شفق نيوز/ دعت جنوب إفريقيا، اليوم الثلاثاء، الأمم المتحدة إلى نشر قوة سريعة لحماية المدنيين في غزة، مبينة أنه "تم القضاء على أجيال كاملة من العائلات في القطاع خلال الأسابيع الثلاثة الماضية".

وتدافع جنوب إفريقيا منذ فترة طويلة عن السلام في منطقة الشرق الأوسط، مشبهة محنة الفلسطينيين التي يعيشونها منذ عقود، بما شهدته جنوب أفريقيا تحت نظام الفصل العنصري الذي انتهى عام 1994، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.

الوكالة قالت إنه بدعوتها لتشكيل قوة حماية، يزيد دعم جنوب إفريقيا للفلسطينيين على معظم الدول التي دعا بعضها لوقف إطلاق النار أو فتح ممر إنساني للسماح بدخول المساعدات إلى غزة المحاصر، حيث يواصل الاحتلال قصفه منذ 24 يوماً.

بينما قالت وزارة الخارجية في جنوب إفريقيا في بيان: "تم القضاء على أجيال كاملة من العائلات في غزة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية".

كما قال البيان إن 25 فرداً من عائلة أحد أفراد الجالية الفلسطينية في جوهانسبرغ سقطوا ضحايا في غارة جوية إسرائيلية صباح الإثنين، في حين قُتل أفراد عائلة دبلوماسي فلسطيني كبير في جنوب أفريقيا في مبنى سكني خاص بهم في اليوم السابق.

البيان أضاف أيضاً: "تتطلب أعداد القتلى من غير المقاتلين، وخاصة أعداد الأطفال الذين قتلوا، من العالم أن يظهر أنه جاد بخصوص المساءلة العالمية".

كان رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا قد عرض في السابق المساعدة في التوسط في الصراع. وقالت جنوب أفريقيا أيضاً في وقت سابق من هذا الشهر إن وزير الخارجية أجرى اتصالاً هاتفياً مع زعيم حماس بشأن إدخال المساعدات إلى غزة.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي جنوب افريقيا قطاع غزة قوة دولية جنوب أفریقیا جنوب إفریقیا

إقرأ أيضاً:

احتلال يدفع وتهجير يتسلّل..الوجه الخفي لرحلات الغزيين إلى جنوب إفريقيا

لم يكن «محمود سالم» يتخيّل أن جراح ابنه الصغير ستفتح أمامهما بابًا جديدًا من المعاناة، بعد أسابيع طويلة من محاولات العلاج الفاشلة داخل مستشفيات قطاع غزة. كان طفله «عدنان» قد أصيب بشظايا متعددة في ساقه إثر قصف استهدف محيط المنزل في دير البلح، ومع غياب الأدوية وتوقّف غرف العمليات ونقص الكوادر، بدأ الأطباء يكررون الجملة ذاتها التي حفرت أثرها في ذاكرته: «لا نملك ما نقدّمه هنا... ابحثوا عن فرصة للعلاج في الخارج».

وكان محمود يسأل نفسه في كل مرة: «كيف أبحث عن علاج خارج غزة وأنا لا أعرف أصلًا طريق الخروج؟».

رحلة اضطرارية غامضة

في الليلة التي غادر فيها، كان يحمل يقينًا بأن الرحلة شرعية وإنسانية بالكامل، خاصة أنه تلقّى وعودًا بأن منظمة خيرية ستتكفّل بتسهيل الإجراءات. لكنه يعترف: «صدّقت كل ما قيل لي... كنت أبحث عن أي بارقة أمل لعدنان، ولم أتخيّل للحظة أن الجهة الوسيطة غير واضحة». لم يخطر بباله أن يكون خروجه من غزة بلا ختم رسمي، ولا أن يجد نفسه في مطار جوهانسبرغ محتجزًا اثنتي عشرة ساعة داخل الطائرة مع أكثر من مئة وخمسين فلسطينيًا، وكأنهم – كما يقول – «وصلوا من مكان لا يعترف به أحد».

