الفجر الصادق والكاذب.. دار الإفتاء توضح الفرق بينهما
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
ما الفجر الصادق وما الفجر الكاذب وما الفرق بينهما ؟.. سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي.
وردت دار الغفتاء موضحة: أن الفجر يُعْرَفُ بعلاماته التي جعلها الشارع أسبابًا دالةً عليه، وذلك بانتشار ضوئه المستطير في الأفق؛ كما بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك بسنته بيانًا واضحًا: فرَّق فيه بين الفجر المستطير الصادق الذي يدخل به وقتُ صلاة الفجر والذي ينتشر ضوؤه يمينًا وشمالًا، وبين الفجر المستطيل الكاذب الذي هو كهيئة المخروط المقلوب؛ فأخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ مِنْ سَحُورِهِ، فَإِنَّهُ يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ لِيَرْجِعَ قَائِمَكُمْ، وَلِيُنَبِّهَ نَائِمَكُمْ، وَلَيْسَ أَنْ يَقُولَ الفَجْرُ»، وقال بأصابعه ورفعها إلى فوق وطأطأ إلى أسفل «حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا»، وقال زهير -أحد رواة الحديث- بسبابتيه إحداهما فوق الأخرى، ثم مدها عن يمينه وشماله.
وأخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/ 288، ط. مكتبة الرشد) عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْفَجْرُ فَجْرَانِ: فَأَمَّا الَّذِي كَأَنَّهُ ذَنَبُ السِّرْحَانِ، فَإِنَّهُ لَا يُحِلُّ شَيْئًا وَلَا يُحَرِّمُهُ، وَلَكِنِ الْمُسْتَطِيرُ». قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (4/ 136، ط. دار المعرفة): [أيْ: هو الذي يحرِّم الطعام ويُحلّ الصلاة] اهـ.
وأخرجه الدارقطني في "سننه" (3/ 114، ط. مؤسسة الرسالة) من حديث عبد الرحمن بن عائشٍ رضي الله عنه، وقال: "إسناده صحيح" اهـ.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/ 304، ط. دار الكتب العلمية) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقال: [هذا حديث صحيح على شرط الشيخين في عدالة الرواة ولم يخرجاه، وأظن أني قد رأيته من حديث عبد الله بن الوليد، عن الثوري موقوفًا والله أعلم، وله شاهد بلفظ مفسر، وإسناده صحيح] اهـ، ووافقه الحافظ الذهبي.
وبناءً على ذلك: فالفجر الصادق هو الذي ينتشر ضوؤه يمينًا وشمالًا، وهو الذي يدخل به وقتُ صلاة الفجر، وأما الفجر الكاذب فهو الذي يكون كهيئة المخروط المقلوب؛ وتعقبه ظلمة.
وقت صلاة الفجر في مصر
قال الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن التشكيك في وقت صلاة الفجر، دعوة حاول بعض الناس ترويجها، وادعوا أن أهل مصر يؤذنون الفجر قبل موعده بأكثر من ثلث الساعة.
وأوضح أمين الفتوى خلال البث المباشر أن هذا التشكيك من حوالي 30 عامًا، وتوالت بعد ذلك محاولات كثيرة، مشيرًا إلى أن الشمس عندما تكون تحت الأفق نرى الفجر الصادق ولكن البعض ينكر ذلك.
وتابع: هذه النقولات ليس وراءها علم صحيح لأن مؤلفات المسلمين والعرب الفلكية في مواقيت الصلاة لم تكن قد ظهرت بشكل كافٍ.أما الآن فالمسلمون عباقرة في علم الفلك وقد تيقنوا تمام اليقين من صحة وقت صلاة الفجر ولا صحة لما يروجه البعض.
أوصت دار الإفتاء المصرية، بالحرص والمداومة على أداء صلاة الفجر، واغتنام فضائلها، مشيرًا إلى أن هناك ثلاثة أمور تحدث للشخص الذي يقوم لصلاة الفجر.
وأضافت «الإفتاء» عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: أولها أن سماع أذان الفجر متعة خاصة تُعيد للنفوس صفاءها، وثانيها أن صلاة الفجر نور يُقذف في القلوب، وثالثًا أنها طمأنينة تروى النفوس، قائلة: «اللهم لا تحرمنا صلاة الفجر».
فضل صلاة الفجر
فضل صلاة الفجر والصلاة عمومًا أنها تَنهى العبد والإنسان المسلم عن الفحشاء والمنكر والآثام الكبيرة؛ لقوله تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ»؛ فيجب على كل إنسان مسلم أن يُحافظ على جميع الصّلوات المكتوبة التي أمر بها الله - سبحانه وتعالى- -وخاصةً صلاة الفجر-؛ وذلك امتثالًا لقوله – تعالى-:«حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ»؛ والصلاة الوسطى كما قال العلماء هي صلاة الفجر، وتقدم لكم« صدى البلد» فضل صلاة الفجر ونصائح مجربة للاستيقاظ عليها..
فضل صلاة الفجر
صلاة الفجر أو صلاة الصبح هي أوّل الصلوات الخمس المفروضات على جميع المسلمين، وهي صلاة جهرية تتكوّن من ركعتين مفروضة وركعتين سنة قبلها وتسمّى سنة الفجر أو ركعتا الفجر وهي سنة مؤكّدة واظب عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم-، وقد سُمّيت صلاة الفجر بهذا الاسم نسبةً إلى وقتها من الصبح الذي ينجلي فيه الظلام وينتشر الضوء في جميع الآفاق فقد سٌمّي فجرًا لانفجار الضوء وزوال العتمة والليل.
