كشفت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن آخر تطورات الحرب على قطاع غزة والضفة الغربية، والتي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلية منذ أكثر من 38 يومًا، حيث يعاني المدنيون من أزمات انقطاع المياه واختلاطها بالصرف الصحي والكهرباء، فضلا عن تدير المباني السكنية وارتفاع أعداد النازحين.

آخر تطورات الأوضاع في شمال قطاع غزة

وبحسب الإحصائيات فقد توقفت ما لا يقل عن 65 محطة لضخ مياه الصرف الصحي في مدينة غزة والمناطق الشمالية عن العمل، ما يشكل خطراً وشيكاً لفيضانات الصرف الصحي.

وتم تدمير أكثر من 53% «276 ألف وحدة سكنية تقريباً» في قطاع غزة، بينها أكثر من 54 ألف وحدة مدمرة كليا، و222 ألف وحدة سكنية مدمرة جزئياً.

أعداد النازحين في قطاع غزة

واضطر ما يزيد عن 30 ألف شخص إلى الخروج من شمال وادي غزة باتجاه الجنوب عبر الممر الذي فتحته قوات الاحتلال الإسرائيلي في 10 نوفمبر الجاري.

ويستمر الاحتلال الإسرائيلي في استهداف المدنيين المهجرين قسراً، سواء داخل الملاجئ أو أثناء تواجدهم على الطرق بحثاً عن الأمان في المنطقة الجنوبية من غزة.

ويقدر العدد التراكمي للنازحين قسراً منذ بداية الحرب في شمال قطاع غزة بأكثر من 1.6 مليون شخص، أي ما يعادل 70% من سكان قطاع غزة.

ويتواجد حوالي 160 ألف نازح قسري في 57 منشأة تابعة للأونروا في الشمال، ومع ذلك، لم تعد «الأونروا» قادرة على تقديم الخدمات في تلك المناطق وليس لديها معلومات دقيقة عن احتياجات الناس وظروفهم منذ التهجير القسري الإسرائيلي والإخلاء القسري لجميع العاملين في المجال الإنساني في 12 أكتوبر.

ويعاني 15% من النازحين قسرا من إعاقات مختلفة، كما أن معظم مراكز الإيواء غير مجهزة بشكل كافٍ لتلبية احتياجاتهم.

وحذرت وزارة الصحة من كارثة صحية عامة تلوح في الأفق في ظل النزوح الجماعي، واكتظاظ الملاجئ، والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه والصرف الصحي.

ودعت الوزارة إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والسماح بشكل عاجل بإدخال الإمدادات الإنسانية والصحية للقطاع وخاصة الوقود لتشغيل مولدات الكهرباء في المشافي، ودخول الفرق الطبية المتطوعة لمساندة الكوادر الصحية في علاج المرضى والجرحى، والسماح بخروج الجرحى للعلاج في مستشفيات جمهورية مصر العربية وغيرها، وإيقاف تهجير المواطنين من بيوتهم ومناطق سكنهم في قطاع غزة.

اعتداءات على الضفة الغربية

أما في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس المحتلة، فبلغ عدد الشهداء منذ 7/10/2023 وحتى مساء اليوم الثلاثاء، 196 شهيداً، حيث استشهد فجر وصباح اليوم في طولكرم 7 مواطنين جراء اقتحام الاحتلال للمدينة، وجرح نحو 2700 مواطن منذ بدء العدوان.

ويمثل عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 43% من إجمالي الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية في عام 2023.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأحداث في غزة غزة أخبار غزة الصحة الفلسطينية شهداء غزة العدوان الإسرائيلي على غزة الضفة الغربیة قطاع غزة ألف وحدة

إقرأ أيضاً:

فايننشال تايمز: هكذا نقلت إسرائيل حربها إلى الضفة الغربية

في مساء شتوي هادئ من يناير/كانون الثاني 2024، وبينما كانت عائلة فلسطينية تجتمع أمام أحد البيوت في بلدة طمون بشمال الضفة الغربية، انقلب الهدوء إلى مأساة؛ طائرة إسرائيلية من دون طيار أطلقت صاروخا أسفر عن مقتل 3 من أقارب العائلة.

الضحايا الثلاث أبناء عمومة وهم: حمزة (8 أعوام)، ورضا (10 أعوام)، وآدم (23 عاما)، في مشهد وصفه شهود عيان بأنه يشبه مشاهد المجازر في قطاع غزة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 24 نسوة: آن لفرنسا وأوروبا أن تقولا لا لإسرائيلlist 2 of 2يديعوت أحرونوت: لماذا تشتد هجمات الحوثيين الصاروخية على إسرائيل؟end of list

هرعت إيمان بشارات (والدة حمزة) إلى خارج منزلها على وقع الانفجار، لتجد جسد ابنها ممزقا بشظايا، ورأس ابن عمه رضا مفتوحا تنسكب منه أجزاء دماغه. أما آدم ففارق الحياة بين ذراعيها.

"كان كل شيء يطير.. شظايا ودماء، كأن السماء نفسها انفجرت"، هكذا تقول إيمان بصوت متهدج، وتضيف "ما رأيته كان كابوسا من غزة، لكنه حدث هنا، أمام منزلي".

أصدقاء وأقارب حمزة ورضا وآدم يقفون مع صورهم التي وضعت لإحياء ذكراهم في موقع الغارة في بلدة طمون (الفرنسية) تصعيد غير مسبوق

وأورد تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز أن إسرائيل كثفت منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عملياتها العسكرية في الضفة الغربية.