ومع مرور الساعات الثقيلة داخل الطائرة، بدأ محمود يشعر بأن ما قيل له قبل السفر لم يكن الحقيقة. يضيف لـ«عُمان»: «في تلك اللحظة أدركت أن الأمر أكبر من مجرد رحلة علاج... هناك شيء غير مفهوم». وحين علم لاحقًا أن رحلة أخرى سبقتهم بأيام قليلة وبالطريقة نفسها، بدأ يربط بين التفاصيل.

يوضح: «وقتها سألت نفسي... لماذا كان السفر بلا ختم؟ من هي الجهة التي تدير الرحلات؟ ولماذا لا يظهر اسم منظمة ‹المجد› التي حدثوني عنها في أي سجل رسمي؟ هل سافرنا ضمن رحلة تهجير لا علاج؟».

وفي أيامه الأولى في جوهانسبرغ، وبين تنقّله بين المستشفى ومكان الإقامة المؤقت، بدأ يشعر بأنه لم يغادر بإرادته الكاملة. يقول بصوت يعلوه الأسى: «لم أغادر لأنني اخترت ذلك... غادرت لأن غزة لم تعد مكانًا نستطيع أن نعيش فيه بكرامة». كان ابنه الجريح هو بوابة الرحلة، لكن الباب الذي فُتح أمامهما اتّسع لأكثر مما توقّع، إذ بات يدرك اليوم أن ما واجهه لا يخصه وحده، بل يمسّ فئة كاملة من الفلسطينيين الذين أصبح السفر بالنسبة لهم خلاصًا اضطراريًا، يخفي في جوهره خطرًا أكبر مما يبدو.

خفايا التهجير الطوعي القسري

تتكشف في الآونة الأخيرة تفاصيل مثيرة للقلق حول رحلات تحمل فلسطينيين من غزة إلى جنوب أفريقيا، رحلات وُصفت رسميًا هناك بأنها «مريبة» و«غير منسقة» وتثير شبهات حول وجود مخطط تهجير صامت. القصة التي بدأت بوصول 153 فلسطينيًا دون ختم خروج من إسرائيل، لم تكن مجرد حدث عابر؛ بل كانت إشارة واضحة على وجود عملية تتم في الخفاء، تعمل عبر منظمات مجهولة ووسطاء لا يُعرف عنهم الكثير.

خصوصًا أن طائرة أخرى كانت قد وصلت قبل ذلك بأيام وعلى متنها 176 فلسطينيًا، ما جعل السلطات الجنوب أفريقية تتحرك لفتح تحقيق واسع، وفقًا لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.

هذه الرحلات لم تكن ثمرة صدف متكررة، بل ارتبطت باسم منظمة غامضة تُدعى «المجد – Al-Majd Europe»، وهي جهة لا تظهر لها سجلات واضحة في أوروبا، وتتواصل مع الفلسطينيين عبر أرقام واتساب، وتطلب مبالغ مالية كبيرة، وتؤكد للمسافرين أنهم سيصلون إلى دول آمنة للعلاج أو الإقامة. كثيرون لم يعرفوا وجهتهم إلا عند وصولهم إلى الطائرة.

وفي خلفية المشهد، ظهر اسم COGAT، وهي وحدة عسكرية–مدنية تابعة لوزارة الحرب الإسرائيلية، مسؤولة عن كل ما يتعلق بتصاريح الفلسطينيين، والتنقل، والمعابر، وتنسيق خروج المدنيين من غزة.

التصريح الذي نقلته صحيفة هآرتس عن مسؤول بارز في COGAT كان كاشفًا للغاية: «نحرص دائمًا على وجود دولة تقبل الغزيين المغادرين». هذه الجملة وحدها كافية لفهم أن هناك سياسة تعمل على دفع الفلسطينيين نحو الخارج، عبر خلق ظروف داخلية خانقة، ثم توفير بوابات مغادرة تبدو إنسانية لكنها تحمل نوايا سياسية واضحة.

