مجلة «الفنون الشعبية» تحتفي بالمسرح المصري في عددها الجديد
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
صدر العدد الجديد من مجلة الفنون الشعبية عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، متضمنًا مجموعة مختارة من دراسات ومقالات تغطي جميع جوانب ذلك الفن الذي عرفه قدماء المصريين من خلال الاحتفالات الدينية ووفاء النيل، ثم تغيرت أشكاله بتغير الحضارات التي مرت على البلاد
محتويات العدد الجديد من الثقافة الشعبية:ويستهل العدد بتحليل للأديب الراحل يوسف إدريس عن حال المسرح المصري باحثًا عن فرادته وتميزه عن غيره؛ حيث إن للمسرح أشكالًا كثيرة متعددة موجودة في حياة كل شعب، وليس شكلًا واحدًا متمثلًا في المسرح الإغريقي، فقد مرَّ المصريون بتغيرات حضارية كبيرة، فعرفوا المسيحية ثم الإسلام وتعصبوا لهما، فخرجت ذكريات الحضارة القديمة على شكل إسلامي المظهر والمحتوى، فجاءت احتفالات رمضان، وحفلات الذكر، ووفاء النيل، وعادت مجالس القصاصين والحكائين، وازدهر خيال الظل والأراجوز.
أما عن المسرح المصري الحديث فيراه إدريس ولادة غير شرعية للمسرح الإغريقي؛ حيث اعتمد على الترجمة والاقتباس أولًا، والتمصير لاحقًا في مضمونه، لكن قالبه ظل مستوردًا. والمسرح- كأي فن- ظاهرة إنسانية اجتماعية لا بد لإنتاجها من بيئة معينة تتبع شعبًا معينًا، وتُنتج من أجل ذلك الشعب.
وينشر العدد دراسة للناقد الراحل عز الدين إسماعيل بعنوان "توظيف التراث في المسرح"، تناولت مسرحيات تزيد قليلًا عن الثلاثين، خلصت إلى تحديد شكلين عامّين للمسرحية المرتبطة بالتراث؛ أولهما يتمثل في ارتباط الكاتب بالتاريخ، أي بالتجربة التاريخية، زمانًا ومكانًا، والثاني يمزج فيه الكاتب مزجًا واضحًا ومتعمدًا بين التاريخ والواقع، فيتداخلان على نحو يصنع منهما بنية موحدة.
ويلاحظ إسماعيل ميل الكُتّاب للعودة إلى التراث الشعبي، متمثلًا في السّيَر الشعبية، وفي حكايات "ألف ليلة وليلة"، وفي حكايات الشطار والفُتّاك والصعاليك، وحكايات البيئات الشعبية المحلية وأغانيها. ويفسر هذا الميل بأن التراث الشعبي أكثر تمثيلًا لروح الشعب ومنطقه وطرز تفكيره ومعاييره في تقدير الأمور. والمسرح- أساسًا- مؤسسة جماهيرية شعبية، يُخاطب فيها الكاتب جمهوره، بل إنه يُؤلف ما يؤلف من خلاله.
وفي باب "نصوص شعبية" يتضمن العدد ستة نصوص منها: الأراجوز المصري، وهي: نمرة "البربري" للاعب محمد كريمة، وسُجّلت في مولد السيدة فاطمة النبوية (2005). النصوص الستة ضمن مجموعة الباحث الأكاديمي نبيل بهجت.
وفي باب الشهادات، يتضمن العدد اثنتي عشرة شهادة، من بينها "تجربتي في المسرح الشعبي.. كشف أثري" للكاتب المسرحي الراحل أبو العلا السلاموني، و"رحلة مع الأسئلة الأولية" للمخرج أحمد إسماعيل، و"شهادات المخرج" للمخرج حسن الجريتلي، و"استلهام التراث في مسرحنا المصري" للمخرج حسن الوزير، و"الموروث الشعبي.. شهادة على تجربة في الكتابة" لدرويش الأسيوطي.
وعن رحلة أقدم فرقة مسرحية مصرية كوّنها اللبناني "سليمان قرداحي" في الإسكندرية، ينشر العدد دراسة للناقد الأكاديمي سيد علي إسماعيل بعنوان "مسرح الفنون الشعبية المصرية في باريس 1889"، حيث بدأت عروض تلك الفرقة في الأوبرا الخديوية عام 1882، ثم كان آخر ذكر لها في الصحافة المصرية عام 1889. ويجد الباحث إشارات غامضة في مذكرات "عمر وصفي" إلى أن الفرقة سافرت إلى باريس.
وفي مقالة لـ"دولت أبيض" فإن عروض الفرقة في باريس أساءت إلى مصر وإلى الممثلين، حيث حوى إعلانها الذي صمّمه الإنجليزي سيمور واد، مدير المسرح، رسمًا كبيرًا لامرأة شرقية ترقص بملابس كاشفة كتب فيه أن الفرقة هي فرقة الأوبرا الخديوية، وهو ما وصل إلى الخديو وأثاره ضد قرداحي. وبعد أن قدّم له دعمًا قبل السفر إلى فرنسا، وسمح له باستخدام ما ضمته الأوبرا الخديوية من ملابس وديكورات، منعه من العودة إلى مصر.