ورغم أن الأنظار تركزت على غزة، فإن الأرقام تشير إلى أن الضفة شهدت أيضا تصعيدا خطيرا. فقد قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 900 فلسطيني في الضفة منذ ذلك التاريخ، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وذلك ما يجعل العامين 2023 و2024 الأكثر دموية للفلسطينيين في الضفة منذ بدأ تسجيل البيانات في عام 2005.

وذكر التقرير أن الجيش الإسرائيلي، الذي أوقف استخدام الضربات الجوية في الضفة منذ 17 عاما، عاد إلى هذه السياسة في يونيو/حزيران 2023، لكنه زاد منها بعد هجوم حماس.

وامتدت هذه العمليات إلى استخدام المروحيات، وأحيانا الطائرات الحربية، كما حدث في مخيم طولكرم، بالإضافة إلى نشر دبابات في عمليات عسكرية داخل مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم.

إعلان ما وراء السياسة

وتبرر الحكومة الإسرائيلية، التي تعد الأكثر يمينية في تاريخ البلاد، بقيادة بنيامين نتنياهو، هذا التصعيد بالحاجة إلى مواجهة "تهديدات متصاعدة" في مناطق فقدت فيها السلطة الفلسطينية سيطرتها.

لكن محللين قالوا لفايننشال تايمز إنهم يرون أن جزءا من التصعيد يعود إلى ضغوط سياسية يمارسها حلفاء نتنياهو من أقصى اليمين، أمثال بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير الداعين إلى ضم الضفة الغربية وتعزيز القبضة العسكرية عليها.

"بعض هذا التصعيد له دوافع عملياتية، لكن هناك بلا شك أهداف سياسية وراءه. فعندما تستخدم إسرائيل طائرة F-16 ضد مخيم لاجئين كان يمكن استهدافه بطائرة مسيرة، فهذا ليس فقط لأسباب عسكرية"، كما يقول إبراهيم دلالشة مدير مركز الأفق للدراسات السياسية في رام الله.

جنود إسرائيليون بمخيم نور شمس حيث بدأ هدم منازل الفلسطينيين (الفرنسية) تدمير ممنهج ومعاناة يومية

وأوضح التقرير أن الهجمات الجوية ليست الوحيدة التي تغير وجه الحياة في الضفة، إذ شملت الحملة العسكرية الإسرائيلية تدمير منازل وطرق، وتشريد آلاف الفلسطينيين، إضافة إلى فرض أكثر من 800 حاجز ونقطة تفتيش جديدة، مما جعل التنقل الداخلي مغامرة محفوفة بالمخاطر.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت وتيرة عنف المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين، حيث سجلت الأمم المتحدة أكثر من 2,200 هجوم شمل الاعتداء على المدنيين، وإتلاف الممتلكات، وقطع الأشجار، ودفع مجتمعات رعوية بأكملها إلى النزوح.

نحو "غزة جديدة"؟

ونقل تقرير فايننشال تايمز عن منظمات حقوق الإنسان تحذيرها من أن إسرائيل تطبّق تكتيكات الحرب على منطقة تخضع لقوانين الاحتلال، وليس لساحة نزاع مفتوح.

ونسب التقرير إلى إيتان دياموند، خبير القانون الدولي الإنساني في مركز ديكونيا في القدس، قوله إن "ما يحدث في الضفة هو عسكرة مفرطة للحياة المدنية، واستخدام الضربات الجوية وتدمير البنية التحتية بشكل واسع يتعارض تماما مع قوانين إنفاذ القانون في الأراضي المحتلة".

فلسطينيون في مخيم نور شمس للاجئين بطولكرم يغادرون المنطقة في 2 مايو/أيار 2025 بعد أن أبلغهم الجيش بأنه سيهدم منازلهم (الأناضول) خوف دائم

وذكر التقرير أن أهالي الضفة لم تعد لديهم أماكن آمنة. فقد قالت إيمان بشارات "كنا نخاف من الخروج من المنزل… اليوم، نخاف ونحن داخله. إذا تمكنوا من قتل أطفالنا بلا سبب، فلا يوجد ما يمنعهم من فعل أي شيء آخر".

إعلان

وختم بالقول إنه في ظل هذا التصعيد، وبين فشل المسارات السياسية وتزايد العنف، يعيش الفلسطينيون في الضفة الغربية واقعا يتشابه شيئا فشيئا مع ذلك الذي في غزة، لكن من دون أن يراه العالم بالوضوح ذاته.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 43 فلسطينيًا من الضفة الغربية ويقتحم عدة بلدات
  • عمليات دهس وإطلاق نار تستهدف قوات الاحتلال شمال وجنوب الضفة الغربية
  • حكومة غزة: سقوط مئات القتلى والجرحى في القصف الإسرائيلي منذ فجر اليوم وإصابات واعتقالات ومداهمة منازل في الضفة
  • إصابة 6 جنود إسرائيليين في هجومين منفصلين بالضفة الغربية وقطاع غزة
  • مستوطنون يحرقون أراضي زراعية في الضفة الغربية
  • الطيران الإسرائيلي يواصل حصد الخسائر وشركات عالمية توقف رحلاتها
  • الاحتلال يقتحم «ترمسعيا» ويهدم بنايات سكنية بمخيم نور شمس بالضفة الغربية
  • وسائل إعلام فلسطينية: الجيش الإسرائيلي ينسف مبانيَ سكنيةً شرق مدينة غزة
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتحم قلقلية وطولكرم
  • فايننشال تايمز: هكذا نقلت إسرائيل حربها إلى الضفة الغربية