كل هذه التفاصيل دفعت محللين وخبراء -استطلعت «عُمان» آرائهم- إلى وصف ما يجري بأنه شكل جديد من «التهجير الطوعي القسري»، حيث لا يُجبر الناس على الرحيل بشكل مباشر، لكنهم يُدفعون إليه عبر الضغوط ومن خلال منظمات وسيطة، ثم يُقدّم خروجهم لاحقًا كدليل على أنهم «اختاروا» المغادرة، وهو أخطر ما في الأمر.

هندسة ديموغرافية صامتة

يرى الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية «سعيد زياد» أن ما يجري ليس حدثًا منفصلًا، بل يأتي في سياق تاريخي طويل من محاولة تفريغ غزة من سكانها عبر «الهجرة الناعمة». ويؤكد أن استخدام الأزمات الإنسانية كمدخل لإخراج السكان ليس جديدًا، لكنه يتخذ الآن شكلاً أكثر تنظيمًا، مستفيدًا من واقع القطاع الذي بات شبه غير قابل للحياة.

يقول زياد: «حين يُدفع السكان قسرًا إلى نقطة اللاعودة، يصبح السفر قرارًا يبدو طوعيًا... لكنه في الحقيقة ليس كذلك».

يضيف زياد أن بروز منظمة «المجد» الغامضة، ووجود مؤشرات على تنسيقها مع COGAT، يشيران إلى أن هناك حلقة سياسية تربط بين المعاناة الإنسانية والهدف الاستراتيجي بإعادة هندسة الواقع الديمغرافي. فالاحتلال يسعى منذ سنوات لخلق واقع يجعل الغزيين يبحثون بأنفسهم عن أبواب الخروج.

ويرى زياد أن جنوب أفريقيا كانت محقّة في وصف الرحلات بأنها «مريبة»، خاصة أن وصول طائرتين دون تنسيق رسمي، وبلا أختام خروج، ليس مجرد خلل إداري، بل إشارة إلى أن هناك جهة تسعى لإخفاء مصدر الرحلات حتى اللحظة الأخيرة.

ويؤكد أن الدول التي تستقبل الفلسطينيين دون علم مسبق قد تصبح لاحقًا جزءًا من مشهد سياسي يُستخدم لإظهار أن الرحيل «طوعي».

ويحذّر زياد من أن تكرار هذه الرحلات قد يشكل مقدمة لمسارات أشد خطورة، قد يتم فيها استخدام معاناة المدنيين لبناء رواية سياسية جديدة، تُظهر أن «الغزيين يريدون الرحيل»، وهي رواية وصفها بأنها «جريمة مضاعفة على المستوى السياسي والإنساني».

رفض غزي للخروج المشبوه

«محمد أبو جودة» كان من أوائل من عُرضت عليهم فرصة السفر عبر المنظمة ذاتها، لكنه رفض بعد أن اكتشف أن الكثير من التفاصيل غامضة، وأن الرحلة لا تشبه إجراءات السفر الطبيعية. كان محمد قد تلقّى رسالة عبر واتساب تدعوه للتسجيل، وتعده بأن المستندات جاهزة، وأن وجهته ستكون إحدى الدول التي توفر فرص لجوء أو علاج.

لكنه حين سأل عن الجهة الراعية للرحلة، لم يحصل على إجابة واضحة، ما دفعه للقلق.

يقول محمد: «الظروف في غزة لا تطاق، وكلنا نبحث عن بارقة أمل... لكن حين تتحول الحاجة إلى فرصة تُدار في الظلام، يجب أن نقف ونفكر». شعر بأن السفر خارج إجراءات رسمية قد يفقده مستقبلًا حق العودة، وأن الخروج دون ختم قد يستغل لاحقًا لخلق روايات سياسية خطيرة، فاختار أن يبقى رغم الألم، متمسكًا ببيته وذكريات أهله.

