الإمارات تشارك سلطنة عمان احتفالاتها بعيدها الوطني الـ53
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
تشارك دولة الإمارات، اليوم السبت، سلطنة عمان الشقيقة احتفالاتها بعيدها الوطني الـ53، تجسيدا لمتانة العلاقات الأخوية والشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وتمضي العلاقات بين البلدين قدما وتزداد نموا وترسخا بفضل دعم وتوجيهات القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، سلطان عمان الشقيقة.
وتشهد الإمارات سنويا مجموعة من الفعاليات والعروض المميزة احتفاء بالـعيد الوطني لسلطنة عمان، الذي يصادف 18 نوفمبر من كل عام، وتتضمن الفعاليات إضاءة عدد من أبرز معالم الدولة العمرانية بالعلم العماني، واستقبال الزوار العمانيين القادمين إلى الإمارات عبر المعابر الحدودية والمطارات بالورود والهدايا التذكارية، وتخصيص ختم خاص لجوازات سفرهم من وحي المناسبة، إلى جانب تنظيم فعاليات خاصة للاحتفال بالمناسبة في أبرز مراكز التسوق والترفيه في الدولة.
وشهدت العلاقات الثنائية بين البلدين خلال العقود الماضية العديد من المحطات التاريخية التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخ هذه العلاقات ومن أبرزها اللقاء التاريخي بين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والسلطان قابوس بن سعيد، رحمه الله، في العام 1968.
وتواصل زخم هذه العلاقات بعد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971 حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بين البلدين، معززة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون.
وفي السياق ذاته، شكلت الزيارة التاريخية للشيخ زايد “طيب الله ثراه”، إلى سلطنة عمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين؛ إذ تم على أثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين، كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية “الهوية” بدلاً من جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشروعات المشتركة.
وترتبط الدولتان بعلاقات وثيقة على مختلف الأصعدة يجسدها الحوار القائم بين الجانبين بشكل دائم، واللقاءات على أعلى المستويات والاجتماعات الوزارية والحكومية المتواترة، ما يعكس حجم الاهتمام الذي يوليانه لتطوير علاقاتهما الثنائية.
وجاءت زيارة الدولة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى سلطنة عمان الشقيقة في 27 سبتمبر 2022، لتدشّن حقبة جديدة في تاريخ العلاقات المشتركة بين البلدين في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية، حيث شهدت توقيع العديد من مذكرات التعاون في مجالات الصناعة، والثقافة والإعلام، والسكك الحديدية، والتعليم والبحث العلمي، والثروات الزراعية، وأسواق المال.
وتعد سلطنة عمان ثاني أكبر شريك تجاري خليجي للإمارات، حيث تستحوذ على 20% من إجمالي تجارة الإمارات مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إذ بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين 36.3 مليار درهم خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2022 محققاً نمواً بنسبة 7% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2021 وبنسبة نمو 20% مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2020.
ويتقاسم البلدان موروثا ثقافيا مشتركا من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية.
وتزداد الروابط الثقافية والاجتماعية بين الإمارات وسلطنة عُمان تداخلا وعمقا بدرجات كبيرة، تصل إلى مستوى العلاقات الأسرية والعائلية وتقاسم العادات والأزياء والفنون، نتيجة للتاريخ المشترك والتقارب الجغرافي.
وتتزامن احتفالات سلطنة عُمان باليوم الوطني الـ53 مع قرب حلول الذكرى الرابعة لتولي صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، مقاليد الحكم في سلطنة عمان بتاريخ 11 يناير العام 2020، خلفاً للسلطان الراحل، قابوس بن سعيد.
وشهدت عمان في عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق فصلا تنمويا جديدا حافلا بالإنجازات والإصلاحات وفي مقدمتها تحديث مسيرة العمل الوطني وتسريع عملية تحقيق أهداف الرؤية المستقبلية «عُمان 2040» التي تنفذ على مدى 4 خطط تنموية متتالية، وتهدف إلى تنويع وتعزيز الاقتصاد الوطني، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام بمعدل 5% سنويا، مع زيادة متوسط دخل الفرد بنسبة تصل إلى 90%، بالإضافة إلى وضع نظام تعليمي يتسم بالجودة العالية، وإنشاء منظومة وطنية فاعلة للبحث العلمي والإبداع والابتكار تسهم في بناء اقتصاد المعرفة، وإيجاد بيئة جاذبة لسوق العمل والتشغيل تتيح للقطاع الخاص فرصة قيادة اقتصاد وطني تنافسي مندمج مع الاقتصاد العالمي.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
تعاون بين "الإحصاء والمعلومات" والكلية الحديثة للتجارة والعلوم
مسقط- الرؤية
وقّع المركز الوطني للإحصاء والمعلومات مذكرة تعاون مع الكلية الحديثة للتجارة والعلوم، لتطوير مجالات التدريب الأكاديمي والبحث العلمي. ووفقا لبنود المذكرة سوف يتعاون الجانبان في تعزيز فرص التدريب العملي لطلبة الكلية، وتقديم الخدمات الأكاديمية التي تلبي احتياجات الطرفين، إلى جانب التعاون المشترك في تنفيذ الدراسات والمشاريع البحثية، وتنظيم الدورات التدريبية التخصصية، كما تسعى المذكرة إلى توسيع نطاق استخدام الحلول الذكية في التقنيات الإحصائية والمعلوماتية، وتطوير برامج تدريبية تصقل مهارات الكوادر الوطنية.
وأكد سعادة الدكتور خليفة بن عبد الله بن حمد البرواني الرئيس التنفيذي للمركز، أن هذا التعاون يأتي تأكيدًا على التزام المركز الوطني للإحصاء والمعلومات بدعم بيئة الابتكار والبحث العلمي في سلطنة عمان، موضحًا أن الشراكة مع الكلية تمثل ركيزة استراتيجية لإعداد جيل من الكفاءات الوطنية القادرة على الإسهام الفاعل في بناء منظومة معرفية متكاملة، تدعم عملية اتخاذ القرار القائم على بيانات دقيقة وموثوقة.
وأشار سعادته إلى أن مذكرة التعاون تُعزز الجهود الرامية إلى تطوير العمل الإحصائي في سلطنة عمان، من خلال توظيف الخبرات والموارد المشتركة، بما يسهم في تحقيق مستهدفات "رؤية عُمان 2040"، لاسيما أن البحث العلمي يشكل دعامة أساسية للنمو الاقتصادي والاجتماعي، وأداة رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة.
وتؤكد المذكرة أهمية هذه الخطوة التي تأتي انسجامًا مع تطلعات سلطنة عمان نحو الاستثمار في المعرفة والمهارات، وتعزيز التنافسية على الصعيدين المحلي والدولي، بما يواكب متطلبات العصر الرقمي واقتصاد المعرفة.
وقع المذكرة من جانب المركز سعادة الدكتور خليفة بن عبد الله بن حمد البرواني الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات، فيما وقعها نيابة عن الكلية الدكتور منير بن محمد بن سلطان المسكري الرئيس التنفيذي الكلية الحديثة للتجارة والعلوم.