بوابة الوفد:
2025-10-16@06:39:43 GMT

كيف سيتغير بحث جوجل إلى الأبد

تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT

في حين أن جوجل قد تكون متورطة في قضية مستمرة لمكافحة الاحتكار من جهة، فمن ناحية أخرى، ترتفع شركة التكنولوجيا العملاقة بأرباحها الأخيرة في الربع الثالث. 

شهدت شركة Alphabet، الشركة الأم لشركة Google، نموًا في الإيرادات بنسبة 11%، لتعود إلى أرقام مكونة من رقمين بعد عام. ولم يكن الرئيس التنفيذي ساندر بيتشاي سعيدًا بالنتائج فحسب، بل أكد أيضًا على النمو القوي لميزة "البحث"، التي كانت أكبر مساهم في نمو الإيرادات.

ومع توفير إمكانات الذكاء الاصطناعي من خلال تجربة البحث المولدة (SGE)، فإن الشركة في طريقها لتغيير ميزة البحث إلى الأبد.
يواصل Google هيمنته على سوق محركات البحث بفارق كبير، ولا يزال يبني ميزات لدفعه إلى الأمام. مع 8.5 مليار عملية بحث على Google كل يوم، وحصة سوقية تبلغ 90% من سوق محركات البحث، فإن الشركة في وضع مريح أمام منافسيها. وهم لا يتوقفون عند هذا الحد.

في إعلان الأرباح الأخير، ذكرت جوجل كيف أنه من خلال دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في البحث، SGE المتوفر حاليًا في الولايات المتحدة واليابان والهند، يمكن معالجة مجموعة واسعة من الاستفسارات ذات وجهات نظر متعددة. ويرتبط Google الآن أيضًا بمجموعة واسعة من المصادر في صفحة النتائج لدفع اكتشاف المحتوى. ومن المثير للاهتمام أن ميزة البحث المحسنة الخاصة بهم ستعزز إيرادات المعلنين.


البحث والمعلنون يسيران جنبًا إلى جنب
في شهر مايو، أطلقت جوجل تجربة SGE في مختبرات البحث في الولايات المتحدة وحدها، لاختبار تكامل الذكاء الاصطناعي في البحث، وكان الهدف هو الحصول على تعليقات المستخدمين والبناء عليها. يبدو أن التجربة قد أتت بثمارها حيث أعرب Pichai عن سعادته بالتعليقات الإيجابية التي تلقاها من مستخدمي SGE، وأكد أيضًا على طرحها لمزيد من المستخدمين. ومن المثير للاهتمام أنه من أصل 76.69 مليار دولار من إيرادات الربع الثالث، بلغت قيمة أعمال الإعلان 59.65 مليار دولار.

وشدد بيتشاي أيضًا على كيفية استمرار الإعلانات في "لعب دور مهم" في تجربة البحث الجديدة هذه. ستواصل الشركة تجربة التنسيقات الجديدة في SGE لإنشاء إعلانات ذات صلة وعالية الجودة يتم تخصيصها في كل مرحلة من رحلة البحث. ذكرت Beth Kindig، كبيرة المحللين التقنيين في I/O، أن SGE سوف تعد المعلنين بعائد استثمار أفضل.


اقترحت جوجل خطتها لتقديم الإعلانات في SGE خلال حدث I/O في شهر مايو، مما يوضح لمحة عن الشكل الذي ستبدو عليه الإعلانات في المستقبل. من خلال دمج الإعلانات في بحث الذكاء الاصطناعي، على غرار الطريقة التي دفعت بها Microsoft الإعلانات إلى Bing Chat التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، تتطلع Google إلى جعل النظام الأساسي مفيدًا. تقوم الشركة أيضًا ببناء قوالب الذكاء الاصطناعي التوليدية التي تجمع بين إمكانيات LLMs وواجهات برمجة تطبيقات Google لحل حالات الاستخدام الخاصة بالصناعة مثل السفر.
وبينما تعمل جوجل على تعزيز تجربة البحث الحالية لديها، يواصل نموذجها اللغوي الكبير Bard التقدم على الهامش. قدمت Google مؤخرًا ملحقات المتصفح لتطبيقات Google مثل YouTube وGoogle Flights وGoogle Maps وGoogle Drive وGoogle Docs وGmail on Bard. علاوة على ذلك، أعلنت جوجل أيضًا عن دمج Bard في مساعد جوجل، في محاولة لتوفير مساعد رقمي أكثر سهولة وذكاءً وتخصيصًا.

