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. ويوضح فيه المؤلف والمؤرخ الفلسطيني الأمريكي، رشيد الخالدي، منذ البداية أنَ إنشاء إسرائيل هو "غزو استعماري استيطاني"، وليس حرباً بين حركتين وطنيتين متنافستين.

يُحدد المؤلف في كتابه 6 لحظات حاسمة في تاريخ الصراع وهي بالترتيب: وعد بلفور عام 1917، وخطة التقسيم الصادرة عن الأمم المتحدة عام 1947، وقرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967، والغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، واتفاقيات أوسلو عام 1993 وزيارة أرئيل شارون لجبل الهيكل عام 2000.

وبينما قدَم الخالدي استعراضاً لوحشية وسوء النية الإسرائيلية على مر السنين، كتب أيضاً بكل صدق وألم عن إخفاقات القيادة الفلسطينية المنقسمة في أغلب الأحيان، لذا يُمثل هذا الكتاب بداية رائعة لمن يريد معرفة المزيد عن القضية الفلسطينية.

7- المقاومة الشعبية الفلسطينية تحت الاحتلال: قراءة نقدية وتحليلية
هو أحد الكتب المحورية، التي تناولت المقاومة الشعبية الفلسطينية بالدراسة والتحليل، هو من تأليف الأكاديمييْن الفلسطينييْن: ليندا طبر وعلاء العزة، صدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت عام 2014. ويحاول هذا الكتاب تسليط الضوء على السياق التاريخي الذي أنتج تجارب الانتفاضات الفلسطينية، وفهم العوامل التي أسهمت في تشكل هذه التجارب، وتوضيح أهميتها ومدى ارتباطها بواقع اليوم وإمكان إعادة الاعتبار إليها. وقد تم التركيز على مفهوم المقاومة الشعبية ضمن السياق التاريخي الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

8- تاريخ الفكر الصهيوني: جذوره ومساره وأزمته
صدر هذا الكتاب عن دار الشروق في القاهرة عام 2009، وفيه يتناول الدكتور عبد الوهاب المسيري بالعرض والتحليل تاريخ الفكر الصهيوني والحركة الصهيونية وجذورها في الحضارة الغربية.

حيث يتتبع المسيري تاريخ فكرة الصهيونية قبل هرتزل وبلفور، والمراحل التي مرت بها حتى تبلورها في مطلع القرن العشرين. ثم يتعرض للجذور الغربية للفكر الصهيوني، مسلطاً الضوء على علاقة الصهيونية بالاتجاهات الفكرية الغربية، كالرومانسية والنيتشوية، وبالحركات السياسية الغربية، كالنازية والفاشية.

ثم يستعرض أهم التيارات الصهيونية وأوجه الاتفاق والاختلاف فيما بينها، قبل أن يناقش وضع الصهيونية في الوقت الراهن وموقفها من الجماعات اليهودية في العالم، وملامح أزمتها التاريخية.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة هذا الکتاب

إقرأ أيضاً:

كيف تضع العمليات اليمنية العدو الصهيوني بين فكي كماشة وتمنح المقاومة الفلسطينية فرصة الانتصار؟

يمانيون | تحليل
في خضم حرب الإبادة التي يشنها كيان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، تتجلى أهمية الدور اليمني المحوري في تغيير قواعد الاشتباك، وتحويل مسار المعركة من محيط غزة إلى عمق كيان العدو ومفاصله الاقتصادية والعسكرية. ومع اتساع رقعة العمليات اليمنية المساندة للمقاومة الفلسطينية، تظهر بوضوح الفوائد الاستراتيجية المباشرة وغير المباشرة التي تجنيها قوى المقاومة في غزة من هذا الدعم المتعدد الأبعاد، وبالأخص من العمليات العسكرية النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية.

إن أكثر ما يربك العدو اليوم هو أن الصواريخ والطائرات اليمنية لا تنطلق من حدود فلسطين، ولا يمكن حصارها ضمن جغرافيا المعركة، بل تأتي من آلاف الكيلومترات، لتحلق فوق منظومات الدفاع الجوي الأمريكية والصهيونية، وتصل إلى مطارات الاحتلال، وموانئه، وقواعده الجوية، ومراكزه الاقتصادية في العمق المحتل. هذا التطور الميداني لا يربك العدو فحسب، بل يشتت حساباته ويكسر تفرّغه لحسم المعركة في غزة.

وبحسب الخبير العسكري اليمني العميد مجيب شمسان، فإن العلاقة بين العمليات اليمنية وبين الواقع الميداني والإنساني في غزة باتت علاقة تكامل استراتيجية، حيث كل تصعيد صهيوني يقابله ردع يمني، وكل خطوة عنصرية على الأرض في غزة، تترجم إلى تصعيد بحري أو جوي أو صاروخي من صنعاء.

منع التهجير وكسر أهداف الحرب
من أبرز الفوائد التي جنتها المقاومة الفلسطينية من الموقف اليمني المساند، هو إفشال مخطط التهجير الجماعي للفلسطينيين من قطاع غزة، وهو المخطط الذي كان نتنياهو يعوّل عليه لتحقيق نصر استراتيجي يعيد به التوازن السياسي الداخلي لكيانه المهتز. لكن مع وجود تهديد حقيقي على منشآت العدو الحيوية، أصبح تنفيذ هذا المخطط محفوفًا بتكلفة باهظة، بل وغير ممكن في ظل انكشاف الجبهة الداخلية لكيان الاحتلال.

