حكومة غزة: اليوم هو يوم الحرب على المستشفيات والاحتلال يواصل استهداف مجمع الشفاء
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
الجديد برس:
قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، مساء السبت، إن “اليوم هو يوم الحرب على المستشفيات، الرنتيسي والنصر للأطفال وعلى مستشفى الصحة النفسية وعلى مستشفى القدس”.
وأضاف المكتب في بيان، أن “اليوم هو يوم الحرب على مجمع الشفاء الطبي الذي يتعرض لإطلاق نار كثيف من قبل طائرات الاحتلال التي تجوب أجواء المجمع الطبي بالتزامن مع محاصرة المستشفى من جميع الجهات واستهداف كل من يخرج منه أو كل من يتحرك بداخله”.
وأكد أن “حصار الاحتلال الخانق للمستشفى جعل المرضى والجرحى والنازحين والطواقم الطبية والأطفال الخدج هدفاً لجيش الاحتلال النازي، وذلك بالتزامن مع انقطاع الماء والكهرباء والطعام عن المجمع وخروجه عن الخدمة”.
ولفت البيان إلى أن وزارة الصحة اليوم لم تتمكن من إصدار إحصائية دقيقة لأعداد الشهداء والمصابين خلال الساعات الماضية، بسبب استهداف المستشفيات ومنع دخول أي من حالات الشهداء والجرحى.
وذكر المكتب بأن الاحتلال ارتكب أكثر من 1,130 مجزرة، وبلغ عدد الشهداء أكثر من 11,100 شهيد، بينهم أكثر من 8,000 طفل وامرأة، وزاد عدد الجرحى أكثر من 28,000 جريح.
وطالب الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي باتخاذ قرار من أجل فتح معبر رفح بشكل دائم، وليكون ممراً آمناً لتدفق الوقود والمساعدات والإمدادات الطبية للمستشفيات وللمواطنين في قطاع غزة قبل تفاقم الكارثة الإنسانية.
وأيضاً، طالب بإنشاء صندوق من أجل إعادة إعمار قطاع غزة بأسرع وقت ممكن في ظل حالة التدمير الكارثية التي خلفتها الحرب، حيث هدم الاحتلال أكثر من 41,000 وحدة سكنية بشكل كلي وأكثر 222,000 وحدة سكنية بشكل جزئي وهدم آلاف المقار الحكومية والمساجد والكنائس والمدارس والمؤسسات المختلفة.
وكانت أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في وقت سابق من اليوم، ارتقاء 198 شهيداً من الكادر الصحي، وتدمير 53 سيارة إسعاف، واستهداف 135 مؤسسة صحية، وإخراج 21 مستشفى و47 مركزاً صحياً للرعاية الأولية عن الخدمة منذ بدء العدوان علي غزة.
وتحدثت وزير الصحة الفلسطينية مي الكيلة صباح اليوم السبت، عن واقع كارثي يشهده القطاع الطبي في غزة مع خروج 20 مستشفى من أصل 30 عن الخدمة، وفي ظل استهداف الاحتلال للمستشفيات بشكل مباشر، لافتة إلى أن 39 طفلاً ورضيعاً في العناية الفائقة معرضون للوفاة لعدم وصول الأوكسجين إليهم.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: أکثر من
إقرأ أيضاً:
لوين رايحين؟.. مستقبل نتنياهو والاحتلال على طاولة أثير المستديرة
جاء ذلك في أولى حلقات "طرف حديث" الذي تبثه منصة "أثير" (يمكن مشاهدتها عبر هذا الرابط) وهو برنامج جديد يتبنى شكلا غير تقليدي للحوار على طاولة مستديرة، حيث يغيب المذيع ويحل النقاش التفاعلي بين الضيوف مكان الأسئلة المباشرة، مما يمنح الحوار عمقا وحيوية أقرب إلى الجدل السياسي المفتوح.
