وائل الدحدوح.. هذه الأيقونة!
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
وائل الدحدوح… هذه الأيقونة!
عاد وائل من جديد، كطائر الفينيق، وفي فيديو له بدأه بتنهيدة عميقة اعتبر التعاطف الواسع معه «وسام شرف يساعده ويقوّيه على مواصلة هذا الطريق».
لم يشهد هذا التاريخ أن جاء ذكر اسم صحافي بعينه، والتعاطف مع معاناته، على لسان رؤساء ووزراء وسفراء في كل أرجاء العالم كما حدث مع وائل الدحدوح.
«ما الذي يريده نتنياهو من الدحدوح؟!» والجواب: إنهم يريدون قتل الأسطورة وتدمير الأيقونة التي أصبح الدحدوح يمثلها في نظر العالم كلّه وتختزل مأساة شعب بأكمله.
من يرسل طائرة مسيّرة لاغتيال صالح العاروري في شقة محدّدة وطابق بعينه وعمارة بعينها في ضاحية بيروت الجنوبية، لا يمكن له أن يزعم أن قصف السيارة وإحراق من كان فيها مجرد حادث.
«الألم كبير جدا والوجع أكبر والثمن باهظ جدا جدا جدا» لكن ذلك «لن يثنينا عن مواصلة الطريق (..) لن نتردد ولو للحظة واحدة، ولن نتوقف للحظة واحدة طالما أننا على قيد الحياة فهي رسالة نبيلة مقدّسة كفلتها المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية».
* * *
«وائل الدحدوح.. قصة، أسطورة» هكذا خاطب أحمد الطيبي العضو العربي في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) النوّاب الإسرائيليين وهو يصرخ في وجوههم «لماذا تستهدفون الدحدوح؟!» بعد أن قتلت طائرة مسيّرة ابنه البكر حمزة، الصحافي في قناة «الجزيرة» وزميله مصطفى ثريا في نفس السيارة.
قتلوا ابنه حمزة بعد أن كانوا قتلوا قبل أسابيع زوجته وابنه الأصغر وابنته ذات الست أعوام وحفيده الرضيع في قصف للبيت الذي لجأوا إليه. حادث لم تمض عليه سوى بضعة أسابيع حتى استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية الدحدوح نفسه ورفيقه المصوّر سامر أبو دقة مما أدى إلى إصابة الأول في يده واستشهاد الثاني.
ليس لدى هؤلاء النواب ما يردون به على كلمات أحمد الطيبي الغاضبة من على منبر برلمانهم وهو يقول لهم إن ما جرى استهداف مباشر ومخطط له مسبقا.
هذا صحيح فمن يرسل طائرة مسيّرة لاغتيال القيادي الفلسطيني صالح العاروري في شقة محدّدة، وفي طابق بعينه وفي عمارة بعينها، في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، لا يمكن له أن يزعم أن قصف السيارة وإحراق من كان فيها هو مجرد حادث، ولهذا لجأ إلى اختلاق الأكاذيب كعادته.
وإذا كان الطيبي تساءل «لماذا تستهدفون الدحدوح؟!» فإن تقريرا في «الجزيرة» بث فور هذه الجريمة بدأه صاحبه مجدي عبد الهادي بالتساؤل «ما الذي تريده إسرائيل من الدحدوح؟!»
وكأنه يريد أن يقول «ما الذي يريده نتنياهو من الدحدوح؟!» والجواب عن كلا التساؤلين واحد: إنهم يريدون قتل الأسطورة وتدمير الأيقونة التي أصبح الدحدوح يمثلها في نظر العالم كلّه وتختزل مأساة شعب بأكمله.
وجّهوا له في البداية إنذارا دمويا قاسيا باغتيال عدد من أفراد عائلته فأفرغ الله عليه صبرا كبيرا وهو يتلقف رسالة «ينتقمون منا بالأولاد». قال «معليش!!» الشهيرة، التي جابت العالم كله، والألم يعتصره ثم صلى على زوجته وفلذات أكباده وعاد إلى موقعه في تغطية ما يجري في غزة. ماذا عساهم يفعلون الآن؟
حاولوا قتله هو نفسه فلم يصب سوى في يده، فيما تُرك صاحبه المصوّر ينزف حتى الموت مانعين طواقم الإسعاف من الوصول إليه. عاد الرجل إلى التغطية المستمرة ويده مضمدة تنتظر شفاءها المعقّد والطويل. ما العمل الآن؟ دعنا نوجعه من جديد فنغتال ابنه البكر حمزة الذي قال عنه وائل إنه «كان كُلّي وليس بضعة مني، كان نفسي وروحي».
عاد وائل من جديد، كطائر الفينيق، وفي فيديو له بدأه بتنهيدة عميقة اعتبر التعاطف الواسع معه «وسام شرف يساعده ويقوّيه على مواصلة هذا الطريق». ومع أن «الألم كبير جدا والوجع أكبر والثمن باهظ جدا جدا جدا» لكن ذلك «لن يثنينا عن مواصلة الطريق (..) لن نتردد ولو للحظة واحدة، ولن نتوقف للحظة واحدة طالما أننا على قيد الحياة، وطالما أننا قادرون على أداء هذا الواجب (..) فهي رسالة إنسانية نبيلة مقدّسة كفلتها كل المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية» واصفا من فقدهم من أهله بأنهم «ضحّوا بالكثير وبأعز ما يملكون حتى أستمر أنا على هذا الطريق، وبالتالي كان لزاما عليّ أن أكون وفيّا بالحد الأدنى.. وأستمر».