صلاة الفجر
صلاة الفجر في وقتها لها فضل كبيرٌ جدًا؛ فقد وردت كثير من الأحاديث النبوية الشريفة الدالّة على ذلك ومن هذه الفضائل:
- من صلّى الفجر فهو في ذمّة الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله»، رواه مسلم.
- المداومة على صلاة الفجر علامة فارقة بين المنافقين والمؤمنين فهي دليل للبرء من النفاق، قال -عليه السلام- :« أثقلُ الصلاةِ على المنافقينَ صلاةُ العشاءِ وصلاةُ الفجرِ ولو يعلمونَ ما فيهما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا».
- من صلى الفجر فكأنما قام الليل كله.
- يكون للمداوم على صلاة الفجر أجر حجّة وعمرة؛ إذا بقي يذكر الله حتى تطلع الشمس قال -عليه السلام- «من صلى الغداة في جماعة، ثمّ قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمره»؛ وصلاة الغداة هي صلاة الفجر،رواه الترمذي.
- صلاة الفجر غنيمة لا تعادلها غنائم الدنيا وكنوزها.
- النجاة من النار والبشارة لهم بدخول الجنة قال – صلى الله عليه وسلم-« لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل مغربها»، رواه مسلم.
- شهود الملائكة والثناء على من صلى الفجر حاضرًا، قال -عليه السلام- : «تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر»، رواه البخاري ومسلم.
- بشارة بنورٍ تام يوم القيامة، فقد روى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قوله:«بَشِّر المَشَّائين في الظلمات بالنور التام يوم القيامة»؛ وهي إشارة إلى صلاة العشاء وصلاة الفجر في وقتها لوجود العتمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلاة الفجر فضل صلاة الفجر صلى الله علیه وسلم فضل صلاة الفجر رضی الله عنه دار الإفتاء ى الفجر من صلى
إقرأ أيضاً:
حكم الصيام في شهر المحرم .. الإفتاء تحسم الجدل الدائر
حكم الصيام في شهر المحرم .. أكدت دار الإفتاء، أنه لا مانع شرعا من صيام شهر المحرم كاملا، لأن الصيام مندوب فيه، وكذا بقية الأشهر الحرم، وأفضلها المحرم، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم» رواه أبو داود والترمذي.
وكانت قد استطلعت دار الإفتاء المصرية هلال شهر المحرم لعام ألف وأربعمائة وسبع وأربعين هجريا بعد غروب شمس يوم أمس الأربعاء التاسع والعشرين من شهر ذي الحجة لعام ألف وأربعمائة وست وأربعين هجريا، الموافق السادس والعشرين لعام ألفين وخمس وعشرين ميلاديا بواسطة اللجان الشرعية والعلمية المنتشرة في أنحاء الجمهورية.
فضل صيام شهر المحرم
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن حكم الصيام في شهر المحرم، إنه يستحب الإكثار من الصيام في شهر الله المحرم.
واستشهد المركز في فتوى له، بما روي فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام، بعد رمضان، شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة، بعد الفريضة، صلاة الليل» أخرجه مسلم.
وأوضح المركز 4 فضائل لشهر المحرم، وهي أولا: هو أول شهر من الأشهر الهجرية، وأحد الأشهر الأربعة الحرم، وأفضلها، وذكر الله تعالى الأشهر الحرم في قوله: «إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم» (التوبة:36).
وأضاف: ثانيا الصوم فيه يلي في الفضل صوم شهر رمضان، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام، بعد رمضان، شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة، بعد الفريضة، صلاة الليل» أخرجه مسلم.
وتابع: ثالثا حدث فيه أمر عظيم ونصر مبين، أظهر الله فيه الحق على الباطل؛ حيث نجى فيه موسى -عليه السلام- وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فهو يوم له فضيلة عظيمة، ومنزلة قديمة.
وواصل: رابعا اشتماله على يوم عاشوراء، الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن صيامه يكفر صيام سنة ماضية، وكان صلى الله عليه وسلم يتحرى صيامه، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء».
صيام عاشوراء
ورد عن صيام عاشوراء ، ما رواه مسلم عن أبي قتادة الحارث بن ربعي -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله).
وورد عن صيام عاشوراء ، عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: (ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان)، وقوله: (يتحرى)؛ أي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان شديد الاهتمام بصيام الأيام المستحب صيامها بعد رمضان، ومنها يوم عاشوراء.
صيام عاشوراء وتاسوعاء
ذكرت دار الإفتاء المصرية، أنه يستحب صيام عاشوراء وتاسوعاء، ويوم بعد عاشوراء، لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان العام المقبل -إن شاء الله -صمنا اليوم التاسع"، وقوله: "خالفوا اليهود صوموا يوما قبله ويوما بعده".
سبب صيام تاسوعاء مع عاشوراء
وذكرت الإفتاء، أن تقديم صيام يوم تاسوعاء على عاشوراء له حكم ذكرها العلماء؛ منها أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر، الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
صيام عاشوراء منفردا
وأفتت دار الإفتاء المصرية، بأنه يجوزصيام عاشوراء منفردا دون صيام يوم قبله أو بعده، ولا حرج في ذلك شرعا؛ لأنه لم يرد نهي عن صومه منفردا، بل ورد ثبوت الثواب لمن صامه ولو منفردا.
واستشهدت دار الإفتاء بما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: «ما هذا؟» قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال: «فأنا أحق بموسى منكم»، فصامه، وأمر بصيامه. أخرجه البخاري في "صحيحه".
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» أخرجه مسلم في "صحيحه".