واستهلّت مراسلة الجزيرة نجوان السمري النقاش بإثارة السؤال الجوهري "لوين رايحين؟" وقد جمعتها طاولة الحوار المستديرة مع زميلها إلياس كرام، والكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4قادة إسرائيليون يدعون لرحيل نتنياهوlist 2 of 4حكومة نتنياهو على المحك بعد تهديد "شاس" بالانسحابlist 3 of 4هكذا يخطط “عرّاب الاستيطان” سموتريتش لإنهاء الدولة الفلسطينيةlist 4 of 4محللون: غزة لن تتبخر وإسرائيل خسرت أمورا لا يمكن تعويضهاend of listوتركز النقاش على تداعيات الحرب على قطاع غزة التي تجاوزت العام ونصف العام، ومدى انعكاساتها على واقع الاحتلال داخليا وإقليميا، في وقت تعيش فيه إسرائيل واحدة من أعقد لحظاتها التاريخية منذ تأسيسها.
ورأى جبارين أن صورة المشهد قاتمة، معتبرا أن نتنياهو بات يعتاش على ضباب الحرب، وهو الرابح الأول من استمرارها، مشيرا إلى أن الخطاب السياسي الإسرائيلي اليوم يخلو من أي أهداف واضحة سوى الانتقام.
وفي المقابل، وصف كرام الحرب بأنها وقود لاستمرار نتنياهو في الحكم، موضحا أن الأخير يتصرف بمنطق شخصي بحت، وأن رغبته في البقاء السياسي تطغى على أي اعتبار، وهي قناعة أخذت تتغلغل في خطاب المعارضة أيضا.
إعلانأما السمري فرأت أن التفسير الشخصي وحده لا يكفي لفهم دوافع نتنياهو، مؤكدة أن ما نشهده ترجمة عملية لأيديولوجيا اليمين الإسرائيلي الأكثر تطرفا منذ تأسيس هذه الدولة، وأن التشكيلة الحكومية الحالية تسير باتجاه تنفيذ كامل لمشروع اليمين العقائدي.
خطاب انتقاميوسخر جبارين مما وصفه بـ"التوراة العسكرية" التي يكتبها الجنود في غزة، في إشارة إلى الخطاب التوراتي والانتقامي الذي أصبح يوجه عقلية الجنود والسياسيين على حد سواء، مع تراجع الرؤية الإستراتيجية وتحول الحرب إلى حالة انتقامية مجردة.
وأكد كرام أنه حتى رموز المعارضة مثل يائير غولان يتعرضون لهجوم شرس لمجرد التعبير عن القلق على مستقبل إسرائيل، إذ يُتهم كل من ينتقد الحرب بالخيانة، مما يعكس مدى الإجماع الداخلي في إسرائيل على مواصلة الحرب رغم الكارثة الإنسانية في غزة.
ولفتت السمري إلى أن الإعلام الإسرائيلي يتجاهل ما يحدث في غزة بشكل شبه كامل، وأن الأصوات المعترضة لا تفعل ذلك رحمة بالفلسطينيين، بل خشية على سمعة إسرائيل الدولية، لا سيما بعد تصاعد الانتقادات الأوروبية لممارسات الجيش.
ورأى جبارين أن الحكومة الحالية لم تأبه منذ البداية بصورتها الدولية، وأن الإعلام الغربي جُنّد مسبقا للدفاع عن الخطاب الإسرائيلي تحت ذريعة المقارنات التاريخية مع أوروبا الاستعمارية، في محاولة لإسكات أي انتقاد مبكر.
وتطرق الضيوف إلى مأزق التجنيد في إسرائيل، حيث بات الجيش مضطرا لتوسيع تشكيلاته، دون وجود قاعدة بشرية كافية لتلبية هذا التوسع، في ظل رفض الحريديم الخدمة العسكرية وارتفاع ضغط الخدمة على جنود الاحتياط.