في حين أن OpenAI أصبح مؤخرًا متعدد الوسائط تمامًا، مما يسمح بإدخال الصوت والصورة، بل وأصدر تحديثًا للسماح بتحميل أي شكل من أشكال المستندات بما في ذلك ملفات PDF، كان Bard قبل ذلك طريقة متعددة الوسائط. علاوة على ذلك، تحدث بيتشاي عن مشروع Gemini الذي طال انتظاره. "أنا متحمس للغاية للتقدم الذي تم إحرازه ونحن نعمل على تجهيز النموذج." كما ألمح أيضًا إلى كونها متعددة الوسائط و"عالية الكفاءة مع تكامل الأدوات وواجهة برمجة التطبيقات".

مع كون الذكاء الاصطناعي هو محور التركيز الرئيسي، وحتى الوصول إلى الأرباح الفصلية لشركات التكنولوجيا الكبرى (قالت جوجل إن الذكاء الاصطناعي 76 مرة على الأقل)، فإن الطريق إلى الأمام مليء بالتطورات والتكامل القائم على الذكاء الاصطناعي لهذه الشركات. نظرًا لأن البحث هو المحرك الرئيسي للإيرادات، فإن جهود Google لجعله أكثر تحسينًا لا يمكن إنكارها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الإعلانات فی

إقرأ أيضاً:

عندما يقفز الذكاء الاصطناعي على حواجز اللغة؟

 

 

 

مؤيد الزعبي

 

لطالما كانت اللغة حاجزًا يقف بين الإنسان والشعوب الأخرى، وفي الوقت ذاته كانت بوابةً لاكتشافهم، والبعض يجدها رحلة يخوضها ليتعلّم ويتعرّف ويكتسب المهارة التي تمكّنه وتُميّزه عن غيره بامتلاكه لغة الآخر، وكثيرًا ما كانت اللغة مصدر رزق؛ إذ شكلت مهارة الترجمة أو التحدث بلغة أجنبية مسارًا مهنيًا لكثيرين، لكن اليوم، ومع التطور الهائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي واقتحامها عالم الترجمة من أوسع أبوابه، يبدو أن الأبواب القديمة بدأت تُغلق أمام المترجمين، فيما تُفتح في المقابل أبواب جديدة أمام البشرية بأكملها؛ أبواب الاستكشاف والتفاعل الثقافي.

وقد أصبح بإمكاننا بفضل هذه التقنيات أن نتعرف إلى ثقافات جديدة، ونمارس طقوسًا مختلفة، ونتذوق ألوانًا من الفنون والموسيقى، ونتحاور مع عقول وأفكار من شتى بقاع الأرض، ونبني صداقات تتجاوز الحدود والمسافات، في تواصلٍ لم تعرفه البشرية بهذه السهولة من قبل.

مع كل هذا الانفتاح المذهل، يحق لنا أن نتساءل: هل يمثل هذا التطور نعمةً تُقرّبنا أكثر وتعمّق تواصلنا الإنساني؟ أم أنه يحمل وجهًا آخر، يخفي في طيّاته خطر ذوبان الخصوصية الثقافية واللغوية التي تضمن تنوع الحضارات واستمرارها؟ أود أن أتحاور معك عزيزي القارئ من خلال هذا الطرح، لنتأمل معًا الوجهين المختلفين لهذا التحول التكنولوجي الذي يعيد صياغة علاقتنا بالعالم وبأنفسنا.

حضرتُ قبل أيام حفل إطلاق منتجات شركة IFLYTEK أثناء معرض جايتكس في دبي؛ حيث عرضت سماعات وأجهزة ترجمة فورية محمولة تتحوّل بها محادثاتك مع شخص يتكلم لغة مختلفة إلى لغتك الأم، ويتحول الحوار الفوري إلى حوارٍ بلا فواصل أو حواجز لغوية تقريبًا. وهذه التقنية لا تنهي فقط الحاجة إلى مترجم بشري في بعض السياقات؛ بل تفتح أمام البشر بابًا جديدًا للتعرّف على عوالم وثقافات، وكم من دولة فكرت السفر إليها وكانت اللغة هي الحاجز الوحيد الذي يقف أمامك، ولكن مع الذكاء الاصطناعي بات الأمر ممكنًا وسهلًا، ولن أخوض اليوم في دقة الترجمة فمثل هذه التقنيات مازالت في طور التقدم والتطوير وستصل يومًا لما نصبوا إليه من ترجمة دقيقة وسلسة.