لم يشهد التاريخ الصحافي بطوله وعرضه، شرقه وغربه، حالة كهذه من الجلد والتضحية، لن يبزّها سوى التضحية بالنفس التي تبدو مع ذلك أهون مما يحدث مع وائل، فمن يفقد حياته يذهب عند رب كريم عادل مقتدر فلا يكون في وضع يئن فيه بحمل جبال من آلام الفقد والقهر.. حتى أن أحد الوزراء التونسيين السابقين وصل إلى حد اقتراح أن يتم تغيير اسم جبل الشعانبي، أعلى نقطة في البلاد، ليصبح جبل وائل الدحدوح.
كذلك لم يشهد هذا التاريخ أن جاء ذكر اسم صحافي بعينه، والتعاطف مع معاناته، على لسان رؤساء ووزراء وسفراء في كل أرجاء العالم كما حدث مع وائل الدحدوح، ولو أن بعض ما جاء على لسان مسؤولين أمريكيين بالتحديد ينطبق عليه المثل القائل «يقتلون الإنسان ويمشون في جنازته»!
ذلك أن هذه الوحشية الإسرائيلية، وهذا الإسراف في القتل بلا حدود، ما كان له أن يستمر بمثل هذه العجرفة المستفزة دون السلاح الأمريكي والغطاء السياسي الذي توفّره مع أغلب الدول الغربية التي لم يعد من حقها بعد اليوم أن تفتح فمها لتتحدث عن حقوق الإنسان والقانون الدولي، ناهيك أن تقدم دروسا في ذلك لأي دولة في هذا العالم، بعد كل هذا النفاق الذي رأيناه منها جميعا.
هل يمكن لكل هذه التصريحات أن تشكّل على الأقل نوعا من الحماية لوائل شخصيا من الآن فصاعدا؟ نتمنى ذلك، ولو أن إسرائيل لا يؤمن جانبها على الإطلاق ولا عهود لها، فيما يظل المؤلم حقا هو غياب التضامن الدولي بين الصحافيين مع أن من ذهب من زملائهم في غزة عدد غير مسبوق في أي نزاع آخر، وتلك خيبة مريرة أخرى من بين خيبات غزة الكثيرة.
*محمد كريشان كاتب وإعلامي تونسي
المصدر | القدس العربيالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين غزة نتنياهو الأيقونة الأسطورة وائل الدحدوح حمزة الدحدوح أحمد الطيبي مصطفى ثريا وائل الدحدوح
إقرأ أيضاً:
الزمالك يعلن تعيين وائل القباني مديرا للكرة خلفا لـ عبدالواحد السيد
قرر مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة الكابتن حسين لبيب تعيين وائل القباني مديراً للكرة خلفاً لعبد الواحد السيد الذي تقدم باعتذار عن عدم الاستمرار في منصبه.
ومن المقرر أن يبدأ وائل القباني مهام عمله بداية من اليوم الأربعاء، استعدادا للمرحلة المقبلة من الموسم الحالي.
ويستعد الفريق لمواجهة سيراميكا كليوباترا يوم الجمعة المقبل، ضمن منافسات الجولة الخامسة من المرحلة النهائية لمسابقة الدوري المصري الممتاز.
ويضم الجهاز الفني الجديد كلا من، أيمن الرمادي مدير فني، وائل القباني مدير الكرة، أيمن عبدالعزيز مدرب عام، حازم إمام مدرب مساعد، أحمد سمير مدرب مساعد، عماد المندوه مدرب حراس.
وتعاقد مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة الكابتن حسين لبيب مع أيمن الرمادي المدير الفني السابق لفريق سيراميكا كليوباترا، لتولي القيادة الفنية للفريق الأول لكرة القدم حتى نهاية الموسم الجاري.
ووقع أيمن الرمادي على عقود تدريب الزمالك في جلسة جمعته مع مسؤولي النادي، ليبدأ اليوم مهام عمله رسمياً مع الفريق.
عبد الواحد السيد يستقيل عن منصبه
وافق مجلس إدارة نادي الزمالك على قبول اعتذار عبد الواحد السيد مدير الكرة عن عدم الاستمرار في منصبه خلال الفترة الحالية.
وتقدم عبد الواحد السيد باعتذار لمجلس إدارة نادي الزمالك عن عدم الاستمرار في منصبه خلال الساعات القليلة الماضية.
وقرر مجلس إدارة نادي الزمالك الاستفادة من خبرات عبد الواحد السيد الكبيرة للعمل في قطاع الناشئين، لتقديم الإضافة المأمولة في القطاع الذي يمثل عنصر المستقبل بنادي الزمالك.
رحيل بيسيرو
أعلن مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة الكابتن حسين لبيب عن فك الأرتباط مع البرتغالي جوزيه بيسيرو المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالتراضي بين الطرفين.
وحرص مجلس إدارة نادي الزمالك على توجيه الشكر للبرتغالي جوزيه بيسيرو وجهازه المعاون على الجهود الكبيرة التي بذلها منذ توليه مسؤولية قيادة الفريق.
وأعرب مجلس إدارة النادي عن خالص أمنياته بالتوفيق للمدير الفني البرتغالي في خطوته المقبلة.
وجدير بالذكر، أن الزمالك فشل في تحقيق الفوز في المباراتين الماضيتين تحت قيادة جوزيه بيسيرو، حيث تعادل مع المصري البورسعيدي سلبيا دون أهداف، وتعادل مع البنك الأهلي بنتيجة 2-2.