بوابة الوفد:
2025-12-12@12:07:28 GMT

سقطة الغرب وحضارته الغاربة..

تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT

منذ كتب الفيلسوف الألمانى أوزوالد اشبنجلر عام 1918م كتابه الشهير «تدهور الحضارة الغربية» أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى وتنبأ فيه بانهيار الحضارة الغربية وهى تواصل بالفعل سقوطها شيئاً فشيئاً، وتتحول من حضارة معرفة وعلم إلى مدنية تركز على التطورات المادية والتقنية وخاصة فى مجال اختراع المزيد من الأسلحة الفتاكة وابتداع كل الوسائل المادية التى تمكنهم من السيطرة ليس فقط على الطبيعة بل أيضاً السيطرة على البشر ! وقد شاركه هذه النبوءة مواطنه البرت اشفيتسر( + 1965) فى كتابه «فلسفة الحضارة» حيث قال نصاً: أن الحضارة التى لا تنمو فيها إلا النواحى المادية دون أن يواكب ذلك نمو متكافئ فى ميدان الروح هى أشبه ما تكون بسفينة اختلت قيادتها ومضت بسرعة متزايدة نحو الكارثة التى ستقضى عليها.

وقد أوضح أن التقدم الصناعى والتجارة العالمية هما اللذان أديا إلى وقوع الحرب العالمية الأولى، كما أن الاختراعات التى وضعت فى أيدينا قوة تدمير هائلة وسمحت لنا بالقتل من مسافات بعيدة والقضاء على أكبر عدد من الناس جعلتنا ننزل إلى الدرك الأسفل من الإنسانية وصرنا إرادة عمياء تستخدم تلك الأسلحة! 

والسؤال هو: أليس ما نراه الآن من التأييد الغربى الكاسح لآلة الحرب الإسرائيلية تحت دعوى أن لها حق الدفاع عن نفسها ضد من اغتصبت أرضهم وشردتهم ولم تتوقف يوماً عن ترويعهم وتجويعهم والتنكيل بهم فى السجون والمعتقلات، أقول أليس هذا أكبر دليل على غياب الرؤية الأخلاقية للغرب، وعلى درجة الوحشية واللاإنسانية التى وصل إليها الغربيون الآن!! إنهم لم يعودوا يرون شيئاً من الحقيقة، اللهم إلا التى تتوافق بل تتطابق مع رؤيتهم التمييزية العنصرية اللأخلاقية!!

إن هذا العماء الإنسانى الذى أصاب زعماء الدول الغربية والغالبية الغالبة من شعوبهم لدرجة أنهم لم يعودوا يهتزون وترتعد ضمائرهم مما تفعله إسرائيل من قصف متواصل للبشر والحجر فى غزة وحصار أهلها بلا ماء ولا كهرباء ولا وقود وقتل مرضاهم داخل المستشفيات! إنهم لم يعودوا قادرين على معرفة وتمييز الفرق بين المعتدى والمعتدى عليه فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى لدرجة تصديقهم على طول الخط لكل ما تعلنه إسرائيل وهى الكيان المغتصب للحق والأرض الذى زرعوه بأنفسهم عمداً على الأرض الفلسطينية إن ذلك انما يؤشر بوضوح شديد على أن الغربيين وحضارتهم المزعومة قد تعرت حتى من ورقة التوت التى كانت تدارى عورتها! 

وأعتقد أنه من الآن فصاعداً لن يصدق أحد فى العالم الواعى كل مزاعمهم عن حقوق الإنسان واحترام الحريات، لن يصدق أحد مزاعمهم عن أنهم حراس وحماة الحريات وحقوق الإنسان فى العالم!

لقد كتبت عقب الحرب الأمريكية على العراق كتابى «حقوق الإنسان المعاصر بين الخطاب النظرى والواقع العملى» وأوضحت فيه بجلاء ان حقوق الإنسان التى نص عليها الاعلان العالمى لحقوق الإنسان وملاحقه تنتهك كل يوم ممن يدعون أنهم حراسها وحماتها وكشفت عن أننا نعيش بالفعل عصر «الأضداد العشرة» بمعنى أن كل حق مما نتشدق به نظرياً يتم انتهاكه فى الممارسة العملية فى الواقع! وكان ملحق الصور الذى وضعته فى نهاية الكتاب هو الدليل العملى الدامغ على صحة التحليل النظرى! وهاهى الممارسات الحالية لإسرائيل ومؤيديها تعيد تأكيد ما قلته فى ذلك الكتاب وتكشف عن مدى وحشيتهم ووحشية من يدعمونهم بالمال والسلاح ويقفون معهم بلا كلل ولا ملل ولا وعى بأنهم إنما يدعمون ارهاب دولة وجيشها المدجج بكل أنواع الأسلحة الفتاكة ضد شعب أعزل يدافع عن أرضه وعرضه وكل ما يطمح إليه هو حق الحياة والتحرر من الاحتلال! 