وفي الأيام التي تلت قرار الرفض، بدأت السلطات الجنوب أفريقية تعلن عن شكوكها، وبدأت الصحف تتحدث عن «مخطط تهجير صامت»، ما جعل محمد يشعر بأن حدسه كان صائبًا. يوضح: «لو خرجنا بهذه الطريقة، سنكون أداة في مخطط أكبر... وهذا ما لن أقبله مهما كانت الظروف».

تفكيك المكان

من جهته، يرى المحلل السياسي عاهد فروانة أن المسألة ليست إنسانية فقط، بل استراتيجية تتعلق بإعادة ترتيب الملف الفلسطيني برمته. ويقول إن «الهجرة غير المشروطة» التي تُقدم للفلسطينيين اليوم، عبر منظمات غامضة، هي في حقيقتها جزء من مشروع يُراد له أن يقود إلى «تفكيك الهوية المكانية»، بحيث يصبح الفلسطينيون موزعين على دول عدة، بعيدًا عن أرضهم الأصلية.

يُشير فروانة إلى أن منظمة «المجد» لم تكن معروفة قبل هذه الرحلات، وأن غياب سجل رسمي لها، مع استخدام أرقام واتساب فقط، يجعل منها جهة مشبوهة يمكن استخدامها لتبرير خروج جماعي دون أن تكون هناك جهة رسمية متورطة بشكل مباشر.

ويوضح: «هذه الطريقة تمنح الأطراف المسؤولة القدرة على الإنكار، وتسمح بتمرير التهجير دون ضجيج».

ويرى فروانة أن تصريح COGAT الذي تحدث عن «البحث عن دول تستقبل الغزيين» ليس تصريحًا عابرًا، بل هو اعتراف ضمني بوجود استراتيجية تعمل منذ أشهر على خلق بدائل سكانية، تبدأ من تقديم السفر كحل إنساني وتنتهي بتحويله إلى واقع سياسي جديد.

ويضيف: «حين تصبح الطائرات بديلاً عن البقاء، فنحن أمام شكل جديد من أشكال التهجير القسري».

ويؤكد فروانة أن مواجهة هذا المسار تتطلب وعيًا فلسطينيًا جماعيًا، وتدخلًا عربيًا ودوليًا، لأن ترك الفلسطينيين يغادرون بلا أختام وبلا ضمانات هو بداية لمرحلة قد يصعب وقفها لاحقًا، خاصة إذا تم البناء عليها سياسيًا بوصفها «خيارًا شخصيًا».

مقالات مشابهة

  • احتلال يدفع وتهجير يتسلّل..الوجه الخفي لرحلات الغزيين إلى جنوب إفريقيا
  • السويد تُخطط لزيادة دعمها لأوكرانيا لمساعدة المدنيين خلال فصل الشتاء
  • عاصفة تضرب منتخب الكاميرون قبل 20 يوما من أمم أفريقيا
  • أحمد فوزي: المهدي سليمان أخطأ بالانتقال للزمالك.. وعواد حارس المنتخب في أمم أفريقيا
  • فيروس ماربورج.. تهديد وبائي جديد يلوّح في أفق جنوب إفريقيا وإثيوبيا
  • هزة أرضية بقوة 3 درجات جنوب الحديدة
  • تأجيل دعوى بفسخ عقد شقة بين شركة عقارية واللاعب السابق شادي محمد
  • «صغار الخماسي الحديث» إلى مونديال جنوب أفريقيا بـ 6 لاعبين
  • 7 منظمات دولية تطالب بتنفيذ مذكرات الاعتقال بحق قادة الاحتلال
  • 7 منظمات دولية تطالب بتنفيذ مذكرات الاعتقال بحق قادة إسرائيل