ويذهب العميد شمسان إلى القول بأن الصواريخ اليمنية حين تضرب ميناء إيلات أو مطار اللد أو ميناء حيفا، فهي لا تُلحق الضرر بالبنية التحتية فحسب، بل تحرم العدو من فرصة تنفيذ أجندته في غزة بأقل كلفة ممكنة، لأن كل تصعيد في القطاع يُقابله تصعيدٌ أشدّ على جبهة البحر الأحمر أو البحر المتوسط أو حتى في الموانئ المحتلة.

توسيع الجبهة.. وإرباك الحسابات
أحد أبرز أوجه الدعم اليمني للمقاومة هو توسيع رقعة المعركة، وتحويلها من صراع محصور في حدود غزة إلى حرب إقليمية متعددة الجبهات. هذا التوسيع أربك الحسابات الصهيونية والأمريكية، ومنع العدو من إحكام الطوق الكامل على القطاع. بل إن العدو بات يواجه معركة استنزاف تتوزع بين البحر الأحمر، والضفة الغربية، وجنوب لبنان، وسوريا، والعراق، والآن اليمن.

أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، لم يُخفِ أهمية هذا الدعم، واعتبر أن “إخوان الصدق في اليمن” يصرّون على شلّ قلب الكيان الصهيوني، رغم الثمن الباهظ الذي يدفعه اليمن من دماء أبنائه ومن مقدراته. هذا الاعتراف يعكس مدى التقدير الذي توليه المقاومة للفعل اليمني، بوصفه رافعةً استراتيجية تمنحها هامشًا أكبر للمناورة والمقاومة والصمود.

شلل اقتصادي وتفكك داخلي
العمليات اليمنية لا تنحصر في البعد العسكري فقط، بل إن لها أثرًا اقتصاديًا ساحقًا على الكيان، وهو ما يصبّ مباشرة في مصلحة المقاومة الفلسطينية. فمع كل تهديد جديد تطلقه القوات المسلحة اليمنية ضد ميناء أو سفينة صهيونية، ترتفع أسعار التأمين، وتتعطل سلاسل الإمداد، وتتهاوى مؤشرات الثقة بالاقتصاد الصهيوني.

وقد أكدت تقارير إعلامية عبرية متخصصة أن القطاع الصناعي الصهيوني بات يتلقى ضربات مباشرة جراء الحصار الجوي والبحري المفروض من صنعاء، وأن موانئ مثل حيفا باتت مهددة بفقدان مكانتها كمراكز لوجستية رئيسية في المنطقة، بسبب الاستجابة المتزايدة من شركات الشحن العالمية للتحذيرات اليمنية.

رسائل مركّبة من صنعاء: دعم لا مشروط… وتهديد مفتوح
الرسالة التي ترسلها صنعاء للعالم هي أن دعم فلسطين لا يقتصر على الشعارات، بل على الفعل، وأن كلّ من يظن أنه يمكنه سحق غزة دون أن يدفع الثمن، مخطئٌ في الحسابات. لقد أصبحت المقاومة في غزة أكثر ثقة بقدرتها على الصمود، ليس فقط بفضل قدراتها الذاتية، بل بفضل توافر جبهة إقليمية حقيقية تحوّل الدعم النظري إلى نيران مشتعلة في قلب الكيان.

وفي حين تواصل الولايات المتحدة تغذية آلة الحرب الصهيونية بالسلاح والغطاء السياسي، فإن اليمن يرد على هذا التواطؤ بضرب حاملات الطائرات الأمريكية، وإخراج السفن الصهيونية من البحر، وفرض معادلات جديدة في البحر الأحمر، حيث باتت القوة اليمنية تمثل حاجز الردع الأكثر تأثيرًا على الطموحات العدوانية للصهاينة في الإقليم.

ولا شك أن العمليات اليمنية غيّرت موازين الصراع، وأثبتت أن دعم فلسطين لا يعني فقط إرسال المساعدات، بل فتح الجبهات وربط الساحات وضرب العدو حيث لا يتوقع. ومن دون هذا الدعم، لكانت غزة أمام مجازر أشد، ولربما نجح العدو في تمرير أجندته القذرة.

لكن ما دامت صنعاء على عهدها، تقصف وتمنع وتردع، فإن المقاومة ستبقى صامدة، وستنتقل من مرحلة الدفاع إلى معادلة الردع، وربما ما هو أبعد.

مقالات مشابهة

  • اليوم الأسوأ في تاريخ المسجد الأقصى منذ احتلاله
  • كيف تضع العمليات اليمنية العدو الصهيوني بين فكي كماشة وتمنح المقاومة الفلسطينية فرصة الانتصار؟
  • المجاهدين تستهجن الصمت العربي والإسلامي تجاه الاعتداءات الصهيونية بحق الأقصى
  • اليوم الأسوأ في تاريخ المسجد الأقصى منذ احتلاله (شاهد)
  • أحزاب اللقاء المشترك: انتصار المقاومة اللبنانية على العدو الصهيوني علامة فارقة في تاريخ الأمة
  • الحوثي ذراع إيران يهاجم المغرب تحت غطاء الدفاع عن القضية الفلسطينية
  • عُمان تُجدد التأكيد على محورية القضية الفلسطينية وضرورة وقف حرب الإبادة في غزة
  • كيف أشعلت طوفان الأقصى الحرب بين نتنياهو وقيادة الشاباك؟
  • وزير الخارجية والهجرة يتوجه إلى مدريد للمشاركة في الاجتماع الوزاري الموسع لمجموعة مدريد بشأن القضية الفلسطينية
  • مصر.. سيناريو وتداعيات وكلام عن القضية الفلسطينية وأذرع الإخوان.. ضجة يثيرها أحمد موسى وساويرس يعلق