والسؤال الحقيقى عندى الآن هو: إلى متى سيظل الوعى العربى يتوهم أن الغرب لا يزال هو مصدر الحضارة والتحضر وأن كل ما يأتينا منه هو التطور الصحيح الذى ينبغى علينا اللحاق به وتقليده!! أما آن لنا أن نفيق من غفلتنا ونشفى من وهم التقليد الأعمى للغرب الذى يعيش آخر سنوات سطوته وهيمنته ويقود العالم الآن إلى الهاوية معصوب العينين؟!!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نحو المستقبل الحرب العالمية

إقرأ أيضاً:

إسحق أحمد فضل الله يكتب: (يا أيها القبر… كم أنت حلو)

وقبل الحرب بأعوام ننبه إلى ظاهرة.
والظاهرة هي: دكاكين… والدكاكين هذه تنتشر… وفجأة… وفِي وقت واحد… تنتشر في كل قرية، كل مدينة، كل زقاق، كل متر.
والظاهرة ما يجعل لها معنى هو أن أصحابها الجدد كلهم من سُحنة واحدة.
والظاهرة ما يجعل لها معنى هو أن الأسعار التي اشتراها بها القادمون الجدد أسعار هي عشرة أضعاف الأسعار العادية.
والجمع والطرح يجد أن أموال جهة ما تُسكَب ملياراتها لتجعل جهة ما تتمكّن…
وفجأة، وفِي وقت واحد، تنتشر ظاهرة شراء كل شيء:
البيوت… المزارع… الأسواق… وبأسعار فوق التصور… والشراء يتمدد في كل مكان.
ننبه… ويزجروننا… ونسكت… ثم يتبين أن الوجوه تلك كانت هي وجوه الجنجويد…
وفِي الفترة ذاتها، العيون تتجه إلى مكاتب الجنسية والرقم الوطني… وزحام هائل يتدفق هناك… مليون أو ملايين يطلبون الجنسية السودانية… وكلهم (جعلتي)…
والعيون تتساءل:
أضباط الجوازات عميان؟
أم أن «دابي في خشمو جرادة»… ولا بعضي؟
وجاءت أيام قحت وفرشت البساط… لأن الجيش الجديد هذا هو جيشها…
والآن تتمدد ظاهرة ضياع ادخارات الناس من بعض البنوك، لأن عدم وجود بنوك في مناطق الحرب يجعل سوقًا جديدًا ينبت بأسلوب: المال تلتو ولا كتلتو.
……
وقبل الحرب ننبه إلى أن السودان الآن بلد يدخل من حدوده من شاء،
ويدخل مدنه من شاء،
ويدخل أسواقه من شاء،
ويدخل مجتمعه من شاء.
وأن الشعب إن ظل سلبيًا، ينظر إلى الخراب صامتًا، فإنه سوف يحمل البُقَج.
وقالوا إن إسحق فضل الله ليس أكثر من شيخ أبله…
وحملوا البُقَج…
……
والآن الحرب الأعظم التي تهدر الآن هي قطع أنفاس السودان:
اقتصاديًا… وقتل الخدمة المدنية… وتقديم جيش من المحامين أولاد (الـ…)، ليشعلوا أطراف البلاد بالقضايا لاسترداد البيوت والأسواق و…
ومثلما أن هذا النوع من المحامين موجود، فلابد إذن من حقيقة أن هناك نوعًا من القضاة موجود…
الآن المخطط ما يقوم عليه هو أن السودان بلد كل شيء فيه يُنسى بعد حين.
وما يُنسى الآن هو الأمر الذي أصدره البرهان بإلغاء كل رقم وطني صدر منذ عام 2020.
واليأس من السودان والسودانيين يجعلنا نتساءل:
(ما يؤخر أشقاها؟)
اللهم… ما يقتل السودان ليس هو العدو، ما يقتل السودان هو السودانيون.

إسحق أحمد فضل الله

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/09 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة من ينطق2025/12/08 وجوه يجب أن تتقدم المشهد.. لماذا تتجاهل الدولة أصحاب الحجة؟2025/12/08 عائشة الماجدي تكتب ✍️ (يٌمه نحن الجيش)2025/12/08 الصين من الهامش إلي المركز2025/12/08 تحولات آلية دعاية تبرير الغزو2025/12/08 غياب الدولة وتمدد المليشيا… ا2025/12/08شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات سد النهضة : طريق مسدود 2025/12/08

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • تلغراف: هل يتحرك الغرب ضد الإمارات بعد مجزرة الفاشر؟
  • سياسي إيرلندي ينتقد صمت الغرب ودعم رئيس الفيفا للإبادة في غزة وجرائم الحرب الأمريكية
  • عائدات قياسية لشركات الأسلحة.. كيف غيّرت الحرب الروسية على أوكرانيا خريطة الصناعات الدفاعية؟
  • «المستشارة التى أرادت أن تصبح السيدة الأولى».. قصة لونا الشبل مع النظام السورى بعد فيديوهات مسربة مع بشار
  • مصر تعاملت مع القضية الفلسطينية والتهجير بحنكة سياسية
  • مأساة الحارة رقم 7!!
  • قلب المجتمع!!
  • دونالد ترامب: بايدن يتحمل أزمة الاقتصاد وحرب أوكرانيا
  • بوتين يتحدث عن دونباس.. إنها روسية! وسنواصل الحرب
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (يا أيها القبر… كم أنت حلو)