ويتضمن العدد دراسة عن "الحكاية الشعبية في مسرح نجيب سرور" للباحث الأكاديمي عبد الكريم الحجراوي، تركز على أربعة نصوص مسرحية كتبها سرور بالعامية، واستلهم مادتها من حكايتين شعبيتين، هما: "ياسين وبهية" و"حسن ونعيمة"، وكان له يد السبق في استلهام هذه الحكايات مسرحيًا.
أما "استلهام التراث في المسرح الشعبي" فنجده في دراسة للناقد المسرحي أحمد عبد الرزاق أبو العلا عن المولد في ثلاث مسرحيات للكاتب أبو العلا السلاموني، وهي: "مولد يا بلد"، و"المليم بأربعة"، و"ملاعيب عنتر"، وتُجيب الدراسة عن كيفية معالجة الكاتب لموضوع المولد في هذه المسرحيات.
وفي مقال بعنوان "مسرحة التراث الشعبي إلى أين؟"، يطرح الناقد المسرحي أحمد خميس الحكيم تساؤله، فيرى أن مسألة تناول التراث الشعبي في أعمال كثير من الكُتّاب والمخرجين الجدد أصبحت شحيحة للغاية، بل تدور في أفلاك فكرية وجمالية متشابهة أو بسيطة التكوين, من دون محاولة جادة لكشف مناطق بكر أو تناول ذكي يُعطي الحكايات المتناولة وجاهةً وتجددًا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الفنون الشعبية هيئة الكتاب الهيئة العامة للكتاب الثقافة التراث الشعبی فی المسرح
إقرأ أيضاً:
أحمد بن حمدان: مهرجان سباق دلما التاريخي «منارة» لاستدامة التراث
الظفرة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأشاد الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان، رئيس اتحاد الشراع والتجديف الحديث، بفعاليات مهرجان سباق دلما التاريخي الثامن، الذي انطلق بجزيرة دلما في منطقة الظفرة بأبوظبي تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وتنظمه هيئة أبوظبي للتراث ونادي أبوظبي للرياضات البحرية ومجلس أبوظبي الرياضي، ويستمر حتى الأول من يونيو المقبل.
وثمّن خلال زيارته فعاليات المهرجان، الدعم الكبير والرعاية الدائمة التي تجدها الفعاليات التراثية من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، مؤكداً أن متابعة سموه الثابتة وتوجيهاته المستمرة تمثل دافعاً لتطوير هذا الحدث التراثي الكبير وتحقيق أهدافه، واصفاً المهرجان بأنه بات يمثل منارة لاستدامة التراث الإماراتي، لاسيما التراث البحري، كما يعكس التزام إمارة أبوظبي بحفظ التراث وترسيخ الهوية الوطنية وإحياء الرياضات البحرية.
وشملت زيارة الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان أجنحة الجهات المشاركة في المهرجان ومنها مركز التواجد البلدي - بلدية منطقة الظفرة، وهيئة البيئة أبوظبي، ومتحف دلما، والهلال الأحمر الإماراتي، ومستشفيات الظفرة - صحة، كما تجول في القرية التراثية التي تضم ورشاً للحرف التراثية البحرية والنسائية، والسوق الشعبي الذي يضم محلات الأسر المنتجة، كما تابع جانباً من عروض فرقة أبوظبي للفنون الشعبية التي قدمت لوحات من الفنون الأدائية التراثية.
وأكد الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان، أن الدورة الثامنة من مهرجان سباق دلما التاريخي تمثل امتداداً للأدوار الكبيرة التي ظل يقوم بها منذ انطلاقته في صون التراث الإماراتي وإحياء تقاليده، مشدداً على أن المهرجان، عبر تنوع فعالياته، يحقق استدامة التراث من خلال التعريف بالإرث الحضاري لدولة الإمارات، لاسيما تراث البحر وتقاليده المتوارثة.
يذكر أن فعاليات المهرجان تقام خلال أيام الجمعة والسبت والأحد من كل أسبوع من الرابعة عصراً إلى العاشرة مساء، وتستمر حتى الأول من يونيو المقبل، وتنظم خلاله حوالي 50 مسابقة رصدت لها جوائز تبلغ قيمتها أكثر من 33 مليون درهم إماراتي، ويأتي على رأسها سباق دلما التاريخي للمحامل الشراعية فئة 60 قدماً، الذي تبلغ جوائزه نحو 30 مليون درهم، إضافة إلى سباق دلما لقوارب التجديف التراثية فئة 40 قدماً، وسباق التجديف الواقف على اللوح، وسباق الدراجات الهوائية، ومسابقات الدومينو والكيرم للرجال والسيدات، وسباق الجري، والألعاب الشعبية، وغيرها من الأنشطة الترفيهية والتعليمية المتنوعة.