الذكاء الاصطناعي بات اليوم يتعرف فوريًا على اللهجات واللهجات الفرعية، وليس فقط يمكنه فهم اللغة الرسمية؛ بل طريقة النطق ومخارج الحروف أيضًا، ويومًا بعد يوم تصبح الآلة أكثر قدرة على فهم اللهجات واللغات، ومع استخدام الأجهزة المحمولة أو السماعات سيجعل الترجمة ترافقك في الطريق، في الاجتماعات، في السفر، في التبادل الثقافي، وأيضًا في المكالمات الهاتفية بحيث تتم الترجمة فوريًا في أذنك، والأجمل من كل هذا أن الذكاء الاصطناعي يتيح لك ليس فقط فهم ما يقول الآخر، بل أيضًا تلمّس إحساسه، ثقافته، عادات التعبير، وذلك من خلال محاكاة الذكاء الاصطناعي لصوت ونبرة المتكلم، وهذا يخلق احتكاكًا ثقافيًا أكثر عمقًا مما لو اعتمدنا فقط على وسيط بشري أو على الترجمة الكتابية التقليدية، وتخيل كيف يمكن نقل التجربة لتصبح تجربة تفاعلية يومية نستخدمها في كل شيء من حولنا، من موسيقى وأفلام ونقاشات ومحاضرات وندوات.

مع كل هذا السحر.. ثمة تساؤل يجب أن نعود لطرحه؛ هل هذا التطور نعمة للتعرف على ثقافات جديدة وللتقريب بين البشر، أم أنه يحمل في طيّاته مخاطر؟ هل ستُمحى خصوصية اللغة الأصلية وتختفي الفوارق التي تُميز الشعوب في طريقة التعبير؟ وهل سيصبح “التنوّع اللغوي والثقافي” مجرد تاريخ مسحته التقنية والآلة؟

هذه التساؤلات جميعها مهمة؛ فنحن كبشر حاولنا قدر المستطاع أن نحافظ على ثقافاتنا وتاريخنا عبر اللغة، ولطالما كانت اللغة بحد ذاتها ثقافة لها أسلوبها الذي يميزنا ويكسبنا نوعًا من الخصوصية، ولكن كل هذا معرض للذوبان في ظل تقنيات ستعطينا القدرة على التواصل بشكل أفضل من جانب وتسلبنا خصوصيتنا الثقافية من جانب آخر، إلا لو استطعنا أن نستغل التكنولوجيا والتقنية في المحافظة على موروثنا اللغوي والثقافي بدلًا من أن نمحيه وهذا جانب طويل قد نتناقش فيه في مقال قادم.

أتفقُ مع أن التكنولوجيا جعلت العالم أقرب ولكن علينا أن نستخدم هذا التقدم لنمهد لمساحات مشتركة من الفهم الفكري والتبادل الثقافي؟ وعلينا أن نستفيد من تقنيات الترجمة الخوارزمية أن صح تسميتها هكذا بلا أن نفقد اللغة والثقافة التي نمثلها، فقوة الثقافة ليست فقط فيما نترجمه وننقله عن الاخر بل فيما لا يُمكن ترجمته وهو ما يميز ثقافة عن أخرى، وهو ما يعطي أي شعب خصوصيته في الكثير من الجوانب.

في النهاية يجب أن نعترف بأن الذكاء الاصطناعي قد يمنحنا مفاتيح العالم، لكنه لن يمنحنا روحَه، وبالنسبة لي اللغة هي روح الثقافات، واللغة أكثر من مجرد أداة تواصل؛ إنها هويتنا وذاكرتنا المجتمعية، وتاريخنا كأمة، لذلك حين نعبر إلى المستقبل فلنعبر بأعين منفتحة على الآخر دون أن نغلق أعيننا عن أنفسنا، وأقصد هنا أنه لا يجب لنا الانخراط في فهم الآخر لدرجة أن نذوب نحن وسط ثقافته؛ بل يجب أن نحافظ على ثقافتنا ولغتنا حتى تعيش للغد.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • موزيلا تقدم محرك البحث الذكي Perplexity لمستخدمي فايرفوكس
  • عندما يقفز الذكاء الاصطناعي على حواجز اللغة؟
  • عاشور: رؤية مصر للبحث العلمي تقوم على الإبداع والعدالة والاستدامة والذكاء الاصطناعي المسؤول
  • الذكاء الاصطناعي.. من الإبداع إلى الخداع
  • معهد تيودور بلهارس يناقش تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البحث الطبي
  • التلخيص بضغطة زر: جوجل تدمج الذكاء الاصطناعي داخل كروم
  • إحباط المستخدمين .. هواتف جوجل بيكسل تثير الجدل من جديد فما القصة؟
  • «هاكاثون» لتطوير الذكاء الاصطناعي في طب العيون
  • وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي أداة للتعليم والمعلم يظل البوصلة التي توجه المستقبل
  • دراسة: معظم الناس يواجهون صعوبة في التفريق بين الأصوات البشرية وتلك التي يولدها الذكاء الاصطناعي