وتساءل كرام "هل يمكن حقا إدماج الحريديم في المؤسسة العسكرية؟" ليجيب جبارين ساخرا بأن الحريديم ليس لديهم المهارات ولا الرغبة في الاندماج، معتبرا أن الجيش نفسه لا يرغب في ضمهم بشكل حقيقي.
إعلان شرخ داخليوتحدث الضيوف عن عمق الشرخ الداخلي الذي أحدثته الحرب، حيث يشعر جنود الاحتياط من الطبقة الوسطى بأنهم وحدهم من يتحمل أعباء الحرب، في حين تتلقى جماعات دينية كالحريديم المخصصات دون أي التزام مقابل.
وأشار جبارين إلى أن أزمة التجنيد قد تنسف الاتفاقات الحكومية، لكنها لن تُسقط نتنياهو بسهولة، فهو بارع في إدارة الأزمات وليس حلّها، ويستثمر حالة الفوضى لتعزيز بقاء حكومته.
واعتبرت السمري أن نتنياهو يسعى لإنهاء مسيرته السياسية دون أن يلاحقه لقب "مهندس هزيمة 7 أكتوبر" مشيرة إلى أن كل ما يفعله اليوم محاولة عبثية لمسح وصمة العار التي لحقت به أمام الرأي العام الإسرائيلي.
وأكد الضيوف أن بنية المجتمع الإسرائيلي لا توفر بديلا حقيقيا لنتنياهو، فالمشهد السياسي مهيمن عليه من قبل اليمين، حتى من خارج الائتلاف، مع شبه إجماع على استمرار الحرب وسحق القضية الفلسطينية.
وقال كرام إن الأحزاب المصنفة "معارضة" لا تختلف كثيرا في الموقف من القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن رئيس حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ جميعهم يتبنون خطابا أمنيا لا يبتعد عن اليمين المتطرف.
وشدد جبارين على أن المعضلة في إسرائيل اليوم ليست نتنياهو وحده، بل غياب البديل الذي يملك الكاريزما والقدرة على إعادة تعريف إسرائيل بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، مشيرا إلى أن القادة الجدد مجرد نسخ مخففة من نتنياهو.
استهداف الصحفيينوفي محور متصل، ناقش ضيوف "طرف حديث" تصاعد التحريض ضد الصحفيين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، حيث روت السمري وقائع شخصية عن استهدافها وزملائها من قبل صحفيين إسرائيليين بتهم التخابر وتحديد مواقع الجيش لحماس، فقط لأنهم مراسلو الجزيرة.
وأكد جبارين أن الرقابة والتحريض بلغا مستوى المكارثية، إذ يكفي أن تضغط على زر "أحزنني" في منشور إنساني لتُستدعى للتحقيق، في وقت تحولت فيه مسيرة العودة إلى حدث محظور، ويُمنع الفلسطينيون من التعبير عن حزنهم حتى في ذكرى النكبة.
إعلانوأشار كرام إلى أن جرائم القتل داخل المجتمع الفلسطيني في الداخل الإسرائيلي تجاوزت المعدلات العالمية بشكل غير مسبوق، وأن الشرطة والمخابرات تتعامل معها بتراخٍ متعمد، رغم قدرتها على كشف جرائم جنائية خلال ساعات إذا كان الضحية يهوديا.
وفي تقييم العلاقة مع الولايات المتحدة، رأى الضيوف أن ما يشهده العالم من انتقادات لنتنياهو لا يعدو كونه إجراءات رمزية، فواشنطن لم توقف شحنات السلاح، ولم تُفعّل أي عقوبات حقيقية ضد إسرائيل، رغم صمود الحرب لما يزيد على 18 شهرا.
وفي مشهد ضبابي يخلو من أي أفق سياسي، يبقى السؤال الذي طرحته السمري منذ بداية الحلقة معلقا "لوين رايحين؟" وهما ما يعكس تيها إسرائيليا داخليا لا يبدو أن الإجابة عنه باتت قريبة.